دلفت الى الحرملك دون ان يلحظ احد ذلك ثم استلقت على فراشها بعد ان خلعت ثياب الخدم واستبدلتها بثيابها وقد علقت ابتسامة على شفتيها الرقيقتين كما لم تنمحي صورة يمان من رأسها ولم يغادر تفكيرها
ضحكت بنشوة حين تذكرت نظراته السعيدة نحوها وهي تركض بين زهور الياسمين وظلت على تلك الحالة حتى قطعت عليها تلك اللحظات سورنا كبيرة الجواري التي قالت بحدة:
ما الذي يضحكك يابنة الروم؟…والاهم من هذا اين كنت؟
وكالعادة لم تفهم جميلة ما قالته تلك المرأة فلاذت بصمتها ثم قامت بمناداة احدى الفتيات:
ريحانة…
حضر الفتاة التي كان باديا عليها انها اكبر قليلا من جميلة وقالت بأدب:
امرك سيدة سورنا
فتابعت سورنا بحدة اكبر:
احضري السوط
نظرت ريحانة نحو سورنا بأعين متسعة ثم قالت:
لماذا؟ـ سأقوم بتأديبها لتتعلم كيف تتجاهلني حين احدثها
كانت جميلة تتابع حديثهم كالبلهاء اذ لم تكن تعلم من لغتهم الفارسية شئ فقالت ريحانة محاولة منع سورنا مما هي مقبلة عليه:
سيدة سورنا….انت تتحدثين بالفارسية وهي تتحدث الرومية لذا لا تفهم ما تقولينه
صمتت سورنا ولم تعلق فقد ادركت خطأها ثم قالت وهي تهم بالمغادرة:
ابحثي عن احد ليعلمها الفارسية
تنفست ريحانة بارتياح ثم اومأت لها ايجابا
خرجت كبيرة الجواري فقالت ريحانة وهي تهم باللحاق بها:
اعلم انك لا تفهمين ما نقول ولكن انتبهي لنفسك
ثم خرجتورغم انها لم تفهم الحديث الدائر بينهما الا ان داخلها لم يكن مطمئناً
مرت الايام تباعا وكانت جميلة تعد الايام تنتظر مجيئه ولكن ذلك لم يحدث حتى انقضت ستة اشهر كاملة كانت خلالها تمكث امام النافذة لوقت طويل حتى فقدت الامل في رؤيته مرة اخرى الى ان جاء يوم قامت فيه سورنا باختيار ستة من الجواري صغيرات السن وأمرتهن بالاغتسال والتزين بالحلي وارتداء اجمل الفساتين وذلك تمهيداً لتقديمهن للسلطان ليختار من بينهن من ستكون رفيقته لتك الليلة
قامت جميع الفتيات بفعل ما امرتهن به كبيرة الجواري استعدادا للمثول امام السلطان اما جميلة فلم تكن تعرف ما يريدونه منها ولكن بعدما قامت احدى الجواري السابقات بتزيينها فهمت نية سورنافذهبت حيث فراشها واخرجت من تحت وسادتها القنينة التي اعطاها اياها يمان ثم اخذت تراقب المكان من حولها لتتأكد من أن أحداً لا يراها ثم قامت بفتح القنينة وهي تحاول الا تستنشق رائحتها النتنة ثم قامت بسكب القليل منها على راحتها وقامت بتمريرها على فستانها وكذا شعرها ثم خرجت الى حيث سورنا التي امرتهن ان يسرن قبلها باتجاه مجلس السلطان ولكن سرعان ما لاحظت الرائحة التي ملأت المكان فأوقفتهن ثم سارت امامهن فعرفت ان جميلة هي مصدر تلك الرائحة ورغم ان سورنا لم تترك لفظا نابيا الا وسبتها به الا انها كانت سعيدة لأنها بعيدة عن مخضع السلطان
أنت تقرأ
<<جارية في عرش السلطان>>
Romanceالحب هو أرق شعور قد يشعر به الإنسان ولكن هل من الممكن أن يقتل الحب صاحبه؟ &جارية في عرش السلطان& قصة حب لم يكتب لها أن تكتمل 🥰🥰🥰🌸 گ/ وفاء عبدالهادي أحمد