كانت تقف في الحرملك بوهن فهي مريضة وتحتاج الى الراحة كما انها لم تتلق العلاج اللازم اقتربت منها سورنا وقالت:
ماذا بك ايتها الفتاة؟
وبالطبع لم تفهم ما قالته فظلت صامتة فهي تعلم ان سورنا لن تفهمها ايضا ولكن الاخيرة صفعتها على وجهها بقوة ظنا منها انها تمتنع عن الكلام فسال خيط رفيع من الدماء من جانب فمها ثم سالت دموعها وهي تقول بلغتها:
اريد امي… اريد امي
دفعتها سورنا بيدها فسقطت على الارض ثم صرخت في احدى الخادمات ان تدلها على فراشها
ظلت تبكي حتى غلبها النوم وفي الصباح الباكر استيقظت على صوت صياح شخص ما ولما فتحت عينيها وجدت سورنا تقف على رأسها وهي تقول بسخرية:
استيقظي يابنة الروم انت هنا في قصر السلطان وليس في بيتك
لم تفهم ماقالته تلك المرأة ولكنها توقعت ان تكون هنا لايقاظ الفتيات اللاتي تم سبيهن معها
فنهضت واخذت تهندم الفراش الذي كانت تنام فوقه كما اعتادت ان تفعل فنال فعلها ذاك رضا سورنا رغم انها لم تصرح بذلك ثم خرجت الى حيث المكان الذي ستقوم فيه سورنا بتدريبهن على الرقص والغناء
وبعد مضي اسبوعين من دخولها قصر السلطان كانت تقف عند النافذة حين رأت يمان يمر من امامها فقالت بصوت مرتفع ولكن بلغتها:
انت
التفت يمان نحو مصدر الصوت فوجدها تنظر باتجاهه فأسرع نحوها وهو يسألها عن احوالها ولكن لا احد منهما يفهم ما يقوله الاخر لذا انتهى لقائهما دون ان يعلم احد بما يريده الاخر
كان يمان يريد الاطمئنان عليها فقد شغلت تفكيره منذ رآها اما هي فقد كانت تريد معرفة مكان امها ولكنها لم تستطع اخباره بذلك
بعد مرور شهرين كانت تجلس على فراشها ضامة ركبتيها الى صدرها تحدق بالفراغ امامها فاقترب يمان من النافذة وناداها بصوت خفيض ولكنها لم تنتبه له فأمسك بحجر صغير والقاه نحوها فاصطدم بإناء موضوع بالقرب منها فأصدر صوتا عاليا
نظرت نحو الاناء طويلا ثم دارت ببصرها في المكان فرأته يقف عند النافذة وعلى وجهه ابتسامة عذبة
اسرعت نحوه ولما اقتربت منه بادرها بالسؤال:
كيف حالك؟
حملقت فيه وقالت بدهشة:
تتحدث لغتي؟
قال مندفعاً:
ـ تعلمتها لأجلك
ولما رأى الذهول جلي على وجهها اردف موضحا:
اقصد تعلمتها كي استطيع التواصل معك وافهم ما تريدينه
ابتسمت وقال بامتنان:
شكرا لك
ثم حل عليهما الصمت حتى قطع هذا الصمت قائلا:
![](https://img.wattpad.com/cover/370449793-288-k750561.jpg)
أنت تقرأ
<<جارية في عرش السلطان>>
Storie d'amoreالحب هو أرق شعور قد يشعر به الإنسان ولكن هل من الممكن أن يقتل الحب صاحبه؟ &جارية في عرش السلطان& قصة حب لم يكتب لها أن تكتمل 🥰🥰🥰🌸 گ/ وفاء عبدالهادي أحمد