عاد إلى البيت بعد منتصف الليل فوجد والده قد نام وزوجته قابعة في حجرتها وصوت بكاءها يصل إلى مسامعه فشعر بالندم
جلس فوق الأريكة يفكر في حل لهذا الأمر ولكن صوت بكاءها منعه من ذلك فنهض وتوجه إليها ثم طرق على الباب ففتحته بعد لحظات
كانت جفونها متورمة من أثر البكاء فقال بعدما أحس بالحزن لأجلها:
أما اكتفيت من البكاء يا كيان؟
وكأن كلماته كانت المفتاح الذي فتح مدامع عينيها فعبس وجهها وعاودت البكاء وهي تهرول إلى الداخل
دلف خلفها ثم أغلق الباب خلفه حتى لا تصل أصواتهما إلى مسامع والده
جلست على طرف الفراش وقد أخذت تذرف الدموع في مشهد مؤلم فاقترب منها وحاول إرضاءها ببضع كلمات خرجت منه بصعوبة فقالت:
لا تكلف نفسك عناء ما تقوله، فأنا أعلم أنك تقول هذا بلسانك فقط
شعر بالحرج فجلس إلى جوارها ثم أحاط كتفيها بذراعه وضمها إلى صدره فأخذت تبكي وتنشج عالياً لدرجة أن بللت دموعها قميصه فشعر بالدموع كالنيران تحرق صدره
ظلا على تلك الحالة حتى سمعا صوت المؤذن يؤذن لصلاة الصبح فتنهد يمان بارتياح فقد شعر بالأذان هو الخلاص له من هذا الوضع الذي يجبر نفسه عليه فابتعد عنها كمن لدغته حية ثم قال موضحاً بتلعثم لما رأى الدهشة تعتري قسمات وجهها:
سأذهب لأصلي الصبح
ثم خرج تاركها في حالة من الذهول
وجد والده يتوضأ فتوضأ هو الآخر ثم خرجا سوياً للصلاة
وفي الطريق قال السيد إبراهيم لما لاحظ وجوم ولده:
ماذا بك؟
تنهد بضيق ثم قال:
لا شئ
فقال والده لما لم يقتنع بجوابه:
اذاً لماذا تبدو مهموماً؟،…..هل تشاجرت أنت وزوجتك؟
هز رأسه نفياً وقال:
ولماذا سنتشاجر؟
صمت السيد إبراهيم ولم يزد بعدما أحس أنه لا يرغب في البوح بما لديه
ثم تابعا طريقهما للمسجد في صمت
***********عادت إلى القصر بوجه مشتعل يتطاير الشرر من عينيها ثم توجهت إلى مخضعها وقامت بتحطيم كل ما وقعت عليه يدها وهي تتوعد يمان وصوت صراخها يجلجل في كل أركان القصر
هرعت ريحانة إلى السلطان لتخبره بأمر السلطانة فليس غيره يستطيع إيقافها
اتجه السلطان لمخضعه فوجدها ثائرة بشكل جنوني فاقترب منها ثم أمسك بيدها محاولاً تهدئتها فما كان منها إلا أن دفعته في صدره بقوة وهي تصرخ:
أنت تقرأ
<<جارية في عرش السلطان>>
Romanceالحب هو أرق شعور قد يشعر به الإنسان ولكن هل من الممكن أن يقتل الحب صاحبه؟ &جارية في عرش السلطان& قصة حب لم يكتب لها أن تكتمل 🥰🥰🥰🌸 گ/ وفاء عبدالهادي أحمد