كانت تجلس في الحرملك بين الجواري يتسامرن سوياً فرغم قسوة قلبها إلا أنها كانت متواضعة مع من كنَّ رفيقاتها يوماً
كن يتحدثن في أمور شتى حين دلفت إليها وصيفتها الخاصة ريحانة والتي قالت بمجرد أن جلست إلى جوارها:
لن تصدقي يا مولاتي بمن التقيت حين ذهبت لأحضر لكِ تلك العشبة التي كنتِ تريدينها
ـ من؟
سألتها جميلة بغير اكتراث فقالت:
يمان
خفق قلب حميلة لدى سماعها اسمه واضطربت ملامحها بينما تابعت ريحانة وهي تبتسم:
بدا مختلفاً بعدما تزوج
ارتفع حاجباها لأعلى واتسعت عيناها في دهشة ثم قالت غير مصدقة:
مستحيل
ثم نهضت واتجهت إلى مخضعها وما هي إلا لحظات حتى خرجت مرتدية ثياب الخدم وخرجت من القصر
**********
بعد زواجه ترك الجيش والتحق للعمل بعطارة والده، وفي أحد الأيام التي كان فيها هناك سمع صوتاً من خلفه يقول:
كيف حالك أيها الفارس؟
كان ممسكاً بوعاء زجاجي فسقط من يده وتحطم فلم يكن يتخيل أنه سيسمع صوتها مرة أخرى بعد غياب دام لأكثر من عام ثم قال بعدما تمالك نفسه:
لم أعد فارساً
ـ ولكنك ستظل هكذا دوماً
فاستدار إليها فوجدها تقف أمامه كما رآها أول مرة بعدما تم أخذها إلى قصر السلطان فابتسم وكأنها ذكرته بأجمل ذكرى مرت عليه ولكنه سرعان ما تدارك نفسه وأخفى ابتسامته فقالت بتهكم:
لا زلت أشغل عقلك يا يمان
ثم ضربته بقبضتها في صدره وتابعت:
لا زلت أسكن وحدي هنا
أشاح بوجهه بعيداً عنها ثم قال:
كان هذا في الماضي، ولكن الآن لا يوجد أحد هنا سوى زوجتي
فقالت بغيظ:
أنت تكذب وإلا لما أشحت بوجهك بعيداً كي لا أرى حبك لي ينبع من عينيك
زفر أنفاسه بضيق فقد كانت محقة ثم قال:
ماذا تريدين مني؟
ترقرقت الدموع في عينيها ثم قالت بنبرة يشوبها بعض البكاء:
لماذا تزوجت يا يمان؟
ارتفع حاجباه بدهشة ثم قال:
هذا أمر يخصني ولا شأن لكِ به
فقالت وقد علا صوتها بشكل ملحوظ:
بل يخصني
ثم تابعت:
أنت تقرأ
<<جارية في عرش السلطان>>
Roman d'amourالحب هو أرق شعور قد يشعر به الإنسان ولكن هل من الممكن أن يقتل الحب صاحبه؟ &جارية في عرش السلطان& قصة حب لم يكتب لها أن تكتمل 🥰🥰🥰🌸 گ/ وفاء عبدالهادي أحمد