صراخ قوي يهز ارجاء الحرملك كان صادراً من جميلة بعدما وشى بها الشاب الذي كان يحدق بها في الحانة الى كبيرة الجواري والتي تدعى سورنا فقامت بمعاقبتها بالضرب بالسوط وسط الحرملك وامام كل الجواري لتكون عبرة لهن
ـ ايتها العاهرة
قالتها سورنا التي لم تكف عن سبها بهذه الالفاظ منذ علمت بخروجها من القصر دون علم احد
امسكت جميلة بالسوط فجأة ثم قالت بتحدٍ وهي تحدق بعيني سورنا:
انت العاهرة وليس انا على الاقل انا لا اذهب لمخضع السلطان مثل بقية الجواري
ثم صمتت وجذبت السوط من يدها بقوة جعلته يفلت من قبضتها ثم تابعت وهي تنهض عن الارض:سيتغير هذا يوماً ما وحينها لن اكتفي بجلدك بالسوط فحسب بل سترين كيف سأجعل من صراخك المستمر نغمة يعتاد عليها اهل سمرقند
ثم القت بالسوط ارضاً واتجهت الى فراشها ثم تكومت فوقه وهي ترمق سورنا بنظراتها بينما بقيت الأخيرة في مكانها كالتمثال الذي لا حراك فيه
لا تنكر انها شعرت بالخوف بعد الذي قالته جميلة
اما الاخيرة فقد كانت منكبة على فراشها تبكي دون صوت وهي تتحسس اثار السوط على جسدها وفي داخلها تتمنى ان لو كان يمان قريب منها فمنذ ان وطئت اقدامها ارض سمرقند لم تري احدا يعاملها برفق كما يعاملها يمان ثم شرد عقلها الى ما قبل ثمانية اعوام حينما جائت الى فارس بين السبايا الذين تم اسرهم من بلادها
كانت في السابعة عشرة وكانت قادمة رفقة والدتها حين التقت يمان الذي كان في الثالثة والعشرين من عمره انذاك وقد كان جنديا مبتدءا في صفوف جيش سمرقند
كان ضمن الجنود الموكلين بحراسة الاسرى الروميين حين رآها تحتضن والدتها وهي تبكي بشدة
اقترب منها بحذر ثم قال بالفارسية:
هل انتهما بخير؟
لم تفهما ما يقوله فأعاد سؤاله بلغتهما التي كان يعرف بعض المصطلحات منها فقالت الام التي كانت لكثر تماسكا من ابنتها:
نحن خائفتان
لم يعرف ماذا يقول اذ لم يفهم جوابها فقام بمناداة جندي اخر يدعى پارسا كان يعرف لغة الرومان ولما جاء اليه سأله ان يسأل تلك المرأة عما تريد فاعترض پارسا وقال:
ابتعد عن الاسرى يا يمان ولا تتدخل في شؤونهم فهذا ليس في صالحك
فقال يمان برجاء:
پارسا ارجوك هذه المرأة تريد شيئا ولكني لا افهم لغتهما
فقال پارسا معترضا:
لا ولا ولا…لن اتدخل في هذا الامر ابدا
رفع يمان احد حاجبيه ثم قال بنبرة تهديد واضحة:
![](https://img.wattpad.com/cover/370449793-288-k750561.jpg)
أنت تقرأ
<<جارية في عرش السلطان>>
Roman d'amourالحب هو أرق شعور قد يشعر به الإنسان ولكن هل من الممكن أن يقتل الحب صاحبه؟ &جارية في عرش السلطان& قصة حب لم يكتب لها أن تكتمل 🥰🥰🥰🌸 گ/ وفاء عبدالهادي أحمد