بعد شروق الشمس دلف يمان الى البيت فوجد والده السيد ابراهيم يجلس على بساط ارضي يمسك بين يديه كتاب الله عز وجل يرتل بعض آياته
اقترب منه وعلى وجهه ابتسامة عذبة ثم قال بأدب وهو يجلس بالقرب منه:
السلام عليكم يا ابي
اغلق السيد ابراهيم المصحف الذي بين يديه وقال:
صدق الله العظيم
ثم تابع بابتسامة:
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته….. اين كنت يا بني؟
ـ كنت في المسجد اصلي الصبح
نظر والده الى الاجواء حوله ثم قال مازحا:
اليس الوقت باكرا لأداء صلاة الصبح يا يمان؟
شعر يمان بالحرج من والده وقال:
بصراحة كنت اتسكع في المدينة بعد الصلاة
صمت السيد ابراهيم قليلا قبل ان يقول:
لماذا لا تخبرني انك انتظرتني لأنام حتى تذهب الى الحانة وتشرب الخمر يا ابن ابراهيم
كان من عادة السيد ابراهيم كلما غضب من ولده ان يناديه بابن ابراهيم بدلا من بني وكان يمان يدرك ذلك جيدا فقال محاولا الدفاع عن نفسه:
اقسم لك يا ابي انني لم اذهب الى الحانة لاحتسي الخمر او غيره بل ذهبت لملاقاة رفاقي
فقال السيد ابراهيم بهدوء:
ولكن من اخبرني انك ذهبت الى الحانة اخبرني ايضا انك كنت هناك رفقة فتاة
صعق يمان حينما اخبره بذلك ولم يستطع النبس ببنت شفة بعدما شعر بالخجل من نفسه فتابع والده بعدما تملك الغضب منه:
كل ذنب قد تقترفه يا يمان اغفره لك الا الذنب الذي يغضب الله
حاول يمان ان يعتذر من والده طالبا العفو فقال والده بحدة:
اطلب العفو ممن استهنت بعظمته يابن العرب
ثم تركه واتجه الى حجرته التي صفع بابها بقوة كادت ان تقتلعه من مكانه
لم يتمالك يمان نفسه وبكى فأكثر شئ يحزنه في هذه الدنيا هو غضب والده وفوق هذا كله ظنه انه اقترف ذنباً مثل شرب الخمر
بعد قليل من الوقت نهض واتجه نحو اناء به بعض الماء، توضأ منه ثم صلى الصبح الذي لم يكن صلاه بعدها جلس حيث كان والده جالسا وامسك بالمصحف واخذ يتلو الآيات حتى خرج والده من الحجرة بعدما أُذن لصلاة الظهر
فور ان وقع بصر يمان على والده هرع اليه وانكب على يده مقبلاً طالبا منه ان يسامحه
شعر السيد ابراهيم بالصدق في صوت ولده فقال برفق وهو يربت على كتفه:
انا اخشى عليك من غضب الله يابني لذا ارجوك حاول الا تقترف ذنبا يغضبه
فقال يمان بنبرة حزينة وبصوت منخفض بالكاد يسمع:
حاضر
ثم خرجا سويا لأداء صلاة الظهر بعد الانتهاء من الصلاة ودع يمان والده للذهاب الي معسكره ولكن لم يكن ليذهب الى هناك قبل ان يرى جميلة ولكنه كان قد وعد والده الا يفعل شيئا محرماً هو يحبها ولكنه يعلم جيداً ان اختلائه بها من المحرمات لذا تغاضى عن الذهاب اليها ورؤيتها واتجه من فوره الى المعسكر
********
أنت تقرأ
<<جارية في عرش السلطان>>
Romanceالحب هو أرق شعور قد يشعر به الإنسان ولكن هل من الممكن أن يقتل الحب صاحبه؟ &جارية في عرش السلطان& قصة حب لم يكتب لها أن تكتمل 🥰🥰🥰🌸 گ/ وفاء عبدالهادي أحمد