خيانة

33 5 0
                                    

وصل الجيش إلى سمرقند بعد إعطاءه درساً قاسياً لسلطان بغداد وجعله يفكر ألف مرة قبل أن يتعاون مع أي عدو من أعدائه

افترق يمان وپارسا كل إلى بيته لرؤية أهله بعد هذا الغياب فوجد يمان والده يقف أمام البيت منتظراً عودته فتهللت أساريره وترقرت الدموع في عينيه حين رآه قد عاد إليه سالماً فأسرع يمان نحو والده ثم عانقه بشوق وهو يقول:

كيف حالك يا أبي؟

فقال الأب بفرح حقيقي:

الحمد لله الذي أعادك إلىَّ سالماً يا بني

كان يمان غائباً عن والده منذ ما يزيد عن الشهرين، وبعد عناق طويل دلفا إلى البيت، فذهب يمان إلى حجرة لينال قسطاً من الراحة بينما بقي والده في ردهة البيت يتلوا بعض آيات القرءان فسمع طرقاً على الباب فاتجه إليه وفتحه فتفاجأ بفتاة تقف أمامه فانعقد ما بين حاجبيه وهو يسألها:

نعم تفضلي

فقالت الفتاة بعدما طال تحديقها به:

هل عاد يمان؟

تجهم وجه السيد إبراهيم حين سألته الفتاة عن ابنه ثم صاح منادياً إياه

جاء يمان ملبياً نداء والده فشهق عالياً بمجرد أن وقع بصره على الفتاة الواقفة أمامه والتي لم تكن إلا ريحانة إحدى جواري قصر السلطان وصديقة جميلة والتي كان يعرفها جيداً فقد رآها عدة مرات برفقتها فسأله والده بحدة وهو يرمقه بنظراته:

من هذه الفتاة يا ابن إبراهيم؟

كان التوتر جلي على وجه يمان وهو يحاول إيجاد كلمات يمكنه قولها فقال والده بحدة:

جِد كذبة مقنعة كي أصدقك يا ابن العرب

ثم تركه واتجه إلى حجرته فنظر يمان نحو ريحانة ثم قال بحدة:

ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟

فقالت:

لقد أرسلتني جميلة للسؤال عنك، وطلبت مني إخبارك أنها ستنتظرك عند البحيرة مع غروب الشمس

فقال وهو يتنهد بضيق:

أخبريها أنني سأذهب ولكني قد أتأخر قليلاً

أومأت ريحانة إيجاباً ثم ابتسمت وقالت قبل أن تتركه وتغادر:

إذهب إلى والدك وحاول كسب عفوه فلابد وأنه غاضب منك أيها المجنون

ثم رحلت فقال بحدة وهو يغلق باب البيت خلفها:

اللعنة عليكِ وعليها

ثم ذهب إلى والده

                       *******

كان السيد إبراهيم يجلس على طرف فراشه والغضب بادٍ عليه فكيف تأتي فتاة ترتدي ثياباً سافرة وتبدو عديمة الأخلاق إلى بيته وتسأله عن ولده فطرق الأخير الباب ثم دلف إلى الحجرة دون أن ينتظر الإذن بالدخول

<<جارية في عرش السلطان>>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن