لمحت طيفه اختفى خلف مقر السيلڤا، لألحق به ركضا، ثم توقفت أتسلل كي لا يكشفني، رأيته يجلس على ركبتيه، يحمل بين يديه أوراقا للسحر، ثم بدأ يتمتم بأمور غريبة، لتنطلق الأوراق في رحلتها نحو نافذة مكتب المعلم، وأخيراً عرفت قدرته، إنه متمرس في سحر الكيد، ولكن أتساءل، لماذا لم أستطع الإحساس بقوته عندما رأيته بادءً، يبدو أنه يجيد إخفائها بطريقة متقنة للغاية
في غضون دقائق بدأت النافذة تحرر أشياء المعلم، كتب ومخطوطات، محاليل وتعاويذ، وكذا صندوق نقوده، كانت الأشياء داخل فقاعة شفافة خضراء اللون تحيط بها تلك الأوراق من كل جانب، وتطوف كما الأشباح، إلى أن حطت إلى جانب ذاك النحيف، الذي ابتسم بمكر، ثم حمل مسروقاته وهم في المغادرة، ولكنه صُعق حينما رآني أقف له بالمرصاد، ⟪أعترف، إنكَ لص محترف حقا، تستحق وساما يا فتى، ولكن السرقة أمر مشين، ألم تتعلم هذا في الصغر⟫، قلت ذلك بابتسامة واثقة، ليجيبني بمثلها ⟪أعترف، إنكِ صعلوكة جريئة حقا، تستحقين وساما على ثقتك، ولكن الثقة الزائدة خطيرة، ألم يخبروك بهذا في الصغر⟫، انهى كلامه بأكثر ابتسامة مستفزة على الإطلاق
لقد جن جنوني عندها، ركضت نحوه مشكلة قبضة، حاولت لكمه لكنه تفاداها بمهارة، ليقفز عاليا ويحط على تمثال المعلم الأكبر السابق الذي كان يتوسط الحديقة، صرخ قائلا ⟪عودي أدراجكِ يا فتاة فلا وقت لدي للعب معك، وداعا⟫، هَمَّ في المغادرة لكنني أوقفته قائلة ⟪يالك من فتى جبان، أسحب كلامي لا تستحق وساما البتة، تود الهرب يا ورقة الشجر⟫، شعرت بأن كلماتي أثرت به، وهذا ما وددته، كنت أود أن أجعله يلزم مكانه، أود حقا خَوضَ نِزالٍ حقيقي، لربما أتمكن من تحرير قوتي مجددًا
استدار ناحيتي يبتسم ⟪يالكِ من غبية، تحاولين إغاظتي لمبارزتكِ أوليس؟، حركة لطيفة من طفلة، ولكنني لا أقع بسهولة، وإن وددتِ النزال فلا مانع لدي⟫، سخر مني بكل وقاحة، متكبر متعجرف، شتمته لأنقض عليه أحاول لكمه، ولكن الجبان يستمر في القفز عاليا، ليتني أستطيع القفز مثله، وضع مسروقاته في تلك الفقاعة مجدداً لتبدأ بالطوفان عاليا، ثم قفز ليحط على العشب الأخضر، ينظر لي بابتسامة، ابتسامته تلك هي أكثر شيء مستفز فيه
أنت تقرأ
آنـــــــــــدراتيركـا
Fantasy[ "لست أدري هل كل هذا حقيقي أم أنه خدعة، أم يا ترى كابوس مرعب أتمنى حقا لو أنني أستيقظ منه بسرعة قبل أن أفقد آخر ذرة عقل أملكها، هل لربما لسبب ما هي كذبة أبريل؟! فبين ليلة وضحاها أكتشف أن كل ذلك قد كان مجرد خدعة، تلك الذكريات وذاك الكم من الأحاسيس،...