┊الهـــــــــــروب┊

43 27 1
                                    

كما توقعت، المكان مليء بالفوضى، والكثير ممن لا أعرفهم متواجدين هنا أيضاً، استيقظت متأخرة نوعا ما نظرت نحو سرير زايدان فلم أجده، طِوال هذان اليومان لم نتحدث إطلاقا، لا أنا بادرت ولا هو بادر، تبا لا أود الرحيل من دونه، ولا أود الرحيل ونحن على هذه الحال

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كما توقعت، المكان مليء بالفوضى، والكثير ممن لا أعرفهم متواجدين هنا أيضاً، استيقظت متأخرة نوعا ما نظرت نحو سرير زايدان فلم أجده، طِوال هذان اليومان لم نتحدث إطلاقا، لا أنا بادرت ولا هو بادر، تبا لا أود الرحيل من دونه، ولا أود الرحيل ونحن على هذه الحال

ارتديت ثوبا أسود اللون، مع حذاء ذو عنق طويل باللون الذهبي، تناسب مع الزينة الذهبية التي شددت بها شعري، إنه الثوب الذي سيرتديه المتخرجون اليوم للحفل، تبا غير مريح البتة، لست معتادة على هذه الخزعبلات، سرحت شعري الأسود لينسدل على كتفاي، ثم أسرعت راكضة خارج الغرفة، أبحث عنه بين الجميع، أبحث عن زايدان

يالها من فوضى عارمة، لم أعد أعرف أحدا هنا، تكاثرت الوجوه لحد الجنون، أركض بين ذاك الإزدحام باحثة عن رأس البطيخ ذاك، كأنه إبرة وسط كومة قش، ركضت إلى أن لمحته وسط مجموعة من الفتيان عند المنعطف

ابتسمت حالما رأيته يرتدي البذلة السوداء يبدو وسيما للغاية، ركضت ناحيته من دون تردد أسحبه من ساعده، بينما تعالت الهمسات حول من أكون، وهناك من صفر عند رؤيتي، أوغاااد، ولكن لم يبدو على زايدان السرور برؤيتي، كان منزعجا كالعادة مقطبا حاجبيه

⟪ما بالك تنظر لي هكذا؟ هل أحببت هذه المقاطعة السخيفة، تبا لك ولها، ألم تشتق لمحادثاتنا⟫، نظر نحوي ليقلب وجهه بعيدا ثم نطق بعجرفة ⟪تبدين جميلة، أيتها الغبية المعتوهة⟫، لم أستطع منع نفسي من الضحك لأقهقه عاليا لا يُجيد التمثيل مطلقا، ارتميت بين أحضانه، ليربت على رأسي مع ابتسامة ⟪يالكِ من أخت مشاغبة، لقد تركتكِ لأرى ما إذا كنتِ ستأتين أم لا، إنكِ عنيدة حقا، يومان كاملان ولم تحدثيني، قاسية القلب⟫، رفعت رأسي عن صدره لألكمه ⟪وماذا عنك أنت لماذا لم تأتي لمحادثتي أيها الغبي⟫، تأفأف بانزعاج ليهدد ⟪إن أَعدتِ لكمي مجدداً فسأقتلع عيناكِ المخيفة بمِلقَط الحديقة⟫، أغمضت عيناي بخوف، هذا المعتوه إن قال شيئا فعله، فجأة ترامى إلى ذهني أمر مهم كنت قد تناسيته، لأنظر نحوه بجدية، جعلته يتفاجئ

⟪اليوم هو يوم هروبي زايدان⟫، توقفتِ الكلمات في حنجرته ليغمض عيناه بعنف ⟪ألن تَعْدُلِي عن قراركِ السخيف هذا آطلانتا؟⟫، هززت رأسي نفيا، فلقد قررت ولا مجال للتراجع، ليرفع كتفاه بقلة حيلة، ⟪لن أمنعكِ إذا، ولا يسعني سوى أن أتمنى لكِ حظا موفقا، سأشتاق لكِ بالفعل⟫، انهى كلامه بابتسامة، لأرتمي بين أحضانه باكية، لطالما كان زايدان الأب والأم والأخ، كان كل عائلتي، لا أستطيع فراقه، ولكن لا خيار أمامي، قررت أن أهرب بعد أن أراه يتخرج، على الأقل لا يجب علي تركَه في هذا اليوم، أكيد سيصير معلما عظيما

آنـــــــــــدراتيركـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن