┊عضو جديد┊

37 23 1
                                    

كان العرق شديدا على جبينه، يلهث كثور هائج، محمر الوجه، بدا التعب على ملامحه الصبيانية، شعره البني مبعثر بعشوائية، تُراقصه هبات الرياح الخفيفة، عيونه الصقرية تحمل أكبر حقد قد تراه في حياتك، حقد لا يتناسب مع عمره، بدا أنه لم يتجاوز الرابعة عشر بعد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كان العرق شديدا على جبينه، يلهث كثور هائج، محمر الوجه، بدا التعب على ملامحه الصبيانية، شعره البني مبعثر بعشوائية، تُراقصه هبات الرياح الخفيفة، عيونه الصقرية تحمل أكبر حقد قد تراه في حياتك، حقد لا يتناسب مع عمره، بدا أنه لم يتجاوز الرابعة عشر بعد

يحمل سيفا حادا بين يديه تلطخ بدماء قرمزية تلمع تحت ضوء الشمس الحارة، وقف مقابلا لذاك الوحش البشري الضخم، الذي يبتسم باستفزاز حتى برزت أسنانه الصفراء المقززة

وفي جزء من الثانية ارتفع عاليا داخل دوامة رياح عاتية ثم قفز موجها سيفه نحو ذاك الضخم الذي قفز مبتعدا عن مكانه رغم بدانة جسمه إلا أنه بدا رشيقا

ابتسم باستفزاز لينطق بصوته الأجش ⟪لا تظن نفسك قادر على هزيمة جادان أيها الصعلوك الصغير⟫، عقد الصبي حاجباه بغضب عريم ليلوح بسيفه مشكلا عاصفة رياح أرسلها ناحية الضخم الذي حاول صدها بكلتا يداه إلا أنه استطاع زحزحته من مكانه

قفز الصبي مجددًا نحوه مشهرا سيفه في وجهه، وجه ضربته نحو جادان، ليقفز بعيدا ولكنه لم يسلم من ذاك الجرح على وجنته، تحسس الدماء اللزجة بأنامله ليعقد حاجباه بغضب ⟪انتهى وقت اللعب، سأريك يا بن شهين⟫

ضرب قبضته بالأرض لتتشكل صخور حادة على طول مكان وقوف الصغير، ولم يسلم منها، حيث دفعته بقوة عاليا ليطير جسده لأبعد مسافة، أحس بالضعف أحس بأنه لاشيء، لم يعد قادرا على المقاومة أكثر، لذا استسلم ليموت كما مات البقية، ربما فكرة الإنتقام لم تكن سديدة

هوى جسده النحيل أرضاً ساقطا بسرعة كبيرة، أغمض سقريتاه بوهن ينتظر تحطم عظامه فوق صخور جادان الحادة، ولكنه لم يحس بأية آلام أحس بشيء ناعم يمسك به

فتح عيناه ببطئ وحذر ليلحظ زرقاوتيها وهي تقفز به بعيدا حاملة إياه بين ذراعيها، رُسمت معالم الدهشة على ملامحه، أولا من عينيها الغريبتين اللتان تضيئان كمصباح أزرق، وثانيا من تدخلها في معركته

منذ ساعات وهو يحارب لآخر رمق ولم يجرء أحد على مساعدته لكنه عذرهم فهو بذاته لايود لأحد أن يتورط مع جنود الحاكم ويعرض حياته للخطر في سبيل إنقاظ حياته البائسة، ولكن تدخلها هذا أدهشه

آنـــــــــــدراتيركـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن