إني أسمعها... أسمعها بوضوح حتى أني أحسست بمدى الألم الذي تتعرض له، ركضت وحسب، دون هوادة، فقط ركضت أتتبع قلبي الذي يخفق خوفا ورعبا، وشوقا للوصول لصاحبة هذا الغناء
أجل لقد كانت تغني.... كانت تغني أغنية مليئة بالألم والأسى وتتردد بها ترانيم النجدة، والأمل في الخلاص، تتردد بها ألحان تتراقص على وقع الدماء.... دماء تم سفكها بوحشية
لست أعرف ماذا أفعل أو إلى أين أتجه أو حتى إلى أين تأخذني قدماي، ولكن ما أعرفه حق معرفة أنني لن أتوقف قبل أن أُنقظ أيا كان هذا الذي يغني هكذا بهذا الصوت المتألم.
كنت أسمع وقع خطواته خلفي، لازال يركض هو الآخر، ترى هل كان يسمع هذا القهر والعذاب كل يوم، كيف عساه ينام بعد سماعه هذا، ولازال طفلا صغيرا لم يتجاوز الخامسة
تجاهلت كل شيء كليا، بعد أن وطئت قدماي قعر الغابة وبات الصوت أقرب مما كان عليه بل إنه حذوي تماما، ولكنني لا أرى شيئا، لا شيء
سوى أشجار سوداء ونباتات شائكة، أعشاب سامة ميتة لا نفع لها، ودخان أسود ولا وجود لذرة ضوء البتة، لقد اختفت تلك الشمس المنيرة ولم يعد لها أثر إطلاقا
ذاك الصوت كان لازال يغني، نظرت خلفي لأرى إن كان كنان قد استطاع اللحاق بي ووصل أخيراً لأرى صدمته بينما يراقب هذا المكان الميت، لا حياة به
تبا هل قطعت كل هذه المسافة لأجل اللاشيء، ضربت الأرض بقدمي بغضب، ولكن ما يحيرني أن الصوت قريب، قريب لحد اللعنة وكأنه في دماغي هل جننت؟
فجأة اختفى الصوت شعرت بالصدمة لما يا ترى قد اختفى، ليحل الهدوء، هدوء ليس له مثيل، والذي لم يستمر إلا لجزء من الثانية، قبل أن أراها أخيراً، أجل لقد كانت هنا طوال هذه المدة
وفي لحظة، دون سابق إنذار بدأ كل شيء في التحرك ليصبح عملاقا، عملاقا حد اللعنة، الأشجار أصبحت ضخمة حيث أنني لم أعد قادرة على رؤية ارتفاعها الشاهق البتة، فما عدت أرى سوى جذوعها الخشبية
وتلك الأعشاب التي كنت أدوسها بقدماي باتت أطول مني بملايين المرات بل وباتت أطول من طول الأشجار الواقعي، تبا!! مالذي يحصل؟!!
أنت تقرأ
آنـــــــــــدراتيركـا
Fantasi[ "لست أدري هل كل هذا حقيقي أم أنه خدعة، أم يا ترى كابوس مرعب أتمنى حقا لو أنني أستيقظ منه بسرعة قبل أن أفقد آخر ذرة عقل أملكها، هل لربما لسبب ما هي كذبة أبريل؟! فبين ليلة وضحاها أكتشف أن كل ذلك قد كان مجرد خدعة، تلك الذكريات وذاك الكم من الأحاسيس،...