الباب الاول 1

7.7K 156 7
                                    

ليلاً
وداخل أحد الكهوف القريبة من قرية الجساسة يجتمع أربعة من اللصوص الشركاء كل واحد منهم قد جاء بغنيمته " مال..طعام ...أقمشة...وبعض المجوهرات الثمينة"... ولكنهم قرروا عدم اقتسامها حتى يصل شريكهم : اللص الخامس
بعد قليل يأتي اللص الخامس حاملا غنيمته فوق كتفه: فتاة حسناء جميلة تميزها شامة وردية على خدها اليمين تشبه ثمرة الخوخ....يقول وهو يطرحها أرضا:
- لا شيء يسر غير فتاة يقتسمها أصحاب فيما بينهم
يضحك اللصوص مما سمعوه إلا واحدا منهم وقد كان رجلا في بداية الخمسين من عمره ،حاد الملامح ذات بشرة سوداء مهيب الطلة إذ يقول معارضا:
- نحن لصوص لكننا رجال ، والرجال لا يعتدون على الأعراض
ثم وهو يتوكأ عل عكازته  الخشبية راح ذلك الرجل يقترب منها بخطواته العرجاء حتى إذ وصل إليها قام بنزع قطعة القماش التي تكمم فمها وقال بلطف كي يطمئنها:
- انا اسمي ميثم ،ما اسمك ايتها الجميلة ؟!
- آآ...ارجوكم لا تؤذوني
- لن يؤذيك احد وستعودين لمنزلك آمنة
ثم يبتسم لها فتظهر غمازة رقيقة على صفحة خدها الأيسر ويسألها بلطف :
- لم تخبريني عن اسمك؟!
تقول مبتسمة وقد اطمآنت له : ماريا
همّ بتحرير يدها المربوطتين خلف ظهرها...
لكن اللص.. اللص الخامس ..الذي جاء بها اعترض طريق ميثم وقال:
- اذا كنت غير راضٍ عن هذه الغنيمة فتنازل عن حقك فيها
- هذه ليست غنيمة يا قيثار، أنها فتاة
- ولماذا خُلقة النساء؟!...أليس لامتاع الرجال؟!
ضحك بقية اللصوص من كلامة؛:فقال ميثم يُجادلهم بذات المنطق:
- اذا كان هذا منطقكم فأجلبوا لبعضكم امهاتكم واخواتكم اذا.
انقطع الضحك.
قال أحدهم:
- اعتذر ايها الاسود الحقير... واردف مهددا:
- اعتذر كي لا ابتر قدمك الثانية واركلك بها.
-اذا كان هناك من يجب عليه أن يعتذر فهو الشخص الذي اخاف هذه الفتاة المسكينة
وقال يدعوهم بالتي هي أحسن:
- دعوها تذهب؛ أن الرب يرحم الذي يُحسن إلى النساء
لم يضعوا اليه؛فقد طمست الشهوة قلوبهم وما كانو مستعدين التفريط بتلك الفتاة بأي ثمن؛فقام أحدهم بتجريد سيفه نحو ميثم وقال له:
- غادر الكهف اذا كنت تريد البقاء حيّا ليوم اخر.
هو يدرك أنهم لا يهددون عبثا ويدرك أيضا أن قدمه الوحيدة لن تعطيه المرونة الكافيه للمقاومة،ورغم ذلك قرر عدم التخلي عن الفتاة فخبأها وراء ظهره وجرّد عليهم سيف ه:
-اذا كنتم تريدون الوصول إليها فعليكم العبور من فوق جثتي اولا
- جرّد بقية اللصوص سيوفهم ضده ثم هاجموه...
ولكن قبل أن تصل سيوفهم إليه حدث شيء غير متوقع
لقد سقطوا جميعا..سقطوا جثة هامدة...بعد قيام شخص ما بمهاجمتهم من الخلف في وقت واحد
                          ****
وعلى اضواء الفوانيس اليت كانت تُنير الكهف من الداخل استطاع ميثم وماريا رؤية ذلك الشخص الذي انقذهما: لقد كانت فتاة لها عينان بندقيان ووجه ابيض مرقط بحبات النمش الخفيفة. كانت تفوح منها رائحة الياسمين....
أراد ميثم أن يشكرها ولكن ما كاد أن يرمش عينيه حتى اختفت من أمامه.....

جوماناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن