عادت جومانا الغابة المظلمة....
ورغم أن الغابة كانت تضج بحراس العائلة إلا أنها استطاعت التسلل من بينهم دون أن تلفت الأنظار ثم أكملت طريقها حتى وصلت إلى القلعة حيث تسكن مع عائلتها .
في البداية كانت تشعر بلذة الانتصار لان احدا لم يكتشف غيابها وسارعت بالصعود للطابق الثاني حيث حجرتها ولكنها ما أن فتحت الباب حتى صدمت برؤية شخص ما كان ينتظرها داخل الحجرة.
انها "تاج" وكانت تجلس فوق الأريكة واضعة قدما فوق قدم بدت عليها أمائر عدم الرضى والغضب ، قالت متسائلة بنبرة فيها الكثير من التهديد والوعيد:
- لقد عصيت امري وذهبت مرة أخرى لمساكن البشر؟!
أغلقت جومانا البا خلفها وهمست متوسلة:
- اخفضي صوتك سوف يسمعك ابي...
- ليسمع! فما حدث اليوم لا يُمكن السكوت عنه...
قالت في محاولة لامتصاص غضبها :
- اهدئي ؛ فالأمر لا يستحق كل هذا الغضب.
- لقد أظهرت نفسك للبشر ايتها المتهورة، وقتلتِ
منهم اربعة؟!
- كانوا سيؤذون الفتاة لو لم اتدخل .
انت لست ملاكا خلق من نور،انت حنية اصلك النار والاباطرة نسلك....ولست ملكفة بحماية أحد خارج العائلة.
- الحياة دوّارة يا امي وكل ما نفعله اليوم مع الآخرين سيعود إلينا غدًا.....
كان كلاما غريبا بالنسبة لتاج ولم يعجبها سماعه فقالت:
هذا الكلام لا يشبهنا
واضافت وهي تنهض من فوق الأريكة وتتجه نحو الباب:
- لقد أصبحت تتحدثين بتفاهات البشر.. ويجب أن يضع والدك حدّاً لك قبل فوات الاوان
- ارجوك لا..لا اريده أن يغضب مني
توقفت تاج تلبية رجاء ابنتها وقالت تفاوضها:
- لن أخبره اذا وعدتني بانك لن تزوري مساكنهم ابداا
- استطيع أن اعدك بألا اتدخل بشؤونهم مرة أخرى
قالت تتحدث بلطف ولين علّها ترضى وتقتنع :
- البشر خطيرون يا ابنتي ولن يطالك منهم غير المصائب - ثم اردفت بحنان ام تخاف على ابنتها :
انا احبك ولا اريد ان اخسرك يوما ؛ لهذا اريد منك وعدا بعدم الذهاب إليهم... اقطعي لي هذا الوعد وانا اعدك بألا أخبر والدك بما حصل اليوم.
- لا استطيع أن تقطع وعدا لست متاكدة من الالتزام به.
كادت تاج أن تفقد أعصابها لكنها تداركت نفسها في اللحظة الأخيرة,واكملت الحديث معها بذات اللكف والين:
- أنتِ جميلة يا جومانا وكل شيوخ الجن وفرسانهم يتمنوك، ولكن لن يرغب أحد منهم بالزواج منك لو عرف انك تُخالطين البشر كل يوم.
- من هذه الناحية اطمئني ،لا اريد أن أتزوج فيحدث معي كالذي بينك وبين والدي.
لم تتوقع تاج ذلك الرد القاسي، فقالت وقد فقدت أعصابها:
- عنيدة ورأيك يابس؛يبدو انني كنت اتوحم على حمارة عندما كنت حاملا بك.
كتمت جومانا ضحكتها كي لا تزيد بها غضب والدتها .
قالت تاج وهي تغادر:
منذ الآن وصاعدا والدك هو من سيتصرف معك.
****
في الحقيقة كانت العلاقة بين تاج وزوجها "جبّار " متوترة لأقصى حد وقد سبق له في الماضي أن قام بطردها من العائلة ورغم ذلك إلا أن لم يحرمها من رؤية ابنتها.....
***
بقيت جومانا في حجرتها متحصنة بالأماني....
لقد كانت تتمنى لو أن كلام والدتها قبل قليل لا يعدو كونه مجرد تهديد عابر...ولكن أمانيها سرعان ما تبخرت في الهواء وذلك عندما سمعت بعد قليل صيحة - صيحة والدها وهو يناديها :
- جومانااااا
أنت تقرأ
جومانا
Fantasiعيناها بندقية اللون وشفتها بارزتان أنفها مستقيم وجهها ابيض مرقط بحبات النمش الخفيفة المنتشرة على وجنتيها واجزاء معينة من رقبتها لها جسد نحيل وتمتلك شعر رمادي طويل،كما لو انها فتاة من السماء تلقى على الأرض نظرة من وراء سحب الليل الرمادية