الباب الاول 7

1.3K 36 2
                                    

كان ميثم في الماضي يعتمد على الصدقات ومساعدات الآخرين لإطعام ابنته... وفي أحد الأيام مرة قرية الجساسة بقحط شديد  لم يسبق لها أن مرت به من قبل..
في ذلك العام توقف الآخرون عن مساعدته نهائيا؛ ليش جحودا أو أنانية ولكن لأن كل ربّة أسرة كان بالكاد يستطيع أن يطعم أفراد أسرته...
فكادت ابنته ريحانة أن تلاقي حتفها بسبب الجوع...
ولما كان ميثم قد خسر أفراد عائلته الآخرون ولم يتبق له إلا تلك الابنة فإنه عم يكن مستعدا لخسارتها باي ثمن ؛ ولأجل هذا فإنه اتخذ أحد اصعب القرارات التي اتخذها في حياته...
في ذلك اليوم غادر ميثم المنزل بقدمين وحين عاد كان يملك قدما واحدة وعكازة خشبية يتوكأ عليها ، ويحمل فوق كتفه لحم طازجة ملفوفة في قطعة من قماش.
سالته جومانا قاطعة عليه سرد القصة:
- الم تنتبه ابنتك للامر؟!
- كانت لتوها قد بلغت الثلاث أعوام ولم تنتبه ابداا .
هل قمت بمشاركتها الطعام؟!
- لا
تنهدت وقالت بارتياح : هذا يهون من بشاعة الأمر قليلا.
- ولكنها رفضت أن تأكل لوحدها .
- واكلت معها؟!!!
رغم أن الموضوع كان يدفع للاشمئزاز إلا أن ميثم ابتسم وقال ساخرا من ماضيه:
- مع بعض التوابل كان مذاق اللحم شهيا.
قالها بطريقة فكاهية ؛ مما جعل المشاعر تختلط بدخول الجنية:
- ما عدت اعرف كيف افعل، آآبكي من هذه القصة،ام اضحك،ابتسم لها ميثم وقال:
- اضحكي،فالرب يحب الذين يضحكون .
ضحكت جومانا، قمظ لها قدمه الوحيدة وقال:
- اتاخذين لقمة؟
وتعالت اصوات ضحكتها أكثر.
أكمل ميثم سرد القصة:
- بعد ذلك العام أقسمت أن أتوقف عن أخذ المعونات من الآخرين وأن أعمل بعرق جبيني لتأمين لقمة العيش لابنتي.
- الم تجد عملا غير اللصوصية؟!
- لم يرض احد من القرية أن يقبلني اجيرا له،كانو يقولون انتي اسود ومبتور القدم وهذا فأل سيء قد يضر التجارة،فلم يكن أمامي إلا أن أكون لصا.
بعد سماعها تلك القصة تعلمت جومانا درسا لن تنساه  وهو الا تطلق الاحكام على أفعال الآخرين قبل أن تفهم الأسباب التي جعلتهم يقومون بتلك الأفعال:
- اريد أن اكون لصة معك.
- الم تقولي أن اللصوصية عمل سيء؟!
اقتنعت انك لص شريف،اتوافق أن تجلعني شريكة معك؟!
ويعد الحاح وإقناع وافق ميثم على أن يُشركها معه، ولكن بثلاث شروط وقال بعددها على أصابعه:
- الا نسرق من الفقراء... وان اعطي المحتاجين مما نغتمه..ولا نعتدي على أعراض الآخرين
وهكذا بدلا من تقنعه بالكف عن السرقة أصبحت شريكته في اللصوصية.
كانت شراكة جادة صادقة..يخططان فيها كل شيء وكل واحد منهما عليه تنفيذ الجزء المسؤول عنه في الخطة... والأهم من هذا وذاك هو الصدق والأمانة بينهما.
وكلن الشيء الوحيد الذي كانت جومانا تفعله من وراء شريكها هو أن بعد كل سرقة تنفذها معه كانت تقوم بتعويض الشخص المسروق ببعض المال الذي تأخذه من خزينة عائلتها..
                              ***
سارت صداقتهما على ما يرام.
حتى جاء ذلك اليوم الذي سيختلف بعده كل شيء والا الابد..

جوماناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن