الباب الثاني 3

2K 54 13
                                    

كيف يملؤه الوسخ والقاذورات فوق جبل شاهق الارتفاع،وبالداخل رجل عجوز اسمه"حجاج" يجلس وحيدا فوق متكا حجري ويقوم بحد انيابه الطويلة بمبرد من الحديد ويغني:
                 " يا بُنيتي.. بطني...يشتهي لحم الانسي..
                 إن عدت دون زادي...غرست فيك نابي"
بعد قليل تعود " غليلة" ابنته وبيدها صبية سوداء صغيرة هي بمثابة وجبة الطعام له؛فما أن يراها حجاج حتى يترك مبرد الحديد من يده وينقض عليها ليفترسها.
ولكن قبل أن تصل أنيابه لعنقها تقول غليلة محذرة:
- سيحدث معك كما المرة السابقة.
يتوقف العجوز متذكرا ما حدث معه في المرة السابقة عندما حاول اكل فريسته حية فتحطمت بعض أسنانه  بسبب قساوة اللحم والعظام ،فيقول معارضا:
- ولكنني احب اللحم نيئا.
ترد عليه بحنان الابنة التي تخاف على مصلحة والدها المسن:
- ولكنه بات قاسيا عليك ويتعب بطنك - واضافت مقترحة:
- دعني اطبخه لك ،فيسهل عليك مضغه وهضمه.
متأففا وهو يترك من يده الصبية:
- عجلي ؛فالجوع ينهشني.
- حاضر يا ابي. 
                              ***
في الخارج:
ملأت غليلة قدر الطبخ بالماء واوقدت تحت النار الهادئة،وبينما كانت تنتظر وصول الماء لدرجة الغليان إذ لقت انتباهها ذلك هدوء وانضباط الصبية الغريب التي كانت تتحلى به.
لقد سبق لها أن اصطادت رجالا ونساء وصبيتنا من قبل...
وجميعهم دون استثناء أما كانو يحاولون المقاومة أو الصراخ أو التوسل بإخلاء السبيل ولكن هذه الصبية كانت هادئة ومختلفة عن اي طريقة اصطادتها من قبل :
- لماذا أنت هادئة هكذا؟!... الست خائفة؟!
بثقة غير مبررة أجابت ريحانة :
- انت من يجب عليها أن تخاف ... وليس انا.
للحظة شعرت السلعة برعشة الرعب من ذلك الرظ، فأجابت بحذر مكتوم :
- ولماذا انا من يجب عليه أن يخاف ؟!
لانك تركت صديقي يذهب.
زال الرعب من نفسها وحل مكانة ابتسامة ساخرة:
-لا تقولي انك تظنين أن حمارك ذلك سيأتي لينقذك؟!
- لا اظن ،انا مؤمنة بذلك.
لم تكترث غليلة لما سمعته واعتقدت أنه تخاريف صبية ذات خيال جامح... ثم أخرجت من جيب ثوبها قنينة صغيرة فيها سائل يشبه الماء وقربته من فم ريحانة وامرتها:
- تجرعيه
لم تكن ريحانة تعلم شيئا عن ذلك الشراب ، ولكن سلعوة ارغمتها على السرب بالقوة ، وبعد أن استقر السائل في شفايف في معدتها الصغيرة سالت:
- ما هذا ؟!
اجابتها غليلة وهي تلقي قارورة خلفها:
- الشراب سيفقدك وعيك فلا تشعرين بألم الموت.
-ألديك منه المزيد؟!
ساخرة:
- آآعجبك طعمه يا عزيزتي؟!
قالت وهي تفقد الوعي شيئا فشيئا:
- لا ، ولكن لانك ستحتاجين إليه انت ووالدك بعد قليل.
                           ***
في الحقيقة لقد اعجبت السلعوة بها...لذلك فقد شعرت عليها بالاسف- وكانت تلك هي المرة الأولى التي تشعر فيها بالاسف تجاه فريسة اصطادتها - وربما لو أن والدها حجاج كان أقل جوعا مما كان عليه اليوم لكانت قد فكت وثائقها وإعادتها بسلام إلى القرية .
                                 ***
بعد قليل :
بدأت المياه بالغليان وحان الوقت لذبح الطريدة والقاء لحمها داخل القدر وتركها لمدة كافية حتى ينضج اللحم ويلين ويصبح اسهل في المضغ والهضم.
لم تكن غليلة بحاجة للسكين لجز عنق الصبية فقد كانت أظافرها الطويلة تفي بالغرض وأكثر .
قريب أظافرها من عنق ريحانة ولكنها قبل أن تفصلها من مكانها سمعت صوتا - يشبه اصطكاك الحجر مع الحجر - اثار ذلك الصوت انتباهها فذهبت بحذر لتستطلع الامرر.....
ولكنها لم تجد شيئا فأعتقدت أن ما سمعته كان بسبب الهواء ،وقررت أن تعود لإكمال الطبخ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جوماناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن