الباب الثاني 1

1.2K 30 0
                                    

لم تكن البئر بعيدة عن القرية .
وربما لهذا السبب بدا الاب ميثم يشعر بالقلق حيال تأخر ابنته كل ذلك الوقت وبدأ- بيننا كان في السوق-
يردد بصره نحو مدخل عله يلمح عودتها في اي لحظة .
وفي إحدى المرات التي كان ينظر بها للمدخل لمح شيء اثار الرعب في قلبه : لقد رأى حماره يدخل إلى السوق وحيدا وبحالة هائجة فأدرك عن خطيا ما قد وقع....
ترك من يده كل شيء ثم استند على عكازته اخشبي وراح يركض باقسى ما لديه من قوة لدى قدمه الوحيدة حتى اعترض طريق الحمار وصاح عليه:
-اين ريحانة بحق الله،لماذا لم تعد معك يا سامري ؟!
نهق الحمار عدت مرات وكانه بنهيقه ذلك كان يحاول اي يشرح له وكل أفراد القرية المجتمعين حوله ما حدث ،ولكن لم يفهمه أحد غير زوجته قمرية التي بدات تشاركه النهيق ...
صاح ميثم عليه:
- خذنا إلى حيث كانت أول مرة!!  
                               ****
ورغم أن أفراد لقرية كانو يكرهون ميثم - لانه لص -
الا انهم عند المصيبة نسو شعورهم تجاهه وخرجوا وراءه جميعا ليقدموا له العون والمساعدة .....
قادهم سامر للموقع ..
ولكن كل ما وجدوه هناك كانت فردة حذاء مقلوبة ...
همس ميثم وهو يمسك بفردة الحذاء ويضمها إلى قلبه:
- انها فردة حذائها.
عرف الجميع - ومن خلال وقائع قديمة مشابهة- هوية الخاطف وأدركوا ان ريحانة اختفت وأنها لن تعود ابداا..
كان ميثم يدرك تلك الحقيقة أيضا..ولكنه يعرف حلا ربما يُنجد ابنته من تلك الورطة..
امضى ظهر حماره ، قال وعيناه ممتلئتان بالدموع:
- اعلم انك تفهم لغة البشر كما كانت ريحانة تقول يا سامري ! لذلك اسمعني جيدا - واضاف بصوت خائف باكٍ : اذا كنت تريد لصديقتك أن تعود..فاركض نحو هذا الاتجاه بكل ما وهبك به الرب من سرعة..
ركض سامري شرقا نحو الغابة المظلمة ..
كان سريعا مثل الحصان المجنح،طان سريعا وكان رياح الله كانت تحمله.
                               ***
وبعد وقت قصير...
وحين أصبح ميثم وجها لوجه مع الغابة المظلمة قشعر بدنه...
لم تكن نهايةمنظر الغابة هي ما سببت له تلك القشعريرة ؛بل لانه احس بان هناك مخلوقا كان يراقبه من داخل الغابة....
قال وهو يترجل عن ظهر حماره:
- ابق انت هنا.
ثم مستندا على عكازته الخشبية سار نحو الداخل..
وما كان يعلم أنه سار وراء حتفه.

                    
 

جوماناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن