الباب الاول 5

1.6K 44 0
                                    

عندما افاقت جومانا في صباح اليوم التالي غسلت وجهها بالماء ، وتناولت بعض الفواكه الخاصة والتي كانت عائلة الأباطرة تقوم بزراعتها في الغابة...
ثم غادرت القلعة متجهة نحو قرية الجساسة .
****
كانت عادة حين تصل القرية تذهب لصديقاتها من بني الانس فتُنصت لقصصهن وتضحك لنكاتهن وتشاركهن الغناء والرقص.. تفعل كل ذلك دون أن يعلم أحد منهمن بأن جنية ما تجلس وسطهن .
ولكنها هذه المرة لم تذهب إليهن كعادتها،بل انحرفت في طريقها وذهبت إلى مكان آخر...
كان ميثم حينها قد انتهى من دفن بعض المسروقات في ارض منزله.عندما سمع احده بطرق الباب...
لم يكن معتادا على أن يزوره أحد لا سيما في مثل ذلك الوقت الباكر . فقام بالتحسس السكين التي يخبأها دائما تحت ثيابه، ثم متوكئا على عكازته ذهب ليرى من الطارق.....
حين فتح الباب شاهد فتاة أمامه تغطي وجهها بلثمة بيضاء...
لم يكن بحاجة ليرى بقية ملامحها كي يتعرف عليها كان يكفيه فقط أن ينظر لعينيها البندقيتيّ اللون فيتذكرها...
قال بدهشة:
- انتِ؟!!!!
لقد كان متفاجئا بزيارتها ولكن جومانا - لفرط حساسيتها - ارتكبت واساءت تفسير ردة فعله تلك واعتقدت أنه خائف منها ، فاختفت من أمامه.
- ارجوك لا تخف لن أقوم بأذيتك، لقد جئت اطلب منك معروفا وسانصرف.
صمت ولم يقل شيئا فقد كان لا يزال تحت تأثير الدهشة اما هي فقد تاكدت اكثر - من خلال صمته المستمر - أنه خائف منها فقالت لننهي ما جاءت إليه وتنصرف.
- اريد وعدا بألا تخبر أحد عما يحدث داخل الكهف.
أما ميثم فإن الدهشة لم تفت طويلا حتى زالت عنه وابتسم لها فظهرت غمازته اللطيفة:
- انا لست خائف منك ارجوك اظهري وجهك.
لم تظهر جومانا وجهها وظلت مختبئة فقال يمازحها:
بهذه الطريقة شوف أضطر لاخبر الناس عنك ، وإلا فسوف يعتقدون أنني قد صبت بالجنون عندما يشاهدوني وانا احدث نفسي بهذه الطريقة.
ظهرت له جومانا..وبالرغم انها كانت لا تزال تضع اللثمة على وجهها إلا أن عينيها فضحكتا ابتسامتها.
قال :
- اعدك بألا أخبر أحداً
ثم مدّ يده الكبيرة وعرّف عن نفسه:
اسمي ميثم،صحيح أنني لص ولكن يمكنك الوثوق بي.
ترددت قليلا - ليس بشأن الوثوق به - بل بشأن مصلحته، كانت تعلم أن ذلك الأمر يعد مخالفا لقوانين العائلة ولكن الجنية مدت يدها إليه وقالت:
اسمي جومانا صحيح انني جنية ولكنني احب رفقة البشر أكثر.
كانت تلك هي المرة الأولى التي تصافح فيها جومانا يد مخلوق من بني الإنس... وفي الحقيقة لقد استلطفت ذلك الإنس كثيرا وتمّنت أو انه يصبح صديقا لها...
لم تكن تلك الأمنية نابعة من إعجابها به - فهي لا تعرفه ابدا - ولكنها نابعة من رغبتها في أن تملك صديقا.. صديقا حقيقيّا تستطيع ظهور له والتحدث معه والإنصات إليه....
قالت تخلق معه حديثا:
- تلك الفتاة التي انقذتها في الكهف .
- ما بها؟!
- أنها غريبة عنك ، ورغم ذلك كنت مستعدا للموت لأجلها
الجن بطبيعتهم لا يفهمون ذلك النوع من السلوك، هم لا يفهمون أن يقوم شخص ما بالتضحيه بحياته لأجل شخص آخر غريب وهذا ما دفعها لطرح السؤال تحديدًا
أجابها:
- أننا غرباء عنكِ ايضا ورغم ذلك قمت بمساعدتها
قالت توضح الفرق بين الحالتين :
- ثمة فارق كبير بيننا ، فأنا كنت أملك القوة التي تضمن بها القضاء عليهم،بينما انت لا...لقد كنت تعلم منذ البداية انك مهزوم وكان طريق الانسحاب امامك متاحا ورغم ذلك اخترت الا تمشي فيه...
استدار ثم قال وهو يعرج لداخل المنزل:
-اتبعيني سأريك شيئا
- صحيح انها كانت تريد التقرب منه.. ولكن ليس إلى درجة أن تتدخل معه إلى المنزل
لذلك بقية مكانها ولو تتبعه فتوقف ميثم،نظر إليها من فوق كتفه وقال :
- ما بك يا ابنة النار ؟! .... لا تقولي انك خائفة مني
- لا شيء يا ابن الطين ، لستُ خائفة منك
- اتبعيني اذا؛لتعرفي جواب سؤالك

جوماناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن