وسط ضباب الغابة المظلمة سارت جومانا خلف والدها خافضة رأسها...
لم يتحدث معها طوال الوقت وبقي يسير صامتا وهي تسير وراءه،حتى وصلا لبحيرة ذات شكل دائري كانت تقع ضمن نطاق الغابة المظلمة .
كان المكان غارقا بالظلام الدامس لكن ما أن لمس جبّار الماء بطرف إصبعه حتى انبعث من عمق البحيرة ضوء ساحر اصفر أثار المكان :
- اتتذكرين هذا المكان؟!
- نعم انها البحيرة التي كنت تصطحبني إليها - ثم استطردت بصوت حزين وكأن الذكرى المتها:
- انا وأخي " اساطير"عندما كن صغارا
- واين هو الان؟!
لم تكن جومانا تعلم السبب الحقيقي وراء اختفاء اخيها، كانو ظائما يقولون لها أنه رحل دون أن يخبروها لماذا أو إلى اين، وكانو دوما يحثوها ع دلى نسيانه...
في البداية واجهت صعوبة بالغة في التأقلمة مع اختفائه حتى استطاعت التعايش مع الامر،ولكنها لم تنسى لحظة واحدة وابقته في قلبها محرمّا على النسيان؛ فالاخت لا يمكن أن تنسى أخيها.
قال جبّار :
لقد كبرت الان يا انتي وقد حان الوقت لتعرفي الحقيقة.
"تظل الذكريات مدفونة في قبورها حتى نبدأ بالحديث عنها فتنهض لتهاجم مكامن الضعف بينننا"
كان جبّار يعلم ذلك جيدا ،ولهذا فإنه قرر أن يخبرها مختصرة دون التطرق لذكر التفاصيل.
أنت تقرأ
جومانا
Fantasíaعيناها بندقية اللون وشفتها بارزتان أنفها مستقيم وجهها ابيض مرقط بحبات النمش الخفيفة المنتشرة على وجنتيها واجزاء معينة من رقبتها لها جسد نحيل وتمتلك شعر رمادي طويل،كما لو انها فتاة من السماء تلقى على الأرض نظرة من وراء سحب الليل الرمادية