غضب عميق أستعر بشرايينه،فقد ضاق صدره من أفعال والده،لقد أهدر ثروته وميراثه كاملاً بإهماله وتكاسله وسعيه خلف شهواته حتى أصبح خاوي الوفاض تماماً ثم بدأ يهدر أموال زوجته ولكن القدر وحده من كان رحيماً به وبشقيقيه،لأن سليمان إستلم العمل ونحت بالصخر حتى يحتفظ بأموال والدتهم وإسم جدهم لوالدتهم الذي أصبح علامة مسجلة لتجارة العطارة على مستوى مصر كلها ومن بعده إنضم ناجي له بينما هو عمل منذ أن كان عمره خمسة عشر عاماً بالأرض ومزرعة المواشي ولكن لصغر عمره وإنشغاله بعدها لبعض الوقت بدراسته وكليته أصبحت الأرض بالكاد تخرج نصف ما كانت قادرة من قبل على إخراجه من محصول والمزرعة تقلص عدد الماشية بها للنصف.
لمح والده من خلال نافذة المكتب وهو يعبر مدخل المبنى الذي يحتوي على عيادة بيطرية مجهزة ومكتب وعدة غرف لإقامة العاملين مع مطبخ كبير لإعداد الوجبات لهم...حاول سعد أن يتحكم بغضبه كما أوصته سعدية وشقيقه سليمان فما حدث قد حدث ولم يعد هناك أية طرق لإصلاح الأمر.
"ما السبب العاجل الذي أردتني به وجعلتني أترك البلدة وآتي لهنا؟!"صاح عبد الرحيم وهو يدلف لداخل المكتب بدون أن يطرقه.
"معذرة والدي لكن على حد علمي ليس لديك أعمال تركتها خلفك بإستثناء ضرب زوجتك بالطبع"أجاب سعد بسخرية وتهكم.
"ليس بالجديد أن سعدية تخبركم بكل شيء،لذا أخبرني لما طلبت أن أحضر الى هنا بدون تفرع لأمور أخرى"أجاب عبد الرحيم بنزق وسخط.
"بعد توقيع العقد الذي يختص بالمزرعة بالقاهرة بيوم واحد،حصلت على مائة ألف جنيه ووقعت بإستلامهم،أليس كذلك والدي؟"حاول سعد أن يكون هادئا.
"نعم،وماذا في ذلك؟النقود كانت لمبيعات قبل توقيع التعاقد"أجابه عبد الرحيم ببرود.
"المزرعة بالفعل والدي بها نقص بعدد رؤوس الماشية ونحتاج لشراء المزيد،ثم أنك حصلت على حصيلة مبيعات محصول الأرض منذ عدة أيام،فما حاجتك للمزيد؟المزرعة بحاجة للمال"
تحدث سعد كاظماً غضبه فبالنهاية هو والده لكنه ما عاد يشعر نحوه بالإحترام أو التقدير ومنذ وقت طويل فقد قبلهما حبه له فهو لم يكن أبداً الوالد المراعي المهتم،دائما أنانيته وشهواته كانتا لهما الأولوية الأولى بحياته.
"لو كنت أعلم أن هذا ما تريدني من أجله ما كلفت نفسي عناء الحضور،المزرعة مسؤليتكم الآن لا شأن لي بما تحتاجه"أجاب عبد الرحيم ثم أضاف:
"لديكم أموال كثيرة من تجارة جدكم يمكنكم أن تضخوا سيولة بالمزرعة"
"أتعلم أنه يحق لي أن أقيم ضدك أنتِ ومسؤل الحسابات قضية إختلاس وتدليس لأن حصولك على المال كان بعد توقيع العقد وتسجيله"صاح سعد بغضب.
"ستسجن والدك يا سعد"إنتفض عبد الرحيم واقفاً من مقعده وهو يصرخ بولده بصوت جهوري.
"هذا ما تستحقه إذا كان لا يزال هناك عدلاً في هذه الحياة البغيضة الظالمة"هدر سعد بنبرة مريرة لم يكن من الطبيعي أن يحملها شاب بعمره!!
أنت تقرأ
رواية صبا العمر الجزء الثاني من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)
Romanceضحية أم داهية ماكرة!! جعلتونى ضحية فتغلبت عليكم جميعاً فلا تطلبوا منى الآن الشفقة التى طالما طالبتكم بها..اصمتوا فها قد آن آوان أن تستمعوا لصوت رنين أساورى الذهبية الشجى فقد إنتهى آوان صرير القيود الصدئة. معذرة لا تلوموها فلم أكن أفضل منها حالاً،الف...