وقفت تراقبه من نافذة المطبخ وهو يغادر متجهماً متجهاً للأرض التي تواجه نقصاً بالعمالة كما علمت من الثرثرة مع أحد رجاله وهي تقدم لهم الطعام،ولكنه توقف بمنتصف الطريق على الدرج حينما تلقى إتصال هاتفي جعله يعود للمنزل فعادت سعدية لتستكمل إحتساء قدح الشاي الذي بيدها وهي تتساءل عن سبب عدم ذهابه حينما سمعت صوته الجهوري يصيح طلباً لقدح شاي وقبل أن تقف من مجلسها لتجيب طلبه وجدت صبا تهرع نحو الداخل قائلة:"سأعد له الشاي خالتي"
عادت لجلستها وهي تراقب صبا عن كثب حتى حملت قدح الشاي وغادرت المطبخ لكنها لم تتمكن من رؤيتها بالخارج وهي تضع حبة اللازيكس ثم تقلب الشاي كثيف التركيز حتى ذابت الحبة تماماً وحينها إتجهت نحو القاعة الكبيرة وقدمت الشاي له:
"الشاي يا حاج"
لم يجيبها لكن عينيه جالت على جسدها بتمهل ممنياً نفسه بعد الإتصال الذي تلقاه،بليلة يهنئ بها بذلك الجسد الغض فإرتفعت يده تجذب جديلتها بقوة فتأوهت بألم بينما إندفع جسدها أقرب له حينها همس بنبرة خشنة قاسية:"الليلة ستهنئين بقربي يا حلوة فإستعدي لي بالمساء"
سرت رجفة ذعر بجسدها من نبرة الثقة التي تملئ كلماته وركضت نحو الخارج ما أن حرر جديلتها من يده ولكن التساؤلات ظلت تتصارع بعقلها،ما سبب الثقة التي تغلف نبرته؟وما الذي أعاده للمنزل بعد أن كاد يغادره؟عادت للمطبخ محاولة ان تبدأ حوار مع سعدية فإن كان هناك أي أحد يعلم كل كبيرة وصغيرة بشأن هذا الرجل فلن تكون سوى سعدية!
"سنبدأ بإعداد الغداء خالتي؟لقد إنتهيت من ترتيب الغرف العلوية"
رفعت سعدية عينيها نحوها بهدوء قائلة:"إجلسي قليلا يا صبا،لازال الوقت مبكراً على إعداد الغداء"
جلست صبا بجانبها فسكبت لها المرأة من إبريق الشاي الذي أمامها قدح صغير قدمته لها قائلة بطريقة بدت عارضة:"هل الأعشاب التي تضعينها بالطعام له آتت بمفعولها حقاً؟"
إحتدم وجه صبا بالحمرة من إضطرابها قبل أن تقول:"نعم"
"تعرفين أن ثلاثة رجال بالخارج يتناولون من ذات الطعام الذي يتناوله الحج؟"
بتلعثم وخوف من أسئلة المرأة العجوز أجابت بصدق:"أعرف..ولكن لا أهتم"
أومأت سعدية بفهم باللحظة التي سمعت باب المنزل يفتح فوقفت على الفور وألقت نظرة من النافذة حينما رأت أحد الرجال المألوفين لها ينحني هامساً لعبد الرحيم وهو يدس بيده شيء ما أخذه منه الأخير ثم وضعه بجيب جلبابه على الفور وسحب محفظته مانحاً الرجل حفنة من المال قبل أن يلتفت الرجل ويسرع مغادراً...عادت لها ذكرى المشاجرة التي حدثت بين سليمان ووالده من قبل بسبب دواء ما أحضره هذا الرجل نفسه ومن إستراقها السمع لهما علمت أن هذا الدواء يتعلق بقدرته على الزيجات المتكررة ولكن سليمان كان يخشى على والده من آثاره الجانبية.
![](https://img.wattpad.com/cover/371614883-288-k146358.jpg)
أنت تقرأ
رواية صبا العمر الجزء الثاني من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)
Romanceضحية أم داهية ماكرة!! جعلتونى ضحية فتغلبت عليكم جميعاً فلا تطلبوا منى الآن الشفقة التى طالما طالبتكم بها..اصمتوا فها قد آن آوان أن تستمعوا لصوت رنين أساورى الذهبية الشجى فقد إنتهى آوان صرير القيود الصدئة. معذرة لا تلوموها فلم أكن أفضل منها حالاً،الف...