جلست خلف مكتبها متوترة،ضائعة بأفكارها،وصدى كلمات مليكة والأثر الذى تركته فى نفسها جعلها تلعن اللحظة التى سألت بها إمراة عاشقة عن مشاعرها،ماذا كانت تتوقع أن تكون الإجابة؟!ما الذى كانت تريد سماعه؟!
"أفيقي زينة،مليكة شابة صغيرة بالكاد بالرابعة والعشرين من عمرها تكالبت عليها الظروف وأحكام المجتمع الجائرة،أضعفوها وهزموا روحها فكان زين طوق نجاة تشبثت به وبالمصادفة عشقته..لكن انتِ قوية،لديك عمل وعائلة تحبينها ويحبونك.. لديك أصدقاء..لديك عالم كامل"
همهمت لنفسها بصمت تريد بكل ما آوتيت من إرادة ان تمحي تلك الصورة التي احتلت خيالاتها وآرقتها طوال الليلة الماضية...ذراعين سمراء تستدير حولها تربت على ظهرها برفق وصدر صلب تستند إليه ودفئ لم تشعر به من قبل أبداً بحياتها يتسلل لروحها فيغمرها.
"صباح الخير"جاءها صوته فجعلها تجفل وتضطرب كل خلايها بينما توهجت وجنتيها بالإحمرار فقد تجسدت صورة الرجل التي كانت تحاول الهروب منه.
"صباح...كيف تدخل مكتبي بدون إستئذان يادكتور؟؟"
تلعثمت قائلة بإضطراب وكأنه بقادر على رؤية أفكارها.
هز كتفيه:"طرقت الباب ولم تجيبي،يبدو أنك كنت شاردة"
عبر غرفة مكتبها بثقة وهيمن وجوده على حواسها فهاجمت رائحة عطره أنفاسها وامتزجت مع الهواء المتسلل لرئتيها،حتى عينيها خالفت كل أوامر عقلها وتأملته خلسة رجل بدا وكأنه أيقونة فى الأناقة ببدلته الكحلية وقميصه الذي نافس بزرقته سماء الصيف ورابطة عنقه ذات الخطوط المائلة و التى كانت مزيج من اللونين..وبما تعنيه الوسامة لعينيها رأته وسيما ببشرة سمراء وشعر أسود خطه الشيب ولحية مشذبة تناثرت الشعيرات البيضاء بها فمنحته وقارا وهيبة.
"من فضلك يا دكتور...ليس من حقك...أعنى كان يمكنك ان تواصل الطرق"
تجاهل إعتراضها وجلس بالمقعد المقابل لها ثم قال:"لم تحتسي قهوتك بعد،علمت بذلك وطلبت لكلينا القهوة"
صمتت ولكن همسات قلبها كانت تطالبها بتحرير الأنثى بداخلها،وكأنه حينما غزا عالمها أطلق سراحها،شيء ما بداخلها أرادها أن تغامر فربما بتلك المغامرة تشرق شمس جديدة بحياتها.
"أنت إمرأة..أنثى كاملة،لا تحتاجين رجلا ليكمل أنوثتك،أنت إمرأة ناضجة تخطيت الأربعين ووصل الجميع لحالة من اليقين أنك ستظلين هكذا لما تبقى من عمرك.. ستظلين عانس"
همس عقلها بصرامة تريد أن تقسو على نفسها بدلا من ان يقسو عليها الآخريين.
وضع الساعي القهوة أمام كل منهما فقاطع أفكارها وأدركت أنها شردت بعيداً ولم تشعر بدخوله لمكتبها فتنهدت بقوة محاولة طرد أفكارها حتى تستطيع مواجهة الرجل الجالس أمامها..ولدهشتها وجدته يضع عبوة من قطع المارشيمللو بجانب قدح قهوته بعد أن تناول واحدة ووضعها بفمه..
![](https://img.wattpad.com/cover/371614883-288-k146358.jpg)
أنت تقرأ
رواية صبا العمر الجزء الثاني من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)
Romanceضحية أم داهية ماكرة!! جعلتونى ضحية فتغلبت عليكم جميعاً فلا تطلبوا منى الآن الشفقة التى طالما طالبتكم بها..اصمتوا فها قد آن آوان أن تستمعوا لصوت رنين أساورى الذهبية الشجى فقد إنتهى آوان صرير القيود الصدئة. معذرة لا تلوموها فلم أكن أفضل منها حالاً،الف...