عادت إلى شقتها وهي واجمة بالكاد استطاعت التركيز خلال إلقاء محاضراتها فعقلها مشتت والغضب يعصف بها،لما انعقد لسانها؟!لما لم تكرر رفضها للأمر بأكمله؟لما لم تصرخ بالرفض لعل غروره الذكوري يتحطم على صخرة رفضها؟
تعهدت لنفسها أن تقف أمامه بالغد وتخبره برفضها وبعدم إهتمامها ولو مثقال ذرة بعرضه،تعهدت أن تصده وتبعثر عنجهيته الذكورية وفخره بنسبه لأشلاء..تنهدت بإرتياح قليلا حينما تعهدت لنفسها بذلك واتجهت إلى غرفتها ولكن صوت سمر جاء من خلفها:
"لما تأخرتي عن موعد وصولك؟"
"يا الله سمر!!لقد أرعبتيني!!ما الذي جاء بك؟لم أشعر بوجودك؟"
قالت زينة ببعض الجزع الذي بدأ يتلاشي بلمح البصر كما ظهر.
"اتفقت مع جلال أن يذهب مع زينة للتدريب بدلا مني بما أنني قررت ان نصطحب مازن سويا ليلتقي بسيف"
أجابتها سمر وهي تقترب منها ثم أضافت بهمس وكأن شخص ما سواهما يمكنه أن يستمع لحوارهما:
"ماذا حدث اليوم؟"
ضاقت عينا زينة بينما تحدق بشقيقتها:
"كنت أثق أن وجودك هنا خلفه هذا السؤال"
"زينة!!أريد ان أعرف ماذا حدث؟"
إلتفت سمر لتقف أمامها قاطعة عليها طريقها لغرفتها فوقفت زينة: "أتدرين؟سأخبرك فقط حتى تتوقفي عن الثرثرة وأيصاً تنتهي من التحدث عن هذا الأمر..لقد أبلغته برفضي"
قالت سمر بخيبة أمل:
"ماذا؟لماذا؟ألم يكن إتفاقنا أنكِ ستفكري؟!"
"وفكرت وقررت أنني لا أريد خوض تلك المغامرة"
طعنة ألم مرت عبر صدرها بينما تتفوه بتلك الكلمات فهي تدرك أن الآوان قد فات ولم تعد تصلح لخوض تلك التجربة بل إن الفكرة بحد ذاتها تصيبها بالهلع.
"وماذا كان جاوبه؟"سألتها سمر متمسكة ببعضا من الأمل.
"يبدو وكأنه أصابه الصمم أو عنجهيته الذكورية تجعله يرفض تصديق أنه تم رفضه"اجابت زينة بنزق حينما تذكرت كلماته.
اتسعت إبتسامة سمر وهي تقول:
"إذن لم يحسم الأمر بعد،والدكتور لازال يتمسك بالمحاولة؟"
"سمر!!ألم تستمعين لما قلته؟لقد رفضت طلبه وانتهى الأمر،فتوقفي عن نسج أحلامك المراهقة"
تمتمت زينة بحدة ثم دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها.
أغمضت سمر عينيها للحظة وتنهدت بقوة فهي منذ اللحظة الأولي تدرك ان شقيقتها ستقاوم،وستتمرد على أي محاولة لزلزلة الثوابت التي شعرت أخيراً أن حياتها استقرت عليها..كانت تعرف أن الأمر كله سيثير بشقيقتها الذعر على الرغم أنها لم تعهد زينة أبداً هشة،أو ضعيفة..لكن عليها أن تفعل شيء،فرجل مثل هذا لن يتكرر كثيراً بحياة شقيقتها،إنه ملائم للغاية.
![](https://img.wattpad.com/cover/371614883-288-k146358.jpg)
أنت تقرأ
رواية صبا العمر الجزء الثاني من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)
Romanceضحية أم داهية ماكرة!! جعلتونى ضحية فتغلبت عليكم جميعاً فلا تطلبوا منى الآن الشفقة التى طالما طالبتكم بها..اصمتوا فها قد آن آوان أن تستمعوا لصوت رنين أساورى الذهبية الشجى فقد إنتهى آوان صرير القيود الصدئة. معذرة لا تلوموها فلم أكن أفضل منها حالاً،الف...