عبر سليمان وناجي الباب بتعجل ولكن لفت نظرهما جلوس شقيقهما سعد بمقعد بالبهو مستنداً على ذراع المقعد بمرفقه،شارداً للحد انه لم يشعر بقدومهما فإقترب شقيقه الأكبر منه على الفور ببعض الهلع البادي على وجهه:"أين والدك؟وماذا حدث؟"
انتفض سعد من شروده ليتفاجئ بسليمان أمامه:"لا تجزع،إنه بخير وهو بغرفة الخالة سعدية،فهي الأنسب ليقيم بها الآن، صعود الدرج أو هبوطه لن يكون يسيراً عليه لشهور"
وصل ناجي بجانب شقيقه الأكبر وسأل على الفور:"ما نوع الكسر وأين موقعه؟"
وقف سعد أمام شقيقه بنظرات صارمة وكأنه لا يجد وسيلة ليكون أكثر تعاطفاً مع ما حدث لوالده:"كسر مضاعف بعظام الفخذ،وسيحتاج لخمسة وأربعين يوم على أقل تقدير لن يبارح فيهم الفراش"
ثم زفر بنزق:"يمكنكم الدخول لرؤيته فقط الدكتور علي معه بالداخل،انه بخير نسبة لعمره"
عقد سليمان حاجبيه وهو يحدق بوجه سعد فلم يرى أي لمحة قلق أو تعاطف فهز رأسه بيأس فما أن يجتمع والده وشقيقه الأصغر بمكان حتى يسود التوتر وتنبعث من سعد شرارات غاضبة لا يستطيع أحد إغفالها،ويبدو ان وجه شقيقه الأصغر لا يوحي سوى بأنه تكدر وتذمر من إضطراره للمجيئ لهذا المنزل.
"سعد،هل تعتقد أننا سنترك والدك هنا!!دعنا ندخل سوياً له أولاً،انت هنا لتكون بجانب والدنا فلما بقائك بالخارج!"
إرتسمت إبتسامة ملتوية ساخرة بزاوية فم سعد وهو يستجيب لذراع شقيقه سليمان الذي أمسك به من مرفقه وإتجه ثلاثتهم نحو الغرفة.
"لا بأس عليك والدي،حمداً لله على قضائه" قال سليمان ثم إنحنى يُقبّل رأس والده وتلاه ناجي بينما وقف سعد بالخلف مستقيماً مباعداً بين ساقيه وعاقداً ذراعيه أمام صدره وكأنه على إستعداد لخوض شجار ما،ولم يفكر أن يقترب من والده أو يتحدث معه منذ أن إتصل به علي فلحق بهما بالمشفى وحتى تلك اللحظة.
إلتفت سليمان نحو علي يصافحه:"حمداً لله إنك كنت بالبلدة يا دكتور"
تقدم ناجي ليلقي التحية وصافح علي ثم تحدث:"يجب أن نتصل بالطبيب لنعرف رأيه بنقل والدي للقاهرة حتى لو تَطلب الأمر إستئجار سيارة إسعاف خاصة"
بخارج الغرفة كانت صبا قد إقتربت من الباب لتسترق السمع،فسقوط عبد الرحيم وكسر عظمة فخذه يمكنه أن يهدم كل ما فعلته إذا أصر أولاده على إصطحابه معهم،حينها سيكتشف أنه ليس لديه تبول لا إرادي ولن تستطيع دس الأعشاب في طعامه وسيعود أقوى وأكثر عنفاً،يجب أن تمانع رحيله إن إقترحه أبناؤه ولكن كيف؟
إلتفت سليمان نحو والده ليضيف:"والدي ستكون بحاجة الآن لممرض يعتني بك،رجل يقيم معك ليساعدك بقضاء حوائجك،وأعتقد أن نقلك للقاهرة سيوفر لك العناية اللازمة"
![](https://img.wattpad.com/cover/371614883-288-k146358.jpg)
أنت تقرأ
رواية صبا العمر الجزء الثاني من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)
Romanceضحية أم داهية ماكرة!! جعلتونى ضحية فتغلبت عليكم جميعاً فلا تطلبوا منى الآن الشفقة التى طالما طالبتكم بها..اصمتوا فها قد آن آوان أن تستمعوا لصوت رنين أساورى الذهبية الشجى فقد إنتهى آوان صرير القيود الصدئة. معذرة لا تلوموها فلم أكن أفضل منها حالاً،الف...