الفصل الثانى عشر

74 3 0
                                    

"لن أفعل هذا بزينة يا سمر،لن أتركها بدون سيارة والساعة اقتربت من الحادية عشر ليلا!!خِطَطِك تلك كنت أتقبلها حينما لا تُعرض شقيقتك للشعور بأننا لا نبالي بقرارها بل وندفعها نحو ما نريد"قال جلال بغضب بينما يجلس خلف عجلة قيادة سيارته.

"لن أغادر حتى تأتي زينة وتخبرنى بأنها موافقة أن تعود لمنزلها مع دكتور علي"أضاف بنبرة صارمة لا جدال فيها ووجه يكسوه الحزم فأدركت سمر إستحالة تراجعه عن موقفه فهي تعرف هذا الوجه جيداً.

صمتت وهي تأمل أن يكون علي قد استطاع الحصول على موافقة زينة فقد إسترقت النظرات للخلف  أثناء الحفل ولاحظت إبتسامة زينة الخجلة وتبادلهما الحديث الهامس وكل هذا كان له دلالة واحدة لديها ان شقيقتها وافقت وكانت تريد منحهما فرصة أكبر للبقاء معاً حينما يعود بها الدكتور علي للمنزل،لكن غضب جلال أفسد خطتها:"أووف جلال لما تصبح عنيداً حينما يحتاج الأمر لبعض الحيلة"

ألقى جلال نحوها نظرة جانبية صارمة ولكنه لم يتفوه بكلمة تاركاً إياها تتأفف من رفضه..

سارت زينة بجوار الدكتور علي تتلفت حولها بين الحشود المغادرة لعلها ترى شقيقتها التي اختفت وبالنهاية استسلمت لفكرة ان تتجه نحو المرآب الخاص بالآوبرا ثم تتصل بهما وبالتأكيد ستجدهما ينتظراها هناك لكن ذلك لم يكن مطلقا ما يُخطط له الرجل الذي يسير خلفها بين صفوف المقاعد حتى وصلا إلى الممر الذي يتسع لكليهما كي يسيرا معا..

"زينة"تمتم متذوقا لذة اسمها حينما تتردد حروفه بين شفتيه.

إلتفتت نحوه ببعض الإرتباك لتتلاقى نظراتهما للحظات قبل ان تهمس:"نعم"

"إنني جائع جداَ..لم أتناول سوى الإفطار..كوني رحيمة برجل جائع وتناولي معي العشاء"تمتم وبتعمد امتدت يده الضخمة الخشنة لتلامس نعومة يدها فجفلت على الفور وكادت أن تتعثر.

لكن ذراعه أحاطت بخصرها بسرعة تمنعها من التعثر وابتعد ما ان توازن جسدها مرة أخرى متمتما:"أنا آسف"

صمتت بوجه متورد بالخجل فجسدها له رد فعل تلقائي فهو لم يعتاد تلك اللمسات التي تصعقها كومضة كهربائية تسري فجأة بشرايينها ولا تدرى ما الذي يجب ان ترد به على إعتذاره.

"حسناً،هو يجب أن يكون آسف بالفعل لأنه ليس من حقه أن يتجرأ على لمس يدي…ولكنك أحببت لمسته ولم تنفري منها..كوني صادقة مع قلبك زينة"

"لم أستمع لإجابتك بعد زينة،أم الصمت يعني الرضا في عرف الصبايا؟!"همهم حينما اقتربا من مدخل المرآب.

"لا..أعني الوقت متأخر... وجلال وسمر ينتظراني"

تفوهي بجملة كاملة بلا تلعثم زينة وإلا إعتقد أنكِ حمقاء،لم تتحدث من قبل مع رجل!!

"سأعتذر لجلال وسمر وأثق أن ليس لديهم ما يمنع من إصطحابي لكِ للمنزل بعد العشاء"تلونت نبرته القوية بالرجاء فنبض قلبها رغبة بالموافقة.

رواية صبا العمر الجزء الثاني من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن