فتحت باب شقتها فاستقبلتها إبنة شقيقتها بترحاب دافئ وهى ترفع ذراعيها لتلقي بهما حول خصر خالتها قائلة:"أخيرًا حضرتِ خالتى،هل جلبت لى الشيكولاته والمثلجات؟"
ابتسمت زينة للصغيرة التى أصرت شقيقتها على تسميتها كإسمها:"وهل استطيع ان أنسى ما تطلبه زينة الصغيرة!!"
ثم قدمت لها حقيبة بلاستيكية بها كل ما طلبته الصغيرة بينما مازن شقيق زينة الصغيرة يقف وهو يهز رأسه بعدم رضا:"هذا ليس سلوك جيد زينة فأنت لم تلقى التحية على خالتي قبل ان تسألين عما جلبته لكِ"
"بل عانقتها،أليس كذلك خالتى؟"
اجابت الطفلة وهى ترفع عينيها نحو خالتها تطلب دعمها فأحنت زينة رأسها نحوها:"حسناً،اعتقد أن مازن على حق فيجب أن نلقى التحية اولاً ثم تطالبين بأشيائك"
"مرحباً خالتى،كيف حالك؟هل أمور العمل على ما يرام بجامعتك الجديدة؟"
قال مازن وهو يتقدم من خالته معانقاً لها بينما ينظر لزينة الصغيرة بإستياء.
اتسعت عينى زينة بدهشة وهى تحدق بمازن إبن شقيقتها الذى لا يتجاوز عمره الثالثة عشر ولكن طريقة حديثه ربما لشاب فى الثامنة عشر:"كل شيئ على ما يرام يا صغيري"
"ألن تدعاها تدخل؟"
جاء صوت شقيقتها سمر من الخلف وهى تخرج من الممر المؤدى للمطبخ ثم اقتربت من شقيقتها لتنهي الجدل القائم بين الصغيرين وهى تضيف:"هيا استبدلي ملابسك سأعد طاولة الطعام بمساعدة جلال والأولاد حتى تنتهين"
رفعت زينة حاجبيها لمازن:"والدتك ايضًا اساءت السلوك ولم ترحب بشقيقتها الكبري كما يجب"
"زينة تبقت دقيقتان وجلال سيأكلنا احياء إن لم تنتهى فهو منذ وصل يقف بالمطبخ من خلفي ولا يتوقف عن الزمجرة من الجوع"
"حسناً على الفور"
اجابت زينة بإبتسامة ولم تملك من الوقت ان تقتح المجموعة(الجروب) لتطلع على آخر تطورات مشكلة أحد النساء التى تتواصل معها،فذكرت نفسها بتأنيب أنها ما ان تنتهي من غداء شقيقتها حتى ترى ما الذى توصلت إليه المحامية مع زوج السيدة.
استبدلت ملابسها على الفور وخطت نحو حمام غرفتها لتنتعش قليلاً وتغسل وجهها ويديها ثم عادت بإتجاه غرفة المائدة فوجدت زوج شقيقتها يحمل أحد الصوانى واضعاً لها على الطاولة.
قالت زينة وقدمت له يدها تصافحه فصافحها بإبتسامة صادقة ودودة:
"كيف حالك جلال؟"
"بخير حال زينة،شقيقتك أعدت اليوم محاشى ودجاج متبل وكدت ألتهم الطعام من رائحته وهو فوق الموقد،لم اتذوق بحياتي طهو مميز مثل طهوك انتِ وزوجتي لكن لا تخبري والدتى بهذا"
ضحكت زينة عالياً وهى تتخذ مكانها بجوار زينة الصغيرة قائلة:"بالتأكيد لن أخبرها،وإلا خاصمتك شهراً على الأقل بسبب مقولتك هذه"
أنت تقرأ
رواية صبا العمر الجزء الثاني من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)
Romansaضحية أم داهية ماكرة!! جعلتونى ضحية فتغلبت عليكم جميعاً فلا تطلبوا منى الآن الشفقة التى طالما طالبتكم بها..اصمتوا فها قد آن آوان أن تستمعوا لصوت رنين أساورى الذهبية الشجى فقد إنتهى آوان صرير القيود الصدئة. معذرة لا تلوموها فلم أكن أفضل منها حالاً،الف...