بداية الانتقام

5 1 0
                                    


يجلس نزار أمام قبر ورد كالعادة فقط يتذكر كل شئ يخص علاقتهم
__________________ flash back
تسقي ورد الورد بكل حب وقد كانت تدندن أغنيه.
حلمي تحطم واختفي
والعزم في قلبي غفي
والدمع من عيني يسقط مرهفا
أملي تحطم في الصخور
والحزن اضحي بي يدور
واليأس يكتب نفسه
بين السطور
الخوف قيد اضلعي
لم يبقي لي شخصاً معي
وشعرت همساً خافتاً
في مسماعي..
اثناء غنائها كان يقف ذلك الشاب نزار يراقب تلك الفتاه التي سلبت قلبه وعقله معاً وأخيراً يقرر ان يقتحم خلوتها فقد سئم المراقبه منذ الشهر.
وأكمل معاها الاغنيه وكأنه هكذا يعبر لها عن إعجابه الشديد بها.:
همساً يقول إلي متي؟
ستظل تغرق في البكا؟
سر نحو شمس الصبح
لا غيم الشتا
يأس القلوب نعم يزال
لا لا يدوم فذا محال
فأنظر الي الدنيا معي
هيا تعال
نظرت له ورد بدهشه ولكن تصرف نزار زاد دهشتها حين أمسك يدها وطار بها لفوق.
لم تمانع بل نظرت له بعدم فهم ومشاعر غريبه عليها لكنه أكمل غنائه:
فا انظر الى تلك النجوم
مهما تغطيها الغيوم
ستظل تلمع حره
حبا تحوم
تداركت ورد نفسها وأنها الآن مع شخص غريب لا تعرفه وقد يستغل ذلك لأي أمر.
ولهذا تركت يديه وركضت بأسرع ما أوتي لها حتي تحتمي داخل مملكتها نظراً لآنها ابتعدت كثيراً عن المملكه.
امسكها نزار برفق أثناء ركضها: استني ارجوكي مقصدش إني اضايقك ممكن تسمعيني؟
أزاحت يديه التي تمسك مرفقها ثم ركضت واحتمت خلف حجر ونظرت له تتأمله من الخلف.
وقف نزار ينظر بحزن إلي اثر رحيلها وجلس يتحدث مع نفسه: مكنش قصدي إني اعمل كدا عملت كدا ليه بس!
اشفقت عليه وقد راق قلبها وذهبت اليه بكل ترقب وخوف وشفقه!
لاحظ نزار اقترابها لذلك أشار بجانبه دلاله علي الجلوس بجانبه.
جلست ورد بجانبه لكن بمسافه مناسبه بعيداً عنه ثم:ماذا تريد مني ايها الصرصور؟ ولما كنت تتلصص علي أثناء خلوتي؟ ولماذا فعلت ما فعلت منذ قليل؟ ولما اري نظره الحزن تلك في عينيك؟
نظره دهشه علت ملامح نزار ثم:حيلك حيلك ايه دا كله؟
دانا لو في مقابله تلفزيونيه مكنتش اتسألت كل دا!
ثم ابتسم ونظر إليها بهدوء: ومع ذلك هجاوبك.
خجلت بشده ونظرت للأرض وانتظرت سماع حديثه: انا أسمي نزار ابن تير صديق ولدك.. معرفش ليه قطعت خلوتك بس انا دايماً براقبك وأعجبت بيكي.
لم يزدها حديثه إلا الاحمرار من شده الخجل والذي جعلها تصمت دون ان تنطق.
ظن نزار ان الحديث اغضبها لذلك حاول ان يبرر:مقصدش صدقيني إني اضايقك حقيقي انا معجب بيكي جدآ ومليون مره حاولت اكلمك بس مقدرتش عشان خاطر بخاف.
ثم تحولت نبرته إلي نبره حزينه واردف:بخاف يكون فيه حد في حياتك.. بخاف تنفري مني عشان صرصار.. بخاف متبدلنيش نفس المشاعر.
ثم نظر للأرض بأسي: دايماً خايف انك تكسريني.. لأن صدقيني *انا انكسرت بما فيه الكفاية ومبقتش حمل كسره جديده*
رفعت عيونها إليه وجدت صدق كلامه في نظراته الحزينه حاولت الحديث لكن حديثها خرج بلا معني:لا أعلم ماذا اقول بحق.. لكن انا لم أقصد أن احزنك فقط خجلت ليس إلا.. ومع ذلك سوف اعطيك فرصه الفوز بقلبي.
قالت الاخيره بكل حماس مما اشعل الحماس بداخل نزار وتبسم بشده.
فرحت ورد كثيراً من سعادته تلك: الان يمكنك الرحيل والمجئ مره اخرى حتي نري كيف ستفوز بقلبي.
وقف نزار علي استعداد للرحيل: هعمل كل اللي في وسعي عشان افوز بيكي.
خجلت ورد ووقفت حتي ترحل أيضاً ولكن قبل ان ترحل وأثناء رحيل نزار اردفت بصوت خفيض نسبياً: بالمناسبة انا ادعي ورد يا نزار.
ظنت أنه لم يسمعها لكنه أثناء ركضه صرخ بكل قوه: تشرفنا يا وردتي.
ضحكت ورد وركضت بالاتجاه المعاكس بكل قوه أيضاً.
__________________ back
وقف نزار يبتسم:حاسس إني جايلك قريب يا وردتي استنيني.
ورحل نزار بقلب محطم كلياً ولكن في داخله يخطط بشر كيف سينتقم من كل النمل الأحمق.
_________________________
عند مروان ظل يتحدث مع (أنت) كثيراً.
تجلس( أنت) فوق الفراش ويجلس مروان أمامها ثم في اللحظه التاليه وقف مروان واخذ الغرفه ذهاباً وإياباً:ايه التناقض دا مش فاهم! يعني عايزه تعملي الحرب ضد أختك وفي نفس الوقت حاسه بخنقه أنك هتحاربي ضد أختك ؟
تنهدت أنت:مروان صدقني لن تفهم شعوري الا حين تجربة او تخوض تجربة مثل تلك ان تقف أمام اخيك لهو أمرا صعب لكن لابد منه.
وقف مروان أمامها بملامح تشوبها الاستنكار:نعم يختي؟ لابد منه ليه ان شاء الله... حد ماسك إيدك وبيقولك حاربي غصب عنك!
لم ترفع (أنت) انظارها له بل وجهتها نحو الاشئ ثم:صدقني يا مروان أن علاقتي بأختي كانت قويه للغاية كنا مرتبطين بشدة لكن والدي السبب في كل ذلك.
أومأ مروان بهدوء واردف:يبقي تينا ملهاش ذنب في اللي والدك عمله بتحاولي تأذيها ليه؟
فجاءه صرخت أنت بكل قوه: لأنها دائماً المفضلة لدي الجميع وانا؟ .. انا لست مفضله لدي اي شخص أياً كان فقط انا الأخت التي تساعد أختها حين تقوم بعمل مشكله.. لقد اهتممت بها كثيراً رغم اني الصغري لكني لم أفكر في هذا الأمر كل ما كان يراودني ان أجعلها قويه مثلي.. فقط كنت أضحي ولم انل ثمن تلك التضحيه سوي أن اكون منبوذة..
شعرت بالضياع والضيق: والآن... الآن فقط نحاول قتل بعضنا البعض.
جلس مروان علي مقربه منها ثم:مشكلتك هيا أنك بتستني حاجه مقابل خدماتك رغم انك قولتي ان دا شئ معنوي ليه بقي تاخدي مقابلها حاجه وانتي بتعمليها بس عشان تشوفي اختك قويه؟
لم تنتبه له بل نظرت إلى فوق:صدقني يا مروان كل ما كنت أريده ان يكون هناك عدل وان احكم انا عالاقل حتي تكون أختي قويه ولكن أبي ولأجل فارق عشر ثواني فقط عشر ثواني يجعلها تمسك زمام الأمور.
أكمل مروان ببرود:مش كل المشاكل تتحل بالحرب حتي انتوا النمل زيينا عندنا الأخوات بيتخانقوا علي الورث وعلي اي حاجه فيها فلوس بينسوا الاخوه وبيسنوا الدم وكل ذكرياتهم الجميله.
تبسمت أنت:حقاً لا أعلم ماذا اقول لك يا مروان لقد عشت فتره كبيره لم اكن أقدر ان ابوح بما يحجب عني التنفس.. وبفضلك أخرجت ما بداخلي والآن أشعر اني افضل.
ثم وقفت ولم تبالي بالذي ينظر لها باستنكار شديد: والآن فلتقم الحرب.
نظرة دهشه علت ملامح مروان: نعم يختي! كل دا عمال اهري معاكي وعايش دور الفيلسوف عشان في الآخر تقوليلي فلتقم الحرب؟ قامت قيامتك يا شيخه.
ضحكت أنت بشدة:لقد اضحكتني يا مروان لكن ذلك لن يغير رأيي حين أقول اني سوف احارب فذلك يعني اني سوف احارب بدون جدال.
ثم اقتربت منه بحركات تكاد تكون اغراء: والآن اخبرني يا مروان هل يوجد لديك حبيبه؟
توترت ملامحه لاقترابها الكبير منه ثم دفعها برفق واردف:اه يختي عندي حبيبه وزي القمر وماليه عيني ومش بشوف غيرها.
تبسمت كثيراً:حقا احسدها عليك.
شعر بكل كبرياء الكون ثم:قوليلها يختي قوليلها.
نظره امتنان علت ملامحها الحزينه: شكرا لك يا مروان حقا اشكرك.
تبسم مروان بهدوء وبقله حيله: العفو المهم فكري في كلامي اللي قولتهولك عشان مترجعيش تندمي صدقيني مفيش احسن من الاخوات في ضهرك.
لم تبالي بحديثه مما اغضبه قليلاً:هل لديك اخوه؟
تحدث بكل برود عكس ما بداخله:اه عندي اتنين بنتين قمامير.
تبسم بحنيه علي اعز ما يملك اختيه ولكنه لم يعتبرهم اخوه له بل اعتبرهم أطفاله وأكثر من ذلك..اشتاق لهم وإلي سخافتهم.
قاطعته أنت عن شروده: حفظهم الله لك.. الان سأرحل حتي انجز بعض الأعمال اتمني ان تستمتع بالاقامه هنا.
نظر أمامه:ماهو يأما اقتلها يأما انتحر عشان تعبت.
ثم رحل ينظر من الشرفه إلي مطبخ أمل.
___________________
جلست ميلا بجوار ضرغام بكل صمت.
نظر لها ضرغام بهدوء: أين أمل ؟
لم تجب بل ظلت تردد:فقط حاولت ان أحمي أخي ليس إلا..فقط ان احميه.
عانقها ضرغام: اهدئِ يا ميلا سوف تعود مرة أخرى لا تقلقِ.
نظرت إليه بكل رجاء:حقاً؟ ..لا لن تعود أنا اعلم ذلك.
نظر ضرغام أمامه بشرود:سوف تعود.
تحدثت ميلا بكل صرامه أثناء وقوفها: لأول مرة لن اؤمن بحديثك وأخبارك انها لن تعود.
ورحلت ميلا من حيث أتت وظل ضرغام امامه يتأمل النمل الذي يتأهب للحرب.
يتبع........

التضحيات الاخيره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن