حكم إعدام وقلق زائد

6 2 0
                                    


وخرجت أمل مستاءة
_______________________________
عند مملكه (انترانتينا) وبالتحديد في مجلس اجتماع النمل. قررت الملكه تينا ان تعد هذا الاجتماع  حتي تستمع الي شعبها وتري ما هيا مشاكلهم وتبدأ في وضع حلولاً لها ومن ضمن تلك المشكلات قررت سونيلا ان تعرض أمراً ما:مولاتي ارغب ان اشارك أيضاً.
اندهشت الملكه فكيف لتلك القائدة ان يكون لها اي مشكله وهيا تعيش في مسكن جيد وحياتها جيده لكنها اومأت في النهاية بالموافقه: بالطبع يا سونيلا يمكننا سمعاك.
وقفت سونيلا بحيث يراها الجميع وبدأت في الحديث:هل لاحظ أياً منكم اي شيء غريب؟
اومأ الجميع بالنفي وتحدثت نمله تدعي شيال: شيئاً غريباً مثل ماذا يا سيادة القائدة؟
اكملت سونيلا بغموض: شيئاً مثل ان ساحره المملكة لم تكن معنا في الحرب ولم نراها في الجوار.. هل لدي أياً منكم تفسير لذلك؟
نظرت الملكه الي سونيلا بصدمه كيف لم يخطر ببالها شيئاً كهذا لكنها اردفت ببرود:وما الخطب في ذلك لقد أخبرت الجميع ان من يريد ان يأتي فليأتي ومن لا يريد لا بأس.
سونيلا بنظره تحمل الكثير والكثير:ولما لا نقول انها جاسوسه؟!.
موسيقي تصويريه في الخلف تعبر عن الصدمه (تين تين تااااا)ملامح الجميع تعلوها الصدمه والكثير من الأندهاش الملكة تقف الي حراسها:احضروها الي هنا حيه.
ذهب الحراس حتي يحضروها..
_________________
ثم سمعت طرقاً علي بابها ظنتها أمل في البدايه لكنها لم تكن فقد كانوا حراس الملكة:كيف يمكنني مساعدتكم؟.
اقترب أكبرهم ووقف أمامها مباشرة:لقد أمرتنا الملكة بالقبض عليكِ نظير عصيانك للأوامر و تحالفكِ مع الجيش المضاد لنا.
تفاجأت ميلا بدهشة كيف هذا كيف:لكني لم أفعل ذلك انا لست جاسوسة انا بريئه.
تحدث الحارس بكل هدوء: آنسه ميلا يمكنكِ الحديث مع الملكة والقاضي في هذا الأمر لأني أنفذ الأوامر فهل يمكنك المجئ معنا بكل هدوء فنحن لا نرغب في التعامل بعنف وخصوصاً معكِ.
اومأت ميلا موافقه وهيا تعلم في قراره نفسها انها ان لم تثبت براءتها سوف تعدم أمام النمل لكنها ستحاول علي الاقل.. اغلقت منزلها وقبل ان تذهب تحدثت للمنزل:انا أسفه ضرغام لا أعتقد انك قد تجدني حين تعود لكن أعلم اني حاولت لأجلك صدقني حبيبتك حاولت الحفاظ علي موطنك لكن للأسف جاء قرار إزالة لهذا المنزل ولذلك اتمني ان تظل ذاكرتك تحمل بين طياتها ذكريات منزلك العزيز.
وذهبت معهم الي مصيرها المحتوم..
_______________
في المطبخ وتحديداً خلف الاكواب كانت تجلس في هذا الارتفاع الشاهق تراقب الحشرات التي أصبح بمقدروها رؤيتها بسبب ميلا..
دمعه هيا الشئ الوحيد الذي ينزل بعمق للاسفل من عيون أمل نظرة حزن وانكسار و غصة في حلقها مليون شعور وشعور شعرت به في تلك اللحظه لكن:صدقيني لا يوجد شئ يصلح  ليجعلك تذرفين الدموع بهذا الشكل.
أرتعبت أمل بشده لكنها حافظت علي هدوئها كي لا تقع من هذا الارتفاع الشاهق.
ثم بكل بطء نظرت خلفها لتجد عنكبوت أسود كبير (بالنسبة إليها كانمله) ثم ارتفع صوت شهيقها وهي تتراجع للخلف بسرعه لكنها انفلتت من هذا الارتفاع وكانت ستلاقي حتفها لولا في سرعه قسوة امسكها هذا العنكبوت بنسيج شباكة البيضاء وانقذها:اهدئ يا فتاه انا لا اؤذي النمل لما تخافين مني لهذه الدرجه ؟
جلست أمل علي الأرض تأخذ أنفاسها ببطء
بينما في الجهه الاخري كان العنكبوت يقترب منها قليلاً قليلاً:خليك عندك.
ذلك ما تفوهت به أمل حين لاحظت اقترابه المخيف ولكن ما اخافها اكثر تلك الصدمه التي ظهرت علي وجهه:يا الهي تتحدثين بلغه الصراصير ووجهك يشبه البشر وجسدك يشبه النمل الأزرق كيف هذا الشئ الخطير..
لم تفهم شيئاً لكنها ادركت بعد قليل ما يرمي له ونظرت بغيظ تجاه الحفره واردفت كأن من تحدثه سيسمعها:قال ايه جربي جربي محدش هيشك فيكي جتك شكه في قلبك يا ميلا اشوف فيكي يوم.
نظر لها العنكبوت بدهشه هيا لم تتحدث معه او حتي تلقي بالاً لحديثه بل تتفوه بكلاماً أحمق:هيه يا فتاه انا أحادثك اخبريني من هم أهلك.
تذكرت ذلك العنكبوت المتطفل وظلت تلعن في ميلا وفي العنكبوت وأيضاً في عريس الغفلة ذلك نعم ليس له ذنب:بس هو كدا بقا هاه هو السبب وخلاص ماليش دعوه.
وقفت أمام العنكبوت وبسبب الملل او الغباء قررت أمل ان تحكي له كل شيء حدث معاها..
________بعد بعض الوقت.
أمل:وبس يا سيدي وجيت هنا عشان اشم هوا وحضرتك جيت يأما عشان تاكلني يأما عشان مش عارفه بقي.
تبسم العنكبوت: إذا هل ميلا صديقتك؟
علت نظرة الاستنكار ملامحها لقد أدار ضفة الحديث.
لكنها أجابت بكل برود :وهو الصديق بيوقع صديقه في المشاكل او بيدمرله مستقبله؟؟
زادت ابتسامه العنكبوت مما ادي الي ريبه أمل منه: إذا لن يهمك موتها او بقائها حيه اليس كذلك ؟!
تفوهت أمل ببرود: نعم لا اهتم.
وقف العنكبوت علي أرجله الثمانيه: إذا لن تنقذيها.
وقفت أمل ورائه:انقذها من أيه؟
نظر لها العنكبوت بنظره مكر:لكنكِ قد قلتي منذ قليل لا اهتم فكيف لا تهتمين و ترغبين في مساعدتها؟
أمل: انجز هتقول ولا لا؟ والله العظيم لو ما قولت لما اتحول انسانه هخلي عيال ساره يلعبوا بيك ويااه بقا لما يحطوك في اي ماده سايله من اللي بيخترعوها دي.دا مش بعيد تنور في الضلمة..
تبسم العنكبوت:حسناً سوف أخبرك. ولكن ليس لأني خائف منكِ لكن لأني احب الخير..
اردفت أمل بسرعه:ايوا ايوا بتحب الخير انجز مالها ميلا؟
العنكبوت بكل ما أوتي من البرود:اتهموها بأنها جاسوسة وتعمل لصالح الصراصير ..بسبب انها لم تشارك بالحرب.. فقد كانت تمنعك من قتل مملكتها. والان عقوبتها الإعدام.
أمل بصدمه:انت بتقول ايه ازاي دا ؟طب هيا فين؟ اوصلها ازاي.
لم يتحدث العنكبوت ولم يجب ليجدها فجاءه وقفت امامه بكل رجاء: ارجوك يا استاذ عنكبوت أرجوك قولي خليني الحق أنقذها.
تبسم العنكبوت: أولا اسمي ميلر ثانياً لما ترغبين في مساعدتها وهيا دمرت لكِ مستقبلك؟
أردفت أمل في رجاء:لو جاوبت هتقولي هيا فين؟
اومأ ميلر بالموافقه .
لتقف أمل وتردف بكل حب: عشان متعودتش اتخلي عن حد وعشان عارفه ان ميلا هدفها كان نبيل وانها كانت ودودة معايا واكيد مش هسيبها تموت واقف اتفرج دي مهما كان صحبتي حتي لو كنت انا انسيه وهيا نمله هنفضل صحاب.
اتسعت ابتسامه ميلر:حسناً إذًا أن أردتِ الذهاب للمملكة عليكِ أن تذهبي لتلك الحفره و تبحثِ بداخلها عن الاجتماع الملكي وسوف تجدينه داخل حفرة من تلك الحفر وهذا هو المكان الذي به ميلا والتي غالباً تتم محاكمتها.
انصدمت أمل وبدأت تستعد للركض ولكن قبل ان تذهب: شكرا يا استاذ ميلر.
تبسم ميلر وساعدها للنزول باستخدام شباكة العنكبوتية: لا شكر على واجب يا أمل أن ساعدتها أخبريها بأني عائد او أن چان قادم.
لم تفهم أمل شيئاً لكنها لم تهتم وواصلت الركض حتي وصلت إلي الحفرة وبدأت في الاستكشاف بداخلها.
___________عند مروان خطيب أمل.
بعد مرور يومين علي زواجهم او بما يسمي (كتب الكتاب).
حدثها مره واحده فقط علي الهاتف كي يطمئن عليها حين تسافر .
كان يجلس أمام طاوله الطعام مع اخته ميرفت ومروه ووالدته كانت تضع الطعام فوق الطاولة:مالك يا واد يا مروان مش علي بعضك يعني.
لم ينتبه لحديثها فقد كان يفكر في أمل وكيف انها رحلت بدون ان تودعه او تجعله علي الأقل يوصلها اللي المحطه
وكيف هيا الان وماذا تفعل وماذا تأكل ولما لم تتصل حتي الآن والديها يطمئنانه انها بخير وانه قد تكون شبكه لعدم ردها علي اتصالاته..
انتبهت الام انه لم يكن يستمع إليها من الأساس بينما تضاحكت مروه وميرفت علي العاشق الولهان أخيهم:سيبيه يا ماما شكله بيحب جديد.
قالتها مروة وهي تقهقر مع أختها لتكمل ميرفت:او تلاقيه مشتاق.
لم تهتم لهم الأم واكملت:واد يا مروان ما ترد عليا يالا.
قالتها تلك المره بأنفعال شديد حتي انتبه لها.
فاق من شرودة علي صوت والدته:نعم يا ماما.
انزعجت الام بشده: يا برودك يا اخي مالك يابني مالك بقالي ساعه بكلمك مش بترد ليه؟
قالت الاخيره بنبره ام قلقه علي ابنها بحق فما أجمل علاقه الام لأبنائها او الأب لأبنائه.. وان صدقنا فحقاً علاقه الوالدين تلك هيا العلاقه الوحيده الذي يكون فيها الحب غير مشروط.
لنعود لهم أردف مروان وحاول جعل نبرتة مطمئنة: متقلقيش يا ماما انا قلقان بس علي أمل. اصل مكلمتنيش من ساعه ما سافرت والمفروض هترجع بعد اسبوعين اعمل ايه ؟!
اقتربت الام من ابنها المسكين واخذت تمسح علي رأسه وتربت عليه:متخافش يا حبيبي زمانها وصلت واستلمت شغل مالهوش اخر.
استنكر مروان:شغل ايه يا ماما دي اخرها هتوزع البضاعه بتاعت الهدوم علي المحلات الي هناك.
ضربته والدته بخفه:طب ودي شغلانه سهله يعني يا واد!
نظر مروان امامه بشرود:لا فيه إنه في الموضوع.
علمت الأم ان ابنها الآن سيظل يفكر كثيراً وقد يؤذي عقله ويضع كل الأفكار السوداويه والسلبية للأمر.
لذلك اخذت رأسه بين يديها وقرصت أحدي وجنتيه بحب:يا روح قلب ماما بلاش تفكر كتير في الموضوع هيا ان شاء هتخلص وتكلمك اهدي بقي متقلقش ربنا مش بيجب غير الخير.
بينما في الجهه الاخري كانت ميرفت ومروه ينظران بغيره لاخيهم الذي يحظي بأهتمام والدتهم:وبعدين بقي؟
قالتها مروه بغيرة و انزعاج لتكمل اختها:تحبوا نجبلكم ليمون؟
وبعد هذه الجمله ركضت الفتاتين هاربتين بعد ان امسكت الام النعال الخاص بها لتركض خلفهم وسط ضحكات مروان الذي أردف:انا لازم اشوف اخر الموضوع ده يا ماما والا مش هعرف انام..
يتبع.....

التضحيات الاخيره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن