النهاية شارفت علي القدوم

5 1 0
                                    


اقتربت الحرب والجميع يستعد ذهب نزار حتي يتأكد من وجود حالم أثناء المعركة.
وقف نزار أمام حالم الذي اشتد به المرض ولم يقو علي الوقوف والترحيب بنزار.
عانقه نزار:مش لازم تقوم اجيلك أنا..المهم جاي الحرب صح؟
تحدث حالم ببطئ: لا يا نزار لن احارب ابحث لك عن شخصاً آخر ليحارب معك.
تنهد نزار بأسي: أنت ليه مصمم تطلع اسوء ما فيا؟؟
اقترب منه وامسكه من رقبته: ليه مش عايز تساعدني زي ما ضيعت نفسي ووالدي عشانك؟
تحدث حالم بصعوبة نظراً لشدة اختناقه: خطأ فعلته بالماضي ومازالت ادفع ثمنه حتي اليوم.
أزاح نزار يده وجلس أمامه وقد تغيرت ملامحه للحزينه وكأنه لديه انفصام في الشخصية:بس انا مش هرتاح غير أما اريحها مش قادر اعيش من غيرها ليه مش قادر تفهم كدا؟
ثم تغيرت ملامحه مره أخري لغاضبه: عارف أنك السبب في موتها؟ عارف انك السبب في تدمير مستقبلي؟ عارف أنك السبب في فقداني لوالدي؟
ثم اتعرفت نبره صوته حتي وصلت للصراخ: خسرتني كل حاجه عشان انتقام تافه زيك دمرتني وشردتني ويتمتني..وخلتني أعيش كأني من غير روح عايش كدا باكل بنام بشرب من غير شغف من غير أي إحساس اني عايش.
ثم بكي ووضع رأسه تحت يد حالم الذي ربت عليه: عارف إحساس ان قلبك يندفن وانت لسه عايش؟ طب عارف لما تكون من غير روح؟ جسم ماشي كدا بالبركة مش عارف يعيش زي اي حاجه.. مش قادر يضحك مش قادر يعبر عن اي إحساس جواه غير الوجع.
ترك حالم تلك المره صمته واردف: أعلم ان اعتذاري لك لن يعيد اي شيء لكن صدقني الحرب لن تساعدك في اي شيء سوي تدميرك ليس الا.
وقف نزار بكل عصبيه وحطم كل ما في الغرفة أثناء صراخه:طب مانا مدمر.. مانا مدمر يا عمي انا مش حاسس بحاجة .
ثم صرخ بشده:مش حاسس بأي حاجه عايش من غير شعور.. عمرك جربت تفقد  أعز ما ليك وتفضل عايش؟ انا بقي لما فقدت مفقدتش أشخاص وبس لا دانا فقدت صحتي.. ونفسيتي.. ومشاعري..وروحي..وقلبي.
ثم تحدث ببحه نظراً لكثره صراخه:متبقاش غير القسوه اللي طول عمري كنت بخاف منها.. القسوه اللي هربت منها سنين مسكتني خلاص ومبقاش فيه اي طريق للرجوع.
تحدث حالم بحزن:بلي يوجد حين توقف تلك الحرب.. حين تبدأ ان تنشر السلام انت فقدت السلام لذلك يجب ان تعطيه.. لأن فاقد الشيء يعطيه وبكل حب ليري لمعة الشغف في عين من أمامه والذي لطالما تمني ان تلمع عيناه بذات الشغف..
ثم أضاف: *هو يعطي حتي يصل له مالم يصل إليه طيله حياته!*
تبسم بكل سخريه ثم ضحك..ضحك بكل الم بكل فقدان للروح وقال: كلامك صح وكل حاجه بس مش ليا انا خلاص ضليت الطريق دا من زمان وتوهت فيه كمان ومبقاش فيه طريق للرجوع.
ابتسم حالم بهدوء وتفاؤل: لما لا تعتبر يدي تلك هيا طريقك الصحيح وتمسك بها؟
رفع يده أمام وجه نزار والذي لم يفعل شيئ سوي الضحك:شكلك مفهمتش كلامي كويس.
ثم أقترب منه ونظر له بكل شر: أنا خلاص كل حاجه حلوه جوايا ماتت معاها.. كل حاجه جوايا راحت ومتبقاش غير النار.. والنار دي مش هتهدي غير اما تحرق الكل.
يأس حالم وتحدث بأستهزاء:حسناً يا سيد الظلام  لكني لن احارب معك أظن ان حديثي واضح.
تبسم نزار:يبقي ضيعت وقتي اني اجيلك هنا.
ثم وقف واستعد للرحيل.
حالم: تذكر انك سوف تندم على اختيارك هذا.
نظر له نزار بكل استخفاف واردف بكل الم:مانا طول عمري بندم مجتش علي المرادي..فوتك بعافيه يا عمي.
ثم رحل نزار رحل بكل كسرة وكل الم.. رحل بوجه شيطان سفلي سوف يحطم العالم أجمع.
________________
بحثت ميلا مع ضرغام عن أمل والتي لم تظهر حتي الآن ولا احد يعلم أين هيا.
استمر بحثهم لفتره طويله دون جدوى لذلك قرر ضرغام ان يستعمل قدراته ويري أين هيا.
تحدثت ميلا أثناء بحثها في غرفه أمل:ماذا الآن يا ضرغام؟
تنهد ضرغام:لا أعلم حقا يا ميلا لكني سوف أحاول ان أجدها عن طريق أثرها.
نظرت له بتساؤل:كيف ذلك؟
تحدث ضرغام بشرود: سأذهب إلي والدي وأري ما يمكنني فعله.
نظرت له بدهشه: لكن والدك قد يقتلك.
تبسم ضرغام بألم:لا يهم عالاقل سوف أموت علي يديه.
صرخت ميلا بأسي:لماذا دائماً تهتم بحياتي ولا تهتم بحياتك أنت؟
نظر لها بكل هدوء: لأنكِ حياتي ولا يعنيني اي شيء آخر.. كنتِ عائلتي وابنتي وزوجتي وكل عالمي لذلك لن أتحمل خسارتكِ.
حزنت كثيراً: طالما أنا عالمك لما ترغب في تدميري؟ .. لما لأ تهتم بنفسك قليلاً.
تبسم: لأنه ابي وفقط أبي والذي مهما فعل ومهما سيفعل لن اكرهه أبدا.
وقف ضرغام للرحيل عانقته ميلا بكل يأس: أرجوك لأجل عالمك أهتم بنفسك قليلاً.
تبسم ضرغام وظل يمسد علي رأسها: لن يمسني بسوء لانه والدي.
ثم رحل وأثناء رحيله بكت ميلا بكل قوة لم تصمت الا حين اغشي عليها.
________________________
داخل مملكه النمل الأزرق يجلس شاب(نمله ولد يعني)
اقتحم علي هذا الشاب ضرغام: مرحباً يا ضاحي.
انصدم المدعو ضاحي:ضرغام!!!
تبسم ضرغام وركض ليعانق ضاحي: إشتقت اليك يا صديقي الصدوق.
بادله ضاحي العناق: وأنا أيضاً.
وجلسا الاثنان ليتبادلا أطراف الحديث: اخبارك واخبار ميلا؟
تبسم ضرغام:نحن بخير فقط نشتاق اليك وإلي المملكه.
ربت عليه ضاحي:ليت أيامنا القديمه تعود مرة أخرى.. اتذكر حين كنا نلعب نحن الثلاثة أمام المنزل ووالدك يأتي ليركض خلفنا.
ضحك ضرغام مثلما لم يضحك من قبل: أذكر كل شيء وافتقد تلك الأيام لكنها الآن انتهت.
تساؤل ضاحي:هل ستحارب ضدنا ام معنا؟
نظر ضرغام امامه بشرود وبثقل يحمله قلبه وحده:لا أعلم صدقني يا ضاحي انا لا أعلم اي شيء.
تبسم ضاحي بكل هدوء وقدم بعض الطعام إلي ضرغام:ان شاء الله الأمور تتغير فهو من بيده كل شيء فقط الصبر والله لن يخيب آمالنا أبدا.
نظر ضرغام إلي ضاحي بكل دهشه:هل اعتنقت الإسلام أيها النمله الملحد؟؟
سئم منه:لست ملحدا فقط لم أكن أتبع اي ديانه نظراً لقله ديني وباني لا اعلم أيهم الحقيقيه.
تبسم ضرغام:وما الذي جعلك تتأكد ان الاسلام هو دين الحق؟
افترش ضاحي الأرض ونظر لأعلي بكل حالميه:حين تأملت وجدت ان من دبر ذلك الكون لن يكون انسياً لذلك لم أعبد اي شخص قال انه الله.. وحين رأيت كل هذا الابداع في الكون قلت انه شخصاً واحد فقط ..لأني حين رأيت أنت وتينا وجدت أن الاثنان يتشاجرون فقط لأجل الملك لذلك علمت أنه اذا كثرت الإله فسدت الأرض.
اقترب ضرغام منه وانصت بكل استمتاع: أكمل وماذا اكتشفت أيضاً ؟
أكمل ضاحي حديثه: وأيضاً علمت أن الله قادر علي احياء وقتل من يريد ولاحظت اننا أصغر المخلوقات التي خلقها ويوجد غيرنا كثيراً ومن ضمن الاشياء التي ادركتها أنه لا يوجد اي أحد قادر علي ان يؤذي الله.. لكن الأصنام حين كسرها سيدنا ابراهيم لم تقدر علي ان تحمي نفسها فكيف تحمينا؟ وأيضاً نحن من نصنعها.
أكمل ضرغام: إذا كنا نحن من نصنعها من صنعنا؟
تبسم ضاحي: أحسنت يا ضرغام.
ثم انتبه لشيئاً ما: ضرغام ما الذي اتي بك اللي هنا؟
اعتدل ضاحي في جلسته وكذلك ضرغام ليكمل ضاحي:لقد أخذني الحديث ونسيت سؤالك.
تبسم ضرغام بهدوء:جئت حتي اقابل والدي.
توترت ملامح ضاحي والتي لاحظها ضرغام:ما الأمر هل تخفي عني شيئاً ؟
تلعثمت الحروف بداخل فمه:لا.. لا شئ.
اعتلت ملامح ضرغام نظرات الشك المصوبه ناحيه ضاحي والذي كان العرق الغزير يتصبب منه.
اقترب منه ضرغام بكل شك: تحدث يا ضاحي وأخبرني ما الأمر والان.
نبرته كانت بها الكثير والكثير من الصرامة التي أرغمت ضاحي بأن يبوح بما لديه:والدك توفي منذ عامين.
قالها بكل ما أوتي من سرعه.
ليقف ضرغام علي ركبتيه:ماذا!
تفوه بها ولم يقدر على ان يفعل اي شيء سوي النظر في الفراغ
أما ضاحي حاول كثيرا ان يفيقه من تلك الحالة التي تلبسته:ضرغام ان كل شيء قضاء وقدر وهذا قدره فقط ادعي له.
لم يهتم ضرغام لحديث ضاحي ولم يكلف نفسه النظر إليه وظل ينظر إلي الفراغ طويلاً ثم وقف وتحدث بهدوء: أرني قبر والدي.
ربت ضاحي علي ظهر ضرغام والذي ازاح يده وتحدث بصرامة:قلت لك أرني اين هو قبر والدي.
تحدث ضاحي بكل يأس: أمام قبر والدتك.
ذهب ضرغام بأتجاه الباب ولكن اوقفه ضاحي:هل أنت بخير؟ هل أاتي معك؟
تحدث ضرغام أثناء فتحه للباب:لا تقلق انا بخير.
ورحل ضرغام الي قبر والده
يتبع..............

التضحيات الاخيره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن