بداية الحكاية

122 6 3
                                    

*في احدي المنازل العريقة نسمع صوت شجار عنيف يدور بالداخل لندخل و نري ماذا يحدث....*
_________________
*علي احدي الارائك تقف فتاه فوقها وتصرخ وتقول..*
:يووووه مش هتجوز يعني مش هتجوز كفايه تحكمات بقي.
*قالتها تلك الشابه صاحبه ال 26 عاماً لوالدتها التي تقف امامها..*
*الأم وقد سئمت هذا الموضوع*:يابت اسمعي الكلام انتي داخله علي التلاتين غي.....
*لتكمل تلك المره ابنتها واعتقد انها قد سجلت أحاديث والدتها في رأسها*: غيرك متجوز و جايب عيال وبلا بلا بلا عارفه كل دا وبرضه مش هتجوز أفهميها بقي انا مش هتجوز اشطا؟..
*رفعت والدتها النعال الخاص بها(شبشب) حتي تقذفه علي ابنتها علها تعقل قليلاً*:طب يالا يابنت الل.... من هنا غوري...قال افهميها قال حد يكلم امه كدا؟.
*نظرت الفتاه لوالدتها بتمثيل الصدمة وخرجت منها شهقة مصتنعه*:بتطرديني وبتتبري مني ياما؟..
*الام بكل برود*:اه ياختي غوري بقي..
*نزلت الفتاه من فوق الاريكه وذهبت باتجاه الباب حتي تخرج فعلاً  اوقفتها والدتها*:رايحه فين معلش؟
*التفت و اصتنعت نظره كسرة وحزن*:ما خلاص بقي..
*نظرت الام بعدم فهم*:هو ايه اللي خلاص يختي ؟..
*اكملت الفتاه التمثيل*:مبقاش ليا مكان هنا..  لحظه لحظه..
*الام وقد اقتربت منها*:ايه تاني ياست الفنانه ؟..
*وقفت الفتاه كأنها تمسك اله الكمان وتعزف عليها*: نسيت الموسيقى التصويرية الحزينه..
*وأخذت تحدث أصواتاً بفمها كأنها موسيقي.*
*امسكتها الأم من تلابيب ملابسها وبدأت بتمريرها للإمام والخلف*:موسيقي حزينه قولتيلي اه هيا اغنيه عايزه معجزة دلوقتي بقت حزينه؟..
*الفتاه وهيا تحاول التفلت من قبضه والدتها*:مانتي يختي اللي بتسمعيها وتعيطي كأني ابويا مات..
*شهقة خرجت من فم الأم وبعدها ضربة من النعال فوق رأس ابنتها*: مين الحقير اللي قالي اسميكي أمل بقي فين الأمل دا فهموني المفروض يسموكي أستاذه تشاؤم استاذه فقر اي حاجه غير امل كتك القرف بتفولي علي ابوكي منك لله اشوف فيكي يوم وبرضوا هتوافقي علي العريس..يعني هتوافقي
*تفلت أمل من والدتها وبدأت تعود الى جديتها*: أمي انا مش موافقه  انا مش هتجوز صالونات واحد معرفهوش تاني يوم اكتشف انه شمام يستحيل تحصل مش هستني اتخدع في حد.
*الام بنظره مصره*: خلاص انا قولت كلمتي وكتب الكتاب انهاردة كمان لحسن البت بنت خالتك تتجوز قبلك خلينا نسباقهم..
*أمل بحزن*:هو كل حاجه كدا سباق سباق ناقص تقوليلي لو حصل وحملت اني اولد من اول شهر قبل بنت خالتي نهي..
*الأم بجديه*:مانتي لازم تولدي فعلاً قبلها عشان متبقاش سبقانا في حاجه..
*تركت أمل والدتها تتحدث وتناقش نفسها كيف تجعل ابنتها تنجب قبل ابنه أختها وان يكون ولداً سوف تسأل شيخاً ما..*
_____________________________
*لننزل لأسفل قليلاً لا اقل من ذلك انزل..انزل..انزل..انزل أكثر توقف! نعم هنا ان رأيناه من فوق سوف نري الحائط الموجود بالمطبخ والمرحاض لكن ان نزلنا مثلما قلت سابقاً سنجد ثقب في الحائط هيا لندخل الي ذلك الثقب الآن..*
___________عند النمل!!!_____
*في إحدي ممالك النمل الاسود والاحمر معاً تجلس الملكة تينا علي عرشها تراقب شعبها الباسل وهو يحمل ما احضره من عالم البشر مثلما يقولون.. ستجد من يحمل فتات خبز واخر يحمل جزء من معكرونه واخر يحمل قطعه سكر ويسيرون لمنطقه ما تحيطها الاسوار العاليه ويقف تحتها حارسين من النمل الأسود العملاق يحرسون الأسوار وأيضاً يأخذون الغنائم التي حصدها الشعب و يضعونها في داخل هذه الأسوار الدائريه وكانت تعتبر مثل حافظه الطعام بالنسبه لهم وحين أنتهي الجميع من وضع الطعام ذهبوا ليقفوا أمام ملكتهم تينا*..:لقد انتهينا من تخزين الطعام حتي لا نخرج الي عالم البشر الي حين ينتهي فصل الشتاء والآن يمكنكم الراحه اما من لديه اعمال فلينتهي منها أولاً .
*انهت الملكه تينا حديثها ليذهب كلاً منهم لوجهه محددة..*
__________________
*وهناك بالقرب  في داخل الثقب او لنقل حفر يعيش فيها كل أسرة مثل المنازل في أحدي تلك الحفر كانت تجلس الساحره ميلا ويقع امامها جزء من مرآة ضئيلة الحجم او لنقل انها كانت في الماضي عند البشر مرآة طبيعيه ثم انكسرت وانتشرت القطع في كل مكان ليأخذها النمل ويحددها بسكين حاده لتكون دائريه الشكل. تجلس الساحره ميلا أمام خرزة وقعت من اسوره بشرية وتقرأ بعض التعاويذ النمليه لترا نمله (شاب) يحدثها عن ما سيحدث غداً وتفتح فمها دلاله علي الصدمة ومن ثم تترك مقرها وتركض للملكه تينا وتقف امام حفرتها وتطرق علي الورقه فوق الحفره*:مولاتي الملكه ارغب بالتحدث معكِ ..
*وفي الداخل كانت الملكه تجلس علي فراشها المصنوع من قطعه قطن ضئيلة وحين سمعت صوت الساحره*:تفضلي يا ميلا..
*دلفت ميلا وجلست أمام الملكه*:تحدثي ما الأمر ؟
*ميلا وهيا تهيأ نفسها لتقول الخبر*:خبر سئ يا مولاتي اخبرني به ضرغام..
*اعتدلت الملكه و صوبت كامل انتباها علي ميلا*:وماذا قال ضرغام خاصتك يا نملة تحدثي..
*نطقت ميلا ما صدم الملكه*:هناك سرباً من الصراصير قادمين نحونا يا مولاتي ماذا عسانا نفعل؟..
*انصدمت الملكه وظلت تأخذ الغرفه ذهاباً وإياباً في تشتت*:يا إلهي ما هذا الخبر لقد انتهينا تواً من التخزين كيف سننقل هذا الخزين ؟ واين سننتقل؟..
*اقتربت ميلا من الملكه المذعوره واجلستها*:اهدئي يا مولاتي تلك الحشرات البغيضه ستصل غداً لذلك يجب ان نكون علي اتم استعداد للمواجهه لأننا لن نترك مملكتنا لهم هكذا..
*فكرت الملكه في حديث تلك النمله التي لا يخيب ظنها ابداً واردفت بداخلها*: تلك الساحره منذ ان انضمت إلينا وحديثها دائماً يحدث وكأنها تحمل نبوءة ما او ما شابه لذلك لا ضير من تلبيه حديثها.
*ثم هتفت*:حسناً أوافق علي قرارك فليستعد الجيش..
*وقفت ميلا بالقرب من الملكه وخرجتا سوياً للخارج امام الحشد وقالت الملكه*:فليجتمع كل النمل أرغب في قول أمراً مهم..
*بعد انتهاء حديثها بدأ النمل في التجمع أمام حفرتها لتبدأ في إلقاء الخطاب*:نحن كنا في الماضي نعيش بسلام بعيداً عن كل الحشرات والقوارض المؤذيه وظل بيننا نحن واي حشره مفترسه عقد ان لا نؤذيهم وهم كذلك حتي اتي ذلك الصرصور الخسيس نزار وقذف بقانون والدي عرض الحائط وأقام الحرب ونحن لم نكن مستعدين لتك الحرب وتمت محاربتنا غدراً وحين انتهت الحرب قررنا استعادة كرامتنا ورد الجميل معاهم واقامنا الحرب ورمينا خلفنا القوانين جميعاً واليوم اعزائي بعد هدنة قاربت الخمسة اعوام وتلك اكبر هدنة بالتاريخ يقوم الصرصور نزار بأقامه الحرب وأيضاً تلك المره غدراً والآن اقول أما ان نجعله يأخذ خزيننا ومملكتنا وبناتنا الحسناوات وان يقتلنا او ان نحارب بكل ما أوتي من قوة لدينا وان نحارب معاً وان لا يأخذ احد دور البطولة..
*وثم ارتفع صوتها حماسياً* :ماذا تختارون أيها النمل العظيم؟؟؟
*ليهتف جيش النمل الكبير ذلك معاً*: الحرب حتي الموت..الحرب حتي الموت.. الحرب حتي الموت.
*نظرت الملكه امامها وتحدثت بمكر*:فلنبدأ يا نزار.*اعلنت الملكه تينا الحرب على الصراصير بجيشها العظيم الكبير..*
_____________________
*في مملكه الصراصير التي لا تتسم بالنظام مثل مملكه النمل كانت فوضوية بشكل مبالغ به ولم يكن لديهم منازل يجلس الملك نزار أمام جيشه المكون من الصراصير العاديه والصراصير المجنحه ليتحدث*:كانتر الجيش جاهز لمواجهه النمل الغبي دا؟
*تحدث ذلك المدعو كانتر*:ايوا احنا جاهزين ومستنين بس النهار التالي عشان نهجم وقت شغلهم يا مولاي
*وقف الملك امام حشده الذي يقل عن حشد النمل لكنه احجامهم تفي بالغرض*:جاهزين نهزم شويه النمل المغفل دول يا جيشي العزيز؟؟
*صرخ الجيش جميعاً في أن واحد*:اكيد موافقين معاك للآخر... معاك للآخر.. معاك للآخر..
*تحدث نزار تلك المره لنفسه*:اذا فلنبدا يا تينا..
*وبعد انتهاء هذا الخطاب الفوضواوي وقف نزار أمام قطره ماء لكنها لن تكون هكذا لصرصور بل كانت بركه مياه جلس بداخلها لتهدئ اعصابه قليلاً من عمل اليوم والذي كان الا شئ! . وبعد قليل اتت صرصوره تبدو اكبر سناً وجلست بالقرب من نزار/*: لسه مصمم تحارب برضوا يا نزار؟..
*اعتدل نزار وتبسم بهدوء*:مانتي عارفه يا والدتي اني دماغي ناشفه ومش هقبل نقاش في الموضوع ده.
*تبسمت امه وظلت تعبث بخصلات شعرتيه*:لو والدك كان عايش كان قالك ايه دا تير يابني مكنش بيحب الاذي لحد ولا حتي جدك (كان) برضوا.
*قبل نزار يد والدته*:هما اللي حرموني منها يا أمي يبقي لازم يتحملوا.
*سحبت الام يدها من يدين والدها وذهبت بعيداً عنه بعد ان تيقنت ان ما في رأسه هو ما في رأسه لن يتغير.*
_________________________
*لنعد لعالم البشر عند أمل ببشره تميل للسمار وعيون عسليه اللون وطول ليس بالقصير وليس بالطويل وجسد صحي وشعر قصير يكاد يكون شبابي!*
*كانت تجلس بغرفتها تتحدث في الهاتف مع صديقتها المقربة علها تجد لها حل*:هاه هعمل ايه مش عايزه العريس يا ساره بقي .
*تحدثت المدعوة ساره*:طب اهدي يا أمل وجربي تقابلية مش يمكن يكون كويس و يعجبك؟
*تنهدت أمل بشده*:لولا انه تليفون كان زماني جبتك من شعرك قال يعجبني قال!
*تحدثت ساره بيأس*:طب انتي بتفكري في ايه طيب ؟
*ابتسمت أمل بشر*:هطفشوا زي اللي قبله
*ساره بتساؤل*:ازاي ؟ انا عرفت من مامتك انه لابد ولازق.
*زادت ابتسامه أمل الماكره*:هو فيه عريس هيلزق لواحده مجنونة برضوا يا سرسورتي؟؟!
*ساره بصدمه*: مجنونة؟؟
*وضعت أمل يدها فوق فمها كي لا يسمعها احد وكأنها سوف تلقي معلومه خطيره*:اسكتي مش انا طلعت هربانه من مستشفى المجانين يا ساره!
*ساره باستنكار*:يختي بطه! وانا اخر من يعلم صح؟
*أمل*: مانا كنت هقولك بس اصلي فكرتك هتعرفي بنفسك!
*ضحكت ساره*:ماشي ياست المجنونة اقفلي عشان جوزي عايزني ولما يمشي العريس قوليلي عملتي معاه ايه.
*أمل بابتسامة عريضة*:عيوني يختشي سلميلي علي مودي لحد ما اشوفه.
*ساره*:ماشي يختي باي
*أمل بسعاده*: باي
*وتنتهي المكالمه لتستعد أمل لعريس الغفله مثلما تقول!*
_____________________
*في مكان اخر عند عريس الغفلة! أقصد شاب ثلاثيني ببشرة حنطيه وعينان بنيه اللون مثل شعره المرفوع وجسده المتناسق .*
*كان يجلس فوق الاريكه ويشاهد التلفاز مع اختيه اللتان تثرثران بشأنه وهو لا يلقي بالاً لهن..*
:بقولك يا ميرفت يا أختي.
*ميرفت بتساؤل*:ايه يا مروة ياحبيبتي.؟
*مروة بكل استفزاز*:بكره البيت يفضي علينا ونبرتع براحتنا يختي.
*ميرفت وقد فهمت ان اختها تحاول إزعاج اخيها وقد قررت أن تكمل معاها الازعاج*:اه صح أخيراً كل واحده هيبقالها اوضه نوم وسرير فرداني كدا.
*لتطلق مروة ذلك الصوت المسمي بالزغورده*: افراج يا اخواتشي افراج.
*نظر لهم اخيهم نظره تقزز*:مين قالكم اني هخليكم تبرتطعوا فيها كدا دانا اجيب مراتي وهنقعد علي قلبكم.
*وحين انهي حديثه اخرج لسانه من فمه.*
*انهي هذا الشجار الذي كاد يحدث دلوف والدتهم وقد كانت سعيده لأن أبنها سوف يتزوج*:واد يا مروان اجهز يالا عشان هنروح دلوقتي يالا.
*وبالفعل استعد مروان وخرج كلاً من الام والاب والابن وبقت الاختين في المنزل وذهبوا جميعهم لبيت السيد عادل والدل أمل..*
________________
*في منزل أمل وتحديداً في غرفتها.*
*كانت تتدرب أمام المرآة علي ان تجعل عينيها الاثنين يلتقيان في نقطه واحده كي تكون مجنونه مثلما تقول وقاطع تدريبها الشاق دلوف الأم.*:بتعملي ايه يا مجنونه قدام المرايه؟ هتتلبسي ولا ايه؟
*أمل وقد وجهت نظرها لوالدتها*: لا يختي بتدرب عشان اطفش العريس.
*شهقه خرجت من فم الام ظنتها أمل صدمة بحديثها عن تطفيش العريس.لكن*:انتي لسه ملبستيش يا كلبه لحد دلوقتي ؟! قومي البسي يالا وحطي اي حاجه في وشك بس خفيفه عشان ابوكي ميقتلناش انجزي يالا.
*تنهدت أمل بيأس و بدأت في ارتداء ذلك الثوب الأزرق مع خروج والدتها ثم مشطت شعرها القصير ووضعت الكحل فقط وحين انتهت سمعت طرقاً علي الباب وادركت انه هو لا غيره فقالت*:اتفضل ياحج عدوله.
*ليدلف والدها للغرفه وينظر لابنته التي كبرت كثيراً وحان وقت ان يسلمها لمنزل زوجها قبل أن يترك الدنيا.*
*اقترب منها وعانقها بكل حب*:مش قادر اتخيلك عروسه مش قادر بجد!.
*تبسمت أمل واردفت بكل فخر*: اكيد عشان حلاوتي
*ليوضح لها والدها الأمر*:لا مش قصدي انا اقصد ازاي هشوفك لابسه فستان معجزة دي بالنسبالي الصراحه.
*تذمرت أمل*:هما كدا أعداء النجاح مش بيحبوا يشوفوا الإنسان ناجح.
*قهقر عالياً ثم زاد عناقه علي ابنته*: يابت انتي مفيش اجمل منك وحتي بلبس البيت انتي ملاكي الجميل وأملي في الحياة.
*تبسمت أمل وعانقت والدها بشده*: حبيبي يا حج متحرمش..
*ثم ترددت قليلاً لكنها اردفت في النهاية*:الا قولي صحيح.الواد اللي جاي يتقدملي دا رأيك فيه ايه؟!
*تبسم الاب واجلس ابنته فوق الفراش وجلس امامها*:والله الولا مروان دا كويس جدا وهقدر اتطمن عليكي معاه شاب كويس ومؤدب وعنده اخلاق مش عند الجيل دا.
*ثم نادت الوالده للوالد كي يخرج لأن الضيوف أتوا ونظرت أمل لوالدها الذي ترك الغرفه بحزن ماذا تفعل هل ترضي رغباته وتجعله سعيد مقابل حريتها ام تختار حريتها ولا تهتم بغيرها؟! ولكنها اختارت بسرعه. حين وقفت امام المرآة ووضعت احمر الشفاه ووضبت شعرها بشكلاً رائع وقررت الموافقه لأجل والدها...*
يتبع

التضحيات الاخيره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن