الليلة الرابعة

30 1 0
                                    

انتشل فردريك أليكس من الثلج وهو يحملق فيه بتمعن شديد لم تبدو على وجهه اي نظرات من الشفقة او الاسى لكنه اكتفى بأن قال للسائق :(انطلق بنا إلى قصري اسرع ..هيّا )
انطلق السائق باقصى طاقته وهو يقود الخيول إلى قصر فردريك راس الافعى بينما كان أليكس يعاني من الحمى والمرض في داخل العربة وعندما نزل من العربة نظر إلى السائق وقال بصوت مرتفع :(اسمع اعتنِ به جيداً لا أريد خسارته يبدو فتى قوي أريده ان يشفى تماماً .. احضر الطبيب ليعالجه )..
أخبر الطبيب إيفان  السائق العجوز (بانوس) بأن أليكس يحتاج إلى مكان دافئ ، لكنه اكتفى بوضعه في غرفة حارس القصروتابع حالته متابعة مستمرة لثلاثة أيام متواصلة يجب ان تهتم بجرحه وطعامه..
أردف الطبيب إيفان قائلاً :( لا شك بإنه سيفقد ذاكرته القديمة وربما سيعاني الماً موجعاً فور استيقاظه سأرسل لك بعض الأعشاب لكي يأخذها بيد احدى مساعداتي .. آنا التي تعمل معي لا تقلق إنها مدربة لهذه الحالات)
بعد ساعتين وصلت آنا ومعها حقيبة الطبيب كانت بيضاء البشرة وشعرها الفضي يتمايل على أكتافها عيناها الزرقاوان كانتا جميلتين حقا وكأنهما البحر في صفاءه ويداها الصغيرتين تحملان الحقيبة بجهد واضح كانت تبتسم مع أن الثلج المتساقط كثيف تلك الليلة ...
فتح خادم القصر الباب واستقبلها السائق العجوز (بانوس) بترحاب حافل وهو يحاول أخذ الحقيبة منها واتجهت معه إلى غرفة لترى أليكس الذي كان يهذي من الحمى .
أسرعت آنا الصغيرة ووضعت بعض الأعشاب في صحنٍ وتركت الماء يغلي على النار وصبت الماء الساخن عليه فأصبح شراباً دافئاً له وقالت :
( هذا سيزيل الحمى ولكن عليه يشربه وهو ساخن وإلا فإن مفعول الدواء لن يجدي ) وبينما كانا يتحدثان جاء خادم القصرمهرولاً وهو ينادي :( أيها العم بانوس سيدي فردريك يناديك اذهب بسرعة )،التفت بانوس الى آنا الصغيرة وهو يتوسلها أن تعالج أليكس في غيابه .
ترددت كثيرا ثم في بقائها لكن ترجي العجوز وتوسله جعلاها تقتنع اخيرا.
بدأت آنا تعالج أليكس المحموم وهاهو الآن تنخفض درجة حرارته تدريجياً ووجهه ترتسم على محياه علامات الارتياح .
زال قلقها الشديد وهاهي تجلس بجوار المدفئة تحاول صنع بعض الحساء ولما أتمت الحساء نظرت من خلال النافذة وإذا الساعة تدق الثانية عشر عليها الرحيل فهي لا تستطيع المبيت خارج المنزل اخوتها وعائلتها تنتظرها الآن حتماً وامها المسكينة تنتظرها ايضاً.
وعندها بدأت تنادي على خدم القصر لإرجاعها إلى المنزل وإلا فمن المستحيل الذهاب في هذا الطقس العاصف والمثلج لوحدها وصل احدهم فأخبرته بضرورة رحيلها إلى منزلها ثم احضر عربة صغيرة يجرها الحصان وانطلقلا إلى منزلها وهي ترتجف متوترة بشأن والدتها وإخوتها .
لكن العاصفة والرياح الشديدة ضربت بقوة فهاج الحصان وانقلبت العربة في وسط الغابة حال دون وصولها إلى المنزل

Edelweiss nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن