البارت الثالث

104 5 0
                                    

رفعت أنظارها تبتسم له لأنه بنظرها غير عادي ، هو يحتوي كل جِراحها يعرف حدودها و مُنتهاها و إن كان بالدنيا شي تقدر توصفه بالحب غير أبوها فهو بيجسد معنى الكلمة ، من بدايتهم من أول خطوة لهم الى حد جلوسهم لجانب بعض الان ، لحضنه لها و ضحكاته هو فيّاض بالمشاعر يحبّها بشكل يليق فيها ، يليق بطهر قلبها و نقاوتها ، قبل رأسها يشوف إبتسامتها له : وش ودّك فيه؟
ضحكت لأنه بكل مره هو يسألها هل سؤال تجاوبه بذات الإجابة هي تحب طاغي اجواء الرياض ليلًا ، تحب الهدوء و المدى الوسيع ، الصفاء الروحي و الجسدي وهي وسط حضنه تتأمل نجوم الرياض : المدى
إبتسم :ميعادنا معها مختلف ، في يوم تلبسين فيه الأبيض و ألبس فيه البشت ، شي ثاني تأمريني عليه؟ هزت رأسها بالنفي تودعه
-
بيت فهّاد
جلست ضيّ بجانب أبوها اللي قبل يدها ، و زمّت منيره شفايفها بغيرة واضحة يبتسم الليث يقبل كفها : تحب المحب يا أمي أنت
الليث:آمين
فهّاد:راجع للمكتب؟
الليث:إن شاءلله ، هالشهرين ماعندي طلاب برجع استغل الوضع
منيره:الله يوفقك
رجع الليث انظاره لجواله يشوف رسالتها ، هي وافقت على الوظيفة ، و كان منها طلب تباشر عملها من اليوم رغم شديد إستغرابه ، حسب معرفته القليلة فيها فهي ليست متعجلة ، و لا يعرف أسباب طلبها لكنّه وافق، وافق لجل يبدأ يعرفها أكثر ، يعرف كيف يتعامل معها و طريقة تفكيرها و تفكيكها للأدلة ، هو يحتاج عقلية نشطة و تقدر تلاحظ بسرعة و يتمنى تكون بهذي الصِفات ، هي بتكون عين ثانية مُختلفه عنه نظرتها أخرى و طريقة تفكريها مختلفه عنه تمامًا
رفع أنظارها لضـيّ اللي عيونها فيها كمية تساؤلات يفهمها هو ، ولكن أختياره للأجوبة عن اسئلتها بتفتح له أبواب هو مقفلها من سنين طويلة

وقفت امام المكتب تشوف سيارة العَنود بجنبها ، و تشوف هو الأخر نازل من سيارته ، يرفع نظارته على شعره الطويل نوعًا ما ، كان شماغه بيده يبستم للبواب يوقف يسأل عن أخباره نزلت من سيارتها تمسك بيد العَنود يدخلون مع بعض ، تعيش رهبة شعور غريب ، مزيج من الخوف و السعادة في آن واحد عالم ما توقعت تدخله بهذي السرعه ، كانت تشوف بعينها "دنيا البشوت" دنيا كانت تجهلها نوعًا ما عدا قليل من أيام تدريبها الهادئة ، لفت على العَنود من تقدمت لهم بنت :سمّوا؟
غَـيد:حنا الموظفات الجدد
هزت ساره رأسها بإبتسامة ترحب فيهم ، توريهم مكاتبهم تعرفهم على زُملائهم و قوانين المكتب بشكل عام ، وقفت للحظة من شافت رسالة منه "تعاليني" و فعلًا هي توجهت لمكتبه تطرق الباب يـستقبلها بنطقه : الله يجعلك خير للوطن و ابناءه
هزت رأسها تشكره فقط ، تدخل بدون ادنى مقدمات :ابغى كل الأدلة اللي معك
الليث:تدرين أنه انتِ ما بتشتغلين على قضية أبوك بالمحكمة ، لكنّي أحتاجك لقضية أخرى
عقدت حواجبها توشك تنطق بالرفض و لكنّه أكمل :يوم المحكمة ذات العصابة كانوا سبب لموت شخص يعز علي ، ما أقدر أكون المحامي بسبب القرابة العاطفية و إنتِ ما تقدرين بسبب القرابة البايولجية ، نمحيهم بالقانون؟
سكتت تفكر ، تفهم أسبابه الأن هو عاش الألم مثلها و أشد ، و لكنّه واضح بمساره و طلباته : ليه جيتني بالخفى؟ ليه تخوفني و انت رايتك بيضاء؟
اللـيث:كنت بقوي عزمك لين تتخرجين و نبدأ سوا و أكمل بعد ثواني من سكوته :محد دخل معي من بداية الطريق ، طول الاربع سنين كنت اشتغل و اجمع لوحدي و وقف على اقدامه يمد لها ملف فيه جميع الأدلة و ملاحظاته كلها : لو شد أنتباهك شي دونيه
شكرته تطلع من مكتبه

أبي قربك ما دام إنه تهيّأ لي و أنا حاضر اوريك الغرام اللي ربى في داخل اعماقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن