البارت السابع

47 3 1
                                    

تنهدت ترجع لـكرسيها بعد خروج روح و إنتهاء جميع جلساتها لليوم ، هي تدرك ثقل عملها و تعبه ، تعرف معرفة تامة كل ما يحويه من سلبيات تأثير فيها على الصعيد الشخصي و لكنّها مستعدة تقدم كل ما بيدها لجل تساعد من هم يحتاجون للمساعدة ، و لكن روحها كانت تلتاع في اليوم عشرات المرات لـعدة مشاعر تهاب خوف البالغ قبل خوف الطفل ، وتمد يد العون قبل تسأل عن الاسباب ترسم طريق الشفاء قبل تعرف الجرح، هي تخيط جراحهم وهي مُدركة حجم الألم من مرور كلامها عليه ، تحمد ربها كثيرًا على خلو حياتها من العواقب النفسية الجارفة لمنحدر يترك المرء غير واعي لنفسه و خطواتها ، و إنه مسارها واضح تشهد نهاية الطريق لا ضباب ولا تلاشي
مطالبها ، عملها ، كانوا تحت إختيارها ، عائلة صحية داعمه و مواسية كانت تحس النِعم و تذكر نفسها دائمًا فيها ، لانها منظور أخر للاستمرارية بـعزّ تعب السعي و عدم الإعجاب بالنتائج ، أخذت نفس ترجع نظرها لجوالها تشوف أسم -اللـيث- ينور شاشتها وقفت على أقدامها تبتسم : يا أهلًا!
إبتسم اللـيث من حسّ ابتسامتها و ارتياحها : ودّك أسرقك من عالمك؟
ما كان منها الرفض بشكل نهائي رغم إنها تعرف الخروج من عالمها و الوقوع في عالم إيش يعني ، تعرف اضداد عوالمهم و إختلاف محبتهم و لكن موافقتها تعني حياة أُخرى إيضًا ، و لكن تجاربها و طريقتها بالتعامل معه و طريقته هو كانت تصيب جزء من خافقها تطمنها رغم الاختلاف و تحببها فيه!
-
وقفت تشوف سرحانه و تخافه رغم جهلها في بعض صِفاته ، تعرفه من أمامها لـسنين طويلة لكن من خلفها هي تجهله و لا ودّها تلتمس المعرفة ، كل كونها كان ولازال يدور حول ولدها و صبرها على سنين الجهل و الخوف اللي تعيشه هو رسمها لـولدها صورة العائلة السعيدة

تخاف تكسر جزء منه ، تخاف هي مين تعلمه كسر المحبّة و تكون هي جزء معطوب داخل قلبه ، تخاف عليه رغم كبره و رزانة عقله ، فزت من حست بـساري يقترب منها : بـإيش تفكرين؟ المحامي اللي جا اليوم؟
هزت رأسها مُنى بـإيه هاربة من تحقيق محقق لا مفر منه و لكنّه ساري نطق يجدد مخاوفها : حتى أنا أفكر به و أخاف! ، ونطق رغم شديد حرصه بالسكوت من سنين صار خوفه بين شفايفه الان ينطقه علن بعد ما كان خلف شفايفه يجول بخاطره و نفسه فقط: أخاف افعالي قبل و أخاف تلييّ ما اظمن نفسي مُنى!
هو يأكد خوفها و يعترف بماضيه بعد ٣٠ سنه كان يخفي ماضيه فيها ، يبين جانبه الإنساني مبتعد عن اتباعه لنفسه و هواها
قاطع بحر أفكارهم و خلوة حديقهم عَـدي المُبتسم
بيده باقة ورد تتشكل فيها أنواع الزَهر الأبيض يمدها لأمه الواقفة : سيدة الورد!
إبتسمت مُنى تشوف إنعكاس عيونه بالحب ، شفافيته و إعترافه بكل طواعية فقط بنظر عيونه : سيدة الورد هنَاي ماهو أنا!
و لكن كان منه الرفض يقبل رأسها : إنتِ سيدة الورد ، لكن هنَاي بُستاني!
تقدم لأبوه يقبل رأسه ينطق بـإبتسامة:حددنا يوم العرس
هلت دمعة سعادة من مُنى تغضرف ، يتجدد الفرح بداخلها مثل أول يوم ، أول كلمة و اعتراف كان منه هو! ، تذكرها و كأنها الأمس ، رغم صلف الدنيا بـهذاك الوقت خصيصًا كان خبر خطبتهم مثل شعور المطر عقب الجفاف ، إنتعاش الورود بـإشراقة الشمس ، كان الأمر باهي و ساطع يشابة ورد -دوار الشمس-

أبي قربك ما دام إنه تهيّأ لي و أنا حاضر اوريك الغرام اللي ربى في داخل اعماقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن