البارت الثامن

76 2 0
                                    

و لكنّه يختار كل الإجابات الا الصريح منها ، صعب يوصف محبّة كبرت بداخله قبل تكون واقعة ، كان فضوله يجذبه نحوها يتذكر بها زمان جدّه حتى ولو إنه ذكراه بحياته قليله ، ولكن ترك له إرث هالمحبّة ، كان لجدّه نصيب من السبب ، ولكن الخلوه؟ العالم البعيد عن باقي البشر ، هو يبحر بالفضا فيه و يتركه بدون قيود الواقعية و الحذر ، و كل ما يحبّه هو جمعه فوق نفس الثرى
كان سكوته يشكل الرد بنفسها ، تعرفه من ابتسام عينه و هالشي يأكد لها كثير خوافيه رغم وضوحه و ضحكت تسأله : ليه تخفي كثر ما تبين؟ عينك تحكي لي داخلك اللـيث!
ضحك هو يرفع أكتافه يشوف رجوع عذّية نحوهم و لكن وقفت ضـيّ تتوجه لـباب المُغلق يشوف تغيّر ملامحها لـرجاء : بس مره؟ أفتحه عشاني
هز رأسه بالنفي : مكاني ، قد دخلت مكانك أنا؟ بعثرت بخوافيك؟
هزت رأسها بالنفي: بس مكانك فنّ ، يستحق النظر فيه
ولو بعثرت به أنا ما بفهمه! حدّي نظر
لكنّه كان يصر على الرفض ، لانه يخاف فعلًا تكتشف نفسه ، هو مرتاع ، ما يقر و ما يثبت بخطوته ، يسابق الحياة لجل ينسى الماضي ، يصلح المكسور رغم معرفته التامة بـإنه مستحيل يرجع لنفس الأصل ، هالشي هي كانت بتلمحه بكل خزفه من صُنع يده
مشى هو يتركها تتبعه ، لـبعد الخيام بقليل تشوف مَوج البر و ضحكت : بدا يرجع!
هز رأسها بإيه يخلع شماغ يـحطه على التراب تجلس عليه ، تترك رأسها على كتفه : جاتني روح اليوم
عقد حاجبها و لكنّها أكملت : بنت بالعيادة ، تحب مشاري ! كان الحكي قليل و لكن رسمها كان هو ، تقول ودّي أشوفه

إبتسم يحاول يخفف شعورها ، كل حالة طفل تمر بينها و بين نفسها ، تترك أثر لطالما هو يدركها : ودّك تقابله؟ أستخدم واسطتي!
ضحكت هي ترجع للخلف تخلي نظارها عليه : تقدر؟ تسويها الـليث؟
اللـيث: أعطيك سر ؟ ، كانت عيونها تنتظر ينطق و فعلًا هو أكمل : يوم تشوفيني مع البنيّه اللي بكت
هزت رأسها هي : محامية بـمكتبي ، عمها مشاري
العايلة اللي كانت قدامنا بيوم المباراة
رفعت حاجبها تندهش كلّها ، ما توقعت كمّ الصدف : مو معقول الصدف! ، بيقبل طيب؟
اللـيث: ماهي صدف ! هي قدر ، ما أظن في قلب بيترك طفل متشفق على شوفته!
ضـيّ: أحبّك مره اللـيث!
إبتسم هو تضم ذراعه أكتافها يقبل رأسها : نرجع؟
هزت رأسها بإيه تتقدمه تأخذ أغراضها
-
سيارة عَـدي
بحضنها وردة وحيدة فقط و تتذكر هي السبب ، كانت تحكي له عن كمّ حبها لـ "الليليوم" الأبيض ، و كيف يجذب عينها في كل بوكية ورد ، و كيف هي تتخيل مسكتها بيوم العرس تتكون كلها منه ، و ما كان رده عليها الإ إنها بتشوف الليليوم بين يديها إلى يوم عرسهم ، هو دائمًا سبّاق و واصل لها ، كل جهده و مُبتغاه تكون بسماتها تحت ناظرها يشوفها سعيدة ، تاركه خلفها وهي بجانبه كل هم ممكن يبكيها ، معه هي توصل للحلول ، و تعرف طريق ذاتها للهدوء : تضحكين؟
توسعت إبتسامتها تسمعه يُكمل جملته المعتاده : بساتين كلها تزهر الأن!

قربت يمّه هي تقبل خده ، يبتسم ثغره ، و تركد متونه ، تتزن نفسه عندها ، كان ولا زال كله شعورهم مبني على الحسّ ، و إداركهم لـبعض ، كانت حتى أعمالهم تحتوي بعضها و يتشابهون ، حتى بحب الربيع
فراغات يدينهم كانت مملوءة فيهم ، و مشاعرهم كانت تُسطر بـأعذب الأغاني و أزهى الزهور و الألوان
همّ حتى العادي يخلونه بـديع بنظرة عينهم ، هو رفع الصوت يردد خلف عبادي : يا وردة في كل الفصول
يتحرف في باقي الأغنية و يحولها من "يا فرح عيّا لا يطول " إلى "يا هناي بكل هالفصول" يشوف تشكل دمع المحبّة بعيونها
-
الصباح ، مكتب اللـيث~
دخلت تتوجه لمكتبها بجانب العَنود الغارقه بالملف اللي بين يدينها : داخلة بكل قوى؟
إبتسمت العَنود: ليه أصير محامية بدون دخول رهيب؟
غَـيد: كيف مرافعتك ؟
العَنود: كسبتها ، بعرق جبيني
ابتسمت غَـيد تضمها ، كل داخلها متطمن على موقع العَنود ، تشوفها تُكمل مسيرها بتحقيق حلمها ، أصبحت تشكل خُطاها و ترسم طريقها بكل أستقامة
رغم دخولهم الغريب للمكتب ، و رغم عجلة الأيام و ركضها كانت تنجز بـصورة رائعة
وقفت تتوجه لـمكتب اللـيث تشوف إبتسامته : لقيت شي؟
هز رأسه بـإيه : أيّ ما سواه عمك فهو تهديد من العصابة ، مو من ودّه و هالشي يبرائه من الجريمة بـأكملها!
عقدت حاجبها غَـيد: كيف عرفت؟

أبي قربك ما دام إنه تهيّأ لي و أنا حاضر اوريك الغرام اللي ربى في داخل اعماقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن