البارت الخامس

55 3 0
                                    

وقفت تتأمل أكتمال القمر و هدوء الليل و صوت الخلوة ، كأنه الكون أتفق على الصمت يتركها تبحر في كلامه لها يذكرها بنفسها و امال اهلها و تبغض واقعية كلامه و كونه صحيح دائمًا و ما يقول بغير اندفاعية إنما واضح بشكل تام و تتفاجئ كلها من شخصيته من رزانة عقله و عدم جزعه حتى وقت تطرقت مواضيعهم الى عناد كان هادئ بشكل تفهم أنه غير متصنع هو واقعي بكل الاحوال و يعي الخيرة بالأمور يعمل فيها من البداية ، يعاكسها بكل هالاطباع هي تسرعها واضح و عدم صبرها يشوفه الاعمى و حياتها تستمر بالركض بشكل دائم
كفت نظرها عن القمر تتقدم للباب من سمعت صدى صوت مشاري يناديها هي أثرت فيها كلمة-فقيده- و تخاف توجع صدره و تعيشه الخوف أكثر ، ما ودّها بيوم تتركه يعيش الفقد أكثر من ما يعيشه الان فتحت الباب له تبتسم يوضح على ملامحها إشراق و خفه ما توقعها مشاري من سمع صوتها بالمكالمة : عساه خير؟
إبتسمت غِـيد: خير يا مشاري!
تقدم مشاري يجلس على الكنبة يشوف لمعه عينها و حنين واضح يركن بزوايا صدرها و وضوح يشوفه منها بشكل تام و نطقت تزيح كل أسألته تتركه يبتسم بطريقة عذَبة بطريقة هي فقدتها أكثر منه تستوعب جحم غيض الخفا: طريقي مساريه ما كانت واضحة و نظرات عيونك تفهمني و رغم تصددي و أنكاري كنت تلمحني و تقراني! و كنت دايم الاصح بعز الرفض و الكذب ، كل ما قلته لي من قبل صحيح! أنا اتشفق لحضن أبوي و ودّي ارتمي عنده و ابتعادي ماهو الا رسمة لطريق براءة أبوي ، ودّي تفهمني و تعرف كل هالخفا اللي ودّي أنه يستمر
وقف مشاري يضمها لصدره يقبل رأسها لعشرات المرات ، لانه ريحت صدره و أستقر قلبه الان بلا رهبه و خوف تتركه بدهشه من ما نطقت فيه و ما كان واقعه على قلبه مغاير لما كان يتخيله و يتوقعه

شرد ناظره بنفس الصورة بنفس الشخص و ذات وجع الحنين ، يعيش حياته و يمشي فيها و لكنّ كل وقوف له يدمره لحظة مرت تعيشه باقي حياته بـروعة الفقد و نهاية عمر و نقص فرد ، مشاعره كانت مكنونه بصدره يخفي ما يحسه ؛ لأنه الواقع مر و بصمة الفقد مستمرة و خوفه على من حوله أكثر من خوفه على نفسه يؤمن أنه الدنيا بتجبره لتمشي و يعيش أكثر و لكن ماهو قبل ما يأخذ حق صاحبة من تسبب بمقتلة
لف ناظرة للباب يشوف ضيّ و إبتسم كله من إبتسامتها ترفع بكفها جوالها توريه حجز لمباراة اليوم: نروح اللـيث؟
رفع جاحبه: الليث ضحكت يرتفع صوتها و إبتسم هو من مرته تصحح أسمها بالفتح و ليس بالكسر
توجه يأخذ مفتاحه يضم ضيّ لتحت جناحه
في الملعب~
كانت ولا زالت مباريات مشاري ذات اولوية للجميع و كلهم بدون أيّ استثناء يجون لجله حتى لو كانت مشاغلهم تمنعهم جلست بجانب هنَاي على يمينها و فـارس بيسارها و لمعت عينها من ابتسم مشاري يأشر عليها و قبل رأسها فـارس هو الأخر لانها كانت مسبب لسعادة لهم و لانه ركضت تحوي ما تبقى منهم حتى ولو على حساب نفسها و ألمها و عقدت هنَاي حاجبها من لاحظتهم: وش وراكم أنتو؟
أشرت غَـيد لخلفها تلف هنَاي نظرها لـعَـدي الداخل
ولكن ما اثار استغراب غَـيد ما كان إلا الليث الداخل بجنبه ضيّ
ما كانت الا دقائق قصيرة صفر الحكم يعلن ابتداء الشوط الأول و صرخت غَـيد بفرح من دخلت الكورة اللي رماها مشاري للمرمى فريق الخصم تشوّف احتفاليته يقصدها فيها ، يقصدها بضحكته و فرحته و كل ما تعنيه حياته

أبي قربك ما دام إنه تهيّأ لي و أنا حاضر اوريك الغرام اللي ربى في داخل اعماقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن