الشيطَان الأول

311 41 36
                                    

نصيحة١: كن أصمًا وأبكمًا حينَ ترَى الشيطانَ أمَامك.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

"باستخرَاج المجهُول من هذا الطر…. "

صوت ارتطام شيءٍ ما بسبورة القسم أوقف الأستاذة عن شرحِها والجميع عن شوشراتهم.. كانت قد لمحت بطرف عينها ماقد رمي للتو فأخذت تغلق قفل القلم وتضعه مكانه بقوة..

التوى ثغرها على ابتسامة قاتلة تطوي غضبًا مكتومًا ولكنّه واضح من تعابيرها.. انحنت  ترفع فردة الحذاء من على أرضية القسم المبلطة بالأصفر والأسود لتردف أثناء استقامة جذعها

"منْ رمى هذه؟"

لم يخفى عن بصَر كل الثمانية عشر طالبًا حاجبها المرفوع واستواء الآخر ولا عن سمعهِم صوتها المضطرب المتهدّج ونبرتُها الحارقة.. لكن كعادة الحجرة رقم 28
الصمْت الرهيب والساكن هو ماغطّى فراغ المكان يزيد بذلك على توتره..

عدلت الآنسة "ماندولين" ذات البشرة السمراء الداكنة مقدمة قميصها وبدأت السير بين جميع الطاولات تتخلل المساحة الضيقة بينهم راميةً على الطلّاب عيونا ملتهبة وتكرر سؤالها مجددًا بنبرة أعلى وأكثر حنقًا

" لمَن هذه الفردة من الحذاء؟ "

لمْ تنتظِر الإجابة التي لم يكن أحدًا ليعطيها إياها هذه المرة لأنها بالفعل قد عرفت من هو صاحب هذه الفعلة..

جايسون كين، عدوّ الأساتذة الأكبر وكابوسهم الأزلي في ساعات تدريسهم لهذه الحجرة.. ليسَ فقط لهم بل هو الشيطان لزملائه او بمصطلحه كما يعرفهم هو "عبيده"

.. ببساطة ودون أن يعير للعاصفة السمراء التي تنبعث منها شرارات ستحرقه بعد قليل. جايسون. يريح ساقه على سطح الطاولة بقدمه حافية الجزمة الجلدية الفاخرة التي زينت قدمه الأخرى.. والتي تصرخ بأنه هو السافل قليل الأدب الذي تبحث عنه الأستاذة الآن..

.. رفع كفّه يلوح لها مع ابتسامة متصنعة تخفي وحشيته ونقص عقله الواعي مردفًا بتملق وتزلف

" أعلم أني وسيم لكنك أكبر بكثيرٍ مني آنسة مادلين لا داعي لنظرات الإعجاب هذه الآن "

والتفت يمنة يقهقه ساخِرا من النكتة التي أطلقها للتو والتي لم تضحك سواه فحتى الفتاة التي تقابل وجهه معها الآن لم تضحك واتضح انها  من النوع الذي يحب تضخيم الأمور ومبالغتها ومن الفتيات المنتحبات عند المدير بعد كل مشكلة حتى لو أنها لادخل لها فستقول بين شهقاتها« سيدي المدير لم احتمل ذلك الوضع وشعرت بالاختناق اليس من حقي ان ادرس في جو هادئ؟».. هذا كان السيناريو الذي دار في عقله بعد أن رأى كفها معلقا على فمها في ذهول مما قاله للتو..

لونا كريست الشقراء خليلة النميمة والفتن هنا..

اقتربت الآنسة ماندولين حتى تلامست مع طاولته مباشرة.. ورفعت فردة الحذاء مقابل رأسه بازدراء

ثلَاثي الشّياطِينWhere stories live. Discover now