16

168 8 5
                                    


"لم تكن حياتي بتلك الأهمية التي تُذكر، كُنت أحمل ذات الفكرة التي تحملينها انتي..
انتي تشبهينني كثيراً، حينما كنت في سِنكِ!"

تحدث جوشوا تظهر إبتسامة خافتة على شفتيه، ظلت الأخرى تحدق به تنتظر بقية الحديث.

"فكرت بالموت حينما ماتت امي..لكن ابي منعني حينها، اعادني من حافة سطح منزلنا في أمريكا..
و قام بضربي، لأول مرة!"

توسعت مقلتيها و لا تزال تصخت لبقية حديثه:
"لم يسبق له أن ضربني على الرغم من أنه كان يعاملني بقسوة..
كُنت طائشاً، لكني لم اكن أخالف اوماره..
اردت إكمال دراستي الجامعية..

لكنه منعني من ذلك، كونه يريدني أن أكمل أعماله و أتولى المسؤولية بعده!
كانت امي الوحيدة التي تدعمني في ذلك، و قد سبب هذا صراع بينهما..
حتى توفيت في حادث سير،
حينها فقدتُ الداعم الوحيد..

و فكرت باللحاق بها،
لكنه منعني و اعادني إلى الواقع، ضربه لي في تلك اللحظة جعلني أدرك أموراً كثيرة..
اولها أنه ما كان من المفترض معاملتي بتلك الطريقة حينها..
لأن ذلك جعلني أتمرد أكثر.."

حدقت هي بالفراغ للحظة، مدركة سبب إحتضانه لها ذلك اليوم،
كان يحتظن نفسه حينها،
كان هو يحتاج للطف في ذلك الوقت، و لمن يمسح عنه مشاعره التي تُظلم قلبه.

كان هو من قد منحها ذلك حينها، و أوقفها في مفترق طرق، مترددة عن التقدم،
تنتظر من يشد بيدها نحو الطريق الصحيح.

و هو..لم يكن هناك من يوقفه عند مفترق الطرق، لقد  كان يعبر و يمشي سريعاً حتى سلك طريقاً خاطأ!

"لكن..لما أتيت إلى كوريا..ألست مدرساً بالأصل؟"

"كله بلا معنى..لقد ولدت في امريكا و كبرت فيها،  لكني هربت حينها من والدي..
لقد تمردت!"

رفع بصره إليها يناظرها بإبتسامة خافتة، كانت منكسرة بطريقة يحاول إخفائها.

"لقد ضاع و قتي بأكمله احاول جاهداً إطاعته لكني لم أحتمل ذلك..
و ها أنا أصبحت في الثاني والعشرين من عمري و لا زلت أطمح لدراسة الجامعة!

لقد كانت حياتي مضيعة للوقت..
كان مفيداً اني ذكي في دراستي، و فكرت بمساعدة الطلاب، بدلاً من إمضاء الباقي من حياتي بلا هدف..
لا أظنني سأحقق هدفي يوماً!"

صمت منهياً حديثه يحدق أمامه بحدقيتين ضائعتين و ملامح فارغة.

بقيت هي تنظر إليه بصمت، بينما شعرت بالحاجة لرد جمائله التي تراكمت على كتفيها،
كيف بإمكانها مُساعدته و لا تزال لا تستطيع مساعدة نفسها؟

MATH TEACHER || مدرس الرياضياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن