4

195 13 4
                                    


كانت تقف خلف بار المقهى تحدق بالفراغ بينما كانت تفكر بأمر تتردد في فعله.

قدم صاحب المقهى، وحلما سمعت صوته أخذت نفساً عميقاً قبل أن تلتفت له وادة مُحادثته.

"أحسنتِ عملاً"
سبقها هو قائلاً يمد لها شيئاً ما، طفرت بإستغراب قبل أن تُنزل نظرها ناحية يده الحاملة لمظروف ابيض.

"ما هذا سيدي؟"
سألت ليُجيب:
"راتبكِ"

حدقت به بعينيها التي لمعت فجأة، شعرت برغبة بالبكاء حينها..

"..راتب..راتبي؟!"
نطقت بصوتها المهتز ليومأ لها مع قوله:
"لقد تعبتِ هذا الشهر أيضاً، لكني تأخرت بتسليم الراتب، شاكر لكِ على صبرك"

أشرقت ملامحها تلتقط المظروف من يده بينما شعرت بالإمتنان داخلها شكرته أكثر من مرة ثم غادرت و هي على وشكِ الإنحناء لشُكره.

. . . . . .

كانت تضع ذاك المظروف داخل معطفها وتحكم إغلاقه بقبضتها، بعد أن حصلت عليه بشق الأنفس لا يمكنها إيضاعه.

دخلت المحل و نزعت معطفها واضعة إياه أمام ناضريها خلف الكاشير و جلست أمام عملها.

بعد إنتهاء عملها كانت على وشكِ الرحيل، إرتدت معطفها لتسمع صوت صاحب هذا المتجر ومدير عملها.

"لي مينغ سو!"
نظرت له ليقترب قائلاً:
"إنتهيتِ؟"

أومأت له بإحترام ليردف:
"أحسنتِ، تعالي لإستلام راتبكِ!"

رحل هو لتشرق ملامحها بسعادة، هذا يوم جميل حقاً، كُل رواتب اماكن عملها في يوم واحد!

تبعته سريعاً إلى أن دخل مخزن الأغذية و وقفت عند الباب بينما هو ينبش على الأرفُف.

أخرج ذاك المظروف متجهاً ناحيتها بينما هي تراقب و هي تكاد تطير.

مد يده بذاك المظروف لتلتقطعه بسعادة أخفتها في قلبها بينما تُحدق بالمظروف.

"شُكراً لك"
نطقت بينما الآخر ينظر إليها بصمت.

رفعت أبصارها لتُدرك الموقف الذي يُحيط بها، لقد كان قريباً منها، شعرت بيده قد حطت على ذراعها.

قبضت على مظروف المال الذي في يدها بصمت ملامحها مُنزعجة، لا أحد في هذا المكان الواسع سواهما و الباب  خلفها، يحكم دفعه.

MATH TEACHER || مدرس الرياضياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن