فالحه المنجاوي

70 3 0
                                    

فلسطين قضية كامنة بالقلب.🇵🇸♥
و السودان معها على نفس الدرب 🇸🇩❤
ربط الله على قلوبهم،و الهمهم الصبر🤍
الفصل الخامس عشر
_____'''''''___________

بعد صلاة الجمعة، تجمع الشباب بغرفة سليم، يلعبون ألعاب مختلفه كما كانوا يفعلون و هم صغار، يريدون أن تعاد أيامهم بعودة الغائبين، عادة انقطعت منذ سنوات و أعاد احيائها خالد الذي كان منشغل مع رامي في اختيار بذلة ليوم زفافه مستقبلاً، هو لأ يدري ستظل مستقبلاً إلى أي حين، لكن ليضغط على ذاك فرج عله يوافق ، و رامي لم يعجبه أي بذلة من هذه المجموعه و كل ما كان يخرج من فمه هو: لأ، قديمه، استغفر الله.
و هناك أمام السرير كان أمير و شريف يلعبان ألعاب (البلايستيشن)، و عندما شعر أمير أنه سيغلب من شريف، نهض و أمسك بكأس المياه بجواره و كان هذا الاداة الوحيده للتهديد هنا، و قال بحده: عايز تغلبني صح؟.
هز شريف رأسه بابتسامة مستمتعه بغضب الاخر، ليكمل أمير و هو يطالعه لكن وجه حديثه لسليم الذي تأفف بانزعاج و أغمض عينيه مجدداً غير أبه بحديث أمير: هات مسدسك يا سليم.
ثم أكمل لشريف: حلو و الله، فوق يا عسل ده أنا قتال قتله.
قال شريف بانزعاج و ملل من تصرفات صديقه: يا أخي ده أنت لسه متغلبتش، و حتي لو، هي أول مره يا ميرو؟.
تأفف أمير بتذمر و قال: مش لاعب، كمل لواحدك بقي.
ثم نهض من جواره و جلس بجوار سليم دون حديث، فقال شريف و هو يطالع سليم: سليم، تعالي لاعيبني.
قال له سليم بسخرية: هو أنت حد بيعرف يغلبك يا حبيبي؟ الموضوع كله تضيع وقت مش أكتر.
ابتسم شريف بفخر من نفسه و لم يتحدث، لكن من تحدث هذه المره كان رامي عندما قال لأمير بتذكر: ايه حكاية الواد أبو عشر سنين اللي أنت حبسوا ده يا أمير؟.
طالع الجميع أمير باستغراب ما عدا خالد، ليقول هو باستغراب مماثل: مين قالك؟.
قال رامي:ست جاتلي المكتب و حكتلي، أنا في الاول فكرتها بتتكلم على حد كبير، قولت لأ يستاهل طالما عاكس نورسين، بس أنه يطلع عشر سنين! فلتت منك دي.
قال أمير بعد أن صمت للحظات: كنت بعيد تربيته مش أكتر، و كان المفروض ارجعه من كام يوم بس نسيت خالص.
ثم أكمل و هو يطالع خالد: مش كنت قايلك ترجعه و أنا مش هنا؟.
قال خالد: الست مجتش ليا.
أكمل أمير و هو يطالع رامي: ابقى روح شقتي، هتلاقيه هناك مع الداده، خده وديه على عنوان الست،أكيد إديتك العنوان؟.
هز رأسه بنعم لكنه قال: بس أنا مش فاضي يا قلبي للأسف.
قال سليم متدخلاً في الحوار الذي لم يفهم منه شئ حتى الآن، أو فهم لكن لأ يستطيع تصديق استنتاج عقله: ماتفهمونا معاكوا يا شباب!
قال رامي موضحاً: في طفل عاكس نورسين، أمير باشا بقي معرفش شافه ازاي فرداً على اللي حصل حبسه عنده في الشقه لمدة شهرين، مش فاهم هو كده استفاد ايه!.
طالعه سليم بذهول، بينما شريف قال بسخرية: مش مهم الاستفاده المهم يكون فش غله بس.
قال سليم و هو يطالع صديقه و لا زال تحت تأثير الصدمه: أنت عملت حاجه في الواد طيب؟.
قال أمير بهدوء: لأ... بعدته عن أمه بس.
قد تكون جملة عادية لكنها ذات تأثير كبير،فهمه رامي لذا طالع شقيقه بحزن دون أن يعلق،كما فعل أغلب الحاضرين.
انتهت تلك الجلسة اللطيفه، و خرج واحد تلو الاخر من الغرفه، ما عدا سليم كان يطفئ الاجهزه المضيئة، و أمير وقف عند السلم يجري مكالمة لشخص ما، و عندما أجاب رد و هو يطالع من يصعد على السلم أمامه بانتباه: و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حازم أخباره ايه يا أنسه سوسن؟.... يعني منتظم في دروسه؟... تمام...في واحد هيجي يخده من حضرتك إن مكنش النهارده بليل
، هيبقي بكره الصبح، ايوه إن شاء الله....
انهى المكالمه معها تحت أعين أثير المستغربه، و ما أثار استغرابها هو، هل هو متزوج و لديه إبن أيضاً!؟ أم مطلق ولديه ابن و مربيه!؟، و أثناء ما هي شاردة الفكر، تعثرت بفستانها الطويل و كان حذاءها ذو كعب عالي،و عند درجة سلم قريبة منه، وقعت، كان هذا محتمل، و لكن بعد أن كانت ستصطدم بالسلم اصطدمت بشئ أكثر صلابه، برأسه هو، ابتعدت و هي تضع يديها على رأسها بألم، و لعنة تحركه من مكانه، فلولا هذا لكانت اصطدمت بصدره حتي، بينما هو قال هامساً يخرجها من أفكارها: مش قد الكعب بتلبسوه ليه؟.
معه حق في الحقيقه، ليس لجملته فقط بل لما قد يرتدي إنسان عاقل كعب بالمنزل !.
بينما أثير طالعته بغضب فلازالت رأسها تؤلمها، لكن رغم غضبها منه تركته و ذهبت، في نفس لحظة خروج سليم من غرفته، الذي طالع ملامحها المتألمه باستغراب، أوقفها يسألها بقلق من أن تكون مريضه: مالك يا أثير؟.
طالعته بابتسامة مطمئنه مع حركة بسيطة من رأسها و يديها، تنبئ سليم أنها بخير، ثم أكملت الطريق لغرفتها و هو ذهب لأمير الذي أكمل طريقه يهبط السلم بهدوئه المعهود، و قبل أن يتحدث سليم بحرف قال أمير بنبرة حملة في طياتها الخبث رغم هدوئها الظاهري: نسيت اسألك يا سولي، الناس كانت بتتفرج عليك في فرح إمبارح ليه؟.
قال سليم و هو يحدق به في ضيق: هو اللي أنا بعمله في شريف هيطلع عليه و لا ايه؟.
قال أمير يسأله بابتسامة خبيثه كما نواياه: يطلع عليك!؟ ليه يا حلو؟ هو أنت كمان بتحب و لا ايه؟.
يفهم ما يرنو إليه صديقه، لكن رغم هذا شرد و إبتسم بتلقائيه و لن ننسي ذاك الطابع الجذاب على وجنتيه التي يظهر من أقل تعبير وجه لديه، و هو فقط كان يتذكرها، ربما أعجب بصوتها أو اختيارها لتلك الملابس الفضفاضة المحتشمة أو  ضحكتها أو قلة حديثها أو خجلها أو ملامحها الناعمه البريئه ، لم يكن ليتمنى أكثر من هذا، لكن يظل غنائها أمام الجموع بأس ما صنعت لمزاجه، الذي يعتدل بحنجرتها الذهبيه بطريقة تلقائيه.
استفاق من شروده على صوت والدته التي كانت ترحب بأمير بابتسامة عريضه حنونه محبه لذاك الشاب الذي لم تفرقه عن أبنائها يوماً، و هو يحدثها بابتسامة لطيفة هادئه كما نفسه كلما رآه تلك السيده التي نصبت نفسها أم حتى بتواجد أمه، فكانت تعطيه كما تعطي لسليم، حنان، محبه، احتواء، نصائح، و هو كان يتقبل منها حتى لحظات غضبها و توبيخها الحذر عندما كانا يفتعلان مشكلة.
انتهي حديثهما الهادئ بقول سلوي الاخير: تيجي تاني، و متطولش الغيبه اوي زاي عادتك، لحسن أنا عارفه دماغك لما بتوديك في حته مبترجعش منها تاني.
قال و هو يبتسم ابتسامة خبيثه اخفائها بقناع البراءة و تعابير وجهه الهادئه : ابقى ارجعها في حنه شريف بقي عليكي بخير.
طالعته بصدمة، و على الرغم من أن هناك استنتاجات كثيره قد توضح سبب حديثه في هكذا موقف لكنها لم تأخذ بها بل نطقت بما شعرت و ما قصده أمير: شريف عايز يتجوز!؟.
أجابها و هو يمثل الاستغراب: هو مقالكيش!؟
كان شريف في هذه الاثناء قد عاد للمنزل يسأل عن والده، صدم بحديث سلوي المغاير: أنت اتجوزت يا شريف؟.
ابتسم شريف و قال بعد أن رمى أمير بنظرة خبيثه فكان هو الوحيد الموجود بالمكان بعد أن _أتى لسليم اتصال فخرج يتمه_ ثم اعاد أنظاره لوالدته بنظرة خجولة مصطنعة: يا ريت و الله يا ست الحبايب،بس بفكر يعني،أنتِ ايه رأيك؟.
زغردت والدته له و كانت بمثابة موافقه على سؤاله، و في هذه الاثناء ابتسم بخبث مجدداً و قال و هو يهمس مقترباً من أمير الذي طالعه بابتسامة جانبيه:كل ده علشان غلبتك في البلايستيشن!؟،بس ملحوقه يا حب فلو أنت المقنع لغز كل قضية فأنا أدهم صبري اللي مش بتتحل من غيره قضيه.
ربما على أمير في درجة البرود عن شريف، أما  الكيد فامتلكه شريف دوناً عن غيره و تميز به أيضًا، و الخبث انقسم بينهما بالتساوي.
___________________
هي باتت الليله مع توأمتها في شقة عمها و أخذت تسترجع ذكري الأمس، عندما جاء إليها ذاك الرجل نفسه من كانت تتذكر موقفها معه و إطرائه لها، بين الحين و الاخر أصبح لديها موقف أخر تتذكره به...
بعد أن انهت غنائها الذي لم تحضر له و شغلت حنجرتها تحت تهديد السلاح، كانت إحدى صديقاتها تبتسم و هي تطالع أحد الحاضرين باعجاب، رغم أنه يحدق بنور التي تبتسم للعروسان بفرحة لفرحة صديقاتها، بينما الاخري قالت: ايه الهيئة القضائيه دي، حاجه فاخر من الاخر مفيش كلام.
لم تعلق نور و لم تنظر إلى ما تنظر له، و لكن من علقت كانت صديقة اخري تطالع كل من بالزفاف بنظرات فرحة و هي تقول: السكريات دي بتفرح قلب الواحد اوي، ياه لو أمي كانت هنا كانت شقطتلي عريس.
ضحكت نور على حديثهما، بينما قالت التي تكلمت أول مره باستغراب: جوزي مركز معاكي اوي يا نور.
قالت نور بتمثيل الغضب: الخاين.
بينما أكملت الاخري: لأ بجد ده ايه النظرات دي!؟، بصي كده بالله عليكي، و الله لتبصي.
تأففت نور بانزعاج، لكنها استسلمت لرغبة صديقتها، و نظرت لم تعلم إلى أي جانب تنظر لكنها نظرت بعد أن تتبعت نظرات صديقتها، عقدت الصدمه  لسانها، تتذكره، هي في الأساس لأ تنسي أحد قال لها كلمة لطيفه في يوم من الأيام، و هو لم يقل كلمة لطيفه فقط بل في يوم به مواقف كثيرة محرجه و محزنه كان هو واحد من أصحابها و لن تنسي من ذاكرتها، وجدته يبتسم لها عندما نظرت و تلاقت أعينهما، فنظرت أمامها مجدداً بسرعة، لم تنطق بكلمه عندما تحدثت الفتيات حتى، إلى أن نهضت تلك الخبيثه صديقتها إلى حيث يقف سليم، و قالت بابتسامة هادئه و صوت شبه عالي ليسمعها بسبب الضوضاء حولهم كما يفعل أغلب الحضور: مساء الخير.
رد عليها سليم و قال بانتباه يتذكر أين رآها قبلاً: مساء النور.
أكملت بعينين متأملين بجماله: أنا ياسمين، صاحبة نور، بنت خالك، نور زعلانه منك اوي إنك مجتش و سلمت عليها يا أستاذ و عنيك جت في عنيها كمان، هي دي أصول القرابه برضو؟.
هز رأسه بلا يجاريها في حديثها و قال يكمل تلك التمثيليه التي راقت له: لأ طبعاً مش أصول، و أنا لازم اصلحها، بس مش أصول برضو اصلحها و في تنه و رنه ما بينا و لا ايه؟.
ابتسمت له و قد بانت ابتسامتها الخبيثه و تأكدت من ظنونها،  و قالت: عندك حق فعلاً، رغم إن تنه و رنه شخص واحد، بس تعدي، اللي ميعديش زعل نور.
إبتسم لها كرد، و هي تركته و ذهبت ناحية نور التي كانت صديقتها الاخري تحدق في ياسمين باستغراب، و نور كانت خائفه، حيث قالت لها صديقتها على ما تفعل الاخري، من ذهابها ناحية سليم إلى حديثها و ضحكها معه، لم تطمئن نور لما تفعل ياسمين خاصة و هي تسحب صديقتهم الثالثه و تقول باغراء لها حتى تأتي: تعالى نطلع نرقص مع العروسه، أهو بالمره أي راجل يشقطك.
ذهبت معها لكنها عدلت الحديث بضيق: ايه يشقطني دي؟، اسمها يعجب بيا و يتجوزني.
ضحكت ياسمين و هي تسحبها معها أكثر: same يا كرشه.

قيد النسيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن