أولا أنا آسفه علي التأخير بسبب ظروف خاصة بشغلي ..🫣
ثانياً حابه اشارك معاكم خبر تخرجي بتقدير امتياز من الجامعة.. وان شاء الله اشارككم نجاحات تانيه كتير..😊🥰
صلوا على النبي العدنان ..♥️ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴ
قد يظن المرء أنها أظلمت ولا يوجد فرار ثم تنقذه آيه..!
بعد سفر طويل آن لهذا المحارب أن يرتاح.. وبعد الظمأ آن له أن يرتوي بماء الحب..ولكن في الحلال يكون الحب بطعم آخر.. ولهذا صبر.. وهي أيضا صبرت.. فكيف سيلتقيان..؟!
......
بدأت تتململ إلى أن فتحت عيناها بهدوء ونظرت حولها، لا ترى أحد ؛لذا اعتدلت في جلستها بسرعة وقد جاء في ذهنها كل ما حدث ..فلم تنطق سوي بكلمة واحدة :
_ چنان !!
في هذه اللحظة دخل عليها محمد وقد احضر بعض العصائر والأطعمة الخفيفة، ما ان رأته حتى نهضت من على السرير ،قائلة بخوف :
_ هو ايه اللي حصل ؟! .. أنا آخر حاجه فاكراها ان چنان دخلت اوضة الجراحات ..هي فين ؟!..
ترك ما بيده ، قائلاً بقلق :
_ آنسه خديجة !.. انتي كده بتضغطي على نفسك قوي!
قالت بأعين دامعة وصوت متحشرج :
_ سيبك مني أنا دلوقتي ..هي فين ؟!
_ طيب استهدي بالله واقعدي .. والله العظيم هي كويسه .. بس واخده محاليل ونايمه دلوقتي ..
انزلقت العبرات علي خديها، ثم قالت بجسد مرتجف:
_ عايزه أشوفها مش هتطمن إلا لما أشوفها ..
تأمل ارتجاف يديها بعجز ،فتنهد وقال :
_ طيب .. اقعدي حاولي تاكلي حاجه وأنا هوديكي ليها..
نظرت إليه تطلب منه التأكيد ؛ فمنحها تأكيده بنظرة حنونة منه ،ثم جلست على السرير مجدداً وأخرج لها علبة عصير و سندويشات ؛ لتأكل.. فبدأت تأكل ببطء وهو يراقبها.....
.........
أما في الغرفة الأخرى ...
لم يستطع ألا يعترف أن لعينيها جاذبية خاصة كجاذبية الكون !.. تجذبه إليها دون حول منه ولا قوة.. لم يكن يؤمن أنه قد يرتاح لأعين أخري غير أعين والدته.. وكأن بهم أمان غير مفهوم !! .. وهل يمكن لذلك المسافر أن يرتاح هنا.. في تلك الواحة خلف جفنيها ؟!
صرخت چنان بأعلى صوتها فجأة ! ؛ فارتبك الآخر وانتفض ينظر حوله ،ثم بحركة لا إرادية وضع يده على فمها ، قائلاً :
_ بتصرخى ليه دلوقتي؟! أنا جيت يمتك انتي هتلبسيني مصيبة ؟!
قامت بعض يده ؛ فصرخ ثم نزع يده من فمها وصرخت معه مجدداً ، لذا دخلت الممرضة علي أصوتهما تقول بانزعاج :
_ مينفعش الصوت العالي ده حضرتك..انت في مستشفي!
نظر إليها بتوتر قائلاً:
_ أنا آسف المدام بس متوتره شوية..
جحظت عيني الأخري بصدمة وقبل أن تنفي ما قاله وضع يده علي فمها مجدداً وهذه المرة أغلقه بإحكام إلى أن خرجت الممرضة ؛ فقال :
_ بتصرخي ليه يا بت انتي.. هو أنا خاطفك!..
نظرت إليه بغضب ،وقال :
_ هشيل ايدي بس متصرخيش.. ماشي ؟!
أومئت له إيجاباً فخفف قبضة يده من علي فمها وقبل أن ينزعها قامت بعضه مجدداً جزاءً لما فعله وما قاله؛ فصرخ ثم نهضت بسرعة ولكن الارض مادت تحت قدميها فتوقفت واستندت على الجدار، بينما هو قال :
_ يا بنت العضاضة !.. كده كتير .. عضتين في الايد تصرع!!.. أنا لازم آخذ واحد وعشرين حقنة..!
تمتمت بغيظ وهي لا تزال دائخة :
_ لو مكنتش دايخه كنت وريتك علي كلامك ده...
سقطت منها بطاقتها القومية والتقطها ،ثم قطب حاجبيه وهو يتمتم:
_ جِنان رمضان ؟!.. ليه ممكن حد يبقي اسمه كده ؟!..
حاولت الخروج من الغرفة ولكنه أسرع وقف أمامها ،ثم فرد ذراعيه أمام الباب ،قائلاً :
_ يا ستي أبوس إيدك.. هتروحي فين دلوقتي وانتي كده ؟!
قالت ببكاء :
_ عايزه أمشي
نظر إلى بكائها بهيام ..كيف يمكن أن تكون جميلة بهذه الطريقة حتي وهي في أسوأ حالاتها ؟! ، قال :
_ لا وحياة الغاليين عندك .. أنا مبعرفش أسكت قطة !
ازداد بكائها فتنهد وقال بلين وكأنها طفلة صغيرة :
_ بتعيطي ليه دلوقتي ؟ .. لو حد دخل وشافك بتعيطي كده يقولوا عليا ايه؟..
_ قلتلك عايزه أمشي !
قالتها هذه المرة بغضب، ولكن ازداد الضباب أمام عينيها وانهارت قواها؛ فجلست بسرعة على المقعد قبل ان تسقط أرضاً ،نظر إليها قليلاً بخوف عليها، ثم جلس أرضاً أمامها قائلاً :
_ يا آنسه .. أنا مش فاهم انتي خايفه مني ليه؟!.. انا عملت لك حاجه غلط ؟!
اجابت ودموعها تنزلق على خديها برقه، قائلة :
_ عايزه أروح ..
فقال بهدوء وهو يتأملها :
_ هتروحي أوعدك هوصلك لبيتك بأمان.. متقلقيش مني والله أنا عمري ما آذيكي ..
نظرت إليه وقد انزاح الضباب من أمام عينيها .. رأت أمامها عينانِ بنيتين قلقه تتأملها ؛فتذكرت ما حدث و الضربة التي تلقتها من أحد الرجلين ؛ فقالت :
_ أنا مش خايفه منك .. أنا بس عايزه أروح..
برغم نفيها لخوفها الا أن الخوف كان بادياً على وجهها !.. فأدرك أن فتاة رقيقة مثلها لابد وأن تشعر بالخوف بعد ما حدث معها .. مثلها ليس عليها أن تتعامل مع البشر.. وهل يليق بالفراشات العيش مع الصبار ! ؟
ابتسم بهدوء ومنحها نظرة حنونة ، قائلاً :
_ حاضر.. أنا هروحك .. بس ممكن تريحي شويه لحد ما تبقي كويسه عشان ماتقعيش مننا تاني ..
نظرت إلى الساعة في يدها، ثم ازداد بكائها، قائلة :
_ الساعة بقت حداشر بابا وماما أكيد خايفين عليا .. وخديجة ؟..فين خديجة ؟!..
نهضت مجدداً ؛ فوقف أمامها تحسباً إلى أي لحظة قد تسقط فيها ، قائلاً :
_ آنسه خديجة كويسه.. بس بتستريح في الأوضه اللي جنبنا ..وهي شويه وهتيجي تشوفك.. انتي كمان ارتاحي .. ممكن ؟
أومئت له بهدوء ،ثم تحركت أمامه وجلست على السرير ، ساعدها بوضع إبره المحلول مجدداً في يدها ، و قال :
_ أعتقد باباكي و مامتك لازم يعرفوا انتي فين دلوقتي .. اديني رقم حد فيهم..
_ عرف صهيب الأول لأن بابا عنده السكر ومش هيستحمل ..
نظر إليها قليلاً وتذكر والدته الراحلة لقد كان لديها نفس المرض وكان يخاف عليها بنفس الطريقة .. ازدرد ريقه وهاتف شقيقها صهيب الذي ما ان أخبره أنها وصديقتها في المستشفى حتى هربت الدماء من جسده ؛ فانطلق بسرعه بسيارته إليهم..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
لنعد إلى صاحبتنا، كان محمد ينظر إليها بشغف بينما هي أنهت الوجبات الخفيفة وعلب العصائر و تكاد تنهي على الأخضر واليابس !
قالت بعدما تناولت آخر علبة عصير :
_ الحمد لله نعمه.. احفظها يارب من الزوال..
كتم ضحكاته؛ فقالت بعدما انتبهت إلى أنها قد أكلت كل ما اشتراه تقريبا ! :
_ لا مؤاخذه يا كابتن!.. الواحد قايم من فم عيا بقى !
فاجاب مشاكساً من بين ضحكاته :
_ لسه فاضل بق في العلبه اشربيه.. مجتش عليه يعني.. !
_ الله !!.. مش لسه مغمى عليا وواخده محاليل .. لازم آكل كويس .. وبعدين هو انت مش جايب الحاجات دي ليا.. كمل جميلك للآخر بقى..!
_ والله؟!..ده انتي حتى معزمتيش عليا بعلبة عصير ؟!
فردت أصابع يدها الخمسه أمام وجهه بمزاح قائلة:
_ الله أكبر يا كابتن !.. انت جاي هنا تنق عليا ؟!.. وأنا أقول اللي بيحصللي ده من ايه ؟!.. ولا هو أنا ماشي في حالي وعيون الناس مش سايباني..
ضحك بذهول ،ثم قال:
_ انتي بتخمسي في وشي يا بتاعه انتي ؟!.. وبعدين انتي بتجيبي الأمثلة دي منين ؟!
قالت بكل برود :
_ دي أشعار تكاتك حضرتك ..
فضحك مجدداً ،ثم أخرج حقيبة إضافية تحتوي على على علب العصائر والحلوى والشوكولاته ،قائلاً :
_ ولا يهمك كل دول عشانك..
نظرت اليه باندهاش ،قائلة :
_ أفندم ؟!
نظر إليها بلامبالاة :
_ عشان تنسي الموقف البايخ اللي حصل النهارده..
_ لا متقلقش حضرتك .. أنا متعوده على كده.. عندي مناعة ..
_ على كده بقى انتي مصايبك كتير ؟!
عبست كلأطفال:
_ لا والله !.. ليه حضرتك واخد فكره وحشه عني كده ؟!
_ على العموم الأيام بيننا.. وهي اللي هتثبتلي ده..
نظرت إليه بتفكير .. الأيام بيننا ؟! .. ما الذي يقصده؟! هل سأراه مجدداً ؟!
وقبل ان تسأله عن معنى ما قاله ، دخل عليهما حسام قائلاً :
_ انتي فوقتي وقاعده هنا ؟!.. دي قلبه الدنيا عليكي!
تركت ما بيدها وانطلقت إلى الغرفة الأخرى بلهفة ؛ لترى صديقتها بينما محمد خرج وراءه حسام ووقفا الاثنان يراقبان الفتاتين أمام باب الغرفة، ثم نظر إليه حسام قليلا وقال :
_ بس حلوه فكرة الشوكولاتات والعصاير .. دايما سبقني بخطوه يا ابن اللاعيبة.. فكرني المره الجايه أعملها..
لم ينظر إليه الآخر ،وقال بلا مبالاة مصطنعة :
_ مش فاهم أنا غلطت في حاجة ؟
ضحك الأول قائلاً :
_ أبداً !.. هي الحركات الجنتل دي حد يقدر يعيب عليها؟..
_ انت ليه بتفهم الأمور بالطريقة دي .. دي حالة إنسانية عادي يعني !
_ حالة إنسانية!!.. والحالة الإنسانية دي تخليك تطلب تشغلها عندك في الشركة بعد ما عرفت إنها اترفدت ؟!
نظر إليه محمد مبتسماً ،ثم قال :
_ هو الواحد ميقدرش يخبي عليك حاجة ؟!
ابتسم له حسام بثقة وعاد يراقب الفتيات بنظراته ، بعد قليل جاء صهيب ومعه طه الذي نظر الى حسام بغضب .. وكأنه مسؤول عما حدث لهن ! وكل منهما أخذ أخته وعاد بها إلى المنزل..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
في الصباح نهضت خديجة بكسل بعدما مرت بليلة مليئة بالكوابيس ؛ وكأن الأمر الذي حاولت تجاهله في الحقيقه قابلها في منامها وكأنه لا مفر منه !! .. ولكن مع ذلك هي ستقاومه لآخر لحظة في حياتها ..لن تترك عمرها يضيع بسبب ماضيها ؛ ولهذا اغتسلت وصلت صلاة الصبح وبعدما خرجت من غرفتها رأت والدتها تضع الفطور على الطاولة كعادتها في هذا الوقت ، تبادلت معها تحية الصباح و بلهفة أمومية اقتربت حنان من ابنتها تطمئن عليها وتتفحص كل إنش بها ولكن خديجة أكدت لها أنها بخير ؛ فوضعت يدها على رأسها و أخذت ترقيها، ثم دعت لها وقالت :
_ رقيتك رقوه معتبره أهي ..متخليش حد يبوسك بقى ..
قبلت خديجة يدها ؛ فمصمص طه شفتيه ،وقال :
_ كل ده عشان سندريلا اغمى عليها ..لو أنا اللي اغمى عليا مش هتعبريني ..
نظرت اليه صاحبتنا بابتسامة مستفزة وهي تحرك حاجبيها للأعلى والأسفل ؛ فقام بتقليدها بسخرية وبعد قليل من المناغشات بينهما ، ذهبت إلى عملها برفقته واتجه هو الى مكتبه بعدما قال :
_ المدير مستنيكي في مكتبه.. عايزك تبقى واثقة من نفسك كده .. حتى لو انتي متفهميش أي حاجة في أي حاجة في حياتك .. وأنا هنا في ضهرك.. قشطه ؟
_ أنا ليه حسيتك انت الكبير مش أنا ؟!
_ عشان أنا الكبير بعقلي طبعاً ..يلا بالتوفيق يا سندريلا..
نظرت هي إلى باب المكتب أمامها ، تقدمت ببطء وابتلعت ريقها بتوتر، ثم طرقت باب الغرفة وعندما لم يجبها أحد دخلت ،ثوانٍ وتحول ارتباكها الى انبهار ..
صفرت خديجة بعجب وهي تتأمل المكتب وأناقته الشديدة ،ثم قالت وهي تدور حول نفسها :
_ ده ايه الحلاوة دي كلها ؟!.. معقولة أنا هشتغل في الشركه دي ؟! ..يا ريتني كنت اترفدت من زمان !.. تيجي أبله منار كشر تشوف الشغل على أصوله ..
جلست على كرسي رئيس مجلس الإدارة ،ثم أخرجت نظارتها الحافظة للنظر وتقمصت الدور وكأنها تمثل أمام الكاميرات ، قائلة :
_ همممممم !.. انت مرفود يا سعادة البيه عشان تبقى تعاكس سعاد السكرتيره كويس قوي .. أستاذه سعاد إلغي إجتماع الساعة عشرة .. لا لا لا !.. الصفقة دي بتاعتي.. انتي مش عارفه انتي عملتي ايه؟!.. انتي خنتي الشركة والكيان العظيم اللي مدلك ايده .. أنا مش بس هرفدك أنا هكتبلك توصية معتبره ان محدش يشغلك عنده.. واااو !! ..ده أنا هبقى حتة رئيسة مجلس إدارة محصلتش !.. والله خسرتك في الريسبشن يا ديجة .. طب والله فكرة!
أخرجت هاتفها والتقطت صوره لنفسها وهي ممسكة بشعار رئيس مجلس الإدارة الموضوع على الطاولة و أخرجت لسانها ،ثم أرسلت هذه الصورة للمشرفة منار وهي تصيح بفرحة :
_ الله عليا وعلى دماغي ! ..دي مش هتنام النهارده..
نهضت من مكانها وأخذت تتفحص التحف الموضوعة في كل مكان في المكتب بيدها وعلى حين غره منها سقطت إحدى التحف من يدها وتحطمت ، فغرت فمها بصدمة، قائلة :
_ هي مالها ظلمت كده ليه؟!.. ما أنا كنت ماشيه كويس.. يخرب بيتك يا خديجة وبيت هبلك لازم يعني تاخدي جوله في المكان !.. مترزعتيش ليه وانتي ساكته؟!.. طب أعمل إيه ؟!.. أخبي المصيبة دي إزاي ؟! ..هترفد قبل ما استلم الشغل أصلا !!.. ده ايه النحس ده بس؟!.. مفيش شغلانة أعمر فيها أبداً ؟!
جمعت أجزاء التحفة في يدها ،ثم أتى إليها صوت حمحمة رجولية قبل أن تلتفت يسارها ورأته ينظر إليها بذهول ؛ فشهقت وقالت :
_ مش معقول!!.. كابتن محمد ؟!
مرت دقائق إلى أن استوعبت الصدمة ،ثم قالت :
_ انت بتعمل ايه هنا ؟!
كانت الدهشة عنوانه وقد رأى جنونها بداية من صفيرها وتمثيلها والصور التي التقطتها؛ لتغيظ بها الأستاذه منار وأخيراً التحفة التي حطمتها وجلست تندب حظها بجوارها ، والحقيقة هذه الدقائق الصغيرة كانت كافية ؛ليفهم لأي حد هذه الفتاة مجنونة .. صدق حسام حينما قال "دي قرده " انها بالفعل كذلك!! ، اقترب منها ووقف أمامها ،ثم قال :
_ عندي شغل هنا !
نظرت إليه ؛ وكأنه طوق نجاتها ، قائلة :
_ انت جيتلي في وقتك.. قل لي.. انت تعرف صاحب الشركه ؟
_ هممممممم..
_ طب هو طبعه عامل إزاي ؟.. يعني لما يشوف الفتافيت دي هيعمل معايا ايه ؟
_ تفتكري انتي هيعمل ايه ؟!
_ هيرفدني طبعاً .. لا مش بس كده هيدفعني ثمنها كمان .. يعني هبقى مرفوده بغرامة !!
_ وليه بتقولي كده..؟
_ أنا عارفه نفسي .. قلي هي التحفه دي بكام ؟
_ يعني خمسين ستين ألف ..
شهقت و أردفت بملامح باكية :
_ طب هو مبيساعدش غارمين ؟
ضحك مجيباً :
_ بيساعد ..!!
_ طب الحمد لله .. أو حتى يقسطهم على خمس سنين أو أقولك أنا هقوم أجري أروح لأمي ..وانت ولا كأنك شفتني..
ضحك أكثر حتى ظهرت غمازتي :
_ طب والكاميرات ؟ !
_ تعالى نولع فيهم بجاز ونهرب !
_ هنهرب.. بس مش دلوقتي
دخل عليهم والده ومعه مساعده الشخصي ؛فنهضت واقفة بصدمة وخوف، بينما دخل الرجل بهيبته ووقف أمامهما ،قائلاً بابتسامة وقورة :
_صباح الخير ..!
تمتمت خديجة برعب :
_ صباح الخير يا حضرة الباشا الرئيس صاحب الشركة ..
كتم محمد ضحكته، وقال بحب وافتخار وهو يقبل يده :
_صباح الخير يا بابا ..
اتسعت حدقتيها بصدمة وهي تنظر له ..لا تفهم ما معنى ما قاله، ولا تستوعب أنها قالت كل هذه الأشياء الغبية أمامه ؛فنظر إليها وابتسم، قبل أن يسأل الرجل :
_ ايه ده ..ايه اللي كسر دي كده؟
كان صاحبنا لا يزال ينظر إليها ؛ فأجاب :
_ آسف يا حاج وقعت مني..
زفرت بخوف وهي تدعو الله أن تخرج من هذه الشركة على خير ، وفكرت جدياً ان تركض هاربة من المكان حيث لا تضمن كيف سيعاقبها ذلك الكابتن على ما فعلته وعلى ما تفوهت به أيضاً !
قال الرجل بابتسامة :
_ حصل خير ..
_ طيب اتفضل يا بابا اقعد على كرسي مكتبك ..
_ لا .. الكرسي ده بقى مكانك انت .. وأنا جاي النهارده عشان أملي عيني منك واشوفك بتمشي أمور شغلك إزاي .. همر على المخازن وبعدها اعدي عليك قبل مامشي..
_ اللي تأمر بيه حضرتك يا بابا ..
_ الأمر لله وحده.. يلا يا عصام !
غادر والده المكتب ،بينما هي ابتلعت ريقها برعب، ثم نظرت له بملامح باكيه وهو يكتم ضحكته بصعوبة : _ هو الحاج اللي مشي ده يبقى مين ؟!
ابتسم محمد ،قائلا ببطء :
_ هو طه مقالكيش ؟..الحاج اللي خرج ده يبقى عبد الرحيم غيث وانا محمد عبد الرحيم غيث.. رئيسك الجديد..
_ يبقى أنا خمنت صح .. أصل الشبه اللي بينكم كبير قوي ما شاء الله !.. طيب أشوف وشك بخير بقى.. فرصه سعيده ..
قال قبل أن تخرج :
_ على فين يا آنسه ؟!..
التفتت إليه قائلة ببكاء :
_ هروح أشوف محامي شاطر أوكله قضيتي قبل ما نروح القسم.. أو أقولك عفا الله عما سلف أصلا شكلها مكانش حلو ..وسيبني أمشي ..
_ تمشي تروحي على فين ..؟!
_ أروح لأمي .. أبقى مرفوده أحسن ما أكون محبوسة !
_ انتي باين عليكي مجنونة وهتتعبي قلبي..!
_ بقولك ايه.. احبسني بأدب من غير شتايم وحياة أبوك.. مش هيبقى حبس وقلة قيمة !
رفع حاجبيه بذهول :
_لا ولمضه كمان!.. وايه تاني يست خديجة ؟!
_ يادي النيلة علي خديجة وسنين خديجة !.. انتوا ماوراكوش حد غيري ولا إيه ؟!
كتم ضحكته ، أخرج لها مفتاح وناوله لها :
_امسكي..
_ ايه ده ؟!
_ مفتاح خزنة مكتبك اللي جنبي بالظبط ..يلا روحي شوفي شغلك.. لمياء هتفهمك كل حاجة ..
_ أشوف شغلي ؟!..هو انت مش هتحبسني؟!
_ ايه الهبل ده؟!.. لا طبعا !
_ ولا هترفدني ؟!
_ لا ما هو الرغي ده لو ماخلصش فعلاً هرفدك!.. يلا على مكتبك ..
اتسعت ابتسامتها وقالت بفرحة:
_ بجد أنا متشكره قوي .. حضرتك محترم فعلاً ..وأنا صدقني هبقى عند حسن ظن حضرتك..
_ أما نشوف يا خديجة .. الأيام بيننا ..
والآن لقد فهمت معنى ما قاله لها بالأمس !..وذلك المعتوه شقيقها لماذا لم يخبرها بأنه مديرها الجديد؟!.. ستلقنه درسا بعد عودتها !
متقلقش يا فندم صدقني ..أنا هبهرك..
قالت جملتها الأخيرة وخرجت إلى مكتبها بينما بقي محمد مكانه يضحك من جنانها وقد فهم الآن كلام شقيقها طه ..من الواضح أنه سيرى الكثير من جنون هذه الخديجة مستقبلاً..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
مضى يومها مثاليا الى حد ما فقد شرحت لها زميلتها لمياء كل ما يخص عملها وبدأت بالفعل تقوم به بمهاره وكأنها ليست المرة الأولى، وأثناء موعد الغداء في غرفة القهوة.. انقضت علي طه تخنقه ،قائلة:
_ بقي أنا تخبي عليا ان كابتن محمد إبن صاحب الشركة..وسايبني عمال ألبخ في الكلام.. منك لله يا طه علي حصل فيا..
قال طه باختناق :
_ وأنا اعملك ايه ما انتي اللي لسانك متبري منك.. أنا عارف هو طلبك تشتغلي معانا علي ايه ؟!
_ ده علي أساس انك صلاح الدين الايوبي.. ده انت حتت محامي فاشل لا راح ولا جه..لو اترافعت عن متهم هاتتحبس انت وهو..
_ هتغابى عليكي يا خديجة!
_ وأنا هقتلك يا طه!
دخل عليهما محمد ؛ ليأخذ قهوته ،ولكنه وقف ينظر إليهما بعجب فقد كانت خديجة تخنقه وهو أيضاً يخنقها ،نظرا إليه بتفاجؤ ثم اعتدلا وتركا خناق بعضهما البعض وكأنه لا يوجد شيء ،ثم قامت خديجة بضبط جاكيت شقيقها وهي تدندن :
_ أخويا..حبيبي..يا نور عيني..
فدخل محمد وصب قهوته، ثم غادر بعجب.. هل كان يلوم عليها لأنها مجنونة ؟!.. يبدو أن العائلة كلها كذلك..!
عند السابعه مر عليها طه وأخذها في طريقه إلى المنزل ، وأثناء تناولهما العشاء مع والدتهما جاءهم صوت طرقات على باب الشقة فنهض طه بقلق وفتح الباب وإذا به يرى بواب العمارة أمامه ،يقول :
_ أستاذ طه !..في واحده تحت ماسكه في خناق سواق التاكسي وأمها واخواتها بيقولوا انهم قرايبكم.. ابتسم طه بفرحة كبيره، ثم صاح بفرحة :
_ ماما !.. حور بنت عمتو جت..
نهضت حنان تضبط حجابها بفرحة ثم نزلت خلف ابنها للأسفل بينما خديجة كانت تتصنع الأكل بلامبالاة.. ولكن تباً !.. لقد اشتاقت حقاً إلي هذه المغفلة !.. فنهضت بلهفه تركض وراء شقيقها ووالدتها إلى الأسفل لاستقبال عمتها وبناتها ..
بينما في الاسفل ...
_ ميه وخمسين جنيه ايه اللي انت عايز تاخدها ؟!.. انت فاكرنا غلابه بتضحك علينا دا احنا نضحك على عشرة زيك ..!
قالتها حور وهي ممسكه بياقة قميص سائق سيارة الأجرة ؛ فقال :
_ هي الأجرة سعرها كده.. نعملك ايه يعني ؟!
قالها باستفزاز فقالت بغيظ:
_ ده لما أكون راكبه عربية محمد رمضان مش هيدفعوني السعر ده !.. ليه يا حبيبي ؟! هما خمسين جنيه اللي هتاخدهم ..وكتير كمان كفايه عليك قوي خمسة وعشرين جنيه!
_ جرى ايه يا آنسة فيه إيه ؟!.. أنا عايز أجرتي !
_ بردو هيغيظني ويقولي أجره .. دي كده إتاوة مش أجرة!
أنقذه طه من بين يديه واعطى له المال من جيبه واعتذر له تحت نظرات الشر من حور ،ولكن الآخر قال:
_ ربنا يعينكم عليها دي تطفش بلد بزيها..!
قالها باستفزاز فأجابه الآخر بغضب:
_ هو أنا مش راضيتك واديتك حقك ؟!.. اتكل على الله بقي من هنا..!
_ أنا لو أعرف انها توصيلة سوده مكنتش وقفتلهم!.. كنت فاكرها آنسة محترمة.. طلعت هجامة!
غلي الدم في جسد طه وانتفخت عروقه عندما أهان ابنة عمته الكبرى ؛ فقال وهو يضغط علي أسنانه :
_ ده انت قليل الأدب بقي ؟!
دفعه السائق في كتفه باستفزاز :
_ آه عايز ايه ؟!
_ وهعوذ منك إيه ؟!
قالها صاحبنا بغضب، ثم انقض عليه ولم تجرؤ إحداهن علي إنقاذ الرجل من يده ..
طه بطبعه حليم.. واتقوا شر الحليم إذا غضب!.. خاصة إذا أساء أحد إلي إخوته يتحول مائة وثمانين درجة! ..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
بعد ساعة وقفا طه وحور أمام الضابط بينما جلس السائق يتأوه بألم على المقعد ،سأل ضابط الشرطة:
_ انت ضربت المدعو صلاح ليه يا طه ؟!
قبل أن ينطق صاحبنا قالت حور:
_ أنا أقولك يا باشا.. الافندي ده شتمني فطه بقي مستحملش وهوب الدم غلي في عروقه..كلمة من صلاح على كلمتين من طه شبكوا في بعض..
نظر إليها طه بغيظ بينما ، قال الضابط :
_ ده حصل يا صلاح ؟!
وقبل أن ينطق صلاح، قالت مجدداً:
_ حصل والله يا فندم.. ده عايز ياخد ميه وخمسين جنيه أجرة .. ده فاكرنا في الساحل!
مال ناحيتها طه ، وهمس من بين أسنانه بغيظ:
_ احم..ماحنا فعلاً في الساحل يا حبيبتي.. ممكن تخرسي بقي !
_ استني بس هشرحله..
همست بجملتها الأخيرة له قبل أن تقول للضابط :
_ ماهو حضرتك مش فاهم.. أنا مش من هنا حضرتك.. واحنا في القاهرة بندفع للتاكسي خمسة وعشرين جنيه.. يوم ما يتمعظم بندفع أربعين.. وده كمان رفاهية بالنسبة لنا لما يكون ورانا مشوار وخلاص الوقت أزف .. أو لو أول الشهر واحنا عايشين في دور الاغنيا.. لكن إحنا بنتشعبط في الميكروباص..
صاح طه بغضب:
_ ما تحكيله قصة حياتك بالمرة !.. ايه دخل ده باللي إحنا فيه دلوقتي..
_ إيه يا طه ؟!
_ هشششش.. ولا كلمة..!
والغريب هنا بالنسبة له قبل أن يكون لنا..انها صمتت بالفعل !، ثم صاح :
_ يا باشا مصر ! .. الأسطي صلاح اختلف مع جماعتي على الأجرة عادي يعني.. وأنا راضيته واديته أزيد من حقه .. يسكت؟.. لأ يتمادى ويقل أدبه على جماعتي.. وأنا لا مؤاخذه يا باشا مش مركب اريال ودمي حر.. مستحملش حد يقرب منهم..
نظر الضابط الى صلاح، قائلاً :
_ الكلام ده حصل ؟!
توتر الرجل ،وقال :
_ أيوه ..بس هي اللي اضطرتني لكده !
اعترض طه :
_ يا فندم هو الوش البريء ده يضطر حد لكده ؟!.. دي نسمه حضرتك !..
تصنعت حور البراءة ولأنها جميلة كانت ملائمة لها ، نظر اليها صاحبنا وعندما رأى هذه النظرة منها أراد أن يضحك ولكنه تماسك ،وقال :
_ شفت يا فندم بريئة !.. أنا أختي آنسه محترمة .. ودكتوره بيطريه شاطره جداً .. ولو حضرتك عندك كلب ولا حاجه وعايز تعالجه هي ممكن تعملك عليه ديسكاونت ..
ابتسم الضابط ونسي عمله، قائلا :
_ طب متمشيش قط.. أصل انا مشمش عندي عيان ومحتاج كشف ضروري..
_ من عينيا الإتنين يا باشا!.. جيبهولنا انت بس واحنا نسلمهولك بضمان كمان..
في هذه اللحظه دخل عليهم محامي بعد أن طرق الباب ،وما إن رآه طه حتى اختبأ خلف حور هامسا بملامح باكية :
_ يا نهار فحلقي !.. أروح فين ؟!..استخبى إزاي؟!.. خليكي واقفه زي ما انتي .. إياكي تتحركي !.. يا رب ما يشوفني .. يا رب ما يشوفني .. !
همست له صاحبتنا بعجب :
_ انت مسجل سوابق ولا ايه ؟!..
_ سوابق إيه هو أنا زيك !؟
كان جوابه بهمس مثلها ؛ فقالت :
_ أمال انت بتستخبى من إيه ؟!
_ ده حمايا المستقبلي الله يخرب بيتك.. يعني يا رب أول يوم أتقابل معاه يكون في القسم ؟!.. يقول هو عليا ايه دلوقتي ؟!
_ إيه ده يا طه ؟!.. انت خطبت من ورانا ؟!
_ ما هو ببوزك الفقر ده مش هتنيل !..
تبادل الرجل مع الضابط عده كلمات قبل أن يلتفت ويرى طه.. الذي فشلت محاولته بالاختباء ؛ فقال :
_ أنا حاسس ان أنا شفتك قبل كده !
نظر اليه أخينا بوجوم ،ثم قال بتلعثم وكأنه نسي كيفية نطق الكلمات !!
_ حضرتك بتكلمني أنا؟!
_ أيوه ! .. لكن فين يا ربي.. مش قادر أتذكر !
ابتلع ريقه وقال:
_ لا ما افتكرش حضرتك ..
نظر إليه الرجل بتمعن ولكنه لم يتذكر أين رآه مسبقاً ،ثم قال :
_ وانت بقي دخلت القسم في إيه ؟
قال الضابط :
_ محضر ضرب..
؛ فقال طه دفاعاً عن نفسه :
_ أنا ضد العنف والله ..لكن لو حاجه تمس اخواتي ببقى معاه جداً ..!
نظر إليه الرجل بسخرية ؛ فأظهر طه إليه هويته الحقيقية حينما قال بثقة :
_ على العموم دي قضيه سهلة.. وأنا واختي هنروح حالاً.. بصفتي طالب في كلية الحقوق.. ودارس قانون.. أقدر أقول لحضرتك ان المدعو صلاح لو ما سحبش قضيته هو اللي هيتحبس مش أنا .. لأن المادة ٣٠٨ من قانون العقوبات تنص على أنه إذا تضمن العيب أو الإهانة أو القذف أو السب طعناً فى عرض الأفراد .. أو خدشاً لسمعة العائلات بتكون العقوبة الحبس مدة متقلش عن ست شهور وغرامة مالية ..الاتنين مع بعض !..
ثم نظر إلي ضابط الشرطة، واستكمل:
_ أما في حالة الضرب لكن المجني عليه لم يصاب بأي آثار أو جروح أو كدمات، فواقعة الضرب هنا دون إثبات حالة.. والكشف الطبي إللي مع حضرتك بيثبت انه صاغ سليم ومعندوش كدمات.. إذا لا يوجد له قانون عقوبة.. يعني أنا براءة..
ثم نظر إلي صلاح وقال :
_ ها يا أستاذ صلاح حضرتك مستعد تتحبس.. ؟!
نظر إليه صلاح وقد فهم الآن أن وضعه صعب ؛ فقال:
_ لا يا باشا.. أنا متنازل عن المحضر وعفا الله عما سلف..
ابتسم صاحبنا بثقة ،ثم غمز إلي حور التي كانت تنظر إليه بفخر ،وبعد إلغاء المحضر وقف طه أمام الرجل وقال :
_ فرصة سعيده يا فندم..
ثم خرج مع حور إلي أهله الذين ينتظرونهما بالخارج ،بينما نظر الرجل إلي أثره.. يبدو أن للفتي مستقبلاً باهراً في عالم المحاماة..!
أما في الخارج ركضت حور إليهن، قائلة بفخر و بابتسامة عريضة وكأنه لم يحدث شيء !:
_ يا مساء الحلويات اللي جاي أحلى من اللي فات!
أقبلن عليهما بقلق ، فقالت مطمئنة:
_ ولا تقلقوا.. أنا معايا وحش المحاماة.. ابنك افحمهم جوه يا مرات خالوا..
نفض صاحبنا عن كتفه غباراً وهمياً وهو يقول :
_ دا أقل حاجه عندي..
ضحكت حنان وهي تاخذها في أحضانها بعدما زال قلقهن، بينما طه تعلق برقبة جويرية كونها شقيقته في الرضاعة لا يجعل احتضانه لها محرماً ، لكنه لم يفعل الأمر نفسه مع حور أو الصغيرة أريچ لأنه لا يجوز..
أما خديجة كانت تنظر إلى حور خلسة وبداخلها تدق طبول الفرح ولكنها تصنعت اللامبالاة ،بينما الأخرى لم تتحمل فهي تشتاق إليها كثيراً.. لذا نظرت إليها ،ثم ابتسمت بسخرية وقالت :
_ أم نص لسان !.. تصدقي ليكي وحشة ..
قالت خديجة بسخرية أكبر :
_ أم أربعة وأربعين !.. ده انتي اللي وحشاني أكتر ..
نادت كل ام على ابنتها بتحذير ؛ فتنهدت خديجة :
_ طيب !.. بما إن أنا الأعقل طبعاً هرحب بيكي .. تعالي في حضني يا حبيبتي..
ورغم السخرية البادية على وجهيهما إلا أنهما احتضنا بعضهما البعض بلهفة ؛ فابتسمت حنان ونظرت الى شقيقه زوجها ورفيقة عمرها نوال ،ثم عادوا جميعاً إلى المنزل ومرت عليهم ليلة عائلية بامتياز لا تخلو من مرح خديجة وحور وسخرية طه وزمجرة حنان..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
بعد ليلة عمل طويلة وأخيراً عاد إلى منزله ليحظى بنوم هادئ ، بعدما دخل المنزل رأى أخته الصغرى كارما جالسة أمام حمام السباحة تنظر أمامها بشرود ، فابتسم وسار بخفة على أطراف أصابعه ،ثم اقترب منها وصرخ في اذنها؛ فانتفضت صارخة ،بينما الآخر يضحك عليها، وقالت :
_ اخص عليك يا آبيه قلبي وجعني..!
توقف عن الضحك وجلس أمامها :
_ سلامة قلبك يا جميل.. قوليلي بقى الجميل سرحان في إيه ؟
نظرت إليه كرما، ثم أشاحت بوجهها عنه ؛ فقال :
_ يا ساتر !.. ده إيه البوز ده أنا عملت إيه ؟!..
لم تجبه ولم تنظر إليه؛ فأردف :
_ إيه يا كراميلا ..مش بتردي عليا ليه ؟!
أجابته باقتضاب :
_ مفيش حاجه يا آبيه حسام..
_ لأ مفيش دي تتقال لخطيبك المستقبلي!.. أنا أخوكي يا حبيبتي !.. ده انتي شويه وتقوليلي الاهتمام مابيتطلبش..!
لم تجبه أيضا ؛ فقال برقة :
_ فيه إيه يا كارما ؟!.. هو انتي زعلانه مني قوي كده ؟!
نظرت له قائلة :
_ لا يا آبيه ..أنا مش زعلانه..
_ طب عيني في عينك كده..!
لم تنظر إليه ؛ فأردف :
_ أهوه شفتي !.. قولي بقى إيه اللي مزعلك ؟.. ايوه ؟.. يلا ؟.. أنا سامعك !!..
كان ينتظرها ولكنها أيضاً لم تجبه؛ فقال :
_ لأ أنا بنام بدري !!
أخيراً نظرت إليه قائلة بأعين دامعة :
_ آبيه حسام.. هو انت صحيح هتقعد هنا ومش هترجع معانا البيت ؟!
ابتسام وقال :
_ وهو ده بقى اللي مزعلك ؟
_ أيوه طبعاً ..!
_ ولو قلتلك إني طلبت من بابا تفضلي معايا ؟.. وكمان هيسيب معانا داده ابتسام ..
ابتهجت و انفرجت أساريرها وهي تقول :
_ بجد ؟!
_ همممم .. لهو انتي فاكره اني ممكن أسيبك لأم أربعه و أربعين اللي بره دي ؟!.. أنا نويت ان شاء الله أعمل مشروع هنا .. وبدأت التنفيذ فعلياً.. وقلت أخليكي معايا عشان أرحمك من لسانها اللي زي السم..
تبددت ابتسامتها وقالت بقلق :
_ طب ..طب و بابا وافق ؟
_ وهو يقدر ميوافقش.. انتي عارفه حسام الزهيري حلال العقد ..
_ أنا مبسوطه قوي.. ربنا يخليك ليا يا آبيه حسام..
_ ويخليكي ليا يا روح قلب آبيه حسام .. أنا هطلع أنام .. وانتي كمان متسهريش ..
ترك شقيقته صاعدا الى غرفته وهو يتصل بمحمد، بعدما تبادلا حوارهما أخبره الأخير قبل أن يغلق المكالمة بأن صديقهما الرابع كريم سيصل غداً ، فشرد الأول للحظات يتذكر ما حدث قبل شهرين...
حينما جلس كريم بجواره، قائلا بتوتر وحماس ملحوظ :
_ حسام .. أنا عايز أتكلم معاك في موضوع مهم.. وقتها نظر إليه باهتمام وسأل :
_ خير يا كريم ؟!..فيه إيه ؟!
_ أنا .. يعني.. أنا ..
قاطعه صوت رنين هاتف الآخر الذي أجاب عليه وكانت كارما ، فقال لها :
_ مالك يا كراميلا ؟!.. بتعيطي ليه؟!.. طب خلاص أنا جاي أهوه ..
أغلق المكالمة فسأله كريم بقلق :
_ فيه إيه يا حسام ؟!
نظر إليه الآخر للحظات وكأنه متردد فيما سيقوله ،ثم قال :
_ كلام بيني وبينك.. في واحد زميل كارما متقدملها وبابا رفض..
تملكته الصدمة ،ثم قال:
_ زميل كارما !.. طب وهي زعلانه ليه ؟!
تنهد الآخر لا يريد أن يفعل ذلك ولكن ليس أمامه حل آخر ، فقال وهو ينظر إليه بقوة :
_ أصلهم ..بيحبوا بعض من بعيد لبعيد ..وكانت طايره من الفرحة لما جه اتقدم .. بس انت عارف أبويا بقى تهمه الشكليات والمراكز قوي فرفض..
ألجمت الصدمة لسانه ، وتحطم قلبه وهو يستمع إلي كل كلمة يقولها صديقه.. الفتاة التي يحبها تحب شخص آخر ! ،مضت لحظات قبل أن يسأل حسام :
_ انت كنت صحيح بتقول إيه ؟
تدارك كريم نفسه ،ثم قال :
_ لأ..ولا حاجه..
_ طيب هقوم أنا بقي أشوفها.. تصبح على خير..
أومأ له الآخر ببطء وكأن عقله غائباً عن الوعي ، فتحرك من أمامه ونظر إليه من بعيد متمتماً بحزن :
_ سامحني يا كريم.. أنا لو بحبك قيراط ..فأنا بحب أختي أربعة وعشرين..
ثم ركب سيارته ، وغادر..
عودة إلى الحالي...
تنهد حسام بحزن .. هو لا يعرف ان كان ما فعله صحيحاً أم لا ..ولكن على كل حال إنه يصب في مصلحة أخته الصغري.. وهذا هو المهم.. فهي وصية أمه!..
تنهد مجدداً وفرد جسده على الفراش، ولكنه رأي البطاقه القومية التي التقطها في المشفى ، والتي تخصها.. تلك الجميلة التي عضته!
ابتسم ومد يده ؛ليتناولها ، ثم أخذ يتفحصها جيداً ..اسمها جنان رمضان عبد الجواد.. حتى الآن لا يفهم كيف استطاع رمضان أن يسمي ابنته جنان.. هل فعل هذا ليكون لها عمراً طويلاً كما كان في تخاريف الناس قديمًا ؟!..ولكنه لم يفكر في الأمر طويلاً ، مواليد عام ألفين .. إذاً عمرها الآن أربعة وعشرون عاماً .. المهنة مهندسة ديكور.. فنانة يعني!، تأمل صورتها.. إنها الفتاة المصرية الوحيدة التي يحق لها أن تفتخر بصورتها في البطاقة.. ولو أنها جميلة على كل حال..
تذكرها.. وكيف له أن ينساها ؟!..كيف له أن ينسي تلك الواحة الخضراء التي تسكن مقلتيها والتي منحته شعور بالأمان تمني أن يستمر معه إلى الأبد..
_ لا لا لا لا.. أنا مش موافق علي إللي بيحصل ده خالص.. !
قالها لنفسه ؛ فأجابت نفسه عليه:
_ مش موافق علي إيه..هو لسه حصل حاجه ؟!
_ لأ..ماهي البداية دي متطمنش..وشويه شويه تقولي شكلنا غرقنا يا عمو سامي..اجمد كده إحنا طول عمرنا جامدين..
_ يا عم البت حلوة وتستاهل.. وعيونها جابوك الأرض.. تنكر ؟!
_ مش قوي يعني..!
_ ولا..!
تنهد معترفاً :
_ ده حقيقي.. بس أنا من عالم وهي من عالم تاني خالص.. وبعدين البت بسكوته لو قلتلها هششش هتعيط.. وأنا بصراحة بقي عايز واحده قادره تشكمني..
_ طب فكر لأننا فعلاً غرقنا يا عمو حسام..!
_ اتكلم علي نفسك يا حبيبي..
_ ما أنا نفسك.. إيه العبط ده.. ؟!
_ آيوه صح.. طب انت عايز ايه دلوقتي ؟..
_ لاغيها يمكن تيجي معاك سكة..
_ بقولك إيه.. أن عارف طريقتك دي..وفي الآخر أنا إللي بلبس.. أنا بكره هبعتلها بطاقتها مع أخوها.. ولا هلاغيها ولا بتاع..ويلا روح نام..
_ طب اسمعني بس يا حس..
_ بلا حس بلا زفت..يلا تصبح علي خير..!
قطع حسام كلامه ،ثم غط في نوم عميق ؛ فقالت نفسه:
_ حس!.. يا حس!.. انت نمت ؟.. وانت من اهل الخير يا حس..!نهاية الفصل الرابع..
يا تري خديجة هتعمل ايه مع محمد..
وحسام هيوصل البطاقة إزاي لچنان ..
وطه هيعمل ايه مع ندي..ياريت تتفاعلوا..دعمكم يفرق يا حلوين 💜
YOU ARE READING
خديچة ( قلب الكابتن )
عاطفيةوبعد أعوام من الصبر ترى أن ذلك الإحساس الذي صدقته - دون دليل علي إمكانية تحقيقه - صائباً .. ذلك القلب الذي عاشت تحفظه لأجله يخبرها الآن بأنها علي موعد معه.. ذلك الذي حافظ على قلبه أيضاً لأجلها 🫀