الفصل الحادي عشر : فراولة بلبن 🩷

113 6 14
                                    

لقد كنت بانتظارك.. كما يحدث في الحكايات.. عادة الأميرة تنتظر.. رغم تشككي بالأمر.. هل أنا أميرة ؟!.. لا أعلم!.. ولكنني كنت أعلم دائماً أنك أميرى .. وجئت تماماً كما كنت أتخيلك..لك مثل هذه اللمعة الدافئة والنظرة الحنونة.. لديك تلك الهالة التي تسحبني إليها دون إرادة مني حتي.. ومع أنني لم أكن أعرفك من قبل.. أدركت منذ اللحظة الأولي أنك هو.. أميري المُنتظر !..

أقامت خديجة إجتماعاً باكراً في الشرفة بعد صلاة الفجر مع طه وحور التى حزينة بعدما أصدرت والدتها فرماناً بعودتهم ، ضربت صاحبتنا على الطاولة لينظرا إليها بانتباه ، قائلة :
_ طه !.. حور !.. انتباه ليا دلوقتي علشان الكلام إللي هيتقال هنا هيتوقف عليه مصير حياتكم انتوا الاتنين الفترة إللي جايه..
قال طه بملل :
_ خير يا سيندريلا على الصبح ؟!.. أنا معنديش وقت عايز انزل الكلية.. ورانا مشروع تخرج..
_ صح وبمناسبة التخرج.. عارف إيه إللي هيحصل بعد التخرج.. ست الحسن والجمال مش هتلمحها تاني غير في الأحلام.. أنا قلت ألفت انتباهك بس..
زفر طه بضيق ، والتفتت إلي حور مردفة :
_ وانتي.. بكرا عمتوا هتاخدك من ايدكي غصب وطيران على القاهرة.. قال إيه بتعاقبك.. !.. ففوقولي بقى انتوا الاتنين.. لأن جوازتك من ندي هتتم وانتي رجوعك للقاهرة تاني مش هيحصل..!
صفقت حور ، قائلة بحماس :
_ صح كده انتي صح !.. نعمل إيه بقي..
جلست صاحبتنا أمامهما ، وهي تقول :
_ أولا خلونا ننسى الحلول التافهة إللي اقترحناها قبل كده.. ونستعد للحرب.. معايا وألا لأ.. ؟!
أجابها طه برجاء :
_ طبعاً معاكي !
قالت بحماس :
_ عظيم.. يبقي لازم نكون فريق واحد وتأمنوا على فكرتي..
أضافت حور :
_ استر يارب !
_ تمام قوي .. فكرتي هي إننا نفتح مشروع..
_ إيه..؟!
صاحا بها طه وحور بعجب ؛ فقالت :
_ هشششش.. يلا صحوا النايمين خليهم يبوظولنا اجتماعنا .. ايه وقعتوا على ودانكم وانتوا صغيرين ؟! .. لازم نعتمد على نفسنا أكيد مش هنفضل عمرنا كله شغالين عند الناس..
سألت حور :
_ أيوه يعني المشروع ده عبارة عن إيه وياتري هنعرف نديره وألا لأ..
أضاف طه :
_ وبعدين يا خديجة.. بغض النظر عن الفكرة.. مشروع يعني راس مال.. نجيب راس المال منين..
قالت خديجة :
_ كل أسئلتكم دي حلها عندي.. وأنا عندي واحده صاحبتي مرت بالتجربة دي قبل كده ودلوقتي ماشاء الله مشروعها شغال كويس قوي..
تنهد طه :
_ وايه هو المشروع ده..؟!
تنفست خديجة ، وقالت بابتسامة متحمسة :
_ هنفتح كرفان أكل في الشارع..
قلبت حور عينيها بإحباط ، أما طه نهض قائلاً :
_ أنا بقول أقوم أراجع مذاكرتى احسن..
فوافقته الأخري :
_ خدني معاك.. !
فقالت صاحبتنا بغيظ :
_ استنا انت و هي !.. اقعدوا واسمعوا كلامي للآخر..
اقعدوا..
جلسا بانتظار ما ستقوله ؛ فقالت :
_ هنبتدي بمكرونات.. بالفراخ الكرسبي واللحمة والكبده.. والوايت صوص ..
قالت حور بتفكير :
_ أيوه يا خديجة بس الموضوع ده ميشجعش .. يعني مين هياكل مكرونة من عربية أكل في الشارع.. محدش عملها قبل كده ..
قالت صاحبتنا بتصميم :
_ إحنا هنعملها.. وهننجح فيها كمان ..
_ طب والتكلفة يا خديجة..؟!
قالها طه ؛ فجاوبت :
_ أنا عن نفسي معايا آخر جمعيتين عملتهم.. وبما ان جهازي أغلبه خلص فأنا هشارك بيه معاكم..
قالت حور :
_ لأ يا خديجة ممكن مرات خالوا تزعل.. واحنا مينفعش نخبي عليها تاني.. مش كفاية بقالنا يومين بنصالح فيها وهي مش راضية تصالحنا..
تنفست خديجة ، وقالت بأمل :
_ يعني ماما مهما اتعصبت علينا هتهمها مصلحتنا.. سيبوا الموضوع ده عليا أنا هكلمها.. خلوني الأول أكمل الفكرة وبعد كده نتناقش في التكلفة..
_ تمام كملي..
_ الأول هنوصي حداد يعملنا كرافان صغير على قدنا ويستعجل فيه.. وبعد كده هنفرشه .. محتاجين كده بوتجاز وتلاجة وأنبوبة .. بعد كده هنختار مكان حيوي شوية نقف فيه .. ونركب يافطه تنور المكان..
وبعد كده هنختار شكل علبة نعبي فيها.. طبعاً كان نفسي نعمل براندنج للمكان ونطبع اسم المكان عليها بس تكلفتها غالية .. ففي حل مش بطال ممكن نعمل لوجو ونطبعه استيكرات على العلبة حتي لو على الوورد كدعاية للمكان.. وفكرت إننا ممكن نجيب علمين ونحطهم كواجهة للمكان .. طبعا هنعمل بيدج للمكان ونعرض فيه المنيو بتاعنا.. ونعزم اصحابنا و حبايبنا في الافتتاح.. ونصوره ونرفعه على البيدج..
إيه رأيكم..
قال طه بتفكير :
_ كل ده جميل يا خديجة.. بس ناقصة الفلوس.. فلوس البضاعة والمون .. ودي بالنسبة لينا مغامرة تخوف..
أضافت حور :
_ ويا عالم هننجح وألا لأ..!
تنهدت خديجة ، وقالت :
_ أنا عارفه.. بس لازم نغامر .. معندناش حل تانى .. فيا إما ننجح.. يا إما ننجح.. مفيش خسارة تانى..
_ وأنا موافقة.. !
التفتوا إلي حنان بعدما قالت هذا ، ثم دخلتا هي ونوال بعدما استمعا إلى ما قالته خديجة ، طالعتها الأخيرة بابتسامة واسعة ، وتمتمت بعدم تصديق :
_ قلتي إيه..؟!
نظرت نوال إلى صديقتها وزوجة شقيقها بابتسامة ، ثم قالت :
_ يعني الفكرة مش بطالة.. خلينا نفكر فيها كويس وبعد كده هنرد عليكم..
قالت حور بلهفة :
_ بجد يا ماما ؟!.. يعني انتى مش هترجعينا القاهرة ؟!..
_ والله لو الفكرة تمت.. وبدأنا المشروع .. يبقي صعب نرجع القاهرة..
ابتهجت حور ، بينما خديجة تراقب والدتها بأعين دامعة حينما اتجه إليها طه ، قائلاً :
_ يعنى خلاص.. مش زعلانين مننا ؟!
ابتسمت حنان بشىء من اسمها ، فاقتربت صاحبتنا قائلة بدموع :
_ قولي إنك مش زعلانه..
وضعت المرأة يدها على خدها، قائلة :
_ أنا اللي زعلني انكم ماصرحتوناش باللي حصل.. احنا ربيناكم على الثقة والصراحة.. احنا هنخاف عليكم أكتر من أي حد.. فلو ايه حصل تصارحونا .. حتى لو اتعصبنا وزعقنا.. تأكدي انه في مصلحتكم ..
أومأت خديجة إيجابا ، وقالت :
_ حاضر.. صدقيني أول وآخر مرة..
تنهدت حور بألم :
_ بصراحة يا مرات خالوا أنا السبب.. أنا اللي طلبت من خديجة متقولكوش على إللي حصل..
قالت والدتها بعجب :
_ ليه كده يا حور ؟!.. ده إنتي طول عمرك صريحة معانا..
تنهدت وأجابت :
_ كنت خايفه تعرفى فترجعينا القاهرة تانى..
طالعتها المرأة بحزن وقد آلمها قلبها من حالة ابنتها ، فضمتها حنان :
_ متقلقيش يا بت يا حور .. أقولك على حاجة..
_ هممممم.. ؟
_ أنا اتفقت مع عم ربيع صاحب العمارة يأجرلكم الشقة اللى فوقينا.. ومن غير عربون.. هو بس هياخد الإيجار مقدم أول الشهر..
خرجت حور من حضنها، تسألها بعدم بتصديق:
_ انتي بتتكلمي بجد ؟!
_ وأخيراً !
صاحا بها خديجة وطه ، ثم قفزت إلى أحضان والدتها..
فأضافت نوال وهي تحتضن ابنتها :
_ إحنا فكرنا في ده.. بس اقامتنا هنا متوقفه على نجاحكم..
_ هننجح يا عمتو.. بإذن الله هننجح..
صاح بها طه بحماس وقد لاح له الضوء في نهاية النفق المظلم ، فنظرتا نوال وحنان إلي بعضهما بابتسامة ، وقالتا :
_ ورونا شطارتكم..!
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
دخلت خديجة الشركة وحدها بعدما ذهب طه إلي الجامعة ، لفت انتباهها حركة غير طبيعية في المكان ، جميعهم يدورون حول أنفسهم والكل يتجهز ، رأت نور تتحرك بلامبالاتها المعتادة؛ فأسرعت وأوقفتها :
_ بسسسس !.. نور!
التفتت إليها الأخري قائلة بابتسامة واسعة :
_ خديجة!.. صباح الخير..!
_ صباح النور !.. إيه خير فيه إيه على الصبح كده.. متخوفونيش ده أنا لسه مفطرتش ؟!
قالت جملتها الأخيرة بملامح باكية؛ فضحكت الأخرى وأجابت :
_ وأخيراً هيعلنوا نتيجة المسابقة..
_ ده بجد..؟!
_ أيوه.. يالا بينا على قاعة المؤتمرات..
_ يالا.. !
جلست بجوار نور ، ثم أظلمت القاعة وتسلطت الإضاءة على المسرح وبعد لحظات خرج محمد إلي النور .. بدا جذاباً بحلته السوداء لدرجة جعلتها تضيع مكانها وتنسى نفسها ؛ فتمتمت مأخوذة بوسامته الساحرة ورجولته الطاغية :
_ أوه !!.. كابتن محمد !؟
اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها ، خاصة حينما مسك الميكروفون وقال بابتسامة صافية :
_ صباح الخير يا شباب..
ارتفعت نبضات قلبها ، وردت عليه بداخلها :
_ يا صباح الفراولة باللبن..!
ثم انتبهت إلى ما تقوله ، فضربت فمها بيدها وهي لاتزال تتمتم :
_ إيه إللي إنتي بتقوليه ده ؟!.. استغفر الله العظيم.. سامحني يارب..
وشردت فيه مجدداً دون إرادة منها والابتسامة تعود لترتسم على وجهها مجدداً .... ،
يا الله.. كل ما رتبته بداخلى طوال الأيام الماضية جاء هو وبثوانِ بعثره.. الآن أشعر بوجع النملة التى بعدما بنت عشها في سنة أخذه الجمل بخفه ومضى !
وكأننى لم أفعل شىء.. لقد قلت يا فتاة العقل جميل.. يا فتاة هذا لا يصح.. خديجة اصمدي يا فتاة !..
ولكنه لا ينفع معه عقل.. وبدون مجهود.. والله لم يفعل شيء سوى أنه مر من أمامي.. قلب الطاولة على رأسي وسرق ما تبقى من أنفاسي.. !!
حمحم محمد ، قبل أن يضيف :
_ الإدارة بتعتذر لكل إللي شارك في المسابقة واللي مشاركش وللجنة على التأخير..
ثم التقط مكانها كالردار ونظر إليها ، قائلاً بابتسامة مشرقة :
_ طبعاً كلكم وحشتوني.. وخليتوني بقيت متعلق بالمكان هنا أكتر من شغلي ..
نظرت خديجة حولها.. لا تصدق عينيها هل ينظر إليها هي فعلاً أم أنها تتوهم ؟!.. فاتسعت ابتسامته ، وأكمل وهو لا يزال ينظر إليها :
_ وأنا كمان.. موحشتكوش ؟!..
ارتفعت صيحات العمال والموظفين بهتافات الحب له ، أما التي ينتظر إجابتها خفق قلبها بشدة واحمر وجهها وهي لا تستوعب أهذا حلم أم حقيقة ؟!، ورغماً عنها ابتسمت مجدداً بحياء ، وطأطأت رأسها خجلاً ، فشعر بأنه يرغب بخطفها بعيداً عن العالم ؛ كي لا يرى أحد سواه تلك البسمة على شفتيها..
تنهد وأعلن عن بدء نتيجة المسابقة والتي ستكون عن طريق عرض المراكز العشرة الأوائل تنازليا وسيتم إعلان الأول في النهاية وللمراكز الثلاثة الأولى مكافئة مالية ترتفع بارتفاع المركز ، وللنزاهة لم يتدخل محمد في قرار اللجنة التي اختارها من شركته حيث لم يكن يعرف أحد من هم إلا عند دخولهم إلى المسرح ، ونظراً لحجم الشركة ووضعها الإقتصادي في الوطن العربي كانت المسابقة محط اهتمام الصحافة و محررين مجلات إدارة الأعمال والمستثمرين....
همست خديجة لنور :
_ إيه كل ده ؟! .. أنا قلت هتكون حاجة على الضيق كده..
ابتسمت الأخرى :
_ ده على أساس إنها حنة جوز خالتك..؟! .. دي شركة الحاج عبدالرحيم غيث.. مش بعيد بكره تلاقي صورنا فى المجلات..
نزلت خديجة في المقعد ؛ كي لا تلتقط الكاميرات صورتها ! ، متسائلة:
_ أنا آخر مرة عشت الاحساس ده في الجامعة .. ودكتور مجدي بينده الأسامى عشوائي ويسألنا أسئلة تعجيزية.. فين أيامك يادكتور مجدى.. كان عليه واحده اديلوا كروس تجيب أجلك.. بقولك إيه ؟.. هو كابتن محمد ممكن يعمل زي دكتور مجدي ويخلى كل واحد يعرض الريبورتاج بتاعه..؟!
ضحكت نور قائلة :
_ لأ طبعاً.. مفيش وقت المدة ساعة بيتعرض فيها ريبورتاج الأوائل..
تنفست الصعداء :
_ هووووه!.. الحمد لله طمنتينى.. وطب وليه بقى الهيصة دي كلها.. وألا هي بعزقه على الفاضى ؟!
_ يعني.. شهادة معتمدة من شركة آل غيث.. ومنصب رئيس الهيئة التسويقية ده غير ميه وخمسين ألف جنيه في البنك.. مش قليلين باردو..
شهقت خديجة بطريقة مضحكة ، قائلة :
_ ميه وخمسين ألف جنيه..؟!
_ ده مبلغ عادي بالنسبة للحاج.. هو بيعتمد في الشركة على الجيل الجديد علشان خاطر كده كل سنة بيشوف العجز عنده في أي جزء ويعمل مسابقة زي دي الكل بيقدم فيها مواهبه ولجنة مختصة من خارج الشركة تحكم.. منه دعم للشباب ومنه بيستفيد من أفكارهم الجديدة وبيحط أكتر حد محتاجه ويكون مناسب للمنصب..
فكرت خديجة ،وقالت بذهول :
_ واو.. عجبني قوي فكره .. يا ترى مين ابن المحظوظة اللى هيطلع الأول ؟!..
_ المهم يكون حد غيري..
رمقتها صاحبتنا باستغراب :
_ ليه بتقولى كده..؟!
فبادلتها الأخرى نظرتها بأخرى غامضة :
_ لأن أنا عايزه كده..
لم تفهمها ، وقاطع تفكيرها صوت محمد وهو يعلن عن المركز العاشر..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
ولأن الحب عادة لا يكون منصفاً.. كانت تشعر بخيبة أمل كبيرة بداخلها بعدما ظنته يتجاهلها ، أما هو في الواقع فكان منتبهاً إليها بجميع حواسه وقلبه ، ورغماً عنه يراقبها من بعيد ونظراته تنضح بشوقه..
أثناء خروجها من مقهى الجامعة أو بالأحرى هربها من البكاء أمامه ، قابلها أكثر إنسان مستفز على وجه الكرة الأرضية بالنسبة لها :
_ على فين يا ندى ؟!
نظرت إليه بدهشة :
_ معتز ؟!.. بعد إذنك ورايا محاضرة..!
وقف أمامها يمنعها من المرور ، قائلاً :
_ هو حبيب القلب مطنشك ليه ؟!.. إيه سابك ؟!.. تؤ تؤ تؤ معقولة ؟!..
نظرت إليه بغضب ؛ فاستطرد بنبرة لعوبة :
_ مش ده نفسه اللي انتى رفضتينى علشانه ؟!..
_ لو سمحت ابعد عن طريقي..
قالتها بحزم وهى تحاول الابتعاد عنه ، ولكنه أوقفها قائلاً بغضب :
_ مش هسيبك إلا لما أفهم.. هو فيه إيه أحسن مني ؟! .. ده حتى ميتقارنش بيا! .. أنا عيلة ونسب وجاه وفلوس.. وهو ولا حاجة!.. إيه إللي ممكن يقدمهولك أكتر منى ؟!..
نظرت إليه ندى بحقارة ، وقالت:
_ عنده أكتر حاجة نقصاك.. ولو عشت عمرك كله علشان تعوضها مش هتعرف..
صمتت ، وقالت بهدوء مستفز :
_ راجل.. تعرف تكون راجل ؟!
صدمته إجابتها ، وتركته ذاهبة ولكنه تمسك بذراعها بحقارة ؛ كي تلتفت إليه ، في هذه اللحظة خرج له طه من مخبأه بعدما استمع إلي حوارها وضرب رأسه برأس ذلك الحقير على حين غرة منه فسقط أرضاً ، شهقت ندى بخوف ، ولكمه طه مجدداً وهو يقول بغيرة :
_ لما البنت تقولك إنك مش راجل.. معناها تستحي على دمك وتبعد عنها.. إنما إللي زيك عايز يتعلم من أول وجديد الرجولة.. وأنا بقى اللي هعلمهالك..
أخذ يلكمه طه بغضب إلى أن أبعده زملائه عنه وهو يلهث بعنف من غضبه ، ثم اقترب من ندى وأمام الجميع ، قال :
_ أبوكي هيبقي في بيته إمتى.. ؟!
نظرت إليه بدهشة ، وتمتمت :
_ هاه ؟!..
قال بثقة :
_ قوليلة انى عايز أقابله.. وخديلي منه ميعاد..
_ مش فاهمه!
_ إيه إللي انتى مش فهماه ؟!.. أنا خلاص معدتش قادر استحمل .. و إللي يحصل يحصل بقى ..
قال كلامه بغضب وسط عجب الجميع وخفقات قلبها ، ثم سأل :
_ محاضراتك خلصت.. ؟!
لم تنتهى بقيت محاضرة ولكنها غير مهمة ؛ لذا أومئت له إيجاباً ، فقال بهدوء :
_ معاكى عربيتك ؟!
_ همممم !
_ طيب يلا على البيت.. !
تحركت من أمامه وقلبها لايزال يخفق.. إنها تعشقه.. ولا تريد سواه .. وان لم يكن هو فلن تتزوج بغيره!.. ، أما هو نظر إلى معتز بغضب ، ثم اقترب منه مجدداً ، وأمسكه من تلابيب قميصه ، وبهمس مخيف أردف :
_ لو قربت من ندى تانى.. متلمش إلا نفسك..
وتركه خارجاً من المكان بغضب وقلبه ينبض بعنف..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
تجهزت چنان للعمل مع عمالها في منزل حسام بعدما اتفقت معه أن تنتهى من عملها السابق التزاماً بالعقد الموقع ، ولكنها هذه المرة لم تجده فى المنزل ، استقبلتها كارما بحفاوة كبيرة بعدما لاحظت اهتمام حسام بها ، وتحدثا حول التغييرات التي تريدها ، وعندما دلف حسام إلى المنزل - بعدما أنهى عمله بسرعة ؛ كي لا يفوت لقاءها - سمعها تسأل :
_ وأستاذ حسام حابب يخلي لون الدهان موحد للبيت كله وألا حابب يغير لون أوضته..؟!
_ لأ.. عايزها سودا !..
التفتت إليه ، متسائلة بعجب :
_ سودا ؟!
ابتسمت كارما.. لن يتغير أخوها أبداً ! ، جلس بأريحية على الأريكة المواجهة لها ، وأجاب بجدية وحماسة أثارت عجبها :
_ هممم.. تدهنيهالى أسود.. ويا سلام بقي لو خليتى الديكور مدي على رعب شوية كده.. يعنى شوية جماجم على تعباين .. وياريت لو سكينة .. دم هاه.. تكون غرقانه دم بتسقط.. عارفة انتى جو الأشباح ده.. عيشيني فيه..
ضحكت كارما ، ورمقته هى بمزيج من الدهشة والرعب والغثيان مما سمعته .. لا تتخيل أن هناك من يريد أن يعيش في أجواء كهذه .. إنه ليس طبيعياً أبداً ، فاستطرد متسائلاً :
_ انتى مستغربة ليه يا هندسة ؟!.. وياريت بقى لو قطط سمرة كده على عيون حمرا.. أجواء دراكولا كده.. فهماني..!
_ لأ مش فهماك.. مش عايز مصاصين دماء بالمرة !
قالتها بملامح باكية وقد اقشعر جسدها مما يقوله ، ومن يعرف چنان يعرف خوفها من أفلام الرعب و الأشباح وأي شيء له علاقة بها..!
_ لأ مصاصين دماء إيه إحنا كبرنا على الحجات التوتو دي.. أنا عايز حاجة زي أنابيل..اسمها أنابيل مش كده ؟!
_ همممم..
همهمت چنان إيجاباً ، وهي على وشك البكاء مما يقوله ، أما هو كتم ضحكته بصعوبة وكم أراد معانقتها وبشدة !.. تلك الطفلة الكبيرة !..
_ خلاص يا آبيه.. البنت هتعيط..!
قالتها كارما بضحك ؛ فلم يستطع أن يكبح ضحكه أكثر ، قائلاً :
_ خلاص يا قمر الدين.. ده انتى قلبك ضعيف قوي.. !
زفرت بخوف :
_ ده مش هزار حضرتك.. أنا فكرتك بتتكلم بجد ..
، ثم استوعبت ما قاله :
_ و اسمي الآنسة چنان! .. لو سمحت..!
عندما تغضب تشتعل النيران في خضراوتيها بشكل لطيف ، فابتسم قائلاً ببطء و ببحة رجولية لا تنكر أنها أعجبتها ..! :
_ أوكي.. يا آنسة .. چنان ..
كبحت كارما ابتسامتها وتوترت الأخري ، لذا قالت بتلعثم :
_ طب باردو معرفتش أخلى الدهان كله موحد.. وألا استايل ديراكولا ؟!..
قالت جملتها الأخيرة بسخرية؛ فقالت كارما:
_ يا نهار أبيض.. انتى متعرفيش آبيه بيتقرف قد إيه من الاستايل ده.. ده بس بيهزر معاكي.. وبعدين بيني وبينك كده.. آبيه بيخاف من الرعب ..
رفعت حاجبيها بدهشة ، فقال من بين أسنانه :
_ كا... رماااا.. !!.. بتقولي إيه يا حبيبتي ؟ .. ولزومها إيه الفضايح دي ؟!..
ضحكت رغماً عنها ، ثم أضاف بحرج :
_ يعني.. إحم.. مش قوي ..
_ لأ بتخاف..!
أصرت كارما ؛ فرضخ لها بابتسامة صافية :
_ هي المشكلة ان أنا بخلص الفيلم من هنا.. بشوفه لايف في الحلم من هنا.. فمبعرفش أنام..
تعالت ضحكات أخته مجدداً وهي تكبح ضحكتها بصعوبة ،و لأول مرة يرى ضحكتها ، تتحرك الفراشات فى بطنه وتتطاير حوله.. وهل الطيور تغرد على أغصانها؟! .. أم أنه مغعول ضحكتها التى سرقت ما تبقي من عقله ، أخذ يتأملها بهيام فازداد توترها وخفق قلبها ؛ لذا نهضت، قائلة:
_ طيب إحنا هنبدأ .. علشان الرجالة وراهم شغل تاني.. تمام ؟
تأمل توترها ، ونهض مغمغماً بابتسامة :
_ تمام ..
بدأت عملها ، وخرجت كارما للتمرين فقرر البقاء في المنزل كي يبقي بجوارها وتكون أمام عينه لأطول فترة ممكنة..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
تنهدت نور بملل وقد مضت الساعة ولم ينتهى الاحتفال بعد ، ثم وكزت خديجة التى غفت رغماً عنها :
_ خديجة ؟!.. انتى يا بنتى !..
غمغمت صاحبتنا بكلمات غير مفهومة وسط نومها ، فوكزتها الأخرى مجدداً إلى أن استيقظت..
_ إيه ؟.. فين ؟.. مين ؟
_ هشششش.. هتفضحينا !.. ملقتيش إلا الاحتفال و تنامى فيه ؟! .. ده إحنا في أول الصف..
تململت خديجة في جلستها ، قائلة بتذمر طفولي :
_ منا جعانة وعايزه آكل.. هيبقى لا أكل ولا نوم !.. كده يبقي كتير عليا بصراحة بقى ..
ابتسمت نور ، وأضافت صاحبتنا :
_ وبعدين هما لسه مخلصوش ؟! .. الساعة بقت عشرة !..
_ خلاص مفاضلش غير المركز الأول.. ومستر سيف أخد المركز التاني..
قالت بلامبالاة ، وعدم تركيز :
_ أنا عطشت.. معاكي ميه.. ؟!
ناولتها زجاجة المياه وفتحتها ؛ لتتناول منها، في نفس اللحظة التى فتح فيها محمد الورقة ليعلن عن اسم الفائز ، اعتلت الصدمة وجهه في البداية واتسعت ابتسامته شيئاً فشيئاً .. لا يصدق أن الاسم الذي يراه أمامه صحيحاً ، و ببطء قرب الميكرفون من فمه ، معلناً عن الفائز :
_ المركز الأول..
، ثم نظر إليها وقال :
_ خديجة سيف الدين ..!!
ساد الصمت على جميع من بالقاعة و توجهت النظرات إليها بصدمة ، أنزلت زجاجة المياه من على فمها و أغلقتها ، ثم نظرت إلى الأعين الناظرة إليها بعدم فهم.. لا تفهم ما الذي فعلته لينظر لها جميع من بالقاعة بصدمة ، فنظرت إلى نور التى كانت مثلهم ، وسألت :
_ هو فيه إيه ؟!..
إنها لم تفعل شيئاً سوى أنها شربت من الماء ، فرفعت زجاجة المياة أمام بصرها بقلق ، ثم ألقتها وهي تصيح بخوف ونحيب :
_ هي فيها سِم وألا إيه ؟!.. على آخر الزمن هموت مسمومة ؟!.. لأ والنبى يارب موته تانية غير دي.. !
وهنا انفجر محمد ضاحكاً عليها ؛ فضحك جميع من بالقاعة.. عدا شيري التى كانت تغلى حقداً ، ثم صاح عبر الميكروفون :
_ خديجة !.. خديجة !
نظرت إليه ، وأجابت بنفس الطريقة :
_ نعم.. !
_ الميه مش مسمومة يا خديجة.. بعد الشر عنك من السِم.. انتى بس فزتى بالمركز الأول.. !
_ بجد ؟.. يعنى مفيهاش سِم !
أجاب وسط ضحكه وضحكات كل من بالقاعة ، فقد أضافت جواً إيجابياً على الإحتفال :
_ مفيهاش والله يا خديجة.. !
_ الحمدلله.. !
_ اطلعيلنا بقي من نظرية المؤامرة اللى انتى عايشة فيها.. واتفضلى هنا على الاستيدج.. !
_ أطلع ليه..؟!
إنها لم تستوعب بعد فوزها بالمركز الأول أو بالأحرى لم تنتبه لما قاله ، فتعالت ضحكات محمد مجدداً رغماً عنه :
_ الظاهر كده والله أعلم إنك كسبتي معانا المركز الأول..!
_ والله بجد كسبت ؟!..
_ أيوه !!
_ أول مرة أكسب فى حياتى ..!
_ والله ؟!
قالها محمد وارتفعت الضحكات من جميع من في القاعة وأولهم محمد ، فالتفتت إلى نور التى كانت تتنفس بصعوبة وسط ضحكها ، قائلة ببهجة :
_ ده بيقولك أنا كسبت بالمركز الأول.. !
وأخيراً استوعبت ما قاله ، فتبددت ضحكتها وشهقت بصدمة ، ثم سألته بعدم تصديق :
_ إيه ده ثانية واحدة !.. انت قلت المركز الأول.. !
_ أيوه يا خديجة !..
_ انت متأكد ..؟!
_ أفندم ..!
لا يستطيع أن يتوقف عن الضحك ، وبصعوبة نظر إلى اللجنة، وقال :
_ بيقولوا كده ..!
_ يعني مش هييجوا بكره وياخدوا مني الجايزه.. ويقولولى اتلخبطنا فى الاسم وألا حاجة.. ؟!
ارتفعت الضحكات مجدداً ، وقال :
_ لأ لأ متخافيش.. عيب عليكى !
_ يعنى آخد الأمان.. ؟!
_ كلام رجالة متقلقيش ..!
وهنا صعدت خديجة على المسرح ببهجة وجميعهم سعيدون بفوزها بالجائزة ، ثم استلمت منه شهادة تقدير معتمدة من الشركة وشيك بمبلغ مائة وخمسون ألف جنيهاً ، وسط ذهولها ورقصات قلبها.. لا تصدق إنها بالتأكيد تحلم.. خديجة !.. لا تستيقظِ من حلمك يا فتاة !، ازدادت فرحتها لدرجة تدفقت دموع الفرح الساخنة ولأول مرّة في عينيها وهي تكبحهم بصعوبة ، وخاصة حينما منحها محمد بفخر شارة منصب رئيس الهيئة التسويقية للشركة ، أخذت الشارة منه بعدم تصديق ؛ فقال بينه وبينها :
_ أنا فخور بيكى قوى يا خديجة !.. مبارك !..
انزلقت دموعها بسعادة، وقالت :
_ الله يبارك فيك.. الفضل لحضرتك بعد ربنا.. لولاك مكنتش شاركت في المسابقة أصلا..
_ تؤ.. انتى شطورة يا خديجة.. وبذلتى مجهود كبير فى وقت قصير .. أنا فخور بيكى قوى..
كانت لا تزال تبكى.. آخر مرة سمعت فيها كلمات تشجيع كهذه كانت من والدها.. وكأنها عادت تلك الطفلة الصغيرة التى يمتدحها والدها ، قرّب محمد الميكرفون من فمه مجدداً ، وقال بفخر :
_ ودلوقتي.. أقدم لكم رئيسة الهيئة التسويقية الجديدة للشركة.. الآنسة خديجة سيف الدين..!
فارتفع التصفيق من الجميع ، وخاصة نور التى كانت تصفق بسعادة بالغة ، وهي تنظر إليهم بدموع لا تصدق أنها تعيش هذه اللحظات.. وهو أمامها يصفق مع الجميع بابتسامة عريضة ونظرات فخورة..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
رفعت إحدى المجلات الاقتصادية على موقعها عبر الانترنت فيديو استلام خديجة الفريد من نوعه لجائزتها ، وساهمت شهرة محمد في انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تصدر الترند واستقبل هاتفها العديد من الاتصالات طوال اليوم من الجميع ، لم تكن تعلم أنها تصدرت الترند في اللحظة التي هاتفتها فيها حور وسط عائلتها ، وصاحت بها قائلاً :
_ ألف مبروك يا أبو جبل.. والله وعملوها الرجالة..
ضحكت خديجة :
_ الله يبارك فيكي.. هو طه لحق يقولكم؟!.. كنت عايزه أعملها مفاجأة !..
_ انتى بتقولى إيه ؟! .. دي الجمهورية كلها عرفت ان انتى خدتى المركز الأول.. والفيديو بتاعك منزلين عليه ريمكس اللى قادره على التحدي وعلى المواجهة.. !
_ مش فاهمه !
صاحت جويرية عبر الهاتف :
_ يعنى انتى طلعتى ترند يا خديجة..
_ نعم ؟!.. ترند..؟!
أغلقت معهم الخط وركضت إلى مكتب محمد ، ثم دخلت بسرعة وبدون استئذان وهى تناديه :
_ كابتن محمد!.. كابتن محمد!.. كابتن محمد!.. كابتن محمد !!!
أغلق المكالمة الهاتفية التي كانت معه ، وسأل بعجب :
_ إيه هو إللي كابتن محمد كابتن محمد ؟!.. فيه إيه يا خديجة ؟!
جلست أمامه وأخذت نفساً عميقاً ، ثم قالت بملامح باكية ونحيب ونبرة غير مفهومة :
_ أنا طلعت ترند.. !
سأل بعدم فهم لما تقوله :
_ إيه ؟!
_ أنا طلعت ترند.. !
ابتسم بذهول :
_ منا عارف.. مصر كلها بتحتفل بيكى يا خديجة دلوقتى ولا كأننا دخلنا كاس العالم.. انتى عارفه مين اللي قافل معايا من شويه ؟!..
_ مين.. ؟!
قال اسم الرجل بالفرنسية ، ففغرت فاهها بعدم فهم وقالت ببكاء :
_ إيه ؟!.. أنا مخدتش كورسات فى الانجليزي .. مش فاهمه منك حاجة..
ضحك قائلاً :
_ ده يا ستى يبقى مندوب الشركة اللى هتمولنا المنتج الجديد.. وطالبه مخصوص إنك تقدمي الريبورتاج بتاعك في المؤتمر اللى جاى وعلى أساسه هنمضى العقود..
_ هاه ؟!..
_ هاه إيه ؟!.. الأمور تحدث يا خديجة صحصحى معايا كده !
_ يعنى إيه ؟!..
_ يعنى انتى هتسافرى معانا شرم بكره.. !
نظرت إليه بصدمة :
_ لأه.. لأ والله.. أنا كده كتير عليا قوي.. أنا بقول كفاية صدمات وأحداث جديدة لحد كده.. على ما عقلي يستوعب.. ماهو مش من حديد هو.. واحده واحده عليا..
تنهد بنفاذ صبر :
_ بقولك جهزي نفسك.. بكره هتسافري معانا شرم بإذن الله..
قالت وكأنها لم تسمع :
_ أفندم ؟!
_ كلامى واضح !!!
ضحكت بذهول :
_ معلش أصل أنا وداني أحياناً بتسمع حاجات غريبة.. ومش منطقية إطلاقاً يعنى..
_ خديجة ؟!
_ نعم ؟!
_ بكره الصبح الساعة سبعة تكونى جاهزه.. ان شاء الله هنقعد هناك يومين ..
_ إزاي يعنى ؟!.. شرم ؟!.. ويومين ؟!.. حضرتك عارف الكفته ؟!.. اللي بتتفرم وتتلقي في الزيت جنب مكرونة وأنا بحب جنبها سلطة !..
نظر إليها باستغراب، فاستطردت :
_ أمى .. الحاجة حنان.. هتعمل مني طبق كفته محصلش وتعزم الجيران عليه..
ابتسم بدهشة ، وأكملت :
_والله !.. يعنى ياريت حضرتك تكون مستوعب ده.. خاصة بعد القلم المعتبر اللى أخدته منها في المستشفى.. وكانت تعبانة ما شاء الله عليها.. وأنا كنت واقفه قدامها زي الكتكوت المبلول.. وهي راحت رافعه ايديها زي عماد حمدي في فيلم الخطايا.. وهوب عملت على وشي أحلى هبوط اضطراري.. حسيت ان خدي اتشل.. كان ناقص بس تقولى انتى مش بنتى إحنا لقيناكى على باب جامع.. زي ما كنت بقول لطه وهو صغير..
ضحك كما لم يضحك من قبل وهو يتابع ما تقوله بشغف ، فأردفت :
_ تخيل بقى أدخل عليها و أقولها .. ماما.. أنا مسافرة شرم يومين.. يلا بونوي يا روحى على اتصالات بقى.. والله ممكن تقولهالى فعلاً وتتبرى مني.. حتى لو قلتلها شغل.. هتقعدنى من الشغل.. واقعد فى البيت زي ريبانزل.. مستنية يوجين ييجي يقولى ريبانزل دلدلى شعرك.. أنا عارفه انه ماينفعش أتكلم معاك بكل صراحة كده.. انت مهماً كان باردو مديرى في الشغل.. بس والله ده إللي هيحصل معايا.. قال شرم !.. وبكره ..!!
توقف عن الضحك بصعوبة :
_ وايه يعنى ؟!.. ما طه هيبقى معانا !
_ طه.. اسم علم مذكر !.. بالنسبة للست الوالدة هو راجل ويقدر يحمى نفسه.. أما أنا لأ..
_ هي ليها حق تخاف عليكي.. بس متهيألى بعد إللي عملتيه انتى وقريبتك في الرجالة إللي خطفوكم.. تقدر تفكر ..
_ ليه يعنى حد قالك ان أنا سوبر خديجة.. وأنا كمان بخاف.. يعنى صعب نآمن لحد في الزمن ده..
_ والجملة الأخيرة دي تنسيها طول ما انتى معايا.. أنا محمد غيث باردو..
نظرت إليه للحظات ، وكبحت ابتسامة كادت أن تنفلت من شفتيها ، فاستكمل بثقة :
_ أما الحاجة حنان.. فسبيها عليا.. أنا هقنعها..
ابتسمت بسخرية ، وقالت :
_ شوف حضرتك.. هما لو عملوا في يوم من الأيام مسابقة أعند حد فى العالم.. أمى هتفوز بالمركز الأول وعن جدارة.. عشان تبقى عارف يعنى..
ابتسم بثقة مضاعفة :
_ تؤ تؤ !.. حلها عندي..
_ والله ؟!
_ هممم.. قومي انتى على شغلك وأنا هكلمها..
خافت من غضب والدتها :
_ طب سيبنى أمهدلها الأول..
_ قلتلك حلها عندي.. أنا اللى هكلمها..
_ سترك يارب !
قالتها ، ثم خرجت من عنده بهّم أكبر داعية ربها أن تمر ليلتها على خير..
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
كانت تتسوق في السوبر ماركت بعدما طلبت منها زوجة خالها بإحضار بعض المقرمشات والحلوى كاحتفالا بنجاح خديجة ، رأت إحداهما تشاهد فيديو خديجة ؛ فاقتربت منها ، وقالت بافتخار :
_ دي تبقي أختي ..!
تفاعلت معها المرأة بحماس ، ثم استكملت حور تسوقها وفجأة رأت ريان أمامها وهو ينظر حوله بتأفف، وإليها بإصرار ، أرادت أن تمر من اليمين فمنعها ومن الشمال فمنعها أيضا ، نظرت إليه بتوجس ولأول مرة تدرك فرق الطول بينها وبينه ، ثم قالت :
_ في حاجة يا ريان ؟!
قال بقلة حيلة :
_ مع انى عارفك مش هتسدى .. بس اعمل إيه ؟!.. مقداميش غيرك..
ثم تمسك بعربة التسوق، هامساً :
_ ساعديني..!
همست بتوجس :
_ إيه ؟!
_ بقولك ساعديني ..!
_ مبساعدش حد أنا !.. أوعى سيب العربية..!
تمسك بالعربة أكثر :
_ بقولك إيه أنا مش ساعدتك من يومين ؟!..
_ أيوه عايز إيه يعني ..؟!
_ ردي الجميل حتى .. وألا انتى عامله زي القطط..؟!
_ صح جدا.. ومبيطمرش فيا كمان .. أوعى من وشي بدل ما أشوطك..
_ كده ؟!.. طب أنا بقى هقول لعمتى على حكاية الخطف..
ضحكت بسخرية، وقالت بهمس :
_ اسكت.. هو أنا مقولتلكش ؟! .. مش عرفوا..!
_ عرفوا ؟!
_ أيوة.. يعنى دور على ميتك تسخن.. سلامُ عليكم..
_ يعني هي جت على حظى يعنى.. استنى بس..
_ ريان!
صاحت بها إحداهن فتصنم ريان ولم يستدر لها ، وأمالت الأخرى رأسها لتراها من وراءه ، إنها نفسها سارة الفتاة التى كان يحبها.. ، فهمست الأخرى :
_ مش دي سارة ؟!
_ أيوه.. حور.. أنا بحبك..
اقشعر جسدها ، وهمست بصدمة :
_ إيه ؟!
_ وانتى بتحبيني.. إحنا الاتنين بنموت في بعض ..!
_ إيه الهبل ده..؟!
_ وانتى خطيبتى.. أو هنتخطب قريب..
_ انت أكيد اتجننت..؟!
وقفت سارة أمامهما ، وقالت :
_ ريان !.. هاي !
قلب عينيه بملل ، وأجابتها حور بابتسامة باردة :
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..!
ثم التفت إليها ، وقال :
_ هاي..
ابتسمت الفتاة بتوتر ، وهي تضع خصلة من شعرها خلف أذنها فلاحظت حور عدم وجود خاتم في إصبعها ، الآن فهمت سر ملاحقتها لريان وهربه منها ، مدت سارة يدها بأمل :
_ أخبارك إيه يا ريان ؟.. وحشتنى..
راقبت حور ملامح ريان ، وأخذت الثقة من ملامحه الباردة ، فمدت هي يدها وصافحتها ، قائلة :
_ أهلا وسهلاً..
تفاجأ من رد فعلها ، ثم نظرت إليه ، قائلة برومانسية أدهشته :
_ حبيبي.. حبيبي !..
رمقها بتعجب وفهم أنها ستساعده فقام بمجاراتها على الفور:
_ روحى.. روحى !..
رمقتهما سارة بعجب ترجو ألا يكون ما تخشاه قد حدث ، وسألت حور بدلال :
_ مش تعرفنى مين دي يا رينو.. ؟
ابتسم بعجب :
_ رينو ؟!.. إحم.. دي الآنسة سارة.. معرفة قديمة.. انتى مسمعتيش عنها.. ؟!
نظرت إليها حور من رأسها حتى قدميها ، وقالت بنفس الدلال:
_ تؤ.. مش واخده بالى..
شعرت الفتاة بالغيظ ، فقالت :
_ أنا بلوجر مشهورة.. إيه معندكيش تيك توك..؟!
ابتسمت صاحبتنا ، وردت باستفزاز :
_ تؤ .. معنديش وقت للتفاهة دي..
بُهت وجه الأخرى ، ورفع حاجبيه بدهشة ، يجب أن تحصل هذه الفتاة على شهادة تقدير فى قصف الجبهات ! ، ثم التفتت إليه قائلة بدلال :
_ رينو..؟
_ عيونه..!
_ ستاير المطبخ مش عجبانى..
_ معقول! .. نغيرها يا قلبى.. أغير لأميرتى أي حاجة مش عجباها..
_ هتختارها معايا..؟
_ هممم.. وسيراميك الحمام.. هنختار مع بعض كل حاجة فى بيتنا.. عشنا السعيد..
_ عشنا السعيد ..!
استشاطت الأخرى غضباً ، فسألت :
_ مين دي يا ريان.. مش تعرفنا..؟!
رسمت حور ابتسامة صفراء على وجهها ، وقالت :
_ أنا خطيبته.. !
ابتسم ريان بتفاجؤ منها.. لا يتوقع أن حور قد تخرج منها كل هذه الأنوثة ، وكأنها ليست تلك الفتاة المسترجلة التى يعرفها! ، وسألت الأخرى :
_ انت خطبت يا ريان.. ؟
_ هممم.. وكتب كتابنا قريب..
قالها ريان ببرود ؛ فقالت :
_ غريبة مش شايفه أي دبل فى ايديكم يعنى..
توتر ريان ،فأجابت حور باستفزاز :
_ هنلبس الدبل مع كتب الكتاب.. قريب ان شاء الله..
وانتى طبعاً معزومة..
ابتسم صاحبنا ، وقال باستفزاز :
_ يلا يا حياتى.. علشان نلحق ننقى الستاير..
ضحكت بدلال :
_ وسيراميك الحمام ؟!.. لعشنا السعيد ؟!
_ لعشنا السعيد..
فنظرت إليها ، وقالت :
_ هستناكى يا.. ؟
أجابت الفتاة بغضب.. وقد ضاع كل ما بنت أحلامها عليه :
_ سارة يا حبيبتى..
_ هممممم.. عقبالك..
قالتها وتحركت خارجة من المكان مع ريان الذى أراد أن ينحنى لها رافعاً القبعة ويصيح بأعلى صوته " الله يا ست ! " ، بينما تتبعتهما سارة بنظرات بائسة تتحسر لأنه كان فى يدها وأفلتته بنفسها..!
ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ.
طرقت باب مكتبه بعدما طلب منها القدوم ، ثم دخلت إليه بسرعة ، مستفهمة:
_ عملت إيه ؟!.. رفضت.. مش كده ؟!.. أنا قولتلك..!
زفر وكأنه عائد من سباق طويل ، ثم قال :
_ والله يا خديجة انتى عندك أم.. ربنا يخليهالك وكل حاجة.. بس بصراحة قنبلة عند متحركة على كوكب الأرض..
قالت بملامح باكية :
_ أمى وأنا عرفاها.. أكيد رفضت مش محتاجه سؤال.. !
_ طبعاً رفضت..!
زفرت بحزن ، فنظر إليها للحظات ، ثم قال :
_ بس على مين..! .. أنا مستسلمتش..
سألت بحماس :
_ ووافقت.. ؟!
_ باردو لأ.. !
قالت بنحيب :
_ خلاص متكملش!.. أنا هروح استقبل المرشح اليومى منها بكل روح رياضية.. وربنا يستر..
_ استني بس !
_ إيه قعدتنى من الشغل ؟!
_ مش للدرجة دي !.. أنا كلمتها.. جبتها يمين جبتها شمال.. وعملت المستحيل والله.. المستحيل.. لحد ما أخدت منها فرمان إنك تحضرى المؤتمر..
شهقت بصدمة :
_ ده بجد ؟!
_ مقابل....!
_ إيه اللعب بالأعصاب ده ؟!
_ تعرضيلها كل يوم تقرير مفصل بكل خطوة وحركة ونفس..
تنهد بعمق ، وقال بذهول :
_ مش قليلة أمك دي والله.. طلعت عيني ..!!
أجابت ببهجة :
_ ولا انت والله قليل.. لازم يدخلوك موسوعة جيينس ..
ثم نهضت قائلة ، بطريقة محمد هنيدي :
_ حيث كده بقى.. أحضر شنطتى..
ابتسم بعجب ، ثم استوقفها :
_ خديجة..!
_ نعم..؟
_ حضرى معاكى هدوم شيك هنقابل وفد أجنبى..
_ طيب..
تركته وعادت إلى مكتبها المؤقت إلى أن يجهزوا لها مكتب رئيس الهيئة التسويقية ، وسألت نفسها بعدما فهم :
_ شيك ؟!..
ثم نظرت لثيابها .. أليست أنيقة ؟! :
_ هو قصده إيه بالظبط ؟!..


نهاية البارت ال ١١
ممكن فوت بعد اذنكم لأن التفاعل قليل قوي 🥺
استنوا البارت الجاي 😊 ♥️
وقولولى رأيكم 🥹

نهاية البارت ال ١١ممكن فوت بعد اذنكم لأن التفاعل قليل قوي 🥺استنوا البارت الجاي 😊 ♥️ وقولولى رأيكم 🥹

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


خديچة ( قلب الكابتن )Where stories live. Discover now