وبعد أعوام من الصبر ترى أن ذلك الإحساس الذي صدقته - دون دليل علي إمكانية تحقيقه - صائباً ..
ذلك القلب الذي عاشت تحفظه لأجله يخبرها الآن بأنها علي موعد معه.. ذلك الذي حافظ على قلبه أيضاً لأجلها 🫀
مثلث السعادة.. أنا وأنتي.. وماتش الأهلي! ....... تنفس الصبح وانطلقت الطيور من أعشاشها يتوكلون على الحي القيوم كي تغدو خماصاً وتروح بطاناً .. الهدوء يعم المكان لا يشوبه إلا أصوات أمواج البحر القادمة من بعيد والسيارات التي تمر عبر الشارع .. في شقة خديجة كان الجميع نائمين ،بينما صلت بجوار والدتها صلاه الفجر وبالطبع كان طه إمامهما وبقيت تراقب الشروق من الشرفه أثناء تناولهم الفطور ، ثم استعدت وتحركت على أطراف أصابعها ؛كي لا توقظ النائمين ،على عكس عادتها كل صباح.. حيث كانت تقلب الشقه رأسا على عقب بحثاً عن أغراضها وتوقظ طه بلامبالاه، ولكن لديهم ضيوف وإكرامهم واجب ؛ لذا ارتدت ملابسها بهدوء وعندما تذمر طه ،قائلا : _ مش ده حزامي اللي انتى لبساه ده ؟! ، قالت : _ شششش !!.. هنتخانق ونصحي ولاد عمتك هولع فيك! _ ماشي يا سندريلا.. هعديهالك المرة دي.. ، ثم تحركت معه بهدوء للخارج ولكن قبل خروجها أوقفتهما والدتهما، هامسة : _ استني يا خديجة !.. ما تنسيش تاخدي ده.. نظرت صاحبتنا إلى علبة الطعام التي بيدها باستغراب : _ ما إحنا أخدنا الأكل يا ماما ..! _ لأ ..ده مش عشانكم .. وإياكى تتطفسي وتدبي صباعك فيه..! قالت وهي تكشف غطاء العلبة: _ إيه ده طيب؟!.. الله !..دي كيكه! _ وصلي بقى الطبق ده للأستاذ محمد .. نظرت إليها صاحبتنا باستغراب، تخشى أن ما يكون برأسها صحيحاً ،ثم قالت : _ أستاذ محمد مين ؟! _ وانتوا عندكم في الشغل كام أستاذ محمد ؟!.. ابن الحاج عبد الرحيم .. ابتسم طه بذهول ، وسألت الأخرى بابتسامة متوجسة : _حضرتك قصدك علي كابتن محمد.. ابن الحاج عبد الرحيم غيث..؟! _ أيوه.. واشكريه ليا على وقفته جنبك انتي وچنان هو وصاحبه .. و كمان اشكريه على إنه شغلك مع أخوكي في الشركه ..وقوليله دي من ماما.. _ لأ يا ماما!!.. لأ يا حبيبتي ده مش زميلي في الحضانة ده مديري في الشغل !! قالتها خديجة بغيظ ؛ فردت الأخري باقتضاب : _ يووه .. اسمعي إللي قولتلك عليه..! نظرت صاحبتنا إلى طه برجاء ؛كي يقول شيئاً ؛ فقال : _ وأنا مالي ياختى .. انتى حرة انتى وامك.. فقالت على مضض : _ خلاص ماشي يا ماما .. هديهاله وربنا يستر.. وأخذت منها علبة الطعام ؛ ثم تحركت مع شقيقها للأسفل ،وفي الطريق قال لها : _ أنا مش عارف.. خايف أمك المرة الجايه تعمله حلة محشي وتبعتهاله معاكي.. فضحكت قائله: _ أهي دي اللي ناقصه !..بس مش لدرجة المحشي يعني .. ليه هو هيناسبها ؟! تمتم قائلاً : _ يسمع منك ربنا.. لم تسمعه ؛ فقالت : _ ها ؟! _ لا ولا حاجه.. وبعد نصف ساعة كانت جالسة على مكتبها وعلبة الطعام أمامها ، تحاول ترتيب الكلام برأسها .. _ هقوله.. ماما بعتالك دي معايا.. لا لا لأ !.. احم.. ماما بتشكرك على وقفتك معانا.. إيه التلزيق ده فيه إيه ؟!..طب.. ماما معرفتش تيجي تشكرك بنفسها فبعتتلك دي معايا.. إيه جو المدارس ده ؟!.. بقيت حائرة لبرهة، ولكنها قررت المواجهة ؛ فتشجعت ودقت باب مكتبه قبل أن يأتيها صوته قائلاً : _ ادخل.. كانت المرة الأولى التى تراه فيها بملابس التمرين بعيداً عن شاشة التلفاز .. بدا وسيماً جداً ؛ فتسارعت نبضات قلبها وآلمتها معدتها بطريقة عجيبة!، غضت بصرها وتنفست الصعداء ، بينما هو رفع نظره إليها ، كانت ملامحه متجهمة.. وقته ضيق ولديه الكثير من العمل ، وهذا ما لاحظته ؛ فشعرت بالحرج .. أرادت أن تتحدث لتكسر الصمت ، فقالت : _ هو حضرتك صحيت من النوم على أساس إنك رايح التمرين وجيت الشركه بالغلط ؟!.. أجاب باستغراب: _ نعم ؟! _ لأ أبدا !.. هو في ماتش مهم..؟! عاد ينظر إلى الأوراق التي بيده: _ مش قولتي إنك ملكيش في الكورة.. ؟! _ أنا مليش في الكورة.. بس ليا في الأهلي.. نظر إليها دون رد فعل ، فحمحمت ثانية قائلة بتلعثم: _ طب.. أنا.. هو.. _ انطقى يا خديجة عندي شغل ومش فاضيلك..! _ حاضر.. بس حضرتك رايق..؟ تنهد قائلاً بهدوء: _ عايزه إيه..؟! _ ماما عملالك كيكة.. ألقتها في وجهه بدون مقدمات ، فأردف بعجب : _ كيكة..! زفرت ، وقالت بصراحة : _ بص حضرتك.. أنا بقالي ساعة مش عارفه أديهالك إزاي.. هي عرفت وقفتك جنبي أنا وچنان وحبت تشكرك على طريقتها .. بس لو مش عايزها حضرتك أخدها وامشي عادي جداً .. عن إذنك..! التفتت خارجة أو بالأحرى هاربة من أمامه ؛ فأوقفها قائلاً بابتسامة وقد استرخت ملامح وجهه : _ بس أنا لسه مدقتش الكيكة ! توقفت ونظرت إليه بعجب : _ أفندم..؟! أجاب باختصار : _ هدايا الأمهات مبتترفضش.. وبعدين أنا أصلا جعان مفطرتش.. قالت ببهجة الأطفال : _ ألف هنا يا كابتن.. أعملك شاي.. _ لأ أنا مبشربش كافيين..اعمليلي عصير.. ثم ضحك قائلاً : _ حاسس إن أنا مدرس خصوصي سيكا.. !! شاركته الضحك ،ثم قال بجدية رغم ابتسامته : _ عايزه تقولي حاجه تانيه..؟ _ همممم ؟! _ اشكري ماما علي الكيك.. ويلا علي شغلك.. وصحيح متنسيش العصير .. خليهم يعملوه من غير سكر.. نظرت إليه بعدم استيعاب ؛ فنظر إليها وقال بابتسامة: _ قلت يلا علي شغلك ..! _ حاضر..! قالتها بحرج وخرجت علي عجل تحت أنظار "شيري" زميلتها في فريق العمل.. ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. قلبها ينبض بسرعة والدم يتدفق في شرايينها وهي تركض بأعلى سرعة.. وكأنها مهرة بدون لجام تسابق الرياح وشعرها الأسود يتطاير خلفها وكأنها هاربة من مشهد ملحمي! بينما فارسها يتأملها من بعيد في الخفاء ونظراته العاشقة تفضحه.. يأمل حقاً أن يكون فارسها.. ! تلك العداءة ذات الشعر الأسود الطويل والقامة الطويلة والقوام الممشوق- ملامحها تثبت بحق أنها عربية أصيلة - سرقت قلبه منذ أعوام وتركت فؤاده فارغاً دون أن تشعر! مضت مراهقته وهو الآن في ريعان شبابه..ولايزال غارقاً في تفاصيلها.. يعشقها بطريقة يعجز عن وصفها أبلغ الشعراء والروائيين.. أعمق من حب قيس إلي ليلي ورميو إلي جولييت.. ولكنها.. تحب شخص آخر ..حقيقة مرة شقت قلبه نصفين دون ذنب منها ! .. لقد كان وحده عالقاً في قصتهما منذ البداية.. أيضا دون ذنب منها !..؛ فهو لم يتجرأ أن يعترف لها بمكنونات قلبه واليوم الذي تشجع فيه اكتشف أنها تحب شخص آخر.. ومع ذلك هو لايزال يحبها ولم يستطع أن يتوقف.. رغم كل شيء!، يفعل كل ما في استطاعته ليراها ولكنه في كل مرة يراها فيها يتضاعف ألمه !.. هو عاجز تماماً لا يستطيع أن يجعلها تحبه ولا يستطيع هو ألا يفعل!.. بقي يراقبها لفترة طويلة حتى انتهت وجلست ترتاح بينما أثني عليها مدربها ، وقطع تأمله لها رنين هاتفه وكان المتصل محمد ؛ فأجاب : _ وحشتني يا ماردونا.. جاءه صوت محمد مبتهجاً : _ وانت كمان والله يا كريم.. وصلت والا لسه ؟ _ لسه واصل اهوه.. _ عظيم!.. متنساش بقي ماما رحمة مستنياك عندها على الغدا النهارده.. _ اعتذرلي منها النهارده يا محمد.. لأني محتاج استريح.. _ كريم.. أنا عارف ان العلاقة بينك وبين محمود مش تمام.. بس هو ميقدرش يعمل أي تصرف غلط قدام بابا.. وبعدين هو قدامه علي آخر الأسبوع على ميخلص الشغل بره.. _ انت عارف ان هو ولا فارق معايا.. ومش عارف بصراحة انت مستحمله إزاي.. ! سمع تنهيدة الآخر قبل أن يقول : _ مضطر بقي أعمل إيه ؟!.. مش أخويا.. علي كل حال انت مش هتعرف تخلع من العزومة.. دي أول ما عرفت ان انت جاي النهارده نبهت علي الطباخين يعملوا الأكل اللي انت بتحبه.. قال بتعب : _ اعذرني بجد يا محمد.. مش هقدر النهارده.. لاحظ محمد تغيره.. انه بالتأكيد ليس علي ما يرام ، فقال: _ ماشي يا كريم.. بس انا مش هعفيك من الهدية لو أخدنا السوبر .. _ اعملها انت بس وسيب الباقي عليا.. صحيح الماتش امتى ؟ _ بكره.. أنا أصلا استأذنت من الكوتش ساعتين أمر على الشركة قبل التمرين لأن بابا الأيام دي مش في أحسن حالاته.. تنهد كريم ودعا للحاج عبد الرحيم غيث بالشفاء العاجل ،ثم قال : _ خلاص أنا بكره هتفرج على الماتش معاهم.. وبالمرة اتطمن على الحاج.. أغلق مع محمد وبقي يستكمل مراقبته لها من بعيد.. تلك الكاراميلا التي سرقت قلبه منذ المراهقة ، صحيح أنه عاهد نفسه هذه المرة على نسيانها ولكن لا يوجد مانع في تأجيل تنفيذ هذا القرار.. لفترة..قليلة ؟! .. أجل يجب أن تكون قليلة! ... هكذا كان يفكر ! ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. كانت في قمة تركيزها.. يجب أن تنتهي من هذا الملف قبل أن يطلبه منها محمد ، فجأة جاء أحدهم وجلس أمامها بدون أي مقدمات.. ولكن أحدهم كان منافسا جيداً لنجوم هوليوود ، مظهره يوحي بأنه نجم سينمائي أو ربما عارض أزياء ، شعره المسترسل يصل إلي كتفيه ويقوم بتصفيفه للخلف ، جسده الطويل والمفتول العضلات ،وثيابه الأنيقة حتي رائحة عطره التي ملئت المكان.. تجعل أي فتاة تقع في غرامه من النظرة الأولى ،ولأنه يعلم هذا يستمتع بصيدهن واحدة تلو الأخرى معتمداً على ابتسامته الساحرة التي تظهر الآن على شفتيه قائلاً : _ هاي!.. لقد توقع أن يكون ردها مصاحباً بابتسامة أو خجل كما هو معتاد ،ولكن خديجة عادت تنظر إلى الأوراق التي بيدها ،قائلة بلامبالاة : _ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..! ضحك ، ولأنه يجب أن يكون لأحدهم هذا اسم؛ قال معرفاً عن نفسه: _ أنا سيف.. وانتي خديجة مش كده ؟ قالت دون النظر إليه: _ أيوه يا فندم.. نظر إليها متعجباً من عدم اهتمامها به ، ثم قال: _ أنا معطلك عن شغلك ؟ كان سؤال للفت انتباهها ولكنها قالت بينما تستكمل عملها : _ ده ملف مهم جداً لازم أسلمه لكابتن محمد في أقرب وقت.. ردها له بمعني.. أجل أنت تعطلني ! ؛ فنظر إليها بعجب وقال : _ على العموم أنا مبسوط جداً انك في التيم بتاعى .. وان شاء الله إحنا مع بعض نعمل شغل جامد.. _ ان شاء الله يا فندم.. _ لو احتاجتي أي مساعده في أي وقت أنا موجود.. اتصلي بيا على طول.. بس أكيد مش هتعرفي تتصلي بيا من غير ما يكون معاكي رقمي.. قالت متهربة منه وكأنها لم تسمعه : _ أستاذ لمياء في مكتبها صح.. قال بتعجب وهو يرى عدم اهتمامها : _ أيوه..! _ طب عن إذنك لأني عيزاها ضروري.. ثم غادرت الغرفة وهي تتمتم " من قلة بخته ملقاش غيري أنا يجي يشقطها ! " ، بينما هو راقبها بخيبة أمل و.. مزيد من الإعجاب.. ! ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. عندما لم يجد سيف من خديجة رد فعل دخل إلى محمد ؛ ليناقش معه التصميمات النهائية .. بعد نصف ساعة انتهت المناقشة حول العمل ، ثم قال الأول : _ أنا معجب جداً باختيارك للآنسة خديجة للوظيفة .. وشايف ان ممكن يطلع منها شغل هايل.. _ همممم.. قالها محمد بعدم اهتمام ؛ كي لا يسترسل الآخر في الحديث عنها ، ولكنه أردف قائلاً: _ هي مش آنسة باردو يا مستر محمد وألا مرتبطة..؟ كان صاحبنا يراجع الأوراق التي بيده ولكن عندما سأله سيف هذا السؤال.. شعر بشيء بداخله يؤلمه.. ما هو ؟.. لا يعلم ! ، ولكنه بالتأكيد غاضب وبشده.. ذلك الأحمق!.. لقد انتبه إليها بل ويسأله ان كانت آنسة أم مرتبطة !! فرفع إليه وجهه قائلاً ببطء مخيف وبنظرات حارقة : _ آنسة.. مخطوبة.. متجوزة.. شيء ميخصنيش.. وافتكر باردو إنه ميخصكش يا سيف.. وألا.. إيه ؟ شعر سيف بتحذير ضمني منه وكأنه يقل له أخرجها من رأسك.. ولأنه لم يشأ أن يُغضب رئيس عمله الجديد ؛ قال: _ آه طبعاً يا مستر.. أنا كل إللي يهمني شغلها وانها تكون شاطره بس مش أكتر.. أجابه صاحبنا بنفس النظرة : _ من نحية شغلها متقلقش.. أنا إللي هقيمها مش انت .. اتفضل على شغلك.. تأكد الآخر من أن كلامه تحذير صريح موجه إليه ؛ فقال بتلعثم قبل أن يخرج : _ تمام يا مستر محمد.. عن إذنك.. زفر محمد بضيق وحاول أن يعود إلى عمله.. ولكن اللعنة!.. لقد شتت ذلك الأبله ذهنه بسؤاله عن خديجة!.. هل يخرج الآن ليحطم رأسه ؟!! ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. _ مبتضيعش وقت خديجة دي.. من شويه شفتها مدخله كيك لمستر محمد.. ودلوقتي بتلف على مستر سيف.. قالتها شيرى بغيرة واضحة لزميلاتها أثناء وقت الغداء ، أجابتها إحداهن : _ أنا مش عارفه هما عاجبهم فيها إيه ؟.. دي حتي مش ستايلش.. ! أضافت فتاة أخري : _ دا غير انها مش من نفس مستواهم..! أجابتها شيرى : _ دي يا ماما..لازم تتسهوك وتتمحلس وتعمل نفسها محترمة علشان تلمهم حواليها.. اسأليني أنا عن النوعية دي..! قالت الفتاة الثالثة : _ مش ساهلة خديجة دي .. وأنا اللي قلت دي محترمة.. طلعت حرباية.. _ قال محترمة قال.. ده انتي اللي طيبة يا حبيبتي.. قالتها شيري بحقد ؛ فقالت إحداهن بعدما سمعت ما قالته : _ سبحان الله!.. مبقاش ورانا شغل غير الخوض في الأعراض مش كده..؟! رمقتها الأخري باستخفاف ، ثم قالت إحداهن : _ أهلا.. الشيخة نور وصلت.. ؟! انها نور حمدي شابة مختمرة وجميلة تمتاز بأعين واسعة وصوت ناعم رقيق وقامة متوسطة ، قابلت نور جملتها بلا مبالاة ،قائلة : _ على فكره بقي.. البنت الجديدة دي شكلها هاديه.. وبجد متحرمة .. فياريت يا شيرى متحطيهاش في دماغك.. زي ما حطتيني أنا كمان في دماغك أول ما جيت.. قالت شيري باستفزاز : _ وانتي مالك..؟ اقتربت منها الأخري ، قائلة باستفزاز أقوي : _ الحق عليا خايفه عليكي.. لخديجة تعلم عليكي زي ما أنا علمت عليكي زمان.. ويبقي اتعلم عليكي مرتين.. وطالما حطتيها في دماغك يبقي انتي من جواكي عارفه انها أحسن منك.. أصل انتي كده لما بتلاقي حد أحسن منك.. شمشمت حول شيري التي كانت تنظر إليها بغضب ؛ ثم قالت باستفزاز : _ بتشيطي..! ألقت الكلام بوجهها ،ثم غادرتهن بينما شيري تتوعدها بالويل ، أما علي بعد خطوات ابتسمت خديجة بامتنان بعدما سمعت كيف دافعت نور عنها رغم أنها لا تعرفها وتتعجب من حقد شيري عليها رغم أنها أيضاً لا تعرفها .. صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.".. ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. كان صاحبنا لايزال يحترق في مكتبه بعد سؤال ذلك الأبله عنها ، ولكنه لن يحتمل أكثر ؛ لهذا رن على الهاتف الأرضي في مكتبها ، أجابت برسمية : _ أهلا ..! _ خديجة..! عرفته من صوته ؛ فقالت بعجب : _ كابتن محمد ؟! _ تعالي علي مكتبي بسرعة..! _ حاضر..! يبدو صوته غاضباً.. يا إلهي ماذا فعلت أنا ؟! نهضت بسرعة وأخذت معها ورق المشروع بعدما أنهت مراجعته مع لمياء ، ثم طرقت باب مكتبه ودخلت ، لم ينظر إليها وبقي يقلب صفحات الملف الذي بيده بتركيز.. احم.. أقصد بدون تركيز.. لقد كان عقله مع تلك الفتاة التي تقف أمامه بتوتر ملحوظ ، ثم حمحمت وسألت : _ خير يا كابتن محمد..؟! الوحيدة التي سمح لها أن تقول له كابتن داخل الشركة لأن ذلك اللقب منها يجعله يشعر بأهمية تلك السنوات التي قضاها في كرة القدم.. ولم يكن يعلم أن ذلك اللقب سيُقال له بهذه الطريقة التي تخطفه و .. اللعنة!.. هل هذا وقته..؟!، هكذا كان يفكر ، رفع نظراته الغاضبة إليها وكأنها قد أحدثت مشكلة ما !! _ خلصتي فايل البروجكت.. أجابت بتوتر من نظراته تلك : _ أيوه.. وراجعته مع أستاذه لمياء.. عاد بنظراته إلى ما بيده ، قائلاً : _ همممم.. ثم تناول منها الملف وأخذ يقلب صفحاته ، وبعد لحظات سأل : _ هو.. سيف كلمك..؟ _ أيوه يا كابتن.. و....... قاطعها بحدة : _ متتكلميش معاه تاني.. نظرت إليه بعجب ، وسألت : _ نعم ؟! _ لو مش حاجه في الشغل.. فمش عايزك.. تتكلمي معاه.. تاني.. مفهوم ؟! _ أيوه.. بس.. قاطعها مجدداً : _ اسمعي الكلام..! نظرت إليه بعدم فهم ، وخاصة أنه لا يسمح لها بأن تدافع عن نفسها أمامه ، دمعت عيناها من نبرته الحادة وذلك الجانب الذي لا يعرفه أحد عن خديجة وهو أنها حساسة ولا تتحمل أن يظن أحد بها السوء ، وخاصة إذا كان شخصاً تحترمه كثيراً ، تمتمت بتلعثم : _ أيوه.. بس.. نظر إليها ، قائلاً بحدة : _ مبسش....... رأي دموعها المنزوية بداخل مقلتيها فأدرك إلى أي حد قد بلغت حدته ، وما ذنبها ؟! ، فتوقف ثم نهض ووقف أمامها ،قائلاً بدهشة : _ انتي بتعيطي يا آنسة خديجة ؟! حبست دموعها ولم تسمح لهم بالنزول، وقالت دون النظر إليه: _ حضرتك مش مديني فرصة أشرحلك.. هو صح اتكلم معايا بس أنا مديتلوش أهمية.. ده حتى حاول يديني رقمه وأنا اتهربت منه .. والله ده إللي حصل.. نظر إليها طويلاً وقد لانت ملامح وجهه ، تلك الحمقاء تظن أنه غاضب منها ! ؛ فقال: _ ممكن تبصيلي.. نظرت إليه والدموع لا تزال عالقة بداخل عينيها ، وأردف : _ أنا مقصدش خالص أرخم عليكي أو أزعلك.. ومستنتش منك أي شرح أو تبرير لأني عارف وواثق انك محترمة .. وانك قادرة تلزميه عند حده .. نظرت إليه تتمني أن يكون صادقاً ، فنظر إليها بصدق وأضاف : _ وعلى عكسك سيف.. أنا مش واثق فيه نهائى.. لأنه زير نساء معروف .. وعامل نفسه قدامي محترم.. ومستني منه غلطه بس هو للأسف شاطر في شغله.. فهمتي ليه قولتلك متتكلميش معاه ؟ .. أنا بس بنبهك لأني مش عايزه يحطك في دماغه .. ساد الصمت للحظات ، ثم قال مجدداً : _ أنا واثق فيكي جداً يا خديجة.. وعارف انك محترمة ومتربية.. بدا صادقاً ؛ فأومئت له بهدوء وقالت: _ ممكن أخرج..؟ نظر إليها للحظات ،وسأل : _ عايزه تخرجي ؟ _ همممم.. _ طيب.. لسه زعلانه ؟ أومئت له نافية ، وذلك الجانب الحساس منها فاجئه كثيراً ! ، سمح لها بالخروج ولكنها قبل أن تخرج التفت إليه وخطت باتجاه المكتب، قائلة بسخط طفولي: _ عن إذنك بقي أنا يلزمني الطبق ده.. ضحك بأعلى صوته من تحولها المفاجئ ، قائلاً باستغراب : _ قلبتي عليا في ثواني ليه كده..!؟ _ مقلبتش عليك ولا حاجه.. بس الطبق ده جابلي الكلام.. البنات شافوني بدخله لحضرتك.. فقالوا عليا ان أنا بلفت انتباهك.. وده والله غلط أنا أصلا مبعرفش أعمل كيكة.. ضحك أكثر من جملتها الأخيرة ، قال وهو يأخذ منها الطبق : _ ملكيش دعوة.. دي هدية من مامتك ليا .. تذمرت أكثر: _ بقولك هات الطبق..! _ بقولك مش هاتخديه !.. ويلا روحي شوفي شغلك.. زفرت بضيق عابسة كالأطفال وهمت بالمغادرة ولكنها توقفت مجدداً وقالت : _ حضرتك بتقولي متتعامليش مع مستر سيف.. بس إزاي وهو رئيس التيم بتاعى..؟! نظر إليها للحظات.. لقد كانت غلطته هو من البداية فهو من وضعها في فريقه ، ولكنه سيحل هذا الأمر كي لا يتخذها الآخر فرصة للتقرب منها.. _ متقلقيش أنا هتصرف في الحوار ده.. غادرت الغرفة ؛ فنظر إلي أثرها بابتسامة .. انها تملك القدرة على تغيير مزاجه في أقل من دقيقة !.. والآن يشعر بأنه أصبح بخير.. جلست على كرسي مكتبها ولكن طه جلس أمامها قائلاً بغضب : _ هو انتي فعلاً اتكلمتي مع مستر سيف..؟ نظرت إليه بغيظ : _ يادي النيلة على سيف وسنين سيف واللي عايزين سيف.. هو أنا هلاقيها منك وألا من كابتن محمد..؟! وأنا مالي وماله ؟!.. هو علشان اتكلم معايا دقيقة خلاص أمال لو وقفت معاه كمان شويه هتقولوا اننا متجوزين عرفي..؟! قالت جملتها الأخيرة بمزاح ولكن طه كان لا يزال ينظر إليها بتجهم ،وقال : _ بصي.. اللي اسمه سيف ده ملكيش علاقة بيه نهائي.. ده بتاع بنات وأي واحده بتقف معاه بيشبهها.. إياكي يا خديجة أشوفك بتكلميه أو بتتعاملي معاه.. فاهمه وألا لأ ؟ _ كابتن محمد قالي كده باردو.. _ قال كده علشان خايف عليكي.. وأنا كمان خايف عليكي ومش عايز حد بجيب سيرتك بأي حاجه.. البنات اللي هنا مش سهلين.. _ هممممم.. منا عرفت.. لاحظ طه هدوئها المفاجئ فأدرك أنها متضايقة جداً ؛ فوضع أمامها شيكولاتة ومثلجات ،قائلاً: _ طب امسكي.. ابتسمت بصفاء.. أوقات كثيرة تشعر بأنها الصغيرة وهو الكبير.. بل أحياناً تشعر بأنها ابنته.. !.. ، لقد أحسنت أمي تربيتك يا طه.. والحمدلله على ذلك.... في هذه اللحظة خرج محمد من مكتبه حاملاً حقيبته ليذهب إلى النادي ، ووقف في منتصف ساحة العمل فانتبه إليه الجميع بطريقة لا ايرادية ، وقال بلهجة قوية : _ الشركة هنا.. مكان لأكل العيش.. مش مكان نتكلم فيه على بعض.. ولا مكان نخوض فيه في أعراض بعض.. إحنا هنا كلنا ايد واحده .. لازم نحترم بعض ونحترم خصوصية بعض .. مفيش داعي مناخير حد لازم تتحشر في حياة حد تاني .. علي الأقل في حدود وقت العمل .. طول ما انتوا هنا وطول ما الشركة دي بإسم عبدالرحيم غيث يبقي في احترام وانضباط .. واللي مش عاجبه كلامي.. يقدر يشوف مكان تاني يقل أدبه فيه براحته.. مع أنه قال كلامه بصفة عامة إلا أن " من علي رأسه بطحة" كما يقولون .. شعرت شيري بالغضب من كلامه ونظرت إلي نور تعتقد أنها من أخبرته بما قالته عن خديجة، أما محمد إلتفت إلي صاحبتنا وابتسم لها فابتسمت بخجل ونسيت ما تعرضت له من أولائك الفتيات .. يكفي أنه اهتم بأمرها ودافع عنها..! ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. غادروا العمل عند السادسة.. وأمام الشركة رأت خديجة نور واقفة أمامها تنتظر أي سيارة أجرة ،فاستأذنت من شقيقها وذهبت إليها ، وقفت بجوارها ،ثم حمحمت قائلة : _ احم.. ازيك..؟ انتهت إليها الأخري؛ فقالت بابتسامة صافية : _ الحمدلله.. انتي خديجة مش كده ؟ _ أيوه.. بس للأسف مقدرتش اتعرف عليكي امبارح.. _ مفيش مشاكل يا قمر.. أدينا اتعرفنا على بعض دلوقتي.. أخرجت صاحبتنا قالب شيكولاته ومدته للأخري ، قائلة : _ بصراحة كده أنا عايزه أشكرك على الكلام إللي انتي قولتيه في حقي الصبح .. بجد فرحت قوي لما انتي دافعتي عني .. نظرت إليها الأخري باستغراب، وقالت : _ انتي سمعتينا..؟! تنهدت خديجة: _ آه.. كنت داخله أعمل شاي وسمعتكم.. وبجد مستغربة تفكيرهم عني.. ابتسمت نور : _ لا.. هما على طول كده .. متشغليش انتي بالك بيهم.. انتي أول مرة تشتغلي مع بنات.. _ أيوه.. _ طب بصي بقي .. أنا اشتغلت في أماكن كتير.. وفهمت انه علشان تسلكي في وسطهم.. لازم يبقى سرك مع نفسك ومتتكلميش مع حد لا بخير ولا بشر.. ومتثقيش في حد.. والأهم أي فكرة بروجكت أو أي حاجة انتي بتعمليها ليها علاقة بشغلك.. محدش يعرفها غيرك.. علشان فكرتك متتسرقش .. _ هممممم.. باين عليكي شفتي كتير.. ضحكت : _ ده صحيح.. وضعت خديجة الشيكولاته في يدها وهي تقول : _ ومع ذلك أنا اضمنلك ميه في الميه إنك مشوفتيش حد زيي.. لأن أنا مفيش مني اتنين.. قالت جملتها الأخيرة بمرح فضحكت الأخرى وقالت : _ أيوه بس أنا مش عايزه شيكولاته.. _ امسكي بس.. واعتبريها عربون صداقة.. سلام يا قمر !.. وقبل أن تجبها الأخرى استأذنت منها على عجل ،حيث كان طه يستعجلها للمغادرة.. بينما نظرت نور إلي أثرها بابتسامة صافية.. ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. جاء الليل يوقظ جراح المحبين ويخيم عليهم بحزنه ، وموج البحر ثائر كحال قلبه.. تنهد طه بشجن قلبه لا يحتمل فراق روح عاش في تفاصيلها وارتوي بحنانها.. دق قلبه على نغمة صوتها واطمئنت روحه بهدوئها .. أيا ليت قدره يجعلها من نصيبه.. زوجة وابنة وحبيبة.. ولكن كيف وهي ابنة الحسب والنسب والجاه.. وهو.. من هو ؟! .. مجرد طالب يعمل بجانب دراسته لا يستطيع تحمل مصاريف أهل بيته.. فكيف وبأي عين سيتقدم إلى والدها..؟! تنفس الهواء أثناء وقوفه في الشرفة ،و في هذه اللحظة جائته رسالة صوتية من ندى على الهاتف ؛ ففتحها بلهفة وجاءه صوتها مختنقاً بالبكاء.. تقول " طه.. رغم كل اللي بتعمله أنا عارفه إنك بتحبني.. ورغم اختفائك المفاجئ أنا باردو عارفه إنك بتحبني.. بس أنا مش فاهمة ليه ؟!.. على كل حال أنا ملقتكش بسهولة .. فصدقني مش هتخلي عنك بسهولة.. أرجوك فهمني.. أنا مش طالبة منك غير توضيح .. عارفه إنك عندك حق وعارفه ان إللي إحنا بنعمله ده حرام .. بس أنا كمان مش عارفه أتخيل نفسي مرات واحد تاني غيرك .. كل اللي طلباه منك شرح.. ولو اكتشفت إنك مبقتش بتحبني .. عرفني.. متسبنيش متعلقة في حبال دايبه .. رغم ان ده هيكسرني بس علي الأقل أكون فهمت .. فهمت إني مليش لازمه في حياتك " انتهت الرسالة الصوتية.. انفطر قلبه من صوت بكائها وكلماتها ، يشعر بالعجز التام ودموعه تنزلق علي خديه بلا توقف ،فتح مسجل الرسالة الصوتية وقال بصوت متحشرج : _ إزاي تفكري ان أنا مش عايزك أو مبقتش بحبك.. أنا مش عايز حياتي لو انتي مش فيها .. أنا قلبي بيتحرق في كل ثانية أنا بقضيها بعيد عنك .. احساس العجز هيموتني وأنا مش عارف أحافظ عليكي إزاي .. لما حسيت إنك ممكن تضيعي مني بقيت مستعد أعمل أي حاجة بس ربنا يحفظك ليا.. انتي غالية عندي قوي .. وأنا عاهدت ربنا اني هحافظ عليكي بس تكوني ليا في الحلال .. لأن الطريق إللي بدايته مترضيش ربنا نهايته مش هترضيني .. أنا والله مستني الوقت المناسب إللي أقدر أتقدم فيه لوالدك.. في حد قالي انه علشان أقدر اتجوزك لازم أدعي.. وأنا واخدك محتوي دعائي في قيام الليل.. وواثق ان ربنا سبحانه وتعالى مش هيخذلني فيكي .. اوعي تفكري ان أنا مش عايزك.. اوعي تفكري ان أنا بتخلي عنك .. حتي لو انتي إللي بطلتي تحبيني أنا عمري ما هبطل أحبك.. لحد آخر نفس ليا في حياتي .. ولو ابوكي رفضني مرة.. أنا هخبط على بابه ألف مرة بس تكوني ليا يا ندي.. خدي بالك من نفسك علشان خاطري.. لحد ما ييجي اليوم إللي آخد بالي منك فيه .. وان شاء الله يكون قريب " أرسل لها الرسالة الصوتية وأغلق هاتفه ودموعه لا تزال تنزلق على وجهه بوجع ، مضت لحظات وهو علي نفس حاله إلى أن دخلت عليه حور قائلة بمزاح : _ اقفش بتعمل إيه هنا..؟! كانت حور لا تزال مستيقظة فهي لا تستطيع النوم بسهولة في مكان جديد عليها بالإضافة إلي نوبات الهلع التي تُصاب بها عادة تُصيبها بالأرق.. وأرادت أن تشاكس طه ولكنها توقفت حينما رأته يبكي بهذه الطريقة ،تملكه الحرج وحاول إيقاف دموعه وهو يجلس على الأريكة.. ؛فتقدمت بهدوء وجلست بجواره ، ثم سألته بعجب : _ في إيه يا طه ؟!.. أنا أول مرة أشوفك بتعيط كده من يوم موت بابا وخالو.. جفف دموعه ،وقال بصوت أجش : _ إيه إللي مصحيكي لحد دلوقتي.. الساعة بقت واحده.. قالت بسخرية: _ وهو حد يشوف أختك ويجيله نوم.. إنما قولي.. فيه إيه ؟ تنهد بحرقة وقال بهدوء : _ ده حوار طويل ثم شرد طويلاً ؛ فقالت : _ ياه!.. ده انت حالتك حالة.. احكي ياخويا احكي.. _ الوقت اتأخر ياختي.. قومي نامي.. _ ما يتأخر هو أنا ورايا مدرسة الصبح!.. وبعدين أنا بفرضاً لو سمعت كلامك مش هيجيلي نوم من الفضول فانجز بالذوق بدل ما أقررك.. تجمعت العبرات بعينيه وكأنه كان ينتظر أن ينكأ أحد جرحه لينفجر ولم تستطع أن تواسيه بأي كلام فبقيت صامتة بجانبه إلي أن انتهى وأفرغ ما بداخله ،بينما خديجة كانت واقفة بجوار باب الشرفة وهي تبكي حالة شقيقها الصغير ؛ ولأنها تعلم أن دموعه عزيزة ولا يحب أن يراه أحد بهذا الضعف بقيت تراقبه ولم تدخل ، قالت حور : _ احكي يا طه.. خرج إللي في قلبك.. يمكن أعرف أساعدك.. أومأ نافياً ، ثم رفع رأسه إلى السماء وجفف دموعه : _ مش هتعرفي تساعديني.. إذا كنت أنا مش عارف أساعد نفسي.. _ ماهو علشان انت جوا المشكلة دماغك واقفه عن التفكير.. إنما بقي لو المشكلة متخصكش كنت لقيتلها ألف حل وحل.. قول بقي أنا هشحت منك الكلام.. يوضع سره في أضعف خلقه يا سيدي.. ولو أنها يليق بها أكثر.. أشرس خلقه.. أحمق خلقه.. ! ولكنه قرر أن يتحدث ربما تجد له حلاً .. _ أول يوم رحت فيه الجامعة هنا .. قابلتها هناك.. هي بتدرس إدارة أعمال وأنا في حقوق.. كانت جايه المبني بتاعنا تزور صاحبتها ومعاها اصحابها.. تنهد بعمق وهو يستحضر المشهد أمام عينيه : _ عيني جات في عنيها و فجأة.. اتخطفت وروحي راحت مني ليها.. غصب عني لقيت نفسي براقبها طول قعدتها مع صحابها .. ومكنتش أعرفها ساعتها.. بس حسيت انها البنت إللي كنت بدور عليها.. وأنا أبو قلب بارد إللي معندوش إحساس.. حسيت وقتها بأول دقة حب.. ومين ميحبهاش.. احترمها وهدوئها ورقتها.. وحتى التنهيدة منها كأنها مزيكا !.. خرجت مع صحابها.. كنت فاكر ان دي آخر مرة هشوفها فيها.. بس وأنا خارج شفتها تاني واقفة متضايقة علشان عربيتها اتعطلت .. صحابها سابوها ومشيوا علشان يلحقوا الحفلة.. وهي ملهاش في الحفلات فطلبت أوبر يوصلها واتأخر عليها .. كان نفسي أروح أطمنها.. وأقولها كل حاجة هتبقي كويسة متقلقيش .. وفي نفس الوقت مش عايز الأوبر ييجي بسرعة ومشوفهاش تاني .. مر وقت وأنا مانع نفسي بالعافيه إني أروح واتكلم معاها .. ورغم اني مكنتش مستني حد فضلت واقف أراقبها.. وبعدين لقيت شباب بيغلسوا عليها .. وأنا طبعاً خدتني الشجاعة ورحت أدافع عنها.. ضحك بسخرية ، وأردف مستكملاً : _ طبعاً خدت علقة محترمة يوميها .. بس محسوبك ايه.. لحد آخر ثانية في الخناقة وأنا وتد.. ومارتحتش إلا لما خليتهم يجروا قدامي زي الفيران.. بعد كده هي شكرتني وحاولت تطمن إني كويس.. ولما الأوبر جه طلبت توصلني في طريقها .. مقدرتش أرفض لسببين.. السبب الأول ان أفصل معاها فترة أطول.. والسبب التاني ان عضمي كان متدغدغ ومش قادر أقف على رجلي.. نزلت قصاد العمارة وودعتها وأنا قلبي حاسس ان دي مش آخر مرة هشوفها فيها.. ابتسمت حور بطريقة حالمة.. إنه يروي لها قصة حب مشابهة للأفلام ، بينما أكمل كلامه : _ عدا أسبوع وبعد كده قابلتها تاني في المبني بتاعنا.. والمرة دي مكنتش جاية تزور صاحبتها .. استنت قدام المدرج لحد ما المحاضرة خلصت وأنا خرجت.. لقيتها قاعدة مستنياني.. وأنا قلبي وقع.. قربت مني واتطمنت عليا وأنا مش متخيل إنها واقفة قدامي وبتتكلم معايا .. لأ وكمان بتشكرني!.. أول مرة في حياتي أحس بالخجل قدام بنت.. وهي كمان كانت خجلانة أكتر مني .. حاولت وقتها تديني تعويض مالي عن دراعي إللي اتكسر .. لكن أنا مرضتش رغم إني مكنش معايا في جيبي وقتها ميت جنية علي بعض.. هي مشيت وأنا دعيت ربنا إني أشوفها تاني .. بعديها بأسبوعين لقيت تليفوني بيرن برقم غريب.. رديت وسمعت صوتها.. كانت بتطمن على دراعي.. وقولتلها إني فكيت الجبس وبقيت كويس .. ومرة في مرة بدأنا نتكلم ونتقابل في الجامعة .. كنت في الأول مرعوب لأني عارف ان إللي بعمله ده ذنب.. وهي كمان كانت زيي ويمكن أكتر.. لكن إحنا مقدرناش نسيطر على نفسنا وحبينا بعض .. وبعد ما كنت شايف ان إللي بعمله ده حاجه كبيرة .. اتعودت علي الذنب .. وكنت كمان ببرره.. تنهد بوجع مجدداً : _ لحد ما فقت من حلمي.. لما أبوها كان عايز يجوزها لواحد تاني.. يوميها خديجة ادتني قلم فوقني .. أنا لو بحبها بجد يبقي لازم أشتغل واتعب وأسعي لها في الحلال.. غير كده يبقي لعب عيال وذنبها في رقبتي.. قالتلي وقتها لو بتحبها بجد متجرهاش معاك في الذنوب.. وأتي البيوت من أبوابها في النور لأنها غالية.. وأنا والله بحبها.. ووالله وحشاني.. قال جملته الأخيرة باختناق وعادت الدموع تتكور في عينيه ، كانت خديجة لا تزال تراقبه وتستمع لكلامه متألمة من حاله.. لقد اختار شقيقها الطريق الصعب ولكنها.. تعلم بأنه الطريق الصحيح.. تنهدت حور بذهول ، ثم قالت : _ أما قصة.. عبرة بصحيح .. كتمت خديجة ضحكتها ، بينما طه ابتسم وسط دموعه ،ثم قال : _ تصدقي ان انتي معندكيش دم !.. قومي اتخمدي..! _ ما أنا هقوم اتخمد فعلاً.. بقالك ساعة بتحكيلي عن حبك الأفلاطوني لما جبتلي اكتئاب وأنا قاعده.. وأنا اللي قولتلهم ودوني البحر عايزه ابقي فريش .. ألا ما خرجتوني من باب الشقة حتي أشوف العمارة شكلها ايه ! ضحك صاحبنا بشدة وابتسمت خديجة.. إن حور ماهرة في تغيير المزاج المتعكر ولعل هذا أكثر ما يميزها ! مضت لحظات ،ثم استأذنها لينام ، اختبئت صاحبتنا إلى أن دخل غرفته وبعدها دخلت الشرفة ؛ فنظرت إليها حور بقرف مصتنع ، تجاهلتها الأخري وقالت بحزن : _ دي أول مرة أشوفه موجوع قوي كده من يوم موت بابا.. سألت حور بوجع مماثل : _ هو الحب بيذل صاحبه ؟! _ دي أكتر حاجة ممكن تخوف في الحب.. ان قلب الإنسان يذله.. بس إذا كان الحب بيذل صاحبه أمال إيه اللي يفرحه ؟!... _ ما يمكن وجع الحب أحسن من وجع الوحدة..! _ والوحدة أرحم من حب ميجيش من وراه غير الوجع.. _ إحنا لازم نساعد طه .. _ إزاي ؟.. أنا مش لاقيه حل.. _ لازم نلاقي.. _ ايدي في ايديكي .. مدت لها خديجة يدها فوضعت يدها بدورها ، قائلة بحماس: _ هنجوز طه لندى.. _ رغم إنك متطاقيش إلا إن ليكي تأثير إيجابي عليا.. _ طول عمري يا بيبي.. لقد وضعتا الأمر في رأسيهما.. وهذا لا يوجد له إلا معني واحد.. طه لن يتزوج إلا بندى رغم أنف والدها.. ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. في اليوم التالي بينما يرتفع هتاف الجمهور في الاستاد بطريقة حماسية كان اللاعبون ينصتون إلى تعليمات المدرب قبل النزول إلى أرض الملعب ،في المدرجات يجلس حسام وقد ارتدي تيشرت النادي؛ ليشجع صديقه وبجواره ريان وإخوته ، وفي بيت عبدالرحيم غيث دق كريم باب المنزل واستقبلته فاطمة والدة محمد ، أما في الشركة أضاء سيف شاشة التلفاز ووقف الجميع أمامها لمشاهدة رئيس عملهم علي أرض الملعب ، أما في منزل خديجة.. رأت والدتها وعمتها وبنات عمتها أيضاً متجمعات أمام شاشة التلفاز ؛ فقالت : _ متجمعين عند النبي.. خير فيه إيه..؟! أجاب طه باستغراب وهو يجلس بجوار والدته : _ انتي نايمة وألا إيه النهاردة ماتش السوبر.. _ يعني إيه ؟! قالتها بعدم فهم كونها لا تتابع كرة القدم ، فقال : _ مش وقت شرح دلوقتى يا خديجة.. اقعدي اتفرجي وانتي ساكته.. أفسح لها مكان لتجلس بجانبه ،فجلست ثم فجأة رأته أمامها علي شاشة التلفاز يقوم بتمرينات الإحماء قبل بداية الماتش ، شهقت قائلة ببهجة : _ ده كابتن محمد ! _ وحياة أمك..؟! _ آاااه.. علشان كده مجاش الشغل النهارده وامبارح جه الشغل بلبس التمرين.. يعني هو خرج من الشغل علي النادي.. قالت حور بسخرية: _ برافوا.. فهمتيها وهي طايرة !! تجاهلتها الأخري أو بالأحرى لم تكن منتبهة لما تقوله حيث كان تركيزها عليه : _ طب و الماتش بدأ وألا لسه..؟ أجابت جويرية : _ هيبدأ أهوه.. _ يعني كام كام..؟ قالت حور بغيظ : _ انتي عبيطة ؟!.. ما قولنا لسه هيبدأ.. _ وانتي مالك انتي ؟!.. أنا بسأل طه.. قالت حنان بملل لصديقتها: _ بقولك إيه يا نوال ياختي .. تعالي إحنا نقعد في البلكونة ونسيبهم في الموريستان بتاعهم .. قال طه بعد مغادرتهم غرفة المعيشة : _ عاجبكم كده.. أهم طفشوا منكم.. كنوا بقي ومش عايز أسمع صوت حد .. شوية هدوء .. قالت جويرية : _ وهو الهدوء يعرف طريق اخواتك.. ؟! قالت أريج : _ اسم الله علي الملاك .. جناحاتك عمتنا.. صرخت عليهم خديجة بغيظ وعيناها متعلقة بمحمد أمامها علي الشاشة: _ بس.. انتوا مش شايفين كابتن محمد بيتمرن ؟!.. اق.. أقصد الماتش هيبدأ اسكتوا بقي.. نظروا إليها جميعاً باستغراب.. إنها المرة الأولي التي تهتم فيها بكرة القدم ، أنقذتها صفارة الحكم التي أعلنت عن بداية الماتش .. مضي الشوط الأول دون أهداف والاستحواذ خمسين في المائة مقابل خمسين في المائة.. كلا الفريقين يريدون الفوز بالكأس.. والضغط متواصل من كلا الطرفين..، بدأ الشوط الثاني، بدا علي صاحبنا الضيق حيث أن المكسب هام جداً بالنسبة إليه وللفريق.. الوقت يمر والضغط يزيد وهتافات الجمهور تعلو ، ثم في الدقيقة واحد وتسعين ، تقدم محمد بالكرة في هجمة خطيرة ولكن أحد المدافعين بدلاً من لعبه علي الكرة لعب على قدمه فسقط محمد وتدحرجت الكرة إلي خارج الملعب ،نهضت خديجة من جلستها بقلق فنهض طه بدوره قائلاً: _ ربنا يستر وميكونش اتصاب.. فقالت بقلق: _ بعد الشر.. قوم يا كابتن! _ وهو كان من بقيت عيلتكم.. مالكم مخضوضين كده ليه ؟! تجاهلوا تساؤل حور الأخير ،و هاج الجمهور في المدرجات ،ثم أخرج الحكم بطاقة صفراء إلي المدافع وأعطى الحق لفريق محمد بلعب ضربة حرة غير مباشرة أو فاول ، نهض صاحبنا و تنفس الجميع الصعداء بعدما رأوه بخير ، ترك الكرة لزميله فى الفريق وهو لاعب محترف في مصر من دولة عربية صاحب شهرة واسعة و يستحوذ على حب الجماهير، ووقف الحائط البشري الذي يتكون من أربعة أو خمسة لاعبين من أجل التصدي لتلك الركلة، ولكن ذلك اللاعب لعب الكرة في عرضية تُدرس بتاريخ كرة القدم فأحرز محمد هدفاً برأسه في شباك المرمي في الدقيقة الثالثة والتسعين واهتزت المدرجات بالصيحات والهتافات وصرخا طه وخديجة في نفس الوقت بفرحة ، ثم ركض محمد باتجاه الجمهور واحتفل معهم على طريقة كريستيانو رونالدو قدوته في الملاعب ثم احتفل معه باقي فرقته عدا واحد بقي في أرض الملعب.. ومن يفهم بالكرة سيعلم لماذا لم بقي ولم يحتفل معهم .. حسام وريان وكريم مع أسرة محمد وأيضاً حنان ونوال .. الجميع هتفوا بفرحة..وبعد عدة دقائق انتهي الوقت بدل الضائع وفاز فريق محمد بكأس السوبر.. كانت صاحبتنا تتابع مراسم التتويج بالكأس ،تتمني لو كانت معه هناك وتحتفل معه بالفوز ، بينما صرخ طه بعدما رأى سارق القلوب : _ بيبو يا عمهم يا حابس دمهم.. بيبو يا عمهم يا حابس دمهم... فهتفن جميعاً ورائه بنفس الجملة دون معرفتهن من هو بيبو..! دخل إلى أرض الملعب عميد الكرة المصرية أحمد حسن ومعه الكأس ، ثم وقفوا صفاً لتقديم الميداليات الفضية للفريق الخاسر والذهبية للفريق الفائز ، وحان وقت رفع الكأس.. تقدم محمد ثم قبّله ببهجة والتقط صورة بجانبه ، ثم حمله بعدما وقف باقي اللاعبين علي منصة التتويج بانتظار احتفاله به معهم ، اقترب منهم ببطء ثم أسرع في خطواته وهو يرفعه إلى الأعلى والقصاصات الورقية الملونة تتطاير حولهم والموسيقي تعلو مع هتافهم ، فيخفض محمد الكأس ويرفعه مجدداً وهتافاتهم تتزايد بفرحة والكاميرات مثبتة عليهم ، ثم ترك لهم الكأس ليحتفل كل لاعب به وركض إلي حسام وريان وأخوة ريان أيضاً اللذين نزلوا إلى أرض الملعب واحتضنهم بفرحة مرت لحظات الإحتفال ومرت الليلة علي الجميع هانئة .... في اليوم التالي كان محمد قد أخذ إجازته وأخيراً بعدما لعب أربعون ماتش متواصل دون راحة ، وقد أوصي له الطبيب بعلاج لكتفه أثر إصابته الخفيفة ، وأمام الشركة نزل من سيارته وتفاجئ بجميع موظفينه ينتظرونه للإحتفال به ، ضحك بتفاجؤ وبهجة بينما ترتفع هتافاتهم حوله ، ورآها وسطهم تنظر إليه ببهجة كالأطفال فخفق قلبه ، لقد فاز بالكثير من الميداليات والكؤس ولكنه لأول مرة يشعر بطعم الفوز.. وكأن نظرتها الممتلئة بالفخر أعظم من مئة كأس أو ميدالية ! كانت المرة الأولى التي تراه بها مرتاحاً ومسترخياً بهذه الطريقة وهو علي طبيعته، وخاصة عندما أعطي له أحدهم الكرة وطلب منه تنطيطها ؛ فأخذها منه وخلع جاكيت بدلته .. ولأنه يعلم أنها الآن تراقبه وتتابع ما سيفعله ؛ قام بتنطيط الكرة بمهارة واحترافية شديدة وسط صيحات الجميع ليظهر أفضل ما عنده أمامها ، ونجح فى إبهارها بالفعل ! ، وهذا ما أسعده عندما رأى الفرحة تبدو جلية على وجهها ، ثم شكر الجميع وطلب منهم الدخول ومواصلة العمل .. بعد دقائق وهو في مكتبه كان لا يستطيع أن ينسي ابتسامتها رغم أنه حاول واستغفر ربه كثيراً !، فطلب من لمياء ورق المشروع لمراجعته... ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. في الهايبر ماركت ، رن حسام للمرة الثالثة على هاتف صهيب شقيق چنان؛ ليعطيه بطاقتها القومية ولكنه أيضاً مغلق ، فقال : _ كده بقي مقداميش غير خديجة.. فجأة رآها أمامه في قسم الأدوات المدرسية تتسوق ، فقال : _ بنت حلال !!.. اتجه إليها على الفور وأوقفها ؛ فنظرت إليه بعجب : _ استني.. انتي جيتي في وقتك.. ثم نظر حوله بعجب متسائلاً : _ بس انتي مش كبرتي شوية علي شغل العيال ده.. ؟! عرفته چنان ولكنها تصنعت أنها لا تعرفه، فقالت : _ أفندم مين حضرتك..؟ نظر إليها بغيظ للحظات، ثم قال: _ هو انتي وصاحبتك مصممين ليه تنكروا مجهودي في الإعلام ؟!.. دا البرنامج بتاعي من أنجح البرامج الكروية في الوطن العربي.. قالت بلا مبالاة: _ يعني إيه ؟! _ يعني أنا مشهور ولو جبتلك أي عيل صغير هيقولك أنا مين !.. _ وبعدين ؟! _ ولا قبلين.. انتي الظاهر الخبطة أفتقدتك الذاكرة.. بس وماله.. أنا حسام الزهيري.. _ وعايز ايه ؟ .. حمحم بإحراج ،ثم قال : _ وهعوذ منك إيه يعني.. ! قاطعه احدي الفتيات التي اقتربت وطلبت أن تلتقط له صورة معها.. فنظر إلي چنان بابتسامة وهو يحرك حاجبيه للأعلي والأسفل ؛ لإغاظتها.. ، فقلبت عينيها بملل وابتعدت عنه..، انتهي من التصوير ونظر حوله.. أين ذهبت هذه الفتاة.. لقد اختفت ولكنها بالتأكيد لم تبتعد كثيراً.. ، رأى أحد العاملين في الهايبر ممسكاً بميكروفون يتلوا من خلاله قائمة العروض.. فذهب إليه وأخذه منه على حين غرة ، ثم أخذ يناديها.. _ يا آنسة جِنان !.. يا آنسة جِنان ! سمعت چنان صوته ولكنها فكرت أنهم ينادون احدي الفتيات ، ولكنه أخرج بطاقتها من جيبه ، ثم قطب حاجبيه وقال متعجباً من اسم عائلتها : _ آنسة جِنان رمضان قمر الدين..! توقفت چنان .. هذا الاسم الثلاثي ليس لأحد غيرها !.. هل يعقل أنهم ينادون عليها..؟! _ آنسة جِنان رمضان قمر الدين !.. لو سمعاني فبطاقتك معايا تعالي خديها.. أنا واقف عند قسم الأسماك.. _ هو انت بتوصفلها عنوان بيتكم.. مينفعش كده يافندم..! قالها العامل فاعتذر منه حسام وأخذ يناديها مجدداً ، أما هي أخرجت محفظتها ترجو ألا تكون هذه بطاقتها.. ولكنها لم تجدها فأسرعت إلي قسم الأسماك.. _ آنسة جِنان!.. يا آنسة جِنان..! رأته واقفاً ممسكاً بالميكروفون ؛ فاتجهت إليه بعصبية وأخذته من يده ، قائلة بغيظ : _ ايه ؟.. مش شايف التلت نقط اللي تحت الجيم.. إسمي چنان ! .. چنان !.. عطش الجيم.. وايه الفضيحة اللي إنت عاملهالى دي!.. فرحان قوي بإسم عيلتي عمال تكرره.. نظر إليها بغيظ : _ وأنا مالي جِنان وألا چنان .. تفرق ايه يعني ؟! _ تفرق كتير.. جنان يعني عبط..چنان جمع چنة .. _ وأنا حصة العربي دي متشغلنيش..! .. وبعدين متضايقه إني ناديتلك بإسم عيلتك.. ده على اساس اني مألف إسم من عندي.. ما اسمك ده !.. _ تقوم حضرتك واقف في وسط الهايبر وتقوله في المايكروفون..؟! _ الحق عليا إني عايز أرجعلك بطاقتك..؟!.. اتفضلي..! أخذتها منه بغيظ ، وخطت عدة خطوات مبتعدة عنه ولكنها توقفت وعادت له ، قائلة بعصبية : _ شكراً علي فكرة..! ثم تركته مجدداً ورحلت ، فابتسم بهيام وهو ينظر إلي أثرها ،ثم قال: _ عفوا علي فكرة!.. عفوا والله العظيم!!.. جمر يابا الحاج جمر !.. أموت أنا في اللانسز الطبيعي!
بارت طويل اهوه عايزاكوا تصوتوا بقي 😂 يا تري بقي ايه حكاية محمود ؟ وايه اللي هيحصل مع محمد وخديجة ؟ وايه حكاية نور.. ؟ وحور هيحصل معاها ايه ؟ كل ده هنفهمه البارت الجاي 🫣 دعمكم يفرق يا حلوين 💜 دعمكم يفرق يا حلوين
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.