وبعد أعوام من الصبر ترى أن ذلك الإحساس الذي صدقته - دون دليل علي إمكانية تحقيقه - صائباً ..
ذلك القلب الذي عاشت تحفظه لأجله يخبرها الآن بأنها علي موعد معه.. ذلك الذي حافظ على قلبه أيضاً لأجلها 🫀
خرجن وراءها فنظرت إليهن حور بابتسامة ، وتلصصن عليهما فرأينهما يضربان الفتاتين ناهيكم عن الكلمات واللمسات ، فضغطت خديجة على أسنانها وهمست لحور بغضب مما تراه : _ رني على طه يمكن يكون في شبكة.. وبالفعل رن هاتف طه باسمها ، وانتفض من مكانه بعدما أخبرته حور ، لم يأتي في عقله إلا محمد عبد الرحيم ، واتخذ قراره بدون تفكير ، أما زعيمهما قال للفتاتين : _ كنتوا مفكرين هتهربوا مني ؟!.. أنا محدش يهرب مني ! قالت إحداهن بوجع : _ انت عاوز ايه ؟!.. إحنا مش سلمناك كل الدهب اللي معانا.. سبنا نمشي بقي.. ! _ تؤ.. إللي مكلفني بيكم مش عايز فلوسكم ولا مجوهراتكم.. عايز يذلكم علشان يوسف بيه جوزك يبقي عارف هو بيتعامل مع مين.. قالت الأخري : _ أخويا مش هيسيبكم.. هيولع فيكم كلكم.. _ مش لما يلاقينا الأول يا قطة.. ! بصقت في وجهه ؛ فنهض وأخذ ينهال عليها بالضرب والسب والأخرى تصرخ به أن يترك شقيقة زوجها ، بينما خديجة بالخارج تغلي غضباً.. وبعد كثير من الضرب لهما فقدا الفتاتين وعيهما.... الجو هادئ لا توجد سوى همهمات خفيفة تتسرب إليهن عبر الهواء من الغرفه التي يقبع بها زعيمهم ،تسللن على اطراف أصابعهن ونظرن حولهن يمنة ويسرى ،ثم قالت خديجه هامسة : _ لازم يبقى معانا حاجا ندافع بيها عن نفسنا .. فالتقطت عصا خشبية غليظة والتقطت حور واحدة مثلها ،ثم اختبئن في الزاويه وبعد دقائق كان الخوف فيها هو سيد الموقف وقد بلغت القلوب الحناجر خرج احد الخاطفين ووقف بجوارهن يتحدث في الهاتف فخرجت خديجه من مخبئها بهدوء وببطء، ثم رفعت يدها وضربته على رأسه وقبل ان يصرخ ضربته حور مجددا ؛فسقط مغشياً عليه وفجأه صاحت چنان بفرحة وقد أصبح صوتها عالياً : _ الله !.. إحنا كده هنخلص عليهم!.. ثوانٍ وصوب الرجلان اللذان كانا في الغرفة أسلحتها في وجوههن ،وقال رئيسهم : _ ارمي يا بت انتي وهي خله السنان اللي في ايديكم دي .. و بشويش كده ورونا خطوتكم البهيه.. وتكوموا جنب القطط اللي جوه .. نظرت إليها خديجة بغيظ ،وقالت: _ مبسوطة يا اختي ؟!.. ادينا احنا اللي هنتزفت..! قالت چنان بحرج : _سوري انا ما أخدتش بالي.. بس قلت أعيش اللحظة.. صاحت حور بعصبية: _ ده لما الاهلي ياخد الدوري ولا مصر تخش كاس العالم ..كنت استني لما نخلص وبعدها هيصي براحتك!.. تحولت خديجة قائلة: _ هو انتي بتزعقي لصاحبتي ليه يا حبيبتي ؟!.. چنان تعمل اللي هي عايزاه.. زغرطي يا بت..! زغردت چنان بابتسامة بلهاء ؛ لتغيظ الأخرى وقد تحقق مرادها عندما قالت: _ طبعاً !..وهو انا هستغرب الذكاء الخارق بتاعها.. ما هي صاحبتك يعني هي هتجيبه من بره ؟! اجابت خديجة : _ هو انتي ليكي عين تزعقي ؟!..ما انتي السبب في كل اللي احنا فيه ده ..! _ ليه ان شاء الله ؟!.. هو أنا اللي خطفاكم؟! في هذه اللحظه وأثناء شجارهما كان طه يركض باتجاه الشاطئ.. ملتقى الشباب كما هو معتاد، ولكنه توقف حينما رأى معهم ريان ابن خاله ؛ لم يكن يتوقع انه على صلة بهما ،ثم تذكر ان هذا ليس وقته بل يوجد ما هو أهم فانطلق مجددا باتجاههم ،ثم توقف أمامهم يلتقط أنفاسه نظروا إليه بدهشة ،وقال محمد الذي نهض له قائلاً بقلق : _ طه ؟! قال طه بخوف: _ الحقوني يا رجالة ! _ حصل ايه ؟! ازدرد ريقه ،وقال بتلعثم: _اخواتي اتخطفوا.. أجاب ريان: _ اخواتي ؟! انت أمك كانت مخلفة من ورانا يا طه ؟! نظر إليه باستغراب من إجابته الغير متوقعة: _ يا أخي أنا قصدي خديجة وبنات عمتي.. وكمان چنان صاحبه اختي.. همس محمد بخوف : _ خديجة ؟! وبنفس الخوف قال حسام : _ وده حصل إزاي.. وعرفت منين ؟! _ حور بنت عمتي كلمتني من غير ما حد يحس بيها وقالت لي على المكان .. صاح محمد قبل أن يجري باتجاه سيارته : _ واحنا مستنيين ايه ؟! ..ما يلا ! لحظات وانطلقوا بالسيارات باتجاه المكان، بينما عند خديجه وحور أجابت الأولي: _ أيوه ..انتي السبب ..قعدتي تقولي لأ لازم القوه الخارقه بتاعتنا تطلع وبتاع ..ادينا احنا اللي هيتعمل علينا حفله ! _ بقولك إيه انتي ماتتكلميش معايا أصلاً..وبعدين أنا حره هو أنا كنت ضربتك على إيدك؟!.. أمال عاملالي فيها سبع رجالة في بعض ليه ؟! _ طب تصدقي أنا غلطانة علشان اتزفت وجيت معاكي ..طب أنا فعلاً سبع رجالة في بعض وأعرف اتصرف ..قوليلي بقى الغلابة دول يعملوا إيه ؟!.. صاحت چنان بغيظ : _ يا جماعة اهدوا بقى دي كانت خروجه مهببة .. وأنا اللي قلت هفصل اديني هتجنن منكم .. وبعدين انتوا ناسيين اننا مخطوفين ولازم نتصرف ؟!.. صاح الرجل وقد فاض به الكيل : _ بس يا مجنونة منك ليها ..مش عايز وجع دماغ..! وكأنه قد أعلن بجملته هذه ساعة نهايته ؛فنظرن إليه بغضب ، و قالت خديجة: _ بقي احنا مجانين ؟! ،فاردفت حور: _ ده انت لعبت في عداد عمرك..! ثم نظرتا إلى بعضهما البعض بابتسامة ماكرة.... بعد برهة من الوقت، قال محمد بهمس : _ متأكد ان هو ده المكان ؟ أجابه طه وهو يتحرك وراءه: _ أيوه ..ربنا يستر بس مايكونوش عملوا فيهم حاجه .. _ يا عم ان شاء الله نخرجهم بالسلامة .. همس بها ريان ؛فالتفت اليه طه متسائلاً : _ انت قصدك علي مين ؟! أجابه حسام وهم لا يزالون يتسللون: _ البنات طبعاً !! ؛فقال محمد وهو يتذكرها وقد غلي الدم في عروقه : _ وديني لو حد لمسهم لتكون نهايته على ايدي.. أجابه طه بضحك : _ لا انتم فهمتوني غلط.. أنا قصدي على الرجالة اللي خطفوهم ..زمانهم متشقلطين ربنا يعينهم .. سأله ريان : _قصدك ايه؟! _ لهو انت فاكر ان أنا جايبكم تنقذوا البنات ؟! قال حسام هامساً وهو يخطو بجوارهم ببطء ؛كي لا يلفتوا الانتباه إليهم : _طبعاً ! مش أحسن ما يجرلهم حاجة ؟! _ انت بتقول كده علشان ماتعرفهمش ..ده كفايه خديجة وحور بس عليهم..! نظر إليه محمد بعدم فهم : _مش فاهمك! _ لأ هو الظاهر حضرتك مافهمتنيش لما قلتلك ان خديجة اختي بتاعه مشاكل ..وزود عليها حور دول زمانهم مولعين في الرجاله جوه ! وبالفعل حينما تسللوا رأوا الباب مفتوحاً فدخلوا ببطء وارتفعت دهشتهم حينما رأوا رئيسهم فاقداً وعيه على الأرض والرجال مقيدين.. تبدو على وجوههم آثار الضرب ،بينما الفتيات يجلسن برواق على المقاعد يضعن قدماً فوق الأخرى ؛فقال أحد الخاطفين بغضب لخديجة : _ فكينا يا بت... وربنا ما هسيبك! قالت خديجة بابتسامة مغيظة: _ اتكلم على قدك ياض انت..! ، ثم استطردت حور: _ مش قبل ما تتنيلوا تخطفوا ..تسترجلوا الاول؟! ، ثم أضافت چنان : _ شكلكم ايه دلوقتي واحنا مربطينكم كده؟!.. اخيه على الرجاله !! ضحك محمد بذهول ،بينما ساد الصمت على ريان وحسام ..لا يكادون يستوعبون ما يرونه بأعينهم ،صاح طه معلناً عن وجودهم: _ أنا قلت كده بردو .. بس انتوا إيه رفعتوا راسي ماكسفتونيش قدامهم .. قالت حور : _ انت لسه فاكر تيجي؟!.. ده احنا بقلنا ساعة مستنينك ! تقدم محمد ثم نظر إلى خديجة يتفحصها بعينيه، قائلا بقلق : _ انتوا كويسين؟! تملكها الخجل من نظراته ،وقالت : _ إحنا زي الفل ا..يه رأيك ؟.. علشان تعرف بس ان مكتبك في ايد أمينة ..امشي موظفة وبديجارد .. ضحك محمد، ثم قال: _ لا أنا كده اطمنت .. قالت چنان بملل : _طب إيه كلمتوا البوليس؟.. أنا عايزه أروح أنام ! ؛فنظر إليها حسام بقرف ،قائلاً : _ سوري.. عطلنا سمو البرنسيسة عن ميعاد نومها !!..حد قالك اننا في دريم بارك ؟!.. انتوا مخطوفين يا حلوة !! نظرت إليه باستخفاف وتجاهلته ،بينما نظر ريان إلى حور ،وقال: _ وأنا اللي قلت نتأخر شويه يمكن تتربوا على ما نيجي.. ؛ عقدت ذراعيها ،قائلة باستخفاف أكبر : _ لا إحنا اتربينا من زمان ..الدور والباقي بقي على الخواجات بتوع بلاد بره اللي لسه ماتربوش .. همست خديجة: _ أوباااا !!.. عليه العوض ومنه العوض.. البنزين شبك في النار.. أما ألحق أكلم المطافي.. تملكه الغضب ،فجذبه طه قائلاً برجاء: _ استهدا بالله..الله يبارك لك بلاش دي تشبط معاها ..انت لسه راجع من السفر وصحتك على قدك..! أجابه ريان بنفس الهمس : _أنا هعديها علشان خاطر الموقف اللي إحنا فيه ده ..بس مش حته بت تعلم عليا ..وربنا لاوريها!.. في هذه اللحظة وصلت سيارة الشرطة وقبضوا على الخاطفين ، فركبوا سياراتهم ورحلوا بعيداً عن المكان ومعهم الفتيات...... في الطريق أخبرت چنان صهيب شقيقها بكل ما حدث وأنها ستنتظره في بيت خديجة ، وحسام يدقق بكل حركة بل ونفس يصدر منها وشغفه يزداد بها شيئاً فشيئاً.. توقفت السيارات وصعدن الفتيات إلي شقة خديجة ، أما طه فوقف مع الرجال مراعياً حق الفتيات في الراحة بعد ما حدث لهن ، وهذه نقطة أعجبت حسام الذي انتهزها فرصة، وسأله بمرح : _ ألا صحيح يا طه.. أنا شايفك متجاوب مع الكل إلا أنا.. ممكن أعرف انت قارش ملحتي ليه ؟! نظر إليه طه للحظات، ورغم أنه أصغر منهم بعدة أعوام إلا أنه واجهه وتحدث بما في قلبه بصراحة : _ والمفروض أتعامل معاك إزاي بعد ما حطيت عينك على البنت اللي بحبها ؟ نظر حسام إلي أثر چنان فتوتر وخشي أن يكون يقصدها ؛ فقال : _ قصدك مين ؟! وأجابه طه بغضب مكتوم : - الآنسة ندى .. اللي كنت رايح تتقدملها.. نظر إليه طه بتعجب وسط صمت كل من محمد وريان ومتابعتهما للحوار ، ثم ابتسم حسام وقال : _ هممم.. يعنى انت بقي الشخص اللي هي بتحبه ؟.. تعجب الآخر من سؤاله ، وقال : _ وانت عرفت منين ان هي بتحب حد ؟!.. هي إللي قالتلك ؟!.. _ لأ.. بس آنسة ندى كانت مكشوفة جدا.. وكان واضح انها بتحاول تطفشني.. ومفيش بنت هتطفش عريس كده على طول.. إلا إذا كانت بتحب حد تاني.. _ طب وانت ليه محاولتش تتكلم معاها..؟! ابتسم حسام قائلاً : _ علشان مينفعش أتكلم مع واحده واخده قرار وليه سبب قوي.. وأنا تفهمتها وتفهمت ان ممكن يكون وضعها حرج.. والحاجة الوحيدة اللي قدرت اساعدها فيها إني أجاريها في تمثيلها.. ابتسما محمد وريان أما صاحبنا فنظر إليه باستغراب : _ يعني انت كنت فاهم كل حاجة.. وكنت بتساعدها ؟!.. طب ليه ؟! تنهد حسام ، وقال ببساطة : _ أعظم حاجة في الدنيا الحب يا طه.. لغة من غير حروف ولا جمل ولكنها أبلغ من أي كلام يتقال.. الحب هو اللغة إللي ربنا خلقها علشان تجمع قلوبنا.. فمش معقول هقف في وش اتنين بيحبوا بعض.. بلعكس إللي لازم أعمله هو اني أقربهم من بعض علشان حبهم يبقي في النور مش في الضلمة.. كان العجب مسيطر على طه ، الذي قال : _ حتى لو إللي هتعمله ده هيأثر على شكلك قدام الناس ؟!.. عيلة ندي فكرتك مجنون ! ضحك حسام : _ عمرى ما فكرت في شكلي قدام الناس ولا على السوشيال ميديا.. بعمل إللي جوايا وزي ما ترسى دقلها.. صحيح عيلة ندي فكرتني مجنون بس أنا كنت مبسوط إني قدرت اساعدها ولو بطريقة غير مباشرة.. تملكت الحيرة من طه الذي سأل : _ معقوله يا استاذ حسام ؟! أجابه محمد : _ انت أصلك متعرفش حسام.. ده أطيب قلب ممكن تتعامل معاه في حياتك.. واضاف ريان : _ وعنده استعداد ييجي علي نفسه علشان خاطر غيره.. نظر إليهما حسام بود ، أما طه فقال بندم : _ أنا مش عارف أقول ايه ؟!.. أنا بعتذر على طريقتي معاك وكمان على إللي إحنا عملناه .. قاطعه حسام : _ متعتذرش.. أنا فاهم انتوا عملتوا كده ليه.. ولو أنا اللي كنت مكانك مكنتش هسمي عليك.. بس عارف عجبني ان كل واحد فيكم متمسك بالتاني.. ابتسم طه ، وأضاف الآخر : _ متبطلش تحارب علشان إللي بتحبها يا طه.. واسعي علشان تكون حلالك.. ولو خير ربنا هيسهلهالك.. _ يارب يا أستاذ حسام .. يسمع منك ربنا.. فأحاط ريان ظهره، قائلاً بمرح : _ ده انت واقع على بوذك يلا ومحدش سمى عليك.. من ورايا يلا.. _ ما انت اللي مكنتش هنا يا عم أعملك إيه ؟! ضحك محمد وقال : _ خدت بالك انت من أستاذ حسام دي ؟!.. أول مرة أشوف حد بيحترمك والله يا حسام! فأجاب حسام : _ لا استاذ ايه بقى.. انت من النهارده واحد من الشلة.. وألا إيه يا محمد ؟ أجابه محمد : _ طبعاً !.. إحنا كنا أربعة وبقينا خمسة.. قال طه : _ أربعة.. ؟! _ أيوه.. كريم صاحبنا الرابع.. بس هو في القاهرة اليومين دول.. فقال ريان موضحاً : _ إحنا الأربعة كنا مع بعض دفعة واحده بس بعد كده الحياة جابتنا وودتنا.. بس دلوقتى الحمدلله إحنا التلاته تقريباً مستقرين هنا.. أما كريم فده له دماغ لوحده كده متعرفلوش حال.. بس كل ما بيلاقي فرصة بيتجمع معانا.. ومن النهارده انت كمان هتبقي معانا.. ابتسم طه، وقال حسام : _ بس يا معلم.. كده انت نورت شلتنا.. وبقينا خماسي الأرزاق على الله .. نظر إليه محمد ، واعجبه ذكاء حسام في امتصاص غضب طه وتحويله إلى صديق له في بضع دقائق ؛ فقال : _ ده انت المخابرات خسرتك والله يا حسام..! _ أمال يابني!.. هو أنا أي حد!.. بس عندي سؤال يا طه.. مين صاحب فكرة التطفيش الكرييتف قوي دي..؟! ضحك الآخر مجيباً : _ خديچة أختي.. صاح حسام بضحك : _ قلت قردة محدش صدقني..! ضحكوا للحظات ، واستكمل : _ بصراحة ومن غير زعل.. أختك مفترية يا طه..! _ انت هتقولي ؟!.. ما هي إللي جايبه حق العيلة..! وأضاف ريان : _ مش لوحدها في عضو انضم جديد للحزب.. إسمها مش راكب مع شكلها.. دي لوحدها قنبلة متحركة.. قالها بغيظ فهمس حسام لمحمد بضحك : _ معانا المصفوع من حور..! فضحك محمد ، وأردف ريان بعدما سمعه : _ مش مصفوع لوحدي يا حس.. متخلنيش اتكلم.. وحمحم طه بجدية : _ نمسك العقل بقي.. انتوا مش ملاحظين إن انتوا بتتكلموا على اخواتي.. تداركوا أنفسهم لأنه لا يصح أن يتحدثوا عن الفتيات ، حتى ولو بمزاح وابتسم محمد قائلاً : _ لأ حمش يلا.. عجبتني! ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. بعد ساعة تقريباً.. وقبل أن تنام خديجة التي كانت راقدة على سريرها ؛ تتذكر خوفه عليها حينما جاء لينقذها.. ولكن لماذا لتفترض هذا ؟!.. ربما جاء مع الشباب لحالة إنسانية وليس أكثر!.. ولماذا ليخاف عليها هي بالذات ؟!.. ولماذا تفكر فيه هو بالذات ؟! ، استغفرت ربها وتمددت على فراشها ، في هذه اللحظة وصلتها رسالة على الواتساب منه ، انتفضت للمرة الثانية واستوت جالسة.. لماذا كلما جاءتها رسالة منه تنتابها حالة ذعر ؟!.. ابتلعت ريقها بتوتر وهي تقرأها : _ خديجة.. نمتي ؟! استنشقت الهواء لعله يحد من توترها ، وأجابت : _ لأ لسه يا كابتن.. كان على الجانب الآخر يلوم نفسه لأنه اطاعها وراسلها في هذا الوقت ؛ فكتب : _ أنا آسف إني ببعتلك في وقت متأخر كده.. بس كنت عايز اتطمن.. إنتي كويسة ؟ هل حقاً كان قلقاً علي أنا ؟! ، سؤال سألته لنفسها قبل أن تكتب : _ أنا بجد كويسة.. الحمدلله.. تنهد وكتب : _ طب الحمدلله.. إنتي ممكن تريحي بكره لو مجهدة.. ابتسمت وكتبت : _ لأ ان شاء الله هاجي.. أنا بجد كويسه .. ثم تذكرت التقرير ، فشهقت وكتبت : _ يلاهوي.. دنا نسيت الريبورتاج ! ابتسم وكتب : _ وانتي هتفتكريه فين في مغامرات عالم سمسم اللي إنتي عايشه فيه ؟! ضحكت وكتبت : _ هو انت كده شفت حاجة ؟!.. ده الطبيعي بتاعنا..! _ لما ده الطبيعي.. أمال الخطر عندكم عامل إزاي يا خديجة ؟! ضحكت واستكمل : _ علي العموم متقلقيش معاكي لحد يوم الاتنين.. خلصيه وأنا إللي هراجعة.. ابتسمت وكتبت : _ أنا متشكرة قوي يا كابتن.. كلمة جاءت في خاطره أراد أن يقولها ولكن منع نفسه وقالها بينه وبين نفسه " قلب الكابتن " ، وكتب : _ تصبحي على خير يا خديجة.. فكتبت: _ وانت من أهله..! تنهدت خديجة والابتسامة لا تفارق وجهها ، وتمددت مجدداً ؛ لتنام ، ولكن حور دخلت عليها ، قائلة : _ هو انتي نمتي..؟ نفخت صاحبتنا وجنتيها بضيق ، قائلة: _ وحياة أمك يا حور أنا عندي شغل الصبح ومش فاضيالك.. اطلعي من دماغي..! _ ده على أساس ان أنا جايه اتكلم معاكي علشان سواد عيونك ؟!.. عايزاكي في حاجة! اعتدلت جالسة ، ثم قالت : _ أديني قمت يا ستي.. خير ؟!.. جلست حور أمامها ، قائلة : _ بقولك إيه.. حاولي اللي حصل النهارده ده أمي وأمك مبياخدوش خبر بيه.. وأنا نبهت على اخواتي.. قطبت خديجة حاحبيها : _ لأ طبعاً !.. أنا متعودتش أخبي حاجة على ماما.. ولو مكنتش تعبانة كنت صحيتها من النوم وعرفتها.. _ أوف !!.. يا بنتي افهمي وفتحيلي عقلك ده.. لو أنا وانتي مجانين قيراط فأمي وأمك مجانين أربعة وعشرين قيراط.. أمال الجينات دي إحنا واخدينها من مين ؟! .. تخيلي معايا كده لو عرفوا اللي حصل.. مش بعيد ماما تاخدنا وترجع بينا القاهرة وأنا مصدقت بعدت.. وانتي كمان أمك أول حاجة هتعملها هتقعدك من الشغل.. فكرت خديجة.. لا تريدهم أن يعودوا الي القاهرة!.. وتعلم ما مرت به حور هناك وخوفها واضح على وجهها.. ولا تريد أن تترك العمل ، ولكن..؟! : _ ما هو إحنا باردو لو خبينا وأمهاتنا عرفوا هيقعدونا في البيت!.. يعني هي هي.. زودي عليها بقي إللي ممكن يعملوه فينا لما يعرفوا.. _ وهما هيعرفوا منين ؟! .. وبعدين خلاص الموضوع اتقفل.. هنستفاد إيه بقي ؟!.. هيقلقوا علينا على الفاضي.. فكرت الأخري ، وقالت : _ باردو لأ.. أنا هعرف ماما واللي يحصل يحصل.. عمتو قلبها طيب وممكن تسامحك.. لكن أنا أمي بقى زعلها وحش.. وأنا مبحبش أزعلها بصراحة.. بكره الصبح ان شاء الله هقولها.. زفرت حور، قائلة بغيظ : _ براحتك يا خديجة.. اعملي اللي انتي عايزاه.. هو أنا هتذللك؟!.. _ ما هو براحتي فعلاً.. وبعدين انتي قاعده معايا ليه لغاية دلوقتى ؟!.. قومي اتخمدي..! نفخت حور وجنتيها بغضب ، ثم وبدون مقدمات عانقتها ، جحظت عيني خديجة بعدم تصديق ، وارتسمت ابتسامة بلهاء علي وجهها عندما قالت الأخري : _ شكراً.. ربتت هي أيضا على ظهرها قبل أن تبتعد الأخري عنها مغادرة الغرفة ؛ لتنام ، ثم نهضت خديجة من مكانها ووقفت على باب غرفتها تراقبها بدهشة ، بعد لحظات خرج طه من غرفته ،وفرقع بإصبعيه أمام وجهها قائلاً : _ إللي واخد عقلك..! نظرت إليه ببلاهة ، وقالت : _ ولا يا طه.. هي حور بنت عمتك تعبانة ولا تكنش هتودع ؟! أجابها باستغراب : _ ليه فيه إيه ؟! شردت بذهول ، ثم قالت : _ أصلها.. حضنتني.. وكمان قالتلي شكراً..! بادلها طه الصدمة ، ثم قال ضاحكاً : _ هي حاجة تقلق فعلاً..! أومأت برأسها إيجابا ، ثم تحركت من أمامه ؛ لتدخل المرحاض ، فتابعها بعينيه.. لحظات ثم ضحك بعلو صوته ، قائلاً : _ والله كنت عارف ان الموضوع وراه مقلب..! التفتت إلبه متسائلة : _ في إيه ؟! _ لفي كده يا ماما..! ضحك أكثر، وقال : _ أيوه كده.. هي دي حور إللي أنا أعرفها..! ، ثم نزع تلك الورقة اللاصقة التي لصقتها على ظهرها مكتوب عليها بالخط العريض " أم نص لسان" ، نظرت إليها خديجة بغيظ وقالت : _ آه يا أم أربعة وأربعين..! ثم ركضت لغرفة حور تنقض عليها ؛ فركضت الأخري أمامها في أرجاء المنزل ، وبينما وقع طه أرضاً من الضحك عليهما استيقظ الجميع..! ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. وأخيراً انتهت هذه الليلة وجاء الصباح.. ، الساعة التاسعة ولم تفتح معرضها بعد! ، زفر حسام وسأل صاحب عربة الطعام المواجهة للمعرض : _ انت متأكد انها بتفتح السبت يا عم سمير ؟! قال الرجل وهو يعطيه "مخلل" إضافي : _ عيب يا حسام بيه..ده أنا هنا من أيام ما كانت ورشة رسومات صغيرة والست چنان هي إللي كبرتها.. قضم حسام السندويتش بتفكير ، ثم قال : _ أمال إيه اللي أخرها يا عم سمير.. ؟! _ معرفش يا بني.. هو انت عاوزها في إيه..؟! توتر حسام : _ هاه ؟!.. شغل.. عاوزها في شغل يا عم سمير.. انت عارف انها مهندسة ديكور.. _ أيوه أمال.. دي عليها رسومات اللهم صلي علي النبي تطير العقل من جمالها يا حسام بيه.. فتمتم حسام : _ وألا عينيها..! _ بتقول حاجة.. ؟! _ ولا حاجة يا راجل يا طيب.. أنا ماشي ولما تيجي ترن عليا.. ده رقمي.. ناوله حسام بطاقة رقمه ، ثم ركب سيارته يجب أن يعرف من خديجة - بأي طريقة - أي شيء عنها.. ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. أما خديجة كانت في هذا الوقت متأخرة تجر قدم وتأخر قدم، وحينما وصلت إلي مكتبه طرقت بابه بخوف وسمح للطارق بالدخول ، أطلت برأسها من خلف الباب بطريقة مضحكة ولكنها لم تجد أحد ، دخلت ثم نادته بنبرة مرتعشة : _ محمد بيه ؟.. يا كابتن !! كتم محمد ضحكه وهو يختبأ خلف الباب وانتظر ان تتقدم بخطواتها؛ لتقف في وسط الغرفة وتسلل بخفة ، ثم خرج من المكتب ، أما هي ابتلعت ريقها بخوف متسائلة : _ أمال.. م..مين.. اللي رد عليا من شوية.. ؟! أخذت تبحث في كل مكان في الكتب.. حتي أسفل المكتب! ، فقالت : _ وهو ايه إللي هيجيبه تحت المكتب إنتي كمان..؟! ثم نظرت حولها بريبة ، ثم قالت : _ أيوه يعني إيه ؟!.. أنا أكيد مسمعتش غلط.. ده صوته خرم طبلة ودني.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم!.. المكتب ده ملبوس وألا إيه ؟!.. كان محمد يكتم ضحكاته بصعوبة خارج الغرفة وقد قرر معاقبتها على تأخيرها بهذه الطريقة ، وقبل خروجها دخل هو المكتب وكأنه قادم للتو ، ثم سأل بجدية تامة : _ خديجة ؟!.. كويس إني شفتك.. أنا اتأخرت النهارده فقولي لسيف يأجل إجتماع عشرة ونص.. سألت بنبرة مرتعشة : _ يعني إيه ؟!.. هو حضرتك لسه جاي حالا..؟! _ هي حادثة امبارح أثرت على دماغك والا ايه ؟!.. منا لسه داخل قدامك اهوه !!.. قالت بأعين دامعة وملامح باكية : _ لأ !.. لا وربنا !.. كان في حد هنا !! _ هنا فين ؟! _ هنا هنا.. وقالي أدخل..! _ هنا هنا ؟!!.. مش تقولي يا شيخة !.. دنا كنت مفكر هناك.. وكمان قالك تدخلي .. معزمكيش على شاي بالمرة ؟!.. _ حضرتك بتتريق ؟!.. كتم ضحكته بأعجوبة : _ منا لو خدت كلامك بجد هتجنن معاكي..! _ بعد الشر على حضرتك.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم !.. المكان ده شكله مسكون.. قالت جملتها الأخيرة وهي تبكي بخوف ؛ فلم يتحمل وقال وسط ضحكه : _ طب خلاص خلاص.. ده انتي قلبك خفيف قوي !.. أنا بس كنت بعمل فيكي مقلب.. قالت وسط بكائها : _ إزاي ؟!.. حضرتك لسه داخل.. يلاهوي يلاهوي ! _ لأ أنا خرجت من غير ما تحسي.. _ يا جدع متخلينيش أخاف منك.. إيه خرجت من غير ما تحسي دي ليه عصفورة ؟!.. ضحك بذهول : _ يا جدع وعصفورة ؟!.. هو أنا يا بنتي مش مالي عينك ؟! _ لأ إزاي بقي ؟!.. طب احلف كده انه مقلب من حضرتك.. _ والله مقلب.. خلاص بقي بطلي عياط.. _ طب وليه كده حضرتك ؟.. هو إحنا عيال ؟! نظر لها بصدمة : _ عيال ؟!.. طب ولازمتها إيه حضرتك دي بقي ؟!.. وبعدين قولتلك خلاص كنت بعاقب سيادتك على تأخيرك النهارده.. _ تقوم تعملي فيها عفريت ؟!.. هو أنا ناقصة ؟!.. وبعدين حضرتك بتعاقبني ليه ؟!.. انت السبب على فكرة..! جحظت عينيها بعدما قالت جملتها الأخيرة ، ولعنت غباءها.. كيف تقول له هذا ؟!.. هل بكل سهولة ستخبره أنها كانت تحلم به؟! ، أما هو ضيق عينيه ، ثم سأل : _ أنا السبب إزاي بقي ؟! ازدردت ريقها بتوتر ، ثم قالت ببراءة مصطنعة : _ أنا قلت انت السبب ؟!.. _ آه قلتي كده..! _ أنا مقلتش انت السبب.. يمكن حضرتك سمعتني غلط وألا حاجة.. نظر إليها محمد للحظات.. يشعر بأنه سيفقد ما تبقي من عقله لو استمر في التحدث معها؛ لذا قال: _ غلط آه !!.. يلا يا خديجة على مكتبك.. واياكي تتأخري تاني.. ساعتها مش هطلعلك عفريت.. هطلعلك قرار رفد.. _ لأ وعلى إيه يا فندم ؟!.. ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم.. سلامُ عليكم..! خرجت من المكتب بسرعة ؛ فابتسم رغماً عنه وجلس ليراجع أوراقه.. ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. بعد دقائق كانت جالسة على مكتبها وهي تنظر حولها بريبة ، فقالت : _ ربنا يسامحك يا كابتن محمد ربتلي الخفيف !! في هذه اللحظة دخل عليها حسام ، قائلاً بعجلة : _ خديجة ! شهقت بخضة ، ثم قالت : _ هو في إيه يا جدعان ؟!.. انتوا مصممين تجلطوني النهارده ؟!.. في إيه ؟! قال حسام : _ دي غلطتي ان انا قلت لازم اتطمن عليكم انتي والبنات.. اخباركم ايه بعد إللي حصل امبارح.. كويسين ؟! نظرت إليه يحسبها بلهاء لا تفهم أنه هنا من أجل أن يطمئن على چنان ! ، قالت : _ آه الحمدالله!.. زي القرود! _ طب وچنان ؟.. چنان كويسة ؟ _ أيوة يا أستاذ حسام.. كلنا بخير! _ انتي متأكده ؟.. أصلي وأنا معدي الصبح على معرض چنان لقيتها قافلة.. فأنا قلقت ليكون حد فيكم تعبان والا حاجة ؟! نظرت إليه خديجة تريد أن تقول " وكمان عرفت مكان المعرض بتاعها ؟! " ، ولكنها قالت : _ لا متقلقش.. كلنا كويسين! حمحم حسام بحرج.. انه بالفعل يريد أن يعرف أي شيء عنها ، ولكنه لا يستطيع أن يقول هذا صراحة وهي لا تساعده ! ؛ لذا قال : _ طيب.. كويس اني اتطمنت عليكم.. وقبل أن يذهب قابله محمد ؛ فقال الأخير : _ حسام ؟!.. خير ؟! _ مفيش يا برو.. أنا كنت معدي من قدام الشركة قلت أطلع اتطمن عليك.. قالت خديجة بخبث : _ استاذ حسام.. هو حضرتك مهاجر ؟!.. رمقها بتعجب: _ لأ ليه ؟! _ أصل إللي جاي على حضرتك النهارده هو انك تطمن على كل إللي حواليك.. خير ها فيه إيه ؟! نظر إليها حسام بتوتر أما هي نظرت إليه بخبث ؛ فقال محمد بقلق : _ فيه إيه يا حسام ؟! _ خير يا عم!.. كل ده علشان عديت عليك أشوفك.. أنا غلطان!.. وقبل أن يذهب ، قال الآخر : _ طب استني.. مش هتقعد معايا شوية!.. _ لأ هروح أجهز علشان ميعاد البرنامج.. هعدي عليك بالليل.. رمقها مجدداً بغيظ قبل أن يذهب ، ثم غادر أراد أن يعرف المزيد ولكن المهم أنها بخير الآن.. وسيعرف هو المزيد بطريقته..، عاد محمد إلي مكتبه أما هي ابتسمت قائلة : _ قال جاي يتطمن علينا قال.. !!
نهاية الفصل الثامن.. عارفه انه مش طويل زي كل مرة بس أنا ملحقتش أكتب أكتر.. بس ان شاء الله اوعدكم الجمعة الجاية البارت هيبقي جمدان..🔥 طبعاً لسة معرفناش مشكلة حور وطه هتتحل إزاي؟ وكريم ايه اللي مخليه غامض كده في حياته ؟ وريان هيقابل سارة تاني إزاي ؟ والأهم إيه إللي هيحصل مع محمد وخديجة ؟ تابعوا معايا الفصول اللي جايه وانتوا هتعرفوا 💜 بحبكم قوي قوي + متنسوش الفوت بالله عليكم ادعموني..😘♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.