فتاة بشرية

355 28 48
                                    

لم أتعافى، لقد أُجبرت على تخطي كل شيء حتي اعيش"

___________________

كانت تقف امامه وهي تحاول كبح غضبها فهو جعلها كالبركان الذي يغلي بداخله ، اما هو فيقف امامها كلوح من الثلج وكأنه لم يفعل شيء ، زفرت بغضب ثم قالت :

_ من اين أتت الفتاة البشرية ؟ كنت اشكّ في امرك منذ صباح اليوم ، هل تظن انني غبية لهذا الحد " راسل"

جلس " راسل" بهدوء على احدى الارائك وهو يقول:

_ امي انا لا اعلم عن ماذا تتحدثين و هذة الفتاة أتت بواسطة تلك البوابة السادسة .

نفثت " سارين" الهواء من فمها ببطئ لعلها تهدأ ثم قالت:

_ اليوم ليس موع.....

قطع حديثها دلوف شاب الى الغرفة يبدو انه في عقده الثاني ، القى عليهم نظرة استنكار ثم قال :

_ الجميع ينتظر منذ عدة دقائق لمَ التأخير ؟

ولّته " سارين" ظهرها وهي تلعنه بداخلها على مقاطعته لحديثهما، لكن بعد برهة قالت بغضب دفين :

_ اذهب الان " راجح" ونحن سنأتي .

اقترب " راجح" من شقيقه الذي يجلس بكل اريحيه على الاريكة ثم قال له بصوت منخفض :

_ هل تشاجرت مع امي " راسل " لمَ هي غاضبه هكذا؟

هز " راسل" رأسه نافيا حديث شقيقه الاصغر ثم قال ببراءة  :

_ لا اعلم ما بها اخي العزيز اظن ان " فريال" ازعجتها .

اومأ له " راجح " و ابتعد عن شقيقه و هو يقول :

_ هيا أمي نذهب لحضور عقد القران ،ثم نرى ما بكِ ولمَ انتِ غاضبة لهذا الحد .

التفتت له " سارين" و اومأت له وهي تخرج من الغرفة متجهة الى الساحة ؛ لحضور عقد قران ابنتها الصغرى ، نهض " راسل" وهو يقول لشقيقه :

_ اريدك بعد انتهاء عقد القران لا تذهب لتتسكع اليوم حسنا؟

اومأ له " راجح" دون ان ينبس ببنت شفة ، ثم خرجا معا الى الساحة للإحتفال بهذا اليوم الذي اصبح مميز .

كانت الساحة الواسعة تعج بجميع ممن في المملكة و يعلو صوت دقات الطبول ،وكانت بعض الفتيات يرقصن و يتمايلن بخصرهن على دقات الطبول بأنتظام في آنٍ واحد ، وقد انقسمت الساحة الى خمسة اجزاء ، حيث الجزء الاول خاص بالملكة وعائلتها ، الجزء الثاني خاص بملوك الممالك المجاورة ، الجزء الثالث خاص بالوزراء وعلية القوم ، الجزء الرابع خاص بالطبقة العليا كالتجار ، الجزء الخامس والاخير خاص بعامة الشعب .

وفي الجزء الاول كانت تجلس " رسيل" بكل وقار وهي ترتدي تاج امراء مملكة " سنان الاعظم" ، وبجانبها "زهير" ذلك الشاب الذي يتبين انه في اواخر عقده الثاني،اقترب "راسل" منهما وعلى محياه ابتسامة جذابة ، ثم امسك بيد شقيقته وهو يقول موجهاً حديثه الى " زهير" :

عروس الأشهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن