مملكة إيبوس

285 25 10
                                    

"للهِ حساباتٌ أخرى، وترتيباتٌ أوسع،
وأنّي له وإليه أسلمت وعليه توكلت".

____________________________

فاق " راسل" من شروده وهو يردد اسم " يسر" عدة مرات و ابتسامته تتسع ، ثم قال محدِثاً نفسه :

_ كنت أظن أنني لن أرى عيناكِ مرة اخرى ، لكن أنتِ من أتيتي هنا محبوبتي  .

شرد مرة أخرى وهو يتذكر " يسر" في طفولتها ، حيث أنه ذهب في اليوم التالي بعد رؤيته لها للمرة الأولى وقد جلب لها دمية تشبهها كثيراً ، اقترب من فراشها وهي نائمة كالملائكة بهدوء فمال بجسده ولأول مرة طبع قبلة على وجنتيها الحمراوتين ، ارتجف جسده عندما لامست شفتاه وجنتيها الناعمتين ، وضع الدمية بجانبها وهو يبتسم ل برائتها ولطافتها وهي نائمة ، ثم قال ل " مشرفة الدار" التي بجانبه :

_ هي عندها كام سنة ؟

ابتمست له المشرفة التي تُدعى " احلام" وهي تقول :

_ عندها سنتين ونص ، لاقينها قدام الدار من سنتين ونص .

عقد حاجبيه باستهجان وهو يقول :

_ ازاي حد يخلف بنت حلوة كدا ويرميها ده اكيد مجنون .

أومأت له " احلام " بحزن ثم قالت :

_ كل طفل وطفلة بيجوا هنا لأسباب مختلفة لا يعلمها الا الله ، ربنا يهدي يارب .

نظر " راسل" الى " يسر" وهو يدعي اللّه بداخله ان تستيقظ وتفتح عيناها ليتأملها قبل أن يغادر ، فتابعت " احلام " حديثها قائلة :

_ حضرتك متجوز ؟

هز " راسل" رأسه نافياً وهو يقول بجمود :

_ لا مش متجوز ، هيفرق مع حضرتك؟

حمحمت " احلام" ثم قالت بهدوء :

_ اه هيفرق ، مينفعش تتبناها وانت اعزب .

نظر لها " راسل" بضجر وهو يقول :

_ وانا قلتلك امبارح أن مش هتبناها انا هاجي ازورها باستمرار وخلاص ، اظن ان مفيش مشكلة .

أومأت له " احلام" بهدوء ثم غادرت الغرفة ، ومازالت أعين
" راسل" تراقب وجه " يسر" البرئ و تزين محياه ابتسامة هادئة ، بعد عدة دقائق وهو ينظر لها دون ملل استيقظت
" يسر" وعندما رأته أمامها ، ابتمست بخفة ثم أشارت له بيدها ليحملها ، فاقترب بتردد وقام بحملها على يده وزدات ابتسامته بعدما مالت عليه " يسر" وهي تطبع قبلة على وجنتيه ، فقال لها " راسل" :

_ ايه الحلاوة دي كلها بجد ، ازاي حلوة كدة.

قهقهت " يسر" وهي تعبث بلحيته للمرة الثانية ، فقال لها :

_ دقني عجباكِ للدرجة دي .

أنهى حديثه بقهقهة امتزجت مع قهقهتها ، فتابع حديثه قائلاً :

عروس الأشهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن