"أخاف أن أستأنس مجددًا بأشياء ستتركني."
___________________________
قطع حديث " سارين" و " فريال" صوت طرقات على الباب ، فأذنت " سارين" للطارق بأن يدلف ، دلف " راسل" وهو ينظر لشقيقتِه التي تحتل الصدمة معالم وجهها وعيناها متسعة بشدة ، فقال" راسل" بهدوء :
_ ما بكما ؟ صوتكما يصم الأذان .
جلست " سارين" بهدوء على المقعد وهي تقول :
_ هل تحب هذه الفتاة البشرية " راسل" ؟
عقد ما بين حاجبيه وساد الصمت لثوانٍ ثم قال بحنق :
_ هذا هراء يا أمي ، انا لا أحبها .
نظرت له " سارين " بغضب جامح ثم صاحت قائلة :
_ أنت كاذب ومخادع " راسل " .
نظر " راسل" باتجاه " فريال" وهو يقول :
_ لمَ أنتِ صامتة ؟ أتريّ أيضاً أني أحبها ؟
أومأت له " فريال" ثم قالت بتوجس :
_ أتعلم بشأن اللعنة التي تمنع الزواج بين البشر والمستذئبين؟ ، أمي تقول سيموت كل هجين بالمملكة ، هيا " راسل" بربك أخبرني بأن هذا هراء!
أنهت حديثها وهي تنفجر بالبكاء كلما تخيلت أن " أراس" سيموت بمجرد اختلاط دماء شقيقها مع " يسر" ، اقترب منها
" راسل" وهو يربت على ظهرها ويهدأها ثم نظر باتجاه
" سارين " وهو يقول :_ لقد أخبرتك أن لا تخبري أحداً بهذة اللعنة ، انا أعلم أكثر منكِ لكن يبدو أنكِ أخبرتي الجميع .
نظرت له " سارين" بهدوء وهي تقول :
_ لقد أخبرت " فريال" و " راجح" فقط حتى يمنعوك .
تشنجت معالم وجه " راسل" وهو يقول :
_ إن اضطر الأمر سأختار الخيار الثاني يا امي ، أنا لست بظالم لأنهي حياة الجميع من أجل سعادتي .
كاد أن يخرج من الغرفة لكنه التفت مرة اخرى وهو يلقي بقنبلته قائلاً :
_ انا لا أحب " يسر" بل أعشقها .
اتسعت أعين " سارين" حيث كانت تملك أخر أمل لديها بأن كل ما تشعر به أوهام ، لكنه أخبرها للتو بأنه يعشقها ، خارت قواها وهي تنظر له بضعف فهي لا تريده بأن يختار الخيار الثاني فهذا محال ، خرج " راسل"من الغرفة ثم اتجه الى باب القصر ليخرج للتدرب فهو في اقصى مراحل غضبه .
*****
كانت " يسر" تجلس على فراش غرفتها وهي تقرأ بتمعن الكتاب الذي أهداه لها " راسل" ،عندما وصلت عند جزء "عقاب التبرج" بكت فهي كانت مغيبة عن هذا الذنب العظيم طيلة حياتها ، كانت ترى بأن المعظم يفعل مثلها ونست قول الله تعالى :
" وكلهُم ءاتيه يَومَ القيـٰمةِ فرداً." ، نست أن هذه الدنيا فانية وأنها ستموت عاجلاً أم آجلاً وأنها ستحاسب على كل ما فعلته ، في كل مرة تنزل بها بخصلاتها المتحررة كانت تختار الدنيا ولا تختار الأخرة، كانت تختار أن تتبع هواها ونفسها ولا تتبع أمر الله ، فقرأت بصوتها الخفيض بين شهقاتها قول الله تعالى :
أنت تقرأ
عروس الأشهب
Fantasyالتقيّت معه بعالم لا يمت لعالمها بصلة ، لكنها تمنت أن تبقى حياتها القادمة معه بهذا العالم؛ فهو قد ازهر حياتها مرة اخرى ، لكن ماذا ستتمنى بعدما تكتشف حقيقته؟ فهل ستظل أمنيتها كما هي أم ستتمنى الهروب دون أن تعود ؟ هذا ما سنكتشفه معاً .