لقد نجى من الغرق، لكن البحر ظلّ دائماً في عينيه.
_________________________
يقف الجميع امام مقابر عائلة " صهيب الجندي " ، الصمت يسود المكان عدا صوت هذا العجوز الذي يقوم بقراءة بعض الاّيات القراَنية ، ربت " فريد" على ظهر والد " صهيب " ثم قال :
_ ربنا يصبرك و يصبرنا يا استاذ "توفيق" يارب ويرحمه.
اومأ له " توفيق" بهدوء فهو الان في فترة ما بعد الصدمة و حتى الحديث لا يقوى عليه، اثناء هذة اللحظة اقتربت " رحيق" من والدة "صهيب " وهي تقول بحزن :
_ رغم اننا منعرفهوش غير سنتين وعلاقتنا مكنتش قوية بس كلنا حرفيا منهارين علشانه مبالك حضرتك واستاذ توفيق بس ادعيله وانا هدعيله عشان هو عاوز ده ومحتاج له جدا يا استاذة " ماجدة" .
نظرت لها " ماجدة " ودموعها تغرق وجنتيها ، وهي تقول:
_ حاضر يا بنتي ، ادعيله واوعي تنسيه " صهيب" رغم ان طول عمره منعزل الا ان الفترة الاخيرة كان ديما بيتكلم عنكم وصدقيني بيحبكم ف أوعوا تنسوه بالله عليكِ.
انهت حديثها وهي تبكي بحرقة؛ لأنها تذكرت حديث ولدها عن أصدقائه في الاونة الاخيرة ، واعترف لها بحبه الذي يكنه لزميلته " يسر" و ينتظر الوقت المناسب ليخبرها بحبه ويتقدم لخطبتها لكن اختفت " يسر" وتوفى " صهيب" و لم يبقى شيء سوى الذكريات التي كادت ان تفتك ب " ماجدة" ، نظرت الى اللوح المدون عليه أسم ولدها ، فكيف لها ان تتخطى وتعيش حياتها ؛ فهي انجبته بعد سنوات عديدة من انتظرها ، حيث ظنت أنها عقيمة لا تنجب، ولكن كان كرم الله أوسع ووهبها "صهيب" ولم تنجب غيره ، لم تكن يوما تعلم انها ستقف امام مقبرته، لقد ظنت انه هو من سيقف امام مقبرتها بعد عمر طويل ستعيشه معه ، قطع شرودها صوت " رحيق " وهي تقول :
_ اهدي ارجوكِ يا استاذة ،بجد" صهيب" دلوقت بيتعذب و زعلان انك بتعيطي فأرجوكِ اهدي انا متفهمة موقفك بس بجد ده قدر ونصيب ربنا ومفيش اعتراض على امره .
امسكت " رحيق" بيد " ماجدة" ثم تابعت حديثها قائلة:
_ انتِ ست مؤمنة وعارفة ان كل ده ترتيب من ربنا وابتلاء و ربنا هيصبرك عليه والله ، خلي ايمانك قوي وادعيله افضل من العياط.
اومأت لها " ماجدة " ثم قالت بامتنان :
_ شكرا ليكِ يابنتي ، ادعي لي و ادعي له بالله عليكِ .
اومأت لها " رحيق" ثم انسحبت بهدوء ، فوقفت بجانب " امير " ثم اخبرته بأنها تريد الذهاب فهذا المكان يشعرها بالحزن و تتذكر يوم وفاة والدها ، اومأ لها " امير" واخبر " فريد" و" جوليان" ، فألقوا التحية على الجميع ثم ساروا خلف بعضهم البعض بأتجاه بوابة المقابر وكلاً منهم يفكر في اسباب اختفاء "يسر" الغامضة، فاليوم أُرسل لهم تحقيق الشرطة وأن ملف اختفاء " يسر" أُغلق اليوم بضد مجهول ولم يتم العثور على اثر لها! .
أنت تقرأ
عروس الأشهب
Fantasyالتقيّت معه بعالم لا يمت لعالمها بصلة ، لكنها تمنت أن تبقى حياتها القادمة معه بهذا العالم؛ فهو قد ازهر حياتها مرة اخرى ، لكن ماذا ستتمنى بعدما تكتشف حقيقته؟ فهل ستظل أمنيتها كما هي أم ستتمنى الهروب دون أن تعود ؟ هذا ما سنكتشفه معاً .