هَذا الجُرح ولِفرطِ ما اتّسع ؛ شقَّ عليهِ أن يَلتَئِم.
___________________
ارتمت على فراشها كعادتها بعد يوم شاق في العمل بالصحافة وأيضاً بالمنزل ، فهي لا تستطيع ان تستأجر من يقوم بتنظيف منزلها الصغير التي تمتلكه بعد وفاة والدتها وتحضير الطعام لها يومياً بعدما تعود من عملها فهي لا تمتلك المال الكافي لذلك ، غطت الى النوم بسرعة فكل خلية بجسدها تؤلمها الآن ولكن قطع نومها رنين هاتفها لتسب المتصل بداخلها وهي بين اليقظة والنوم ثم مدت يدها بجانبها وأمسكت بالهاتف و قامت بالاجابة على المتصل دون أن تعلم هويته فهي لا تستطيع أن تفتح عيناها قائلة بصوت خفيض :
_في شخص محترم عنده سائل أحمر بيجري في عروقه يتصل بحد بليل كده ؟
انتفض جسدها بعدما سمعت صوت المتحدث معها من الجهة الاخرى فعلمت أن من يحدثها هو " توفيق " رئيسها بالعمل ، كانت ستبكي عندما أخبرها بأنه يريدها الآن في المكتب الخاص به ثم استرسل حديثه قائلاً دون أن يعطي لها فرصة للرد :
_ انا عرفت شلة الغجر بتاعتكم وكلهم هنا أهم قدامي الا أنتِ يا "يسر " في أقل من خمس دقايق و تكوني قدامي فاهمة ؟
تأففت " يسر" بضيق فهي متعبة بإضافة أن ظهرها يؤلمها بشدة فهي تعاني من مرض "التهاب الفقار المقسّط " ،لكن يبدو أن لا مجال للرفض فأخبرته أنها ستكون أمامه خلال دقائق ، ثم قامت بطلب سيارة اجرة لها بعدما انهت المكالمة ثم نهضت بصعوبة وارتدت ملابسها على عجلة و انتظرت السيارة أمام المراّه التي تقع بجانب باب منزلها ؛ ليبدأ صراع جديد بين عقلها وقلبها صراع لن ينتهي أبداً ،فعقلها دائما يُذكرها كلما رأت إنعكاسها خلال المرآه بأن ملابسها التي تتكون من بنطال و سترة وعدم وضعها للحجاب يخالف الشريعة الاسلامية ، ليقوم قلبها بالرد بأن ترك خصلات شعرها حُرة مع ملابسها التي تناسب عصرها تجعلها فاتنة بشدة وأن معظم الفتيات مثلها فلماذا تفكر في الأمر بجدية وترهق ذاتها يومياً؟ فهي جميلة ولا تحتاج بأن تخفي هذا الجمال ، قبل أن يقوم عقلها بالرد مرة أخرى فاقت من شرودها على رنين هاتفها فكان هذا سائق السيارة التي طلبتها يخبرها بأنه ينتظرها أسفل المنزل .
بعد عدة دقائق قليلة كانت تقف بمصعد الجريدة التي تعمل بها وتوترها يزداد لهذا الأجتماع العاجل فالساعة تشير الى الثانية عشر بعد منتصف الليل وفي ليلة شديدة البرودة ،فلما لم يتأجل هذا العمل الهام للصباح ؟، فيبدو أن هذا الاجتماع سرياً للغاية ، قطع وصلة أفكارها صوت صافرة المصعد معلناً أنها بالطابق الخامس لتخرج منه وتسير نحو غرفة الأجتماع وعلى حين غرة فتحت الباب دون طرق لينتفض الجميع من فعلتها هذة.
_ أنتِ غبية بجد في حد يدخل كده خضتيني منك لله .
كان هذا صوت " رحيق" المحتنق زميلتها بالعمل ، لكن الأخرى لم تبالي ودخلت وهي ترمق الجميع بهدوء ثم جلست على المقغد المقابل ل " رحيق" ثم قالت بعد برهة :
أنت تقرأ
عروس الأشهب
Fantasíaالتقيّت معه بعالم لا يمت لعالمها بصلة ، لكنها تمنت أن تبقى حياتها القادمة معه بهذا العالم؛ فهو قد ازهر حياتها مرة اخرى ، لكن ماذا ستتمنى بعدما تكتشف حقيقته؟ فهل ستظل أمنيتها كما هي أم ستتمنى الهروب دون أن تعود ؟ هذا ما سنكتشفه معاً .