البارت الثاني و الأربعون

518 53 49
                                    


أدعوك
أن تجعل الدنيا أخفّ على قلبي ،
وأن ترزقني السڪينة والأنس والأمان بك .
وأسألك يا ربّ أن تهوّن عليَّ ڪل ما تستصعبه نفسي ، وتخفف عني ما لا يعلمه سواك :))
________________________


بسم الله الرحمن الرحيم

البارت 42 (لن يتركها)

و انا من عاهدت نفسي إلا اقترب من أي حواء، و وضعت الفواصل و الحدود بيني و بينهن، لتأتي انتِ يا صاحبة العيون البُنية تتعدي حدود قلبي، و نسيت انكِ غيرهن بل انتِ «قدر» يجب ان ألقاه و ان اختلفت الطرق، حتمًا سيأتي يوم و تتلاقى فيه السُبل.

انزوت على حالها في غرفتها هربًا من اي ضجيج خارجي فيكفي ما بداخلها من عواصف الأفكار التي لم و لن تهدأ حتى يتحقق ما تريده لكن ماذا ان كانت تريد المستحيل؟ جلست «مريم» تحتضن هاتفها بكلتا يديها تتأمل صوره التي تحفظها عن ظهر قلب و ترى ان كان انزل منشورًا جديد عبر فيسبوك او تويتر لكن لا شيء جديد، زفرت الهواء بقوة بعد ان اجتمعت العبرات بعينيها تأبىٰ النزول تتذكر ماحدث في الكلية صباح هذا اليوم.

وكزتها «مريم» في ذراعها اثناء قولها:

"بت يا ملك مش اللي واقفين هناك دول رحمة و ياسمين؟!"

رفعت «ملك» رأسها عن شاشة هاتفها تنظر إلى المكان الذي تشير إليه الأخرى و اردفت بأقتضاب:

"اه هما"

ثم اضافت بخبث:

"بقولك يا مريم ما تيجي نسلم عليهم ده حتى وحشوني أوي"

ظهرت سخريتها واضحة في الحديث ليصيب «مريم» الارتباك لكنها حاولت ان تظهر عادية:

"لأ خلينا هنا احسن بلاش نروح عندهم"

التقطت «ملك» خوف الأخرى مردفة بضيق:

"انتِ خايفة منهم ولا أي"

نفت الأخرى بسرعة تخشى ان يفتضح امرها امامهن وقالت بتبرير لموقفها:

"لأ بس انتِ عارفة كل مرة بيحصل مشاكل و خصوصًا ست زفتة رحمة لسانها مبرد صح مش بتغلط بس بتعرف تسكت اللي قدامها، انا بقول نخلينا في نفسنا و نركز عشان الامتحان"

كانت تظن بقولها هذا أنها هكذا ستردعها عما تريد لكن هذا لم يزيدها إلا عِندًا وقالت بأصرار:

"بس انا بقا هروح عشان هي متبقاش حارقة دمي وهي تضحك و تنسى اللي عملته، انا رايحة عايزة تيجي تعالي مش عايزة انتِ حرة"

تحركت «ملك» لتهرول «مريم» خلفها تحثها على الانتظار:

"استني هاجي معاك، ده انا ابقا عبيطة لو فوت لحظة زي دي"

و عند وصولهم لهن التقطت آذانهم صوت «قدر» تقول بضجر:

"اهم جوز العقارب حضروا"

صدفة ام قدر (العشق الخماسي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن