البارت الثالث و الأربعون

466 36 44
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم.

البارت 43 (خطة بلهاء)

عاد «سليم» إلى المنزل بعد ان انتهى من حمل البضاعة و إدخالها إلى المخزن بمساعدة اخويه، وبعدها ذهب ليتحمم ويبدل ثيابه بأخرى نظيفة، وبعدها قرر الذهاب إلى المسجد حتى يؤدي فريضة العصر في جماعة لكن ما ان وصل لطابق الأرضي توقف يبحث بعينيه عن ابنة عمه «قدر» لكن قطع عليه ذلك هو هبوط «احمد» من فوق الدرج واقترب منه وقال بهدوء:

"واقف كده ليه؟ مش يلا عشان نصلي"

تنهد و اومأ له وقرر ان يعود لها بعد الصلاة حتى تذكر شيء وقال:

"استنى!! هو فارس فين انا مشفتوش طول اليوم"

تشدق «احمد» بفمه ساخرًا:

"البيه مكتئب وقاعد في اوضته وشايل طاجن سته فوق دماغه، و جدك قال ماحدش يزعله هو هيروق مع نفسه ويرجع زي الفل"

اعترض «سليم» على حديثه وهو يحثه لسير خلفه:

"لأ تعالى ننكشه ونعرف ماله، ده حتى بكره العيد ماينفعش نسيبه زعلان كده"

تحرك الإثنين وطرق «سليم» فوق الباب بهدوء ولم يدلف حتى سمح له «فارس» بذلك، كان الآخر يجلس منزوي على حاله في الغرفة ليهتف «سليم» بمرح:

"قولي بس مين مزعلك وانا ازعلك امه، وبعدين ده انت عملت اللي ماحدش فينا قِدر يعمله و هتتجوز قبل ما تكسر التلاتين"

اكتفى برسم بسمة ساخرة ليعلق «احمد» وهو يقترب يجلس بجوار ابن عمه:

"نرجس دي بنت حلال ما تسبش حد غير وتنكد على أهله"

نكزه «سليم» بمرفقه في جانبه وهمس له بضيق:

"احنا جايين نهدي و لا نشعللها يا حريقة"

خرج صوت «فارس» وهو يقول بنبرة ساخرة تحمل في طياتها الحزن:

"لأ هي مولعة خلقة، وبعدين خلاص شكله ولا هيبقا في جواز ولا عريس من أصله"

نظروا إلى بعضهم بحزن على حالته و قبل ان يندفع أحدهم لمواساته كان قد صدح صوت هاتف «سليم» أخرجه من جيبه و تعجب من المتصل والتي كانت «علا» ابنة خالته، رأى «احمد» اسمها على شاشته لكنه ادعى الانشغال مع «فارس»، تنهد «سليم» بعمق ثم أجاب:

"الو ايوة يا..."

بترت هي كلماته وهي تقول بلهفة:

"ماتقولش اسمي لو احمد جمبك، من فضلك يا سليم لو كان جمبك أبعد عنه"

تعجب «سليم» من مطلبها لكنه خمن انها ربما تريد ان تفعل مفاجأة لزوجها دون علمه و تحتاج لمساعدته لكن نبرة صوتها المضطربة اوحت بعكس ذلك، لبى طلبها و ابتعد قليلًا عنهم ثم اضاف بأستغراب لم يخلو من حديثه:

صدفة ام قدر (العشق الخماسي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن