الفصل السابع: لمسات مرعبة 🔥

4.3K 29 17
                                    

بشكل غير متوقع، شعرت جوزفين ببرودة تجمد العرق على جلدها وانسابت رعشة باردة أسفل عمودها الفقري.

استدارت ببطء، لتجد نفسها وجهاً لوجه مع نارسيس. كانت المفاجأة والخوف يكادان يقتلانها للحظة، عيناه البلوريتان الزرقاوان تلمعان في أشعة الشمس كجوهرتين بلون السماء ممزوجتين بخيوط حمراء خفيفة، تميزه كألبينو بملامحه الفريدة.

كان نارسيس يقف بشموخ، يستند على كراسي الحديقة من الخلف، شعره الذهبي يتراقص مع خصلات الشمس، وكتفيه العريضين يظهران قوة وثباتاً يمكن ان ليحمل اي امراءة بين ذراعيه ويجعلها تتشبث به .

بادر بالحديث قائلاً:
"مرحباً، أميرتي."

كانت كلماته تحمل دفء واهتماماً مصطنعاً ، لكن جوزفين كانت لا تزال في حالة من الصدمة.

لم تستطع جوزفين إلا أن تفتح عينيها بدهشة وذهول، محاولة استيعاب ما يحدث. كان نارسيس هنا، بجسده الحقيقي، أمامها مباشرة، ينظر إليها بنظراته الفريدة المغرية التي كانت تقتل قلبها في كل مرة.

تلك النظرات التي كانت تشعرها دائماً بأنها محط اهتمامه الكامل، ولكن الآن، كانت تحمل معنى مختلفاً، مزيجاً من السيطرة والهيمنه الرجولية التي تامرها بالطاعة وشعوره بالتملك والاهتمام العميق  الذي لم تكن متأكدة منه بعد الآن.

حاولت جوزفين تمالك نفسها، لكنها شعرت بأن قلبها ينبض بسرعة غير طبيعية. كانت تواجه نارسيس بكل جماله وسحره، وبدأت تدرك أنها كانت محاطة بعالمه الخاص، عالم لا تستطيع الهروب منه بسهولة.

'ايمكن ان تموت امراءة بسبب جمال رجل؟'
همسة تحت انفاسها بينها وبين نفسها

احمر وجه جوزفين خجلاً، وتلونت وجنتاها بلون قرمزي. قالت بتلعثم:
"أنت... أنت هنا؟!"

ضحكت ضحكة حمقاء بتوتر، فماذا يتوقع أحد من مراهقة في الخامسة عشرة من عمرها، عديمة الخبرة ولا تشاهد الرجال الوسيمين إلا على هاتفها؟

ضحك نارسيس على توترها، ضحكته ونظراته التي يمكن أن تُقسم أن الشياطين تهرب من نظراته الماكرة والمخيفة، ونواياه الفاسدة كافية لإغلاق قسم الآداب والأخلاق الحميدة.

مد يده ومشط بطرف سبابته إحدى الخصلات التي هربت إلى جبهتها، ليعيدها خلف أذنها وقال بسخرية: "أجل، أعتقد ذلك."

كانت نبرته تحمل سخرية واضحة، وأضاف بصوت مغرٍ: "أنت تبدين جميلة وأنت مغطاة بالمعادن حولك."

شعرت جوزفين بقشعريرة الخجل تفرض نفسها عليها وهي تحدق في وجهه كحمقاء. كانت كلمات نارسيس ونبرته تجعلانها تشعر بمزيج من الارتباك والانجذاب.

ساديشتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن